أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين سالم مرجين - الشخصية الليبية بين ثالوث الوطنية والفزعة والإيثار















المزيد.....

الشخصية الليبية بين ثالوث الوطنية والفزعة والإيثار


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 01:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن فهم طبيعة المجتمع الليبي هو عملية معقدة ومتعددة الجوانب، ويمكن أن تساهم المواقف والمشاهدات التاريخية، والأحداث الحالية في توضيح بعض الجوانب من هذه الطبيعة. ولكنها قد لا تكون كافية في حد ذاتها لفهم الصورة الكاملة. حيث يتوجب الاحتراز الشديد وتجنب التعميم عند تقييم مجتمع بأكمله. وهذا يعني أهمية المعرفة العميقة، والشاملة بالتاريخ، والثقافة، والاقتصاد، والسياسة، والدين، والعوامل الاجتماعية الأخرى المؤثرة في المجتمع الليبي.
بالتالي يتوجب أن يتم التعامل مع أي فرضية، أو أي وجهة نظر عن المجتمع الليبي أو الشخصية الليبية بحذر، فضلا عن أهمية التعرف على الحقائق والقيم المتعددة التي تشكل طبيعة المجتمع الليبي، وذلك لضمان فهم عميق، ومتوازن، وموضوعي.
وفي هذا الصدد، برزت بعض الكتابات التي حاولت الغوص في سبر أغوار طبيعة المجتمع الليبي، منها كتاب الشخصية الليبية بين ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة لمؤلفه الدكتور المنصف وناس الذي صدر سنة 2014م، حيث نحت المؤلف قواعد أساسية للشخصية الليبية تنطلق منها: وهي القبيلة والغنيمة والغلبة، وهي جوانب أساسية حسب وجهة نظره، في تحديد الشخصية الليبية، وتؤثر بالتالي في تشكيلها.
حيث قام الدكتور المنصف وناس باستدعاء بعض المواقف، والمشاهدات التاريخية لتبرير وتفسير هذه الفرضية، كما قد يكون للمواقف والأحداث الحاصلة خلال الفترة 2011-2014م، دور في تعزيز هذه الفرضية، حيث شهدت ليبيا تغييرات جذرية مع الحراك المجتمعي وسقوط نظام القذافي 2011م، فأثرت هذه التغييرات على الديناميات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المجتمع الليبي. مما دعا الدكتور وناس بالقول بأن العوامل الثقافية والاجتماعية المرتبطة بالقبائل، والتوزيع غير المتكافئ للثروة والسلطة، والتفوق والهيمنة تلعب دورًا حاسمًا في تشكيل الشخصية الليبية. بالتالي شكلت فرضية ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة التفسير المنطقي لجل الأحداث الحاصلة ما بعد 2011م.
لقد جرى نحت هذه الفرضية في ظل ارتباك، وذهول، واستغراب، وصمت بعض أساتذة علم الاجتماع في الجامعات الليبية، وذلك في ظل تسارع الأحداث والتوترات في المجتمع الليبي، ووصل بالبعض منهم إلى التصريح "بأنه أصبح لا يعرف أي شيء عن المجتمع الليبي، أو إنه غير قادر على فهم الشخصية الليبية".
وهنا أود التأكيد بأنه في أحايين كثيرة يتم تشبيه الشخصية الليبية بالصندوق الأسود، الذي يحتاج إلى مخبر خاص؛ كي يقوم بعملية التفريغ والتسجيل والقراءة الصحيحة للمواقف والمشاهدات التى مرت بها تلك الشخصية، فالكثير من المواقف والمشاهدات لا يمكن فهمها وتفسيرها دون فهم ومعرفة طبيعة المجتمع الليبي، وهنا نذكر قصة تم سردها في كتاب المنصف وناس تتحدث عن الشخصية البدوية من خلال أشقاء خمسة في عائلة واحدة، ويسكنون في ضيعة واحدة، وربما نفس البيت ويذهبون إلى صلاة الجمعة كلاً في سيارته، حيث فسر الدكتور المنصف وناس لنا ذلك بأنه تأكيداً على التباهي والاقتدار المادي، فضلا عن الميل للإسراف من جهة أخرى، وهنا أود التأكيد بأن أحداث هذه القصة قد نجدها متكررة في المجتمع الليبي، لكنها قد تكون مغلوطة الفهم والتفسير.
فالأشقاء الخمسة عندما يذهب كل منهم إلى مسجد مغاير، ليس للتباهي أو الميل للإسراف، إنما قد يكون بسبب البحث كل منهم عن خطيب جمعة متمكن وحصيف، يملك علماً وإخلاصاً وفراسة ورجاحة، في قوة خطابية، ومقدرة استنباطية، ونصاعة قوية، وهمة عالية، وصلة متبادلة مع المصلين، وليس كما فسره المنصف وناس للتباهي والإسراف. وهذا الأمر يعني ببساطة ضرورة دراسة وتحليل متعمق للعوامل الثقافية والاجتماعية والتاريخية والدينية التي تؤثر على تشكيل الشخصية الليبية؛ بغية فهم أشكال السلوك والتصرفات في المجتمع الليبي، والتي تؤثر على تشكيل الشخصية الليبية.
وبالرغم من كل ذلك، ومع دخول المجتمع الليبي في سلسلة من الحروب الأهلية منذ 2014م وحتى 2020م، أصبحت فرضية ثالوث القبيلة والغنيمة والغلبة هي إحدى الفرضيات الأبرز في تفسير طبيعة الشخصية الليبية، حيث بينت بعض المشاهدات والأحداث مصداقية جوانب تلك الفرضية.
ومع حدوث كارثة مدينة درنة ومدن وقرى الجبل الأخضر في 11 -12 سبتمبر 2023، حدث تغيير مهم في طبيعة المجتمع الليبي، حيث تمت إزاحة تلك الفرصية بعيدًا، وبرزت فرضية جديدة تقول بإن الشخصية الليبية تتمحور بين ثالوث الوطنية والفزعة والإيثار؛ وهذا يعني ببساطة شديدة وجود استجابة سريعة للمجتمع الليبي للكارثة، فضلا عن قدرته على التضامن والتعاون والإيثار في مواجهة التحديات الصعبة من أجل الوطن. وهنا برزت مقولة بين رجال القبائل والمناطق الليبية تقول" الرجال مواقف، فقم حين تتخطفك المحن بما تقتضيه الرجولة منك"
ولعل أهم المشاهدات التي ارتبطت بي، خلال الأيام الأولى من تلك الكارثة، وهي أنني أصبحت ضمن مجموعة من مئات الأشخاص على الواتساب تحت مسمى "فزعة خوت"، حيث اكتشفت العديد من الأشخاص الذين أعرفهم أو الذين اختلف معهم، وهذا الأمر يعكس قدرة المجتمع الليبي على تجاوز الخلافات الشخصية، والقبلية والمناطقية والعمل سويًا في سبيل الوطن. وهذا يعكس أيضًا روح الإيثار والتضامن والمساعدة التي تتسم بها الشخصية الليبية في مواجهة الكوارث. ولعل المئات من الفيديوهات والتسجيلات التي انتشرت في الساحة الرقمية خلال مرحلة ما بعد الكارثة، بينت بشكل جلي الاستجابة السريعة للمجتمع الليبي للكارثة بروح الفزعة والإيثار من أجل الوطن؛ لتنبثق الروح الوطنية والفزعة والإيثار في الشخصية الليبية.
إن ما يدعم وجهة النظر هذه، هو ما تم رصده في التاريخ الليبي بأنه عندما يواجه المجتمع الليبي تهديدًا مشتركًا أو كارثة، يتجاوب جل أفراده بالفزعة ويتحد لمساعدة بعضه البعض، ليصبح الوجع واحدًا، والدفاع عن الوطن همًا مشتركًا.
فتظهر فزعة أفراده بشكل تلقائي، فضلا عن الإيثار والتلاحم والتضامن بين الأفراد وتتلاشى في لمح البصر تلك الفروقات والانقسامات. فمعركة القرضابية التي جرت بين الليبيين والإيطاليين المحتلين، تشكل مثالًا واضحًا في التاريخ الليبي على قدرة المجتمع الليبي على التوحد، ومواجهة التحديات بالرغم من الصراعات والاختلافات، حيث تجمع الليبيون من مختلف القبائل والمناطق والتوجهات السياسية للدفاع عن الوطن.
وهذا يعني بأنه ليس مبالغة في القول بإن الليبيين قد يتقاتلون أحياناً، وربما يغضبون أحيانًا أخرى، وربما يعتبون، لكنهم تحت كل الظروف لا يسمحون، ولا يقدرون على السماح بتقسيم الوطن، فذلك أكثر مما يحتملون.
في الحقيقة كثيرًا ما عبرت في جل مقالاتي السابقة بإن ما يجمع الليبيين أكثر مما يفرقهم، حتى وإن لاحت في الآفاق بوادر التقسيم والفرقة، فإن ذلك ربما يكون الخطوة الأولى نحو تخطي الأزمة، لتبدأ بعد ذلك الدعوات الوطنية نحو الفزعة والإيثار، ونبذ الخلافات والفروقات، وهذه الفرضية تعكس المقولة التي تقول إن ما يجمع الليبيين أكثر مما يفرقهم، حيث يمتلك أفراد المجتمع الليبي مجموع من الاستعدادات والممارسات التي تم اكتسابها من خلال التاريخ المشترك، والتي تسمح لهم بالتوحد والتصالح، حتى في ظل الصراعات والتوترات الداخلية ، فالمحن في كثير من الأحيان تعظم قيم الوطنية والفزعة والإيثار في المجتمع الليبي، لتجعل الوجع واحدًا لكل الليبيين.
إن كارثة مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر أظهرت مصداقية هذه الفرضية حيث تلاشت الانقسامات، وتبددت الخلافات، وتلاحم أفراد المجتمع الليبي وتضامن من أجل هدف مشترك؛ وهو إنقاذ الأرواح، وإعادة بناء الوطن. وهذا يعني إن الفزعة والإيثار والتضحية من أجل الوطن هي قيم ثابتة في الشخصية الليبية، تتجلى في المحن والأوقات الصعبة، فيعمل أفراد المجتمع بروح الفزعة والإيثار، بما يمكنه من تجاوز الأزمة، ليصبح المجتمع الليبي بعدها ليس كما كان قبلها.
وعموما، يمكن رصد بعض المفارقات السوسيولوجية اللافتة للانتباه في الشخصية الليبية، والتي برزت أثناء كارثة درنة ومناطق الجبل الأخضر، وهي على النحو الآتي :
• بالرغم من الحروب والصراعات المناطقية والقبلية التي جرت خلال الفترة من 2014- 2020م، إلا أن كارثة درنة ومناطق الجبل الأخضر شهدت تكاتفًا وفزعة كبيرة من كل المجتمع الليبي. فقد شاهدنا أفراد من مختلف المناطق والقبائل الليبية يتحدون من أجل مساعدة المصابين وإنقاذ الناجين، وتوفير المأوى والموارد الضرورية للمتضررين. وهذا الأمر يعكس قيمة الفزعة والإيثار والروح الوطنية في الشخصية الليبية.
• خلال كارثة درنة، شهدنا تكاملًا لافتًا بين القبائل والمناطق الليبية، فلم تكن هناك قبائل ومناطق منتصرة، وأخرى منهزمة، بل كان الهدف المشترك هو مساعدة الضحايا وتخفيف معاناتهم. وهذا الأمر يعني قدرة المجتمع الليبي على تجاوز الانقسامات التقليدية، وتلاحم المجتمع الليبي في وجه الكوارث.
• أكدت كارثة درنة ومناطق الجبل الأخضر، الرغبة المجتمعية الحثيثة لإنهاء حالات الصراعات والخلافات، والقبول بفتح صفحة جديدة من تاريخ ليبيا.
• بينت كارثة درنة مشاركة جميع فئات المجتمع، بما في ذلك النساء والرجال والأطفال والشيوخ، وهذا الأمر عزز التنوع والشمولية في المساهمة الفعالة من تخفيف حجم الكارثة في المجتمع.
هذه في عجالة أهم المفارقات السوسيولوجية التي تم رصدها، وباختصار، يمكن القول بأنه ربما تكون كارثة مدينة درنة ومناطق الجبل الأخضر فرصة تاريخية لتعزيز الروح الوطنية في المجتمع الليبي، وهذا الأمر بحاجة إلى وجود وجوها جديدة تمتلك رؤية تغييرية، ومشاريع إصلاحية، يتم تقديمها للمرحلة القادمة، فهناك حقيقة بأنه ما من مشهد في العمل العام أسوأ من صورة رجال لكل المراحل.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات عن كارثة إعصار دانيال
- - أهمية الشعور بالجهل في البحث العلمي
- هل إنتاج الابتكار يعد ضمن أولويات الجامعات الليبية الحكومية ...
- الاستراتجية الوطنية للتعليم العالي في ليبيا إلى أين تتجه ؟
- الحاجة إلى تحديد الجهات التي يحق لها إصدار المجلّات العلمية ...
- عالم الاجتماع العربي حليم بركات ...كما عرفته
- هل تمتلك الجامعات الليبية القدرة على اسْتيعَاب ودعم المخترعي ...
- قراءة نقدية لفكرة التعاون بين المراكز البحثية التابعة للهيئة ...
- النظرية الاجتماعية والنظارة الطبية : محاولة لفهم وتوظيف النظ ...
- هل تصلح النظريات والمفاهيم الغربية كمدخل لفهم وتحليل وتفسير ...
- الدعوة إلى مراجعة الأفكار والتصورات عن المجتمع الليبي
- قراءة نقدية في مبادرة المبعوث الأمم المتحدة في ليبيا - الواق ...
- نكبة 1948م قراءة نقدية
- هل يستطيع الباحث في علم الاجتماع التجرد من معتقداته وقيمه وا ...
- هل الجامعات الليبية بحاجة إلى التصنيفات العالمية ؟
- قراءة نقدية عن : المؤتمر العلمي الثاني للجمعية الليبية لعلم ...
- قراءة وتدبر في الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي
- الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية
- وهم العبقرية في المجتمع العربي
- ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟


المزيد.....




- بعد أن كتب لترامب -اجمع شملك-.. محمد علي الحسيني يُعلق على خ ...
- وزارة الخارجية الروسية تستدعي سفير مولدوفا
- كيف استقبل الشرق الأوسط خبر فوز ترامب التاريخي؟
- الرئيس الـ 47.. ترامب يتربع على عرش البيت الأبيض مجددًا بعد ...
- نتنياهو يشعل الشوارع الإسرائيلية بقرار إقالة غالانت وتعيين ك ...
- مجلس الوزراء الألماني يوافق على تطبيق نظام تجنيد جديد
- لولا دا سيلفا يهنئ ترامب بفوزه في الانتخابات الأمريكية
- تقرير: عدد الأشخاص عديمي الجنسية في آسيا الوسطى في انخفاض
- أنصار الانضمام إلى الولايات المتحدة يتصدرون الاستفتاء في بور ...
- تايوان تعرض أول صواريخ مضادة للدبابات مصنعة محليا


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين سالم مرجين - الشخصية الليبية بين ثالوث الوطنية والفزعة والإيثار