أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مقاومة وطنية وليس أجندة خارجية














المزيد.....

مقاومة وطنية وليس أجندة خارجية


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 14:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ التصاعد الملحوظ للعمليات الفدائية في الأراضي الفلسطينية المختلة مع ظهور جماعة عرين الأسود وكتائب جنين قبل عام تقريبا والقيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية وعلى رأسها نتنياهو تتهم حركة حماس والجهاد الإسلامي بالوقوف خلف هذه العمليات بدعم وتحريض من إيران وحزب الله، وقد أعاد نتنياهو هذه المزاعم في اجتماع ا(لكابينت) الذي اجتمع على عجل ردا على عملية الخليل في 21 من هذا الشهر مهددا بأنه سيقوم بالرد بقوة على الأطراف التي تدعم وتمول من يقومون بالعمليات وذكر بالاسم ايران وحزب الله وحتى حركة حماس والجهاد اللاسامي متوعدا بالعودة لسياسة الاغتيالات.
هذه المزاعم الإسرائيلية ترمي لتحقيق عدة أهداف منها:
1- القفز على واقع الاحتلال واعماله الإرهابية وأن المقاومة رد فعل طبيعي على الاحتلال يكتسب شرعيته من كل المواثيق والشرائع الدينية والوضعية.
2- تعزيز منظومته الدعائية الموجهة ضد إيران بأنها تقف وراء عدم الاستقرار في المنطقة وبالتالي تبرير اعماله الإرهابية ضد المقاومين وعائلاتهم بأنها لمنع إيران من التمدد في المنطقة.
3- تشويه صورة المقاومة الوطنية وإظهار أن الشعب الفلسطيني في الضفة مستسلم للأمر الواقع وراغب بالعيش في كنف دولة الاحتلال العنصري وأن العمليات الفدائية موجهة من الخارج وليس بدوافع وطنية.
4- إثارة الفتنة بالزعم بأن هدف هذه العمليات اسقاط السلطة الفلسطينية وسيطرة حركة حماس على الضفة كما سيطرت على قطاع غزة.
5- تضليل الرأي العام الإسرائيلي ومحاولة اسكات المعارضة المتصاعدة ضده بالزعم بأن إسرائيل تتعرض لخطر وجودي يحيط بها من كل جانب.
6- تضليل الرأي العام العالمي الذي بدأ يكتشف حقيقة الكيان الصهيوني وممارساته الإرهابية والعنصرية

مما لا شك فيه أن ايران تدعم حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالمال والسلاح، كما كانت دول أخرى تدعم فصائل منظمة التحرير حتى قبل ظهور هاتين الحركتين وهذا أمر طبيعي بالنسبة لحركات التحرر عبر العالم حيث لا حركة منها اعتمدت على امكانياتها الذاتية، فجبهة تحرير فيتنام كانت مدعومة من كل المعسكر الاشتراكي وخصوصا الصين والاتحاد السوفييتي، وجبهة التحرير الجزائرية كانت مدعومة ماليا وسياسيا وعسكريا من عديد من دول العلم الثالث بالإضافة الى الاتحاد السوفيتي ومصر ودول الجوار، والمؤتمر الوطني الافريقي في جنوب افريقيا في نضاله ضد النظام العنصري كان مدعوما من غالبية دول العالم حتى الغربية ومن الأمم المتحدة التي أصدرت قرارات بمقاطعة نظام دي كليرك العنصري وفرضت عقوبات عليه، وقوات فرنسا الحرة بزعامة شارل ديغول وجدت كل دعم واسناد من أمريكا وبريطانيا أثناء قتالها ضد النازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، وراهنا تجد أوكرانيا كل الدعم العسكري والمالي والسياسي من حلف الأطلسي لمواجهة ما تعتبره غزوا روسيا لأراضيها ولا أحد يتهم أوكرانيا بالإرهاب وهي تقصف مدنا روسية!!
المشكلة إذن لا تكمن في وجود أو عدم وجود دعم خارجي لحركات التحرر من الاستعمار وفي موضوعنا الشعب الفلسطيني وحركاته المقاتلة، بل بمدى عدالة القضية الفلسطينية وهي عدالة تعترف بها الأمم المتحدة التي أصدرت العديد من القرارات والتوصيات التي تنص على حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره الوطني وإقامة دولته المستقلة على أرضه وشرعية مقاومته للاحتلال.
كيف يمكن تصديق أن أجندة خارجية إيرانية تقف وراء مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال بينما مقاومة الاحتلال ممتدة طوال قرن من الزمان، منذ هبة البراق 1929 الى ثورة عز الدين القسام 1935 والثورة العربية الكبرى 1936 ثم الثورة الفلسطينية المعاصرة 1965 والانتفاضتين العظيمتين، وكلها كانت قبل أن تظهر الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله ومحور المقاومة!!، كما أن قيادات إسرائيلية ومحللين إسرائيليين ألقوا بالمسؤولية عن تصاعد العمليات الفدائية على اليمين المتطرف وسياساته وخضوع نتنياهو لتوجهات بن غفير وسموترتش المستفزة للشعور الوطني الفلسطيني.

المبالغة في الحديث عن أجندة خارجية فيه إساءة المقاومين الوطنيين وللشعب الفلسطيني بشكل عام، لأن مقاومة الاحتلال لم تتوقف يوما وهي متواصلة ما قبل وما بعد ظهور ما يسمى بمحور المقاومة. فمنذ بداية العام تم قتل 34 مستوطنا وغالبية من قام بالعمليات الفدائية مواطنون غير منتمين لأي فصيل سياسي، وعدد المناضلين المنتمين رسميا لحركة فتح وكتائب شهداء الأقصى ومن الأجهزة الأمنية ربما يفوق عدد من ينتمون رسميا لحركتي حماس والجهاد الإسلامي وحتى وإن كانوا ينتمون لهاتين الحركتين فهما حركتان فلسطينيتان، وقد أستشهد غالبيتهم هؤلاء الفدائيين وتم دفنهم في أرض فلسطين كفلسطينيين وتم تكنيفهم بالعلم الفلسطيني وليس بعلم إيران أو حزب الله.

لا شك بوجود انقسام فلسطيني وتدخلات إقليمية لتعزيز الانقسام ودعم طرف على حساب الطرف الثاني، ولا شك ان لإيران أجندتها كما لجماعة الإخوان المسلمين أجندتهم، ولا ننكر دور حماس في الانقسام وانقلابها على السلطة وتطلعها للحلول محل منظمة التحرير في قيادة الشعب الفلسطيني الخ ولكن هذا لا يبرر تشويه المقاومة واعتبار كل عملية فدائية تخدم أجندة خارجية أو تهدف لإضعاف واسقاط السلطة في الضفة، وستكون حركة حماس واهمة إن اعتقدت أنه سيحدث في الضفة كما حدث في غزة وأن الاحتلال سيمكنها من سلطة ودولة في الضفة.
إن كان الاحتلال يسعى لتدمير أو إلغاء الدور الوظيفي الوطني للسلطة الفلسطينية في الضفة أو تحويلها كوكيل أو رابطة قرى محدثة وهي السلطة التي تأسست في إطار مشروع تسوية سياسية تعترف فيه منظمة التحرير بإسرائيل كما أن السلطة تنسق أمنيا مع الاحتلال لقمع المجاهدين ووقف أعمال المقاومة كما تزعم حركة حماس، فكيف ستسمح إسرائيل لحماس بسلطة في الضفة وهي التي تقول علنا بعدم الاعتراف بإسرائيل والمقاومة المسلحة لتحرير كل فلسطين؟!



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يختلف التطبيع السعودي الاسرائيلي عن غيره ؟
- التباس العلاقة بين السلطة والدولة والوطن
- ملاحظات على تصريحات خالد مشعل حول الانقسام الفلسطيني
- لماذا تفشل حوارات المصالحة الفلسطينية؟
- حتى لاتنزلق الأمور في قطاع غزة إلى ما هو أسوأ
- مناورة صهيونية تتكرر مابين غزة والضفة
- الرئيس أبو مازن وسدنته ومستقبل القضية الفلسطينية .
- صواريخ غزة في ميزان العقل واستراتيجيات التحرر الوطني
- مأزق بوتين
- صمود سوريا كشف مستور ما يسمى (الربيع العربي )
- في ذكرى الانقسام: لا حماس تحتفل ولا الاحزاب تندد
- هل تستحق (دويلة غزة) كل هذا الثمن؟
- من النكبة الى النكسة الى التطبيع، وماذا بعد؟
- تركيا كنموذج لعدم تعارض الإسلام مع الديمقراطية والعلمانية
- أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
- أسباب أزمة المشروع التحرري الفلسطيني، وإمكانية تجاوزها
- متغيرات دولية وعربية تحتاج لحاضنة رسمية فلسطينية
- مسؤولية الأنظمة العربية عن نكبة 1948
- هل ستغير اسرائيل المعادلة القائمة في قطاع غزة؟
- استهداف الجهاد الإسلامي محاولة لخلق فتنة وحرب أهلية في غزة


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - مقاومة وطنية وليس أجندة خارجية