أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - الحياة السريعة في البلدان المتقدمة














المزيد.....

الحياة السريعة في البلدان المتقدمة


سلامة محمد لمين عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 6476 - 2020 / 1 / 29 - 01:41
المحور: الادب والفن
    


ايقاعُ الحياةِ اليوميّة في البلدان المتطوِّرة اسرعُ كثيرا مما هو موجود عندنا. يكفي أن نتصّور أنّ قطار الأنفاق(الميترو) في المدن الكبيرة يمر من المحطة كل خمس دقائق أثناء أوقات العمل. الناس يخرجون باكرين و لا يعودون إلى منازلهم إلا في المساء، و كثيرا ما يضطرون إلى تناول وجبة سريعة، أو "فاست فود" كما يسمونها هناك. فهم يفرحون إذا شعروا بالجوع و وجدوا محل "بيتزا" أو "كيباب" في المنطقة المحيطة بهم. حتى القهوة، قد يضطرون في كثير من الأحيان إلى احتسائها و هم يركضون في الطريق، و تسمّى "coffee-to-go".
فكثيرون تضطرهم ظروف العمل للسّفر كلَّ يوم إلى مناطق بعيدة عن مكان سكناهم، الشيء الذي يحتِّم عليهم الإستيقاظ في ساعة مُبكِّرة. نظرا لتسارع وتيرة الإنتاج و ضرورة تنفيذ الطّلبات في آجالها المُحدَّدة، تلجأ الكثير من الشركات الصِّناعيّة إلى ما يسمّى "نظام الورديّات"، أي أن المؤسّسة تعملُ اربعا و عشرين ساعة بدون توقف. فكل ثماني ساعات يخرج فريق من العمّال و يحلُّ محلّه فريق آخر. و نظرا للضغط الإقتصادي و ضرورات التقشّف و التّقنين، التي تجعل الشّركات لا تستطيعُ تشغيل أعدادٍ كبيرة من العمّال، فإنها تكون مُرغَمة على زيّادة ساعات العمل، و اعتماد نظام ورديّات متحرّكة، يُلزِمُ العمّال بالعمل في أوقات مختلفة من اليوم كلّ اسبوع، أحيانا يكون العمل في الفترة الصّباحيّة، و في الأسبوع الذي يليه، في الفترة المسائيّة، و في الأسبوع الثالث، يكون العمل خلال ساعات الليل. إن هذا الواقع الصّارم، يؤثِّرُ على جميع مناحي حياة الإنسان و عاداته اليوميّة، كما أنّه يُغيّر نظرتَه للكثير من القضايا. فكثير من الأشياء التي كانت تبدو لنا في السّابق روتينيّة، عاديّة، أو مُسلّمات، أو اعتقادات راسخة، تصبحُ، في ظلّ هذا الواقع المرير، بسيطة و نسبيّة. يُنسبُ للإمام علي بن ابي طالب، كرم الله وجهه، قوله: "لو كان الفقر رجلا لحاربته بالسّيف". هذه المقولة ثمينة جدا، فالناس في العالم المتقدِّم يُشبهوننا تماما من حيث الظروف الإنسانية، و الرغبة المستمرة في تحسين ظروف الحياة، فهم يعتقدون أن أفضل طريقة لتحقيق هذه الغاية، هي العلم و العمل و الجد و الإجتهاد و التّضحيّة بالكثير من الأمور الهامّة، مثل أوقات الرّاحة و بعض الواجبات الإجتماعيّة، و الرُّوتين اليومي. لذلك فهم مُضْطرُّون إلى مسايرةِ ظروفِ الحياة الشّاقة السّريعة و محاولة تكييفِ نمط عيشهم معها. و في المقابل، فهم يُفكرّون و بخطِّطون و يحاولون باستمرار اصلاحَ ما يمكن اصلاحه، و تغيير ما يمكن تغييره، و خلق "واحات" للرّاحة و فضاءات لتغيير الجوّ و التّرفيه و التّأثير الإيجابيّ في حياة المدينة السّريعة الصّاخبة لجعلها أكثر بهجةً و إنسانيةً.



#سلامة_محمد_لمين_عبد_الله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإلهام و الإبداع
- نحن و الطفرة التكنولوجية في القرن الواحد و العشرين
- شُكوكٌ متبادَلة
- بناء مؤسسات لا مخزنية
- بعد قرار البرلمان الأوروبي .. الصراحة راحة!!
- جريمة قتل خاشقجي: رسائل مُشفّرة للسعودية
- ملاحظات على هامش قضية خاشقجي
- وقفة للتأمل!
- واقعتان غريبتان في المهجر!!
- الرأسمالية، ايضا، لديها برنامج عمل وطني
- المرأة إنسان راشد؛ و الرجل كذلك
- الو، بريسيدينتي


المزيد.....




- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلامة محمد لمين عبد الله - الحياة السريعة في البلدان المتقدمة