عبدالرؤوف بطيخ
الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 10:20
المحور:
الادب والفن
رماد الأزمنة الجميلة
كنتُ أبتسمُ
إذ أرى الممرضة ذاهلةً
من اللامبالاةِ المرتسمةِ على وجهيَ
في وجهِ الخطر
وكنتُ، ككل الأطفال، لا أخاف الموت
وكنتُ أستقبلُ الوحدةَ الجبريةَ
والأسرَ في الميناء
دون أن تفارقَ وجهيَ الابتسامة
وكنتُ أقول إن الخُلدَ الأحمر
يحفر تحت السور
وكنتُ أرى على ظهر الكوكب
غاباتٍ من أعمدة النور
وفي التيهِ الأسودِ آلاف الخرائط
وعلى كل خريطةٍ ألفَ علامة
وكنتُ أُقبِّل، على أرصفة اللحظة العابرة،
فتياتٍ لا أعرفهن
حبًّا لكل ما أبْدَعَتْهُ الأزمنةُ الجميلة فيهن
من رقة الشعور ومن سحر الوسامة
وكنتُ أترك قهوتي
لأضُمَّ إلى صدري سوسنةً عابثة
لا تُمارسُ الحب إلاَّ على فراشِ الأرض
وكنتُ ... وكنتُ ...
لكن الأزمنة الجميلةَ استحالت رمادًا
وغَشِيَني الخوف
إذ خلت الدروبُ من البشر النوارس
وامتلأت بتبكيت الضمير
فأشفقتُ على نفسي من سوء المصير
(30 أبريل 1989)
*****
الملاحظات :
1القصيدة مقتبصة من ديوان "فوق الأرصفة المنسية" بشير السباعي.
2بشير السباعي" مؤرخ ومترجم مصري ولد في محافظة الشرقية، نقل عن الروسية والإنجليزية والفرنسية نحو سبعين عملاً إبداعيًّا وفكريًّا، وحصل على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية، وهو حاصل على درجة الليسانس من كلية الآداب - جامعة القاهرة - قسم الدراسات الفلسفية والنفسية عام1966 ".
#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟