أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الغاني بوشوار - كي لا تغرق السفينة البشرية














المزيد.....

كي لا تغرق السفينة البشرية


عبد الغاني بوشوار

الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 05:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


على ضوء وظلام ما يشهده العالم اليوم من جهل وفقر وأمراض وأمية واقتتال وفشل السياسيين في مواجهة الكوارث والحرب الشرسة المباغتة الحالية التي شنها فيروس كورونا، العدو الذي لا يستثني أحدا وفي نيته الواضحة الاستمرار في حصد أرواح البشر والسعي الحثيث وراء لإبادة البشرية والقضاء على الحياة التي تتغير باستمرار والتي ما يزال البشر يجهلون معناها، فأمام هذا الوضع الكئيب، فإنه من الضروري ومن واجب كل واحد أن يتحمل المسؤولية ويدرك بكل قواه أن الجميع على سفينة واحدة، فإما أن يسلموا جميعا وإما أن يهلكوا جميعا فتنطفأ شموعهم إلى الأبد.
هذا الواقع المرير الذي لا مفر منه يحتم على الاجتماع البشري كثيرا من التعقل والحكمة واعتماد الأساليب والمنهجيات العلمية التي يتبعها العلماء والخبراء والمفكرون والمهتمون بصدق بمصير البشرية وسعادتها، إما فرادى أو جماعة سواء في الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية المختلفة أو في أي مكان آخر بهدف واحد وهو التدبير الذكي للحياة على هذا الكوكب وفي أي مكان آخر في الكون الفسيح الذي قد تستعمره البشرية في المستقبل.
إن التمتع بثمرات الحفاظ على الحياة وتقدمها تستوجب الإيمان الصادق والحقيقي بأن البشرية هي جسم واحد ونظام واحد واعتبار كل واحد من بني البشر، ذكرا كان أو أنثى، عنصرا وعضوا(مثل خلايا أجسامنا) كامل العضوية في الجسم البشري بمن فيهم تأبط شرا و إبا ماماسة .
جسم البشرية هذا، يشبه جسم الإنسان الذي تعمل أعضاءه وخلاياه، التي قدرها العلماء بما يزيد عن 37,2 ترليون، بانسجام محكم لتؤدي وظائفها والمساهمة في العناية بالجسم والسهر عليه، على أن جسم الإنسان الفردي مبرمج في تكوينه للسير نحو لقاء حتفه، من التراب إلى التراب، كما تعلم الأديان، وورد في القرآن، الذي يعتبره المسلمون كلام الله، بأن: "كل نفس ذائقة الموت". وقد جسدت ملحمة جلجامش هذه الحقيقة التي لا مناص منها منذ آلاف السنين قبل الميلاد، فخلود جسم الإنسان، ككائن حي، غير وارد وقد تقبل الإنسان جلجامش حتمية زواله على مضض واستمر في البناء والعيش إلى يوم مماته وخلوده هو عمله المشاهد، ومع ذلك لم يفقد الإنسان الأمل في النجاة بجسمه حتى اللحظة.
وبالنظر إلى الجسم البشري كوحدة ونظام يجتمع فيه جميع الأفراد والأشخاص (البشرية مجموعة)، فإنه بالرغم من التهديدات المتربصة به من كل الأشكال والأنواع، سواء من قبل الطبيعة والكوارث التي يتعرض لها باستمرار، أو من قبل حماقة وأخطاء بعض أعضاءه (الحروب المدمرة التي يخوضها)، فالوضع مختلف في وجه، فالجسم البشري (هومو سبيان) مستمر في الوجود منذ ظهوره على الأرض، وبقاء هذا الجسم على قيد الحياة لا ينذر ولا يوحي بالزوال مثل جسم الإنسان الفرد المحكوم عليه بالفناء عدا إذا اكتشفت الأبحاث العلمية أن سكان الأرض انقرضوا مرة وعادت بهم الحياة إلى ما هي عليها اليوم. فالاستمرار في الوجود هو القاعدة.
فجسم الإنسان، كما تقدم، والإنسان الفرد، لا يمكن أن يحلم بالبقاء، والخلود، فذلك أمر مفروغ منه، وقد اقتنع به كل واحد منا، ربما على مضض، لكن دون طموح الكثيرين من الذين يعتقدون أن الإنسان مركز الكون. فليس لأحد من يقين ولا من صحة تصور مآل جسم البشرية ومصيره، فيقين زوال الإنسان كفرد وكجسم حقيقة قد أدركها الإنسان البدائي حتى قبل جلجامش .
طبعا، إن اليقين باستمرار البشرية في الوجود كجسم لا يستند على علم ولا هو من الحقائق الثابتة عند العلماء، نظرا للتهديدات الطبيعية والحماقات الإنسانية من كل نوع والمخفي من المغيرات والاحتمالات أعظم، كما تقدم ذكره.
الجميع يشهد باستمرار وجود البشرية منذ ظهورها والعلماء الحقيقيون يعملون ويجهدون على استمرار هذا الوجود، إن على الأرض أو على غيرها من الكواكب في مجرتنا أو في غيرها. ضمان البقاء والحياة الأبدية للبشرية ليست وهما في مخيلة العلماء، لأن طبيعة الحياة نفسها مبنية على الصراع والعمل من أجل الحفاظ على البقاء وهذا بالرغم من دكا دكا، والجبال المنفوشة، والحروب السابقة والقائمة وللاحقة، وقنابل ناكازاكي وهيروشيما، وشيرنوبل، وثري مايل أيلاند، وكوارث غابة الأمزون، والعبث بالبيئة والمناخ، وإيحاءات أنبياء التشاؤم التي لا دليل عليها، فتجنيد العلماء والباحثين للحد من العواقب السيئة والتأقلم مع ظروف البيئة تستوجب من الأفراد(رغم مصير الفناء) المساندة المادية وتوفير جميع المستلزمات وظروف العمل التي تليق بنبل عملهم من أجل بقاء وحياة الجسم البشري ككل.
يستوجب هذا التجنيد أيضا نفض غبار الجهل وثقل حمل الخرافات والأساطير والتفاهات من كل نوع، والوعود الزائفة، وظلم المستبدين والديماغوجيين، وخزعبلات الأديان، ونوايا أعداء البشرية، والتعالي على الغير، والتقليل من شأن العنصر الأنثوي، مع الثقة غير العمياء في عمل ما ينورنا به العلماء والباحثون من المعارف والاكتشافات التي تنصب على الحفاظ على بقائنا جميعا كجسم واحد ولولا أعمال العلماء لما استطاع البشر التعرف على كورونا وغيره من الكائنات الأخرى النافعة والمضرة منها.
فالواقع المعاش إذن، يحتم أن يجند كل واحد نفسه بصدق لدعم العلماء للدفاع عن مصلحة وسلامة الجسم البشري الذي ينتمي إليه كل واحد منا كعضو كامل فيه حسب استطاعته وقدراته المادية والعقلية، وهكذا يمكن إنقاذ السفينة البشرية، وللقراء واسع النظر.
اكادير، المغرب الآمن



#عبد_الغاني_بوشوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة أأحمد -باريزيان- من الذاكرة
- بعض التوضيحات حول القرآن وبعض توظيفاته
- ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر
- زيارة أخرى إلى حرف -تيفيناغ- الأمازيغية


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الغاني بوشوار - كي لا تغرق السفينة البشرية