أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ذكرى يوم الأرض ما أحوجنا ليوم للأرض















المزيد.....

في ذكرى يوم الأرض ما أحوجنا ليوم للأرض


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 16:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الثلاثين من مارس 1976 خرجت الجماهير الفلسطينية في الداخل لأول مرة بعد النكبة بانتفاضة شاملة سقط فيها شهداء وجرحى ردا على مصادرة الكيان الصهيوني أراضي خاصة للمواطنين الفلسطينيين ومحاولة تهويد منطقة الجليل، وهي الانتفاضة التي تفاعل معها كل الشعب الفلسطيني في الوطن وخارجه وكل أحرار العالم، وحتى اليوم يستمر الشعب الفلسطيني في إحياء ذكرى يوم الأرض.
ما يجري في كل أرض فلسطين في ظل حكومة نتنياهو العنصرية الإرهابية الحالية وحتى ما قبلها من ممارسات إرهابية و مشاريع استيطانية يفوق بكثير ما جرى عام 1976، بل وصلت الوقاحة لإنكار وجود الشعب الفلسطيني والحديث علنا عن دولة اليهود التي تمتد من النيل إلى الفرات، كل ذلك لم يؤدي لانتفاضة دفاعا عن الأرض والمقدسات، صحيح أن فدائيين يقومون بأعمال بطولية فردية ويسقط شهداء إلا أن الأمر لم يصل لمرحلة انتفاضة شعبية، كما تقف الطبقة السياسية والأحزاب موقفا عاجزا ومرتبكا أمام هذا التهديد الوجودي ويقتصر دورها على إصدار بيانات الشجب والاستنكار والتهديد باللجوء للمنظمات الدولية، وباتت مسألة الحفاظ على السلطتين في غزة والضفة أهم من التفكير باستراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال ومشاريعه بتصفية القضية الفلسطينية.
فلماذا انتفض الشعب في يوم الأرض عام 1976 رد ا على محاولة تهويد الجليل وفجر انتفاضة الحجارة في عام 1987 ردا على مقتل أربعة فلسطينيين من قطاع غزة على يد سائق شاحنة صهيوني، وانتفض عام 2000 ردا على اقتحام شارون للمسجد الأقصى، ولم ينتفض أو يثور عندما أصبحت القضية الوطنية برمتها اليوم تتعرض لتهديد وجودي والأقصى يستباح كل يوم وتجري محاولات محمومة لتهويد كل فلسطين؟
في اعتقادنا أن المشكلة لا تتعلق بالشعب أو اهتزاز ايمانه بعدالة القضية الوطنية، وحتى مع القول بأن الاحتلال يتحمل مسؤولية عما أصاب القضية في كل المجالات انطلاقا مما قاله الصهيوني المتطرف سموترتش في سياق رؤيته للصراع مع الفلسطينيين حيث قال (علينا هزيمتهم و جعلهم يفشلون في كل المجالات)، ودون إسقاط درجة من المسؤولية لأطراف عربية ولاختلالات وتغيرات دولية لم تأت بما تشتهى السفن الفلسطينية، إلا أن المشكلة والمعضلة التي تقف حجر عثرة في وجهه انتفاضة فلسطينية شاملة حتى بشكلها السلمي هو ما طرأ على الطبقة السياسية والنظام السياسي الفلسطيني من تحولات، سواء بالنسبة للطبقة السياسية لفلسطينيي الداخل وما مسها من تشرذم وانقسامات داخلية وما أصاب مجتمع فلسطينيي الداخل من انتشار الجريمة والفساد، أو بالنسبة للنظام السياسي الفلسطيني الذي أقامته منظمة التحرير الفلسطينية كنظام حركة تحرر وطني ارتبط به مصير الشعب والقضية.
اختلت والتبست العلاقة بداية بين منظمة التحرير عنوان المشروع الوطني وإسرائيل، ما إن كانت علاقة عداء وصراع مفتوح أم علاقة تسوية سياسية وتعايش؟ وهل ما زلنا في مرحلة التحرر الوطني أم في مرحلة بناء الدولة؟ واختلت علاقة الأحزاب ببعضها البعض وحتى علاقة الأحزاب المنتمية لمنظمة التحرير مع قيادة المنظمة، واختلت علاقة الشعب بالسلطة و بالمنظمة بحيث باتت مقولة إن منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني محل تساؤل وجدل داخليا وخارجيا، واختلت علاقة الفلسطينيين بمحيطهم العربي الرسمي والشعبي، واختلت علاقة حركة فتح وجمهور فتح مع تنظيم فتح، والتبست علاقة حركة فتح مع السلطة ومنظمة التحرير وهل ما زالت حركة فتح العمود الفقري لمنظمة التحرير، وهل السلطة سلطة فتح أم تم تجيير المنظمة والسلطة من طرف أشخاص من خارج حركة فتح أو من الذين ينتمون اسميا للحركة؟ والتبس مفهوم المقاومة مع تعدد عناوينها وتدخل الأجندة الخارجية في توجيه مسارها وغياب رؤية واستراتيجية وطنية لها، واختلت المنظومة القيمية الأخلاقية والعائلية والدينية حتى أصبح المجتمع مخترقا وفاقدا لحصانته، كل هذا بالإضافة الى الانقسام الذي لم يعد مجرد فصل جغرافي بين غزة والضفة أو خلاف سياسي بين حماس وفتح بل تعمق وتمدد ليمس وحدة الثقافة والهوية الوطنية.
حتى مفهوم القيادة أصبح ملتبسا. من المفترض أن القيادة مسؤولية وطنية وكل قائد في موقعه في المؤسسات القيادية: اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، اللجنة المركزية لحركة فتح، مستشارو الرئيس في مؤسسة الرئاسة، أعضاء المجلس التشريعي، المجلس المركزي لمنظمة التحرير، مكلف بمهمة ووظيفة عليها يتلقى راتبه وامتيازاته، كما يُفترض أنه مشارك في صناعة القرار الوطني، إلا أن الواقع يقول إن اغلب هؤلاء متقاعدون عمليا وبعيدين عن صناعة القرار بالرغم من وجودهم شكليا على رأس عملهم، أو يمارسون أعمالا أخرى ليست ذات صلة بمسماهم الوظيفي الرسمي، ومنهم من يقتصر عمله في نطاق وظيفته الرسمية على إصدار بيانات وتصريحات مكررة و ممجوجة وسخيفة لمجرد إثبات وجوده وحتى لا ينساه الجمهور.
قبل قيام السلطة كان أي حديث عن القيادة الفلسطينية والقرار الوطني يعني مباشرة منظمة التحرير ولجنتها المركزية وعن ياسر عرفات وقيادات كبيرة كل منها يستطيع قيادة شعب ودولة ويستطيع أن يفجر انتفاضة حتى وإن ضحى بحياته في سبيل ذلك، أما اليوم فلم نعد نعرف من هي قيادة الشعب ومن يتخذ (القرار الوطني) في القضايا المصيرية والاستراتيجية.
في ظل نظام سياسي ضعيف وطبقة سياسية عاجزة أوغلت دولة الكيان الصهيوني في ممارساتها العنصرية والاستيطانية والارهابية بدرجة غير مسبوقة وصلت لحد نفي سموترتش الوزير في حكومة نتنياهو لوجود الشعب الفلسطيني ، كما انفتحت الأبواب على مصاريعها أمام دول وجماعات أجنبية للتغلغل في الحالة الفلسطينية وتقديم المال والسلاح ومن خلال هذا الدعم أصبح للأطراف الخارجية أتباعا وموالين، والولاء لهذه الجهات: إسرائيل، أمريكا، الأوروبيون، قطر، الامارات، تركيا، جماعة الإخوان المسلمين الخ، يعلو في كثير من الحالات على الولاء للوطن، يحدث كل ذلك على مرأى ومسمع القيادة والطبقة السياسية الحاكمة في الضفة وغزة.
ما يزيد المشهد ارباكا رؤية السلطة الوطنية في الضفة تسعى للتعايش مع الاحتلال والتنسيق معه حتى وإن كان تعايشا متوترا كما تتخوف أن تنقلب عليها أية انتفاضة على الاحتلال، وسلطة حركة حماس في غزة توقع اتفاقات هدنة لوقف أعمال المقاومة انطلاقا من غزة كما تنسق مع الاحتلال للحفاظ على الهدنة وضمان تعايش بين الطرفين، كما تتخوف من أن تنقلب عليها أية انتفاضة أو حرك شعبي ضد الاحتلال، والسلطتان الفلسطينيتان تعادينا بعضهما البعض وكل منها تشكك بشرعية الأخرى وتخونها وتعمل على تدميرها!.
في ظل منظمة تحرير تم تهميشها واهمالها أصحابها لسنوات في مراهنة على السلطة والدولة، وفي ظل سلطة حكم ذاتي أصبحت سلطتين متعاديتين، وفي ظل حلم الدولة والتي ما زالت مجرد قرار في أدراج الجمعية العامة للأمم المتحدة، فهل بعد كل ذلك يمكن القول بوجود نظام سياسي فلسطيني يمكنه أن يفجر انتفاضة شعبية أو على أقل تقدير لا يقف في وجهها إن قام بها الشعب ؟
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضرابات النقابات في معادلة الصراع مع الاحتلال
- من نصدق سموترتش أم كتبهم المقدسة؟
- العلاقات الفلسطينية المغربية ثابتة وعابرة للأحزاب
- مقترح لكسر معادلة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية
- العدو لا يستطيع لوحده حسم الصراع في فلسطين وعليها
- ماذا تخبئه قمة العقبة لمنع التصعيد؟
- ممارسة النقد دون الانزلاق نحو العدمية السياسية
- حكومة اشتيه: حكومة دولة أم حكومة سلطة حكم ذاتي؟
- كيان استعماري استيطاني وليس عنصريا فقط
- زيارة بلينكن وملهاة حل الدولتين
- لماذا تفشل الثورات الشعبية العربية؟
- السلطة ورجالها في العالم العربي
- المقاومة المسلحة في فلسطين، مقاربة نقدية
- التباس حدود الفصل بين اليهودية والصهيونية
- عام 2023 عام التحرر من الأوهام واستعادة الثقة بالنفس
- لماذا لا يتم مصارحة الشعب بالحقيقة
- المثقفون خط الدفاع الأول عن الحريات
- المشكلة تتجاوز نتنياهو وبن غفير
- الكيان الصهيوني عدونا ولكن هناك منا من يسهل مأموريته
- في ذكرى اغتيال ابو عمار لماذا يتم التستر على القاتل؟


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - في ذكرى يوم الأرض ما أحوجنا ليوم للأرض