أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغاني بوشوار - زلزال المغرب في الميزان














المزيد.....

زلزال المغرب في الميزان


عبد الغاني بوشوار

الحوار المتمدن-العدد: 7742 - 2023 / 9 / 22 - 06:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لزلت الأرض في جبل الأطلس الكبير الموجود في المغرب قريبا من مراكش، فرجت قلوب المغاربة ورقت نفوس بقية البشر. فاجعة زادت عليها كارثة ليبيا، وكلتا الفاجعتان فاجأتا آلاف الأرواح وسحقتا آلاف النفوس.
تضحية غير مألوفة في جبال الأطلس وعند ساكنتها وتضاف إلى عدد الكوارث التي شهدها تاريخ شمال إفريقيا وضحى ساكنة المغرب والجزائر وتونس وليبيا بالغالي والنفيس للمحافظة على البقاء وصيانة الكيان الإنساني للاسمرار في البقاء والتمتع بالحياة الكريمة.
شملت الكوارث، عبر التاريخ المديد لشعوبنا، زلازل وبراكين وسيول وأوبئة وحروب وأعاصير وانقطاع الامطار وهيجان البحار. ولقد شاهد البعض منا عددا من هذه الأحداث وتعاملنا معها وشهد أجدادنا ما لم نشاهده ولا دل على حسن تعاملهم مع تلك الأحداث الجسيمة إلا وجودنا واستمرار الحياة في أراضينا. ولقد تمت إدارة هذه الكوارث في غابر الأزمان قبل أن يتبادر إلى أذهان الأجداد مسبب واحد يعاقبهم على أفعالهم الرامية إلى تحسين ظروفهم المعاشية والتأقلم مع محيطاتهم.

وبالرغم من ركوب ذوي اللحايا والمتفيقهين وأنصاف العلماء موج التبريرات والتفسيرات: من العقاب الإلاهي والإرادة السماوية إلى كثرة ذنوب البشر وفظاعتها ،هب المغاربة إلى النجدة والعمل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وسارع إخوانهم المهاجرين في التعبأة لتضميد الجروح ودفن الموتى وإيواء المشردين ومواساة المتضررين وعدم الاكتراث بالمسببات التي يتفنن فيها المتكلمون والكسلاء(إد بوتميميت).
ألم المتضررين من الكوارث الطبيعية ومن الحروب والحماقات الإنسانية يشعر بحزنها كثير من الناس في العالم ويزهو بها مرضى النفوس وأعداء البشرية.
من الطبيعي أن يتعاطف الناس في جميع أنحاء العالم مع المغرب وليبيا ومع كل البلدان التي تعرض أهلها ويتعرضون إلى الفواجع. وليس هذا فقط، بل يود كثير منهم الالتحاق بأماكن وقوع الكارثة لتقديم يد المساعدة ومواساة المتضررين، لا خوفا ولا طمعا. أماكن الكوارث، كما يعلم الجميع، محدودة ولا تستدعي الإغاثة الترحيب بكل من عنده الرغبة في المشاركة في الإنقاذ.
إن المجتمعات الحديثة لديها حسابات للمحافظة على أمنها ومصالحها وسمعتها بين المجتمعات الأخرى والمغرب ليس استثناءا. أمام هذه الفاجعة، هل تماطل المغاربة في تقديم ما استطاعوا له لإنقاذ أهاليهم في الحوز؟ كلا، إنهم هبوا أيضا إلى تارودانت وضواحيها في سوس. كل شبر متضرر وصلت إله أيادي المغاربة فرادى وجماعات والتحقت بهم عناصر مؤسسات الدولة: وعلى قد أهل العزم تأتي العزائم، وفاقد الشيء لا يعطيه.
إنه من الاستحالة بمكان إنقاذ جميع الضحايا تحت الأنقاض حتى لو أنهم جميعا تواجدوا في ذلك المسجد الوحيد الذي بنوه بالأسمنت وبقي واقفا، ويتساءل المرء: هل جدرانه أحب إلى الله من حياة البشر؟ ومن ذا الذي يلجه للعبادة إذا توفي الجميع، هل تفطن المتفيقهون إلى الحكمة في ذلك؟

نعم لقد زلزلت الأرض في المغرب وأدى ذلك إلى كارثة في الأرواح البشرية والحيوانية وأسباب المعيشة والبنيان كما فعل طوفان ليبيا بالأرواح والبنيان وأسباب المعيشة، لكن د الشعوب وإصرارها على المضي قدما نحو الرقي والازدهار لا تقهر.
نعم ظواهر التخلف بينة ومعروفة ولا ينكرها أحد في كل الدول النامية ولا توجد دولة في العالم لم يتم انتقادها من قبل العالم في تعامها مع الاحداث الجسيمة مثل الكوارث بما في ذلك الدول المتقدمة. لم تسلم تركيا، التي يدعون أنها تملك تكنولوجيا حديثة للتعرف على الأحياء تحت الأنقاض، من الانتقاد.
لكن لقد ظهرت وأبدعت عبقرية المغاربة مرة أخرى في تنظيم شؤونهم حتى أثناء الكوارث. ومن المعلوم بالضرورة أنه لا توجد طريقة مثلى للتعامل مع الكوارث إلا ما يتوفر في حينه.
وفي الختام: ليكن في علم المؤمنين وغير المؤمنين أن الكوارث الطبيعية تحذر الجميع وتنذرهم بضرورة التضامن واعتماد الطرق العلمية لأجل إتقان وتحسين ظروفهم المعاشية وتشييد بنيانهم على أسس متينة.



#عبد_الغاني_بوشوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجنون الحارة يدافع عن نفسه
- العبودية الحديثة القديمة: واقع المغرب
- الشعوذة في الميزان: واقع المغرب
- المرأة والسياسة: واقع المغرب
- ليعش لبنان
- ازعاج ضجيج أبواق المآذن
- الثقوب السوداء من نوع آخر
- الوجود حسب مجنون الحارة
- كي لا تغرق السفينة البشرية
- قصة أأحمد -باريزيان- من الذاكرة
- بعض التوضيحات حول القرآن وبعض توظيفاته
- ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر
- زيارة أخرى إلى حرف -تيفيناغ- الأمازيغية


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الغاني بوشوار - زلزال المغرب في الميزان