أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغاني بوشوار - الوجود حسب مجنون الحارة














المزيد.....

الوجود حسب مجنون الحارة


عبد الغاني بوشوار

الحوار المتمدن-العدد: 7412 - 2022 / 10 / 25 - 00:00
المحور: المجتمع المدني
    


بعث إلي مجنون الحارة بالخطاب التالي:

" اصح يا جاهل واستفق من سباتك واتفض عنك غبار "التكليخ". اعلم أن دماغك الدي تحويه جمجمتك هو محور حياتك ووجودك وهو جزء من جسدك لكنه يتحكم في جميع تصرفاتك وله خاصية التمدد والاستيعاب بفضل بلايين الخلايا التي تعمل بشحنات كهربائية التي تزوده بها المواد الغذائية التي يتناولها جسمك.

وجودك على هذه الكرة الأرضية التي تدور حول نفسها كل أربعة وعشرين ساعة تقريبا بسرعة 1670 كيلومتر في الساعة وتتم دورانا حول الشمس كل 365 يوما بسرعة 107000 كيلومتر في الساعة تقريبا, وبذلك تكون قد قطعت 940 مليون كيلومتر تقريبا. إن وجودك هذا وجود مؤقت مثل كل الموجودات التي يتكون منها الكون ببلايين المجرات وآلاف البلايين من النجوم والكواكب والثقوب السوداء التي ما زلت تجهل طبيعتها بالرغم من معرفتك البسيطة ببعض القوانين التي يسير عليها الكون الذي قد تعتقد أنه الكون الواحد في الوجود.

وجودك مرتبط بنجم الشمس التي تزودك وكل الكائنات على الأرض بالطاقة الضرورية للحياة وهي قريبة منك بمسافة 149 مليون كيلومتر تقريبا، فيما تبعد عنك بقية النجوم بملايين السنوات الضوئية وكثير منها تبعد ببلايين السنوات الضوئية وأكثر. وأنت تعلم أن الضوء يقطع مسافة 9 ألف بليون كيلومتر في السنة، ومع هذا فإنك تشترك مع كل تلك الأجرام والموجودات في عدد من العناصر، إذ لست إلا كومة من العناصر كيمائية وفزيائية وبيولوجية. نفس القوانين تحكم الجميع.

وجودك ليس إلا نتيجة لتحولات وانصهار تلك العناصر منذ ما يربو على 14,7 بليون سنة مع بداية الانفجار العظيم الذي أحدث الكون كما تعرفه اليوم وأنت في أحضان المجموعة الشمسية التي تكونت قبل 4,5 بليون سنة تقريبا.

وجودك عملية تلاقح وتفاعلات كيميائية وفيزيائية وبيولوجية ورثتها عن أبويك اللذان ورثاها عن أبويهما والأجداد الذين ينتمون إلى مملكة الحيوانات من الثديات التي لا تختلف عنها إلا بدماغك وحركات يديك التي بنت حضارات وثقافات في التجمعات البشرية التي انتشرت على كوكب الأرض بعد خروجها من القارة الافريقية.

إن وجودك حتمي وعشوائي وليس من عدم ولا معنى له إلا في صلب المجموعة التي ابتدعت أنظمة لغات للتواصل والتأثير على دماغك لتتفتح بصيرتك لتساهم في كشف أساليب وسبل البقاء على الحياة بالتعاون مع غيرك الذين يشتركون معك نفس المصير.

جراء وجودك وتطور دماغك ابتدعت منهاجا علميا واكتشفت بثيرا من القوانين الطبيعية التي تتحكم في وجودك وتصرفاتك علاوة على تحكمها في كل الموجودات الكونية بالرغم من جهلك بطبيعة المادة والطاقة المظلمة التي تكون 95%من الكون الشامل الذي سمحت أجهزتك بملاحظته. فإن ادعيت معرفتك بأقل من 5% من موجودات الكون فقد غابت عنك أغلبية مكونات الكون. كما غابت عنك حقائق كل ما كان إلى إلى حين شعورك بوجودك الحالي الذي تجهل سره بالرغم من فتاوي من لا يملك أي دليل علمي يقنع ذوي العقول النيرة.

إن سر وجودن مكنون في دماغك وجسدك وهو نتيجة كل ما كان بكل تحويراته وتغيرات عناصره وجهلك المهول بطبيعته. فوجودك هو أنت وتشتركه مع بلايين البشر مثلك ووجودهم هو وجودك أيضا. أنت منهم وهم منك. إنها نفس العناصر التي تتفاعل في دماغك وخارجه. فدماغك هو مركز وجودك وهو الحياة التي تنعم بها وتنعم بها كل الكائنات التي تشترك معك كوكب الأرض الأم المرضعة للجميع والتي يزودها نجم الشمس بالطاقة الضرورية للاستمرار في الوجود إلى حين الانتقال إلى الكواكب الأخرى وفضاءات أخرى في الكون الفسيح عندما يستطيع دماغك النفوذ إلى أقطار السماوات والأراضي.

إن هذه الأرض المرضعة هي التي خرجت منها وإليها تعود وتتحل فيها العناصر التي كونتك، مع العلم أنك تجهل مقدراتها ومقوماتها وطبيعة مخاطر صحتها التي لا تكترث بها مع اعتمادك على رضاعها لتستمر في الوجود. إنك تعلم أنها مريضة، فإذا ماتت، فالفناء حتمي وسيتمر الكون في السير إلى مصيره بدون وجودك."

هذا ما أحببت أن أحيطك به علما لتفكر قليلا عمن هو المجنون، أهو أنا أم أنت علما أنك أنا وأنا أنت, أو باس.
الدكتور عبد الغاني بوشوار، المغرب الآمن.



#عبد_الغاني_بوشوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا تغرق السفينة البشرية
- قصة أأحمد -باريزيان- من الذاكرة
- بعض التوضيحات حول القرآن وبعض توظيفاته
- ضرورة إنشاء نظام عالمي جديد: التغيير المنتظر
- زيارة أخرى إلى حرف -تيفيناغ- الأمازيغية


المزيد.....




- مساعد وزير الخارجية الأسبق: عرقلة منح فلسطين عضوية بالأمم ال ...
- اعتقال أكثر من 100 شخص خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة كو ...
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغاني بوشوار - الوجود حسب مجنون الحارة