|
في ذكرى اغتيال ابو عمار لماذا يتم التستر على القاتل؟
إبراهيم ابراش
الحوار المتمدن-العدد: 7429 - 2022 / 11 / 11 - 20:46
المحور:
القضية الفلسطينية
غريب أمر لجان التحقيق الدولية والفلسطينية حول مقتل الرئيس أبو عمار حيث ينطبق عليها المثل الشعبي القائل: (شايف الذيب ويقص أثره)، فبعد 18 سنة على الجريمة وبالرغم من كل الأدلة والشواهد وحتى اعترافات إسرائيلية مبطنة بأن إسرائيل هي القاتل المجرم، فإن هذه اللجان وخصوصا اللجنة الفلسطينية تتهرب من التصريح رسميا بهذه الحقيقة وتنشغل وتشغل معها الرأي العام بالبحث عن عميل أو متواطئ فلسطيني مُفترض ساعد القاتل المسؤول الأول عن الجريمة على تنفيذ جريمته، وهي بهذا النهج وكأنها تبرئ إسرائيل من المسؤولية. نعم كان هناك خصوم سياسيون كثيرون للرئيس أبو عمار حتى من داخل البيت الفلسطيني، يتآمرون لاغتياله سياسياً بالتحريض و الإشاعات والاتهامات الباطلة بالفساد وسوء الإدارة كما أن بعض الحكومات العربية لم تكن راضية عن أبو عمار وبعضها كان يتمنى غيابه عن مشهد الأحداث السياسية، و نستحضر في هذا السياق رفض القادة العرب السماح لياسر عرفات وهو محاصر في المقاطعة أن يلقي كلمة عبر الأقمار الصناعية في الجلسة الافتتاحية لقمة بيروت مارس 2002 كما أن كل الحكام العرب لم يجرؤوا حتى على الاتصال به في الأشهر الأخيرة من حصاره، إلا أن كل هؤلاء ما كانوا يفكرون باغتيال ابو عمار جسدياً، إسرائيل وتحديداً رئيس وزرائها آنذاك شارون، هو الذي كان يفكر ويخطط لاغتياله وسبق أن حاولت إسرائيل ذلك عدة مرات واعترفت بذلك. شارون كان يسعى لاغتيال أبو عمار بعد فشل لقاء كامب ديفيد 2 ليس فقط لأن أبو عمار يريد العودة لنهج الكفاح المسلح بل لإصرار أبو عمار على السلام العادل ورفض الاستمرار بمهزلة أوسلو، ولأن أبو عمار كان الوحيد القادر على الحفاظ على الوحدة الوطنية والوقوف في وجه مخطط الانقسام. مع شكنا في إمكانية معرفة المتواطئ لأنه إما مات طبيعيا أو اغتالته إسرائيل أو يعيش تحت حماية إسرائيل ودول أخرى، سنفترض أن لجنة التحقيق برئاسة توفيق الطيراوي توصلت لمعرفة المتواطئ في عملية الاغتيال واعترافه بمساعدة إسرائيل على تنفيذ جريمتها في هذه الحالة قد تقوم السلطة الفلسطينية بمعاقبة هذا المتواطئ وقد تعدمه، ولكن ماذا ستفعل السلطة الفلسطينية بإسرائيل؟ هل ستقطع العلاقات معها؟ أم تعلن الحرب عليها؟ أم ستشتكي إسرائيل عند محكمة الجنايات الدولية؟ كنا نتفهم سبب مماطلة القيادة الفلسطينية ولجان التحقيق في توجيه الاتهام رسميا لإسرائيل وقت وقوع الجريمة خوفا من التأثير على المفاوضات والعملية السلمية، ولكن وبعد ما آلت إليه الأمور من رفض إسرائيلي واضح لاي عودة لطاولة المفاوضات ورفض حل الدولتين وعودة نتنياهو للسلطة متحالفا مع الأكثر تطرفا منه لم يعد هناك أي مبرر للصمت عن جريمة اغتيال أبو عمار. المشكلة في لجان التحقيق في جريمة اغتيال الزعيم القائد أبو عمار ليس في عدم توصلها لمعرفة القاتل بل في غياب الإرادة والقدرة على معاقبته، الرئيس أبو مازن وكثيرون يعرفون أن إسرائيل هي المجرم الحقيقي ويعرفون من ساعدها في جريمتها وكاد أبو مازن أن يفصح عن الحقيقة قبيل انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح إلا أن ضغوطا هائلة بل وتهديدات من أطراف عربية ودولية حذرته من عواقب كشف الحقيقة. لو طبقنا القاعدة القانونية التي تقول إنه في كل جريمة أبحث عن المستفيد، فإن المستفيدين من جريمة تصفية أو عمار وغيابه عن المشهد السياسي كثيرون، وبغضهم مشى في مقدمة جنازته وما زالوا يشيدون بأمجاده ويحيِّون مناسبة وفاته. ملاحظة: كلام اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية عن قرصنة وثائق خاصة بالتحقيقات في اغتيال أبو عمار غير مقنع، فلماذا لم يتم الإفصاح عنها قبل قرصنتها؟ وهل توجد وثائق ورقية أو الكترونية بدون نسخ عنها؟ وحتى وإن تم قرصنتها ألا يعلم رئيس اللجنة والأعضاء بمحتوى هذه الوثائق؟ وهل القول بقرصنة الوثائق يعني إغلاق ملف التحقيق بشكل نهائي؟ [email protected]
#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العودة للشعب هو الرد على مخططات نتنياهو
-
إسرائيل دولة ديمقراطية حتى وإن لم يعجبنا ذلك
-
وعد بلفور وفلسطين وإسرائيل
-
تساؤلات حول تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان الخاصة بفلسطي
...
-
نعم لـ (عرين الاسود) والمقاومة المسلحة، ولكن
-
النظام العالمي ليس مجرد موازين قوى عسكرية
-
اتفاق الجزائر وحسابات الربح والخسارة في مبادرات المصالحة الف
...
-
ما أكثر (فاعلو الخير) وما أقل خيرهم
-
ما نتمناه من الأخوة في الجزائر
-
الحذر من تجزئة ساحات المقاومة
-
السلطة الفلسطينية بين الدولة والفوضى
-
انتصارات بدون انجازات
-
خطاب أبو مازن في الأمم المتحدة: غموض بناء أم انعدام رؤية؟
-
انتصارات إسرائيل وتفوقها تحت المجهر
-
مجزرة صبرا وشاتيلا ما خُفي منها وليست الوحيدة
-
هل كان لدى منظمة التحرير بديلا عن توقيع اتفاق أوسلو؟
-
مؤتمر حركة فتح وحسين الشيخ وخلافة الرئيس
-
الصهيونية صنو النازية والعنصرية
-
الشرعية الدولية ما لها وما عليها
-
جرائم إسرائيل والهولوكوست: ليس المهم المسمى بل الفعل ذاته
المزيد.....
-
إسرائيل تعلن عن إجراء جديد بشأن المساعدات المتجهة إلى غزة
-
زعماء 4 دول يدعون إلى مناقشة وقف إطلاق النار في غزة خلال قمة
...
-
البنتاغون: نساعد أوكرانيا على إنشاء قوات مسلحة قادرة على احت
...
-
جمعية -نيس في غزة- الفرنسية تقدم شكوى ضد عمدة المدينة كريستي
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه لعدد من المواقع التابعة لل
...
-
الحرس الثوري الإيراني: عناصر من -داعش- ما زالوا متواجدين في
...
-
القبض على رجل بتهمة التهديد بقتل المرشح الرئاسي الأمريكي فيف
...
-
القناة 12 العبرية نقلا عن مسؤول: تحركات لإبرام اتفاق تبادل أ
...
-
نتنياهو يدخل في مشاحنات خلال اجتماع -الخارجية والدفاع- بسبب
...
-
تسليح أمريكي مستمر لإسرائيل.. نذر بحرب طويلة في غزة
المزيد.....
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
-
غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة
/ أحمد جردات
-
حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق
...
/ غازي الصوراني
-
التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
/ محمود الصباغ
-
أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين
...
/ غازي الصوراني
-
العدد 73 من «كراسات ملف»: إجتماع الأمناء العامين .. العلمين،
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
في مواجهة التحديات .. اللاجئون الفلسطينيون في لبنان
/ فتحي الكليب
-
فلسطين قبل 1948: كيف صنعت الإمبريالية إسرائيل
/ فرانشيسكو ميرلي
-
أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
/ إبراهيم ابراش
-
لاجئو فلسطين في الشتات، الدور والمهام
/ أسامة خليفة
المزيد.....
|