أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراش - تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية














المزيد.....

تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 14:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد معركة إنتخابية تميزت بالشفافية والنزاهة واحتدام التنافس فاز رجب طيب اردوغان في الدورة الثانية لولاية ثالثة، وحظيت هذه الجولة بكثير من الاهتمام المحلي التركي والعالمي وكانت محل اعجاب وتقدير من الجميع وتسابق مسؤولون وقادة الدول لتهنئة أردوغان وعلى رأسهم الرئيس الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
لن نعرج في هذا المقال المقتضب عن التباسات السياسة التركية تجاه العالم العربي وخصوصاً تدخلها في سوريا، والعراق وليبيا ولا عن التباس سياساتها تجاه القضية الفلسطينية وخصوصاً احتضانها لحركة حماس، ولكن وبشكل عام فإن السياسة التركية في عهد أردوغان سواء الداخلية أو الخارجية تستحق أن توصف بالظاهرة السياسية Political phenomenon، ولكونها ظاهرة أي متفردة بخصائص لا توجد بغيرها من التجارب الديمقراطية فهي تحتاج لمزيد من البحث والدراسة لعقل أسباب وملابسات ظهورها وعلاقتها بالسياق السياسي المتغير للنظام الدولي وللشرق الأوسط وعلاقتها بالجدل التاريخي حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية والعلمانية، وهل من تعارض بينهم.
كأية ظاهرة سياسية فإن استقراء الظاهرة مهم بنفس أهمية القياس والمقارنة، وعليه يجب عدم مقاربة السياسة التركية فقط من خلال مقارنتها بسياسة الأنظمة العربية أو بالديمقراطيات الغربية بل يجب أيضاً استقراءها كظاهرة تحكمها خصوصية الحالة التركية، حيث موقع تركيا وتاريخها يجعلها تؤثر وتتأثر بثلاث دوائر:
1- الدائرة الأطلسية حيث تركيا عضو في حلف الأطلسي وكانت وما زالت تسعى للانضمام للاتحاد الأوروبي
2- الدائرة الشرق أوسطية، فكونها دولة شرق أوسطية يفرض عليها استحقاقات لا مهرب منها وقد تجلى هذا الدور في تدخلها المباشر فيما يسمى الربيع العربي وفي القضية الفلسطينية.
3- الدائرة الإسلامية حيث تركيا الحالية وريثة الإمبراطورية التركية مركز الخلافة الإسلامية أيضا الطموح الشخصي لأردوغان الذي يتزعم حزباً بتوجهات إسلامية.
من الواضح أن الحكومة التركية بقيادة اردوغان استطاعت حفظ التوازن بين هذه الدوائر وهذا ما أطال في عمرها ومكنها من الاستمرارية والبقاء لأكثر من إثني عشر عاماً متحدية التحولات والتحديات التي عصفت بالعالم والمنطقة، حيث استطاعت حفظ التوازن بين:
1- عضوية الحلف الأطلسي والانتماء للشرق الأوسط ولمصالحها الوطنية وهذا ما ظهر جلياً في حرب أوكرانيا.
2- العلمانية والديمقراطية والإسلام، وقد سبق لأردوغان أن صرح خلال زيارة لمصر أنه رئيس حزب توجهاته إسلامية ويحكم دولة علمانية.
3- العلاقة مع إسرائيل وتأييد الفلسطينيين، فتأييده لحركة حماس وللفلسطينيين عموماً لم يؤثر على استمرار علاقاته الاستراتيجية مع إسرائيل.
4- حفظ التوازن في علاقته مع دول جوار متصارعة مع بعضها البعض وخصوصاً في السنتين الأخيرتين.
بالإضافة الى ما سبق تتميز التجربة الديمقراطية التركية بالمزج ما بين كاريزما اردوغان وبراغماتيته والاستحقاق الديمقراطي حيث كان لكاريزما اردوغان دوراً كبيراً في فوزه، وكاريزما اردوغان لا تعود لخلفيته الدينية فقط كما حاول البعض تفسير أسباب فوزه بل لما راكمه من نجاحات في النهوض بالدولة التركية موظفاً الدين لخدمة الدولة وليس العكس، فأردوغان قومي تركي سبّق مصلحة الأمة التركية على أي اعتبارات أخرى.
خلال زيارة رسمية لنا لتركيا في عام 2012 مع مجموعة من الزملاء التقينا مع الرئيس التركي عبد الله جول وخلال اللقاء طرحت عليه سؤالاً كيف يمكن لتركيا التي يقودها حزب إسلامي أن تحكم دولة علمانية وتقيم علاقة متميزة مع الغرب؟ وكان جوابه أن حزب العدالة والتنمية ليس حزباً دينياً بل حزب قومي بتوجهات إسلامية.
هذا يفسر لنا كثيرا ًمن السياسات التركية الحالية مثلا معاداته للحركة الكردية الانفصالية وكل عناصرها مسلمون وغالبيتهم سنة، أيضاً التدخل التركي الفج في شؤون سوريا والعراق وليبيا وهي دول إسلامية، واحتفاظ تركيا بعلاقاتها الجيدة مع إسرائيل بالرغم من الممارسات العدوانية والإرهابية الصهيونية بحق القدس والمسجد الأقصى الخ.
وأخيراً يستحق أردوغان كل الاحترام والتقدير لأنه أكد على النهج الديمقراطي وعلى أن الشعب هو المرجعية ومصدر السلطة وليس اي مرجعية أخرى حتى وان كانت دينية، كما أن الإنتخابات التركية أثبتت ألا تعارض بين وجود مجتمع إسلامي ودولة علمانية وأن العلمانية لا تعني الإلحاد بل تحرير الدولة من سيطرة الجماعات الإسلامية واللاهوت الديني، وبهذا قلب اردوغان المعادلة التي دشنها مصطفى كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية في عشرينات القرن الماضي وهي المعادلة التي تقوم على التعارض بين الديمقراطية والحداثة والقومية والعلمانية من جانب والإسلام من جانب آخر حيث وقف أتاتورك موقفا مناهضاً للإسلام والمسلمين
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
- أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
- متغيرات دولية وعربية تحتاج لحاضنة رسمية فلسطينية
- مسؤولية الأنظمة العربية عن نكبة 1948
- هل ستغير اسرائيل المعادلة القائمة في قطاع غزة؟
- استهداف الجهاد الإسلامي محاولة لخلق فتنة وحرب أهلية في غزة
- استراتيجية حرب وعدوان إسرائيلية وغياب استراتيجية فلسطينية لل ...
- الحرب في السودان وفوضى (الربيع العربي)
- الدولة الفلسطينية بين الإعلان الرسمي والوجود الفعلي
- هل خرج الشرق الأوسط بالفعل من دائرة النفوذ الأمريكي؟
- لغز الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان إلى ىشمال إسرائيل
- أين الفلسطينيون مما يجري في (إسرائيل)
- في ذكرى يوم الأرض ما أحوجنا ليوم للأرض
- إضرابات النقابات في معادلة الصراع مع الاحتلال
- من نصدق سموترتش أم كتبهم المقدسة؟
- العلاقات الفلسطينية المغربية ثابتة وعابرة للأحزاب
- مقترح لكسر معادلة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية
- العدو لا يستطيع لوحده حسم الصراع في فلسطين وعليها
- ماذا تخبئه قمة العقبة لمنع التصعيد؟
- ممارسة النقد دون الانزلاق نحو العدمية السياسية


المزيد.....




- حقوق المحاربين الأمريكيين القدامى تتراجع.. غضب ضد سياسة ترام ...
- مسؤول أميركي من بيروت: انخراط حزب الله في الحرب بين إيران وإ ...
- الشرق الأوسط بين حربين.. تحوّلات ربع قرن وصدامات تتجدد
- خطوة واعدة.. دواء جديد لإنقاص الوزن يتفوق على أوزمبيك
- المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران: في حال تدخل طرف ثالث في ...
- الجيش الإسرائيلي: إيران استخدمت صاروخا متعدد الرؤوس الحربية ...
- الخارجية الليبية تعترض على طرح اليونان عطاءات للتنقيب في منا ...
- زاخاروفا: نتوقع اعتذارا من روما عن دعوة شبكة RAI الإيطالية ل ...
- إعلام: ترامب غادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب ماكرون وزيلينس ...
- زاخاروفا: يجب مواصلة مفاوضات البرنامج النووي الإيراني السلمي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابراش - تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية