أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما بين (خطة الحل النهائي) النازية إلى (خطة الحسم) الصهيونية















المزيد.....

ما بين (خطة الحل النهائي) النازية إلى (خطة الحسم) الصهيونية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


لسنا في وارد نبش تاريخ اليهود في أوروبا والعالم ولا الدخول في جدل حول معاناة اليهود واضطهادهم في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية -1939/1945، ولكن ما لفت انتباهنا ظاهرة سبق أن تطرق لها ابن خلدون في مقدمته المعروفة وهي أن: «الأمم المغلوبة تتشبه بالأمم الغالبة»، وما أكده علماء النفس لاحقا بأن الضحية تتشبه بالجلاد من حيث إعجابها بقوته وجبروته مما يدفعها لاحقاً وبالرغم مما عانته على يد الجلاد إلى تقليد أسلوبه في تعاملها مع الآخرين وتتحول هي بحد ذاتها إلى جلاد يمارس نفس منطق الاستعلاء والجبروت وصنوف التعذيب مع الآخرين ممن يقعون تحت سلطتهم وحكمهم.
هذا ما نشاهده اليوم في طريقة تعامل الصهاينة ضحايا (الهولوكست) مع الشعب الفلسطيني، وفي هذا السياق لاحظنا التشابه الكبير ما بين (خطة الحل النهائي) التي وضعها النازيون إبان الحرب العالمية الثانية للتخلص من اليهود في ألمانيا و (خطة الحسم) التي وضعها اليمين الصهيوني المتطرف سموترتش للتخلص من الفلسطينيين وانهاء الصراع، وقبل المقارنة وتبيان أوجه الشبه الكبيرة دعونا نتعرف باختصار على الخطتين العنصريتين.
أولا: خطة (الحل النهائي) للمسألة اليهودية
مع أن العلاقة بين اليهود والمجتمعات الأوروبية التي يعيشون فيها كانت دائما متوترة حيث كان لليهود نمط حياتهم الخاصة التي لم تكن تنسجم مع الثقافة الأوروبية ونمط الاقتصاد الأوروبي، وفي هذه المجتمعات ظهر مصطلح (معاداة السامية) في دول أوروبية حتى قبل ظهور النازية، إلا أن الأمر وصل لدرجة التصادم والعداء المطلق عندما وصل أدولف هتلر للسلطة في ألمانيا عام 1933، في ذلك التاريخ لم تكن المسألة اليهودية على سلم اهتمام النازيين بل كان شغلهم الشاغل إعلاء شأن الوطنية الألمانية التي تعرضت للإهانة في الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، ولكن خلال ذلك بدأت تظهر أفكار ونظريات عنصرية تميز بين الأعراق وتقول بأن البشر غير متساويين في قدراتهم العقلية واستغل النازيون هذه النظريات لتمجد العرق الجرماني واعتبار الشعب الألماني أسمى الشعوب وبقية الشعوب الأخرى أدنى درجة وفي أدنى السلم يأتي اليهود، ولكن العداء لليهود لم يكن لهذا السبب فقط بل أيضاً بسبب سلوك اليهود الاقتصادي الذي لم يكن في خدمة الشعب والاقتصاد الألماني.
مع اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939 تعاظمت النزعة النازية العنصرية وتم فتح ملف اليهود في ألمانيا، ووضع خطة الحل النهائي النازي المتطرف أدولف ايخمان رئيس الجهاز السري (جيستابو) – خطفه الإسرائيليون عام 1960 من الأرجنتين حيث كان يقيم متخفياً وأحضروه لإسرائيل حيث تم إعدامه 1961-وعقد القادة الألمان اجتماعاً حكومياً في برلين في 20 يناير 1942 لبحث الخطة، ودعت الخطة الى إيجاد حل نهائي للمسألة اليهودية من خلال عمليات متعددة من الترحيل القسري لليهود الى مناطق خارج ألمانيا أو الى معتقلات جماعية تمارس فيها الأعمال الشاقة، وعمليات القتل المتعمد الخ، وكان (الهلوكست) أو المحرقة التي يزعم الصهاينة أن ضحاياها وصل إلى 6 مليون يهودي أحد أهم أدوات الخطة أو الوصف المفضل عند اليهود لما تعرضوا له في ألمانيا،- مع أن مفكرين وباحثين غربيين ومنهم الفرنسي روجي جارودي فند بالوثائق والتحليل العلمي صحة العدد حيث قال إن عدد اليهود في ألمانيا في بداية الحرب لم يكن يبلغ 6 مليون فكيف قتل النازيون 6 مليون وبقي ملايين ممن تم إنقاذهم داخل ألمانيا أو هربوا منها إلى أمريكا ودول أوروبية وفلسطين- .
كان الهدف من هذه الخطة الوصول لدولة ألمانيا نقية العرق وخالية من اليهود ومن الأعراق الأخرى وتسخير هذه الأخيرة المتواجدة على أراضي ألمانيا أو في الدول التي تم احتلالها لخدمة الشعب الألماني، وهذا يتطلب ممارسة سياسة التطهير العرقي.
ثانيا: خطة الحسم العنصرية الصهيونية
بما هو نظير أدولف ايخمان وخطة الحل النهائي أعلن بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية في سنة 2017 عن خطة لحل الصراع مع الفلسطينيين وإنهاء المسألة الفلسطينية وليس مجرد إدارة الصراع معهم كما كانت تفعل الحكومات السابقة؛ أطلق عليها مسمى "خطة الحسم”، وتم اعتمدها لاحقاً في المؤتمر العام للحزب.
ينطلق سموتريتش في خطته من نفس منطلق النازيين وهو أنه لا يمكن التعايش مع الفلسطينيين في دولة واحدة لأن الفلسطينيين دخلاء وإرهابيون ولا حقوق سياسية لهم في الدولة اليهودية، ووضع خطة الحسم للتطبيق أساساً في الضفة الغربية التي يسميها يهودا والسامرة أرض اليهود التاريخية، وبالتالي يطالب بالانتقال من سياسة إدارة الصراع مع الفلسطينيين إلى حسم الصراع باستعمال عدة وسائل وحتى يتحقق هذا القرار" لا بدّ من ترسيخ قاعدة للانطلاق؛ وهي توعية الجمهور الإسرائيلي، بأنه لا مكان في “أرض إسرائيل” (ما بين البحر الأبيض ونهر الأردن) لحركتين وطنيتين متناقضتين، وأنه طالما كان هنالك أمل عند الفلسطينيين بأن يقيموا كيان وطني لهم تحت أي مسمى حتى لو سلطة فلسطينية منزوعة السيادة، سيستمر هدر الوقت في إدارة الصراع لا حله، وتشجيع الإرهاب” كما طالب “الحسم” الاستيطان، وتشجيع الهجرة، والأهم من ذلك “الحسم” العسكري.
كثيرة تفاصيل الخطتين ولكننا اختصرنا الموضوع لاستخلاص بعض أوجه الشبه بين الخطتين في المنطلقات الفكرية التي انطلقت منها كلا الخطتين حيث كانت في الأولى نظرية التفوق العرقي وفي الثانية فكرة شعب الله المختار والعنصرية الدينية، في الأولى دولة ألمانية خالصة للشعب الألماني والتطهير العرقي لغير الألمان وفي الثانية الدولة اليهودية والتطهير العرقي لغير اليهود، في الأولى رفض الشرعية الدولية والقانون الدولي العام حيث لم تعترف الدولة النازية بعصبة الأمم ولم تحترم قراراتها ولا سيادة الدول الأخرى، والثانية ترفض الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية حول الصراع العربي الإسرائيلي ولا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره كما تقوم بانتهاك سيادة الدول الأخرى كسوريا ولبنان، أيضاً في النهج والسلوك ففي الحالة الأولى لجأ النازيون لاضطهاد اليهود والتضييق عليهم في العمل والتنقل وعزلهم في (جيتوات) ومعتقلات تمهيداً لطردهم خارج البلاد أو قتلهم، نفس الأمر يجري في الحكومة اليمينية اليهودية المتطرفة حيث تبدأ خطة الحسم بنفي وجود شعب فلسطيني ورفض اعترافها بأي حقوق سياسية وحتى مدنية والتضييق عليهم في السكن وفرص العمل والاستيلاء على أراضيهم وتهويد أماكنهم المقدسة ومحاولة حصرهم في (كانتونات) تمهيداً لمرحلة الحسم النهائي بترحيله خارج البلاد أو يعيشوا عيشة العبيد في دولة عنصرية ومن لا يقبل بذلك فالموت مصيره كما قال ذلك بوضوح الوزير الصهيوني المتطرف سموترتش.
سياسة ألمانيا النازية العنصرية أثارت عليها دول العالم خصوصاً بعد أن بدأت باحتلال الدول الأوروبية المحيطة بل وفتحت جبهة مع الاتحاد السوفيتي ، واليوم السياسة العنصرية والإرهابية لليمين الصهيوني أخذت تستفز العالم الحر وتتعالى الأصوات تتهم دولة الكيان الصهيوني بالعنصرية وتطالب بمقاطعته أو فرض عقوبات عليه، ولكن للأسف فالغرب متحيز كلياً للعدو والأمم المتحدة عاجزة والعرب منشغلون بمصالحهم الخاصة بل ولا يمانعون بالتطبيع مع الحكومة اليمينية العنصرية التي تبنت خطة الحسم مع شعب ومع قضية كان العرب يعتبرونها قضيتهم الأولى.، حتى الفلسطينيون ليس عندهم خطة استراتيجية لمواجهة خطة" الحسم".



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاقيات أوسلو ما زالت حية وفاعلة لغياب البديل
- هل سيكون مصير أبو مازن نفس مصير أبو عمار؟
- (محور المقاومة) وإسرائيل وبروباغندا (الحرب الشاملة)
- خروج (مسيرات العودة) عن منطلقاتها الأولى
- لماذا لجنة لتعيين المحافظين؟
- مقاومة وطنية وليس أجندة خارجية
- لماذا يختلف التطبيع السعودي الاسرائيلي عن غيره ؟
- التباس العلاقة بين السلطة والدولة والوطن
- ملاحظات على تصريحات خالد مشعل حول الانقسام الفلسطيني
- لماذا تفشل حوارات المصالحة الفلسطينية؟
- حتى لاتنزلق الأمور في قطاع غزة إلى ما هو أسوأ
- مناورة صهيونية تتكرر مابين غزة والضفة
- الرئيس أبو مازن وسدنته ومستقبل القضية الفلسطينية .
- صواريخ غزة في ميزان العقل واستراتيجيات التحرر الوطني
- مأزق بوتين
- صمود سوريا كشف مستور ما يسمى (الربيع العربي )
- في ذكرى الانقسام: لا حماس تحتفل ولا الاحزاب تندد
- هل تستحق (دويلة غزة) كل هذا الثمن؟
- من النكبة الى النكسة الى التطبيع، وماذا بعد؟
- تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - ما بين (خطة الحل النهائي) النازية إلى (خطة الحسم) الصهيونية