أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حكومة اشتيه: حكومة دولة أم حكومة سلطة حكم ذاتي؟















المزيد.....

حكومة اشتيه: حكومة دولة أم حكومة سلطة حكم ذاتي؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 18:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن كان المجلس المركزي في دورته في أكتوبر 2018 قرر اعتماد مسمى رئيس الدولة بدلا من ريس السلطة كما قرر الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة فهل هذا ينطبق على الحكومة بحيث يجوز تسميتها بحكومة الدولة الفلسطينية؟ وهل تستطيع ممارسة عملها في علاقاتها الخارجية تحت هذا المسمى كما يفعل الرئيس أبو مازن؟ وما علاقتها وحدود التزامها باتفاقية أوسلو؟ وما سر الصمت الذي يكتنف عملها؟
تحديات والتباسات كثيرة تُحيط بالحكومة الفلسطينية الراهنة- حكومة اشتيه- من حيث مرجعيتها ووظيفتها وحدود صلاحياتها ومناطق نفوذها ومسماها.
منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994 وتشكيل أول حكومة برئاسة ياسر عرفات إلى الآن -حكومة محمد اشتية- تعاقبت 18 حكومة، وخلال هذه الفترة نلاحظ تراجعاً متدرجاً في الدور السياسي المباشر للحكومة وتحول من السياسة إلى التكنوقراط مع تقليص مناطق النفوذ والسيطرة وتراجع في المهام والخدمات، بل وصل الأمر إلى تهديدات أو تلويح بحل السلطة وإنهائها مما يعنى نهاية عمل الحكومة، تارة من القيادة الفلسطينية نفسها كرد على الممارسات الصهيونية وتقاعس المنتظم الدولي في دعم السلطة وحكومتها وتارة أخرى من دولة الاحتلال التي ترى أن السلطة / الحكومة لا تقوم بما يجب في الجانب الأمني وتمارس التحريض على العنف من خلال صرفها مخصصات لأسر الشهداء والأسرى.
قبل الاستطراد ننوه أن توصيفنا للحكومة بأنها حكومة تكنوقراط ووزرائها بأنهم من التكنوقراط يأتي انسياقاً مع البلاغات الرسمية أو الاستعمال الدارج لهذا التوصيف، وتشكيل حومة تكنوقراط هو مطلب للرباعية الدولية وكان يريدون منها الالتزام بشروط الرباعية والتحرر من السياسة العرفاتية. في رأينا أنه في الحالة الفلسطينية من الصعب تجريد أو اسقاط صفة السياسي عن أي حكومة أو وزير ما دامت الحكومة تشتغل في ظل الاحتلال وملتزمة باتفاقات سياسية وأمنية واقتصادية مع الاحتلال ومع الجهات الدولية المانحة.
مثلاً تجاوزاً نقول بأن سلام فياض كان رئيس وزراء من التكنوقراط، صحيح أنه جاء من مؤسسات مالية دولية ولم يكن منخرطاً سابقا في العمل السياسي الحزبي ولكن الكل يعلم الظروف السياسية التي أتت به وزيراً للمالية بداية في عهد أبو عمار ثم رئيساً للوزراء في عهد أبو مازن، كما أنه شارك في الانتخابات وشكل حزباً أو تجمعاً (الطريق الثالث) كان له ممثلين في المجلس التشريعي، ونفس الأمر بالنسبة للأكاديمي رامي الحمدالله الذي لم يكن يخفي طموحه السياسي لدرجة أثارت التخوفات عند مركزية حركة فتح التي حرضت الرئيس أبو مازن على إقالته أو دفعه لتقديم استقالته.
أيضاً بالنسبة لتوصيف حكومة ما بأنها حكومة وحدة وطنية أو حكومة منظمة التحرير فهذا الوصف غير دقيق تماماً، فباستثناء الحكومتين (10 و 11) اللتين شاركت فيهما حركة حماس فكل الحكومات كانت فتحاوية حتى وإن شارك فيها مستقلون وتكنوقراط وبعض منتسبي الفصائل.
الحكومات الأولى كانت حكومات سياسية بامتياز حيث كان يرأسها قائد سياسي كبير ووزراؤها من قادة الأحزاب أو من شخصيات سياسية تنتمي لجيل الثورة والنضال، فقد ترأس الزعيم الراحل ياسر عرفات قيادة أوّل خمس حكومات فلسطينية ابتداءً من 20 أيار/ مايو 1994 وحتى 30 نيسان/ ابريل 2002 بالإضافة إلى رئاسته للسلطة، ومن بعده وفي ظل ظروف ملتبسة تسلّم محمود عباس في نهاية نيسان/ ابريل 2003 رئاسة الحكومة الفلسطينية السادسة وتم حينها الفصل بين رئاسة السلطة ورئاسة مجلس الوزراء، ومن بعده أحمد قريع، واستمرت رئاسة الحكومة عند حركة فتح إلى حين إجراء انتخابات المجلس التشريعي للمرّة الثانية.في يناير 2006 وفازت فيها حركة حماس وكلف الرئيس أبو مازن زعيم حركة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية رئاسة الوزراء وبدأت الحكومة (العاشرة) عملها في 27 آذار/ مارس 2006 وكانت مشكلة من وزراء سياسيين من حركة حماس ولم تشارك فيها فصائل منظمة التحرير.
لم تصمد حكومة حماس طويلاً بسبب الحصار المالي والاقتصادي والسياسي، وانتهى الأمر في 17 آذار/ مارس 2007 بتشكيل الحكومة الفلسطينية الحادية عشرة (حكومة الوحدة الوطنية) التي شارك فيها سياسيون من أغلب الفصائل الفلسطينية، قادها اسماعيل هنية، وكان عزام الأحمد نائباً له.
بعد ثلاثة أشهر على تشكيل هذه الحكومة حدث الانقسام وسيطرت حركة حماس بالقوة العسكرية على قطاع غزة، الأمر الذي دفع الرئيس محمود عباس لإقالة حكومة اسماعيل هنية في 14 حزيران/ يونيو، وإعلان حالة الطوارئ في مناطق السلطة، وكلّف سلام فياض بتشكيل حكومة (تنفذ حالة الطوارئ) وانتقل مقرها من غزة إلى رام الله، وكانت هذه أول حكومة تمارس عملها دون نيل الثقة من المجلس التشريعي كما كان أغلب أعضائها من التكنوقراط، واستمرت حتى 19 أيار/ مايو 2009 ثم أعاد فياض تشكيل الحكومة الثالثة عشر والتي استمرّت حتى منتصف 2012، وبعدها الحكومة الرابعة عشر التي انتهت في منتصف 2013.
بعد (التكنوقراطي) فياض كلف الرئيس (التكنوقراطي) رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح بتشكيل الحكومة الخامسة عشر وبعدها الحكومة السادسة عشر في حزيران 2014 (حكومة الوفاق الوطني) في الثاني من حزيران/ يونيو 2014 بعد اتفاق مخيم الشاطئ والتشاور مع الفصائل.
بسبب عدم تمكين حركة حماس الحكومة من ممارسة مهامها في القطاع وأيضاً بسبب اعتراضات من قيادات فتحاوية على نهج رامي الحمد الله دعت اللجنة المركزية لحركة فتح لتشكيل حكومة فصائلية من منظمة التحرير، وكلف الرئيس القيادي الفتحاوي محمد اشتية في 10 آذار/مارس بتشكيل حكومة جديدة، لتكون خلفًا لحكومة الحمد الله.
من بين حكومات السلطة الفلسطينية الثمانية عشر فإن حكومة د.اشتيه الأقل حضوراً سياسياً والأكثر صمتاً مقارنة بالحكومات السابقة حيث نادراً ما نسمع تصريحات من الوزراء حتى فيما يتعلق بمهامهم الوظيفية ، حتى رئيس الوزراء لم يعد يتحدث ويصرح كما كان سابقا، كما صمت الناطق باسم الحكومة .
قد يتم تفسير ذلك بالقول إن الحكومة تعمل بصمت وهذا أمر إيجابي، أو تفسيره كضعف من الحكومة بسبب صعوبة الأوضاع التي جاءت فيها عام ٢٠١٩ وما تلاها من ظروف أكثر صعوبة وتعقيداً، وقد يكون السبب لأن غالبية وزرائها من التكنوقراط وهؤلاء يتجنبون الخوض بالأمور السياسية، بالرغم من أن رئيسها قائد سياسي فتحاوي، أو لأن أوامر عليا طلبت منهم العمل بصمت وعدم الإدلاء بأي تصريحات سياسية، او لأنها الاكثر التزاماً باتفاقية أوسلو التي حددت نطاق عمل الحكومة /السلطة في نطاق الحكم الذاتي المحدود.
وأي كان السبب فلا نستطيع الفصل بين عمل الحكومة والظروف العامة التي تمر بها القضية بشكل عام محليا ودوليا، والمحاولات المستميتة من دولة الكيان العنصري للتضييق على عملها وربما إسقاط السلطة وخلق قيادات بديلة، أيضا الموقف السلبي بل والمعادي لها من طرف حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبعض فصائل منظمة التحرير وخصوصا الجبهة الشعبية.
إن كانت الحكومة غير منزهة من الخطأ ويمكن لومها وانتقادها في بعض الملفات المتعلقة مثلا بالحريات أو محاربة الفساد أو العمل الدبلوماسي الخ إلا أن صمتها وابتعادها عن الجدل السياسي المباشر والتصريحات النارية يمكن اعتباره تصرفا مقبولا وعقلانيا حتى تضمن ثقة الجهات المانحة وتمويلها وحتى لا تمنح العدو مزيداً من الذرائع للتضييق على عملها وتدمير ما تم إنجازه.
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيان استعماري استيطاني وليس عنصريا فقط
- زيارة بلينكن وملهاة حل الدولتين
- لماذا تفشل الثورات الشعبية العربية؟
- السلطة ورجالها في العالم العربي
- المقاومة المسلحة في فلسطين، مقاربة نقدية
- التباس حدود الفصل بين اليهودية والصهيونية
- عام 2023 عام التحرر من الأوهام واستعادة الثقة بالنفس
- لماذا لا يتم مصارحة الشعب بالحقيقة
- المثقفون خط الدفاع الأول عن الحريات
- المشكلة تتجاوز نتنياهو وبن غفير
- الكيان الصهيوني عدونا ولكن هناك منا من يسهل مأموريته
- في ذكرى اغتيال ابو عمار لماذا يتم التستر على القاتل؟
- العودة للشعب هو الرد على مخططات نتنياهو
- إسرائيل دولة ديمقراطية حتى وإن لم يعجبنا ذلك
- وعد بلفور وفلسطين وإسرائيل
- تساؤلات حول تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان الخاصة بفلسطي ...
- نعم لـ (عرين الاسود) والمقاومة المسلحة، ولكن
- النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية
- اتفاق الجزائر وحسابات الربح والخسارة في مبادرات المصالحة الف ...
- ما أكثر (فاعلو الخير) وما أقل خيرهم


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - حكومة اشتيه: حكومة دولة أم حكومة سلطة حكم ذاتي؟