أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - ثقافة -الكلمة اﻷخيرة-














المزيد.....

ثقافة -الكلمة اﻷخيرة-


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 7741 - 2023 / 9 / 21 - 04:49
المحور: الادب والفن
    


ثقافة "الكلمة اﻷخيرة"
تعرفون بالتأكيد مواقف و حاﻻت كثيرة تضطرون فيها إلى النطقِ بها. أعني هي. نعم هي بالذات. فهي صارمة، صادمة، فاصلة،قاطعة، نهائية، مؤلمة و مؤسفة. لكنها أيضا، رغم ذلك، و رغم النتائج، و ربما الخسارة الكبيرة، التي تنجر عنها، تجعلنا نشعر باﻹرتياح والثقة في النفس، و باﻹنتصار و الشموخ. فهي تأتي، أو باﻷصح تخرجُ، غير مُتَوَقَّعَة، دون تخطيط أو تفكير مُسبَّق. فلاتهمنا اﻷشكال و الصيغ التي ننطُقُها بها، و ﻻ متى يجب علينا النطقُ بها. و ما إذا كان يتعين فعلُ ذلك اﻵن، أم في المرة القادمة. في العادة، نحن نبذل جهودًا جبَّارة و نحاول أن نتجنبَها و أن نلتمسَ المبرِّرات و اﻷعذار، و أن نستعرض في فترات الصفا الذهني الجوانب اﻹيجابية للعلاقة، و أن نقنعَ أنفسَنا، في كل موقف أو حالة، أن المسألة لم تصل بعد إلى تلك الدرجة من الحِدة و التفاقم التي تجعلنا نتخذ الخطوة الحاسمة. بل أنه عندما ينفذُ صبرُنا و يصبح البوحُ بالحقيقة القاسية أمراً لم يعد يحتمل التأجيل، و أنه صار بإمكاننا التنصل من المسؤولية، ﻷن اﻵخرون قد تجاوزوا الحدود و امتدت إيديهم لقطف الثَّمرة المشؤومة و أنه آن اﻵوان لطردهم من جَنَّتِنا الوارفة، فاستحقوا العقاب لتماديهم في خبثهم و غرورهم و سوء تقديرهم، غير آبهين بالعواقب؛ حتى في هذه الحال، فنحن ﻻزلنا نشعر بنوع من الشفقة نحوهم و الرأفة بهم، و نحاول بإستمرار إرسال اﻹشارات و التلميحات و الرسائل التحذيرية الغير مباشرة إليهم، و أن نضعهم في مواقف إفتراضية خيالية لعل ذلك يوقظُ ضمائرهم و ينبههم إلى تبعات سلوكهم المتهور السخيف.
بل أننا نشعر بالمتعة و التحرر ﻷننا أصبحنا نتحكم في الموقف و نستطيع اﻵن التخلص من الحمل الذي يثقلُ كاهِلَنا، فكل شيء بات مسألة وقت ﻻ أكثر و نستطيع بالفعل حساب العد العكسي للحظة المُصارحة، حينها، بهدوء و برودة أعصاب و بلا تردد نتلفَّظ بتلك الكلمة أو العبارة التي كنا نرغب في تجنبها و الوصول لتسوية ما في منتصف الطريق تكون أقل وطأة على الطرف اﻵخر و تحفظ له ماء وجهه.
إنها الكلمة اﻷخيرة أو ما نسميه نحن في ثقافتنا الحسانية “الكَلْمَة التَّالْيَة”.
و هي الكلمة أو العبارة التي ما كنا أبداً سنلجأ إليها و ننطق بها لو لم يُرغمْنا اﻵخرون على فعل ذلك، بوقاحتهم و إستهتارهم و سفالتهم. إنها بالنسبة لنا شيء مكروه، خط أحمر، شجرة زقُّوم!
بعض الصيغ التي يمكننا من خلالها أن نضع حدًّا لتطاول اﻵخرين علينا و استخفافهم بنا و استغلال ظروف معينة ﻹختبار شخصيتنا و إنتهاك حقوقنا:
ﻻ (أبدًا)، أغرب من عيني "طِيرْ"، ﻻ أريد سماع هذا، لماذا تفكِّرُ (أنتَ) بهذا الشكل؟ أنا لستُ كذلك/كما تتصور، ﻻ أريد التحدث معك في هذا (بعد اﻵن)، هذا ﻻ يعنيك، أنا لم أقصد هذا، أنت أسأت الفهم كثيرا، ﻻ أفهم كلامك،
لماذا تظن (أنتَ) ذلك؟، ماذا تريدُ قولَه بالضبط؟ أنا ﻻ أتواصل عبر الواتساب إﻻ مع العائلة و اﻷصدقاء و بعض المعارف أو في حاﻻت خاصة، و أنتّ ﻻ تنتمي إلى هؤﻻء.
ﻻ يكادُ يمضي يوم دون أن أصادفَ أناسا غرباء في طريقة تفكيرهم و تصرفاتهم و نظرتهم للعالم. فالحديث مع هؤﻻء في قضايا معينة، تكون غالبا عادية و بسيطة، سرعان ما يتحول إلى سوء فهم و صراع. لكن اﻷمر يكون أعظم عندما يتعلق اﻷمر بالمسؤولين. ﻻ أفهمُ مطلقا كيف ابتلينا بهذا النوع من القيادات التي أوصلنا إلى هذه اﻷزمة اﻷخلاقية. ﻻ شك أن المجتمع البدوي الذي ليس لديه تراكم حضاري ﻻ بد له من إجتياز الكثير من العوائق و المطبات، ثم أن التعيينات عندنا ﻻ تخضع للمقاييس المهنية و اﻷخلاقية، و بما أنه ﻻ توجد مساطر أو ضوابط أو تعليمات يجب على المسؤولين مراعتها أثناء أدائهم لعملهم، فإن الكثيرين من هؤﻻء إنتهازيون و سيتصرفون في المؤسسات و الهيئات التي يُديرونها كما يشاءون، و بدلا من أن يكونوا مثاﻻ و قدوة لغيرهم، و معلمين في مواقع عملهم، نجدهم ﻻ يتورعون عن الخوض في اﻷمور التافهمة و النزول إلى أدنى درجات الخساسة و اﻹنحطاط. ثم أنه رغم توفر الحد الأدنى من الوسائل المادية الكافية لتأسيس وسائل إعلامية جماهيرية و لو بمظهر متواضع، تهتم بنشر المعرفة و الثقافة بين الناس، فنحنﻻ نكاد نعثر على جريدة ورقية أو منشورات تثقيفية مثلما ﻻ توجد برامج إذاعية أو تلفزية شهيرة لحث الناس على تحسين مستواهم العلمي و الثقافي و اﻷخلاقي. إن توفر "البارابول" و اﻹنترنت وحدهما، و ترك اﻷمور تسير بطريقة سلبية و ﻻ مباﻻة، لن يؤدي إلى إحداث التغيير المنشود في المجتمع.



#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصر بوريطة .. سكت دهرا و نطق كفرا !!
- الصحراء أيسْبانْيَوْلْ
- بدون ال -شون مي- تقوم الساعة!!
- إِبَلْ لَكْشَاطْ
- هل يوجد شاي جاهز؟
- الإستقلال ليس صندوق عجائب
- لنعمل على تطوير ذواتنا
- أمور مزعجة
- نحن ساهمنا في تعيين الحكومة الجديدة؛ فلماذا التذمر؟!
- الاعلان عن منحة في النرويج لطالب(ة) صحراوي(ة)
- الحياة السريعة في البلدان المتقدمة
- الإلهام و الإبداع
- نحن و الطفرة التكنولوجية في القرن الواحد و العشرين
- شُكوكٌ متبادَلة
- بناء مؤسسات لا مخزنية
- بعد قرار البرلمان الأوروبي .. الصراحة راحة!!
- جريمة قتل خاشقجي: رسائل مُشفّرة للسعودية
- ملاحظات على هامش قضية خاشقجي
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!


المزيد.....




- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - ثقافة -الكلمة اﻷخيرة-