أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟















المزيد.....

ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 20:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في الفترة الماضية قامت وزارة التربية والتعليم بإيقاف تدريس مادة التربية الوطنية بقرار من السيد وزير التربية والتعليم رقم (2097) لسَنة 2022م، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها حذف إو إيقاف تدريس مواد دراسية لمراحل التعليم الأساسي والثانوي، حيث وصل الأمر في السنوات الماضية إلى حذف بعض الموضوعات من بعض المواد دون تقديم أو توضيح مبررات لذلك الإيقاف أو الحذف، بالتالي أصبح الأمر أكبر من أن يتخطاه البصر، فدور الباحث في علم الاجتماع كمثقف أجزم بأنه قادر على أن يخلق الوعي ويحفزه عبر قدرته على قرع الأبواب، وعموما حتى لا تُثير هذه المقالة خائنة الأعين وما تخفي النفوس أود طرح عدد من المقدمات المهمة وهي :
• بادئ ذي بدء ينبغي أن نعلم أن جل الدول التي تعرضت للتحديات وإكراهات بسبب الحروب الأهلية؛ أو الانقسامات المجتمعية قامت بعمليات مراجعة المنظومة التعليمية بغية تجاوز تداعيات تلك الانتكاسات على المنظومة التعليمية، وهذا يعني الحاجة لوجود مشروع وطني لتحسين وتطوير المنظومة التعليمية.
• العملية التعليمية في ليبيا – حاليًا- بحاجة إلى إحداث تغييرات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بعمليات تهيئة وتحسين البيئة التعليمية.
• أعتقد بأننا لا نزال نفتقر إلى وجود فلسفة، ورؤية، وأهداف واضحة ومعتمدة للمراحل التعليم الأساسي والثانوي كافة، وذلك بغية القيام بعمليات التخطيط، والتنفيذ، والتقييم ،والقيام كذلك بالمعالجات بأسلوب علمي دقيق، ونستطيع من خلالها تصفير العراقيل والتحديات.
• وهذا الأمر لا يعني عدم وجود فلسفة، أو رؤية لوزارة التربية والتعليم؛ إنما المقصود هنا عدم وجود استراتيجية وطنية - متفق عليها- نحو تلك المراحل التعليمية؛ وذلك حتى يتسنى لوزارة التربية والتعليم صناعة أو بناء المناهج، ومن ضمنها المواد الدراسية وفقا لفلسفة وأهداف المجتمع.
• ليس من مهام أومسؤوليات وزارة التربية والتعليم بناء استراتيجية وطنية للتعليم، إنما هي اختصاص أصيل لمجلس التخطيط الوطني، فهو الجهة المخولة قانونا لبناء الاستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي والثانوي، بالتعاون مع الخبراء والتربويين في مجال التربية والتعليم، حيث سيتم الإجابة في الإستراتيجية الوطنية على تساؤل مهم وهو: ماذا نريد من التعليم الأساسي والثانوي ؟
• تأتي بعد ذلك مهام ومسؤوليات وزارة التربية والتعليم وهي أن تضمن تنفيذ ما خطط له، وفي هذا الصدد يقول المفكر مالك بن نبي "لا يكفي أن تبدع أفكار بل يجب أن تُؤمّن لها الحياة"، وهذا في الحقيقة الأمر هو الدور المناط بالوزارة، البحث عن كيفية تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للتعليم الأساسي والثانوي بالشكل المطلوب والمناسب.
عموما فأن هذه المقدمات قد تدفعنا بالضرورة إلى محاولة تفكيكها بغية رؤية الأشياء بشكل أفضل، وذلك من خلال طرح عدد من التساؤلات المشروعة عن واقع المناهج في التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا - حاليا - لعل أهمها:
• هل توجد أهداف تعليمية للمراحل التعليم الأساسي والثانوي بشكل عام ؟
• هل توجد أهداف كل مرحلة تعليمية بشكل تفصيلي ؟
• هل توجد مناهج محددة ومعتمدة للمراحل التعليمية؟ وأقصد هنا بالمناهج ليس المواد الدراسية إنما المفهوم الحقيقي الذي يعني " جميع الخبرات والأنشطة أو الممارسات المخططة التي تساعد المتعلمين سواء في مرحلة التعليم الأساسي أو الثانوي على تحقيق النواتج التعلم المستهدفة "، وحتى نقرب المعنى أكثر يمكن أن نشير بأن مفهوم المناهج ينسحب إلى " المواد الدراسية، وطرائق التدريس والتعلم، وآليات التقييم، والأهداف التعليمية ...إلخ)
• هل توجد منهجية محددة ومعتمدة في صناعة الكتب المدرسية ؟
• هل يتم تسكين المواد الدراسية بناء على الأهداف التعليمية ؟
• هل صناعة الكتب – حاليا – مرتبطة بالأهداف التعليمية ؟
ولعلنا نروم من وراء كل ذلك أن نفهم : هل توجد مخرجات تعلم محددة ومعتمدة لكل مراحل التعليم الأساسي والثانوي؟. وهنا أقصد : هل هناك تحديد للمعارف والفهم والمهارات التي يتوجب أن يمتلكها المتعلم بعد أكماله كل مرحلة من المراحل التعليمية ؟
ويعود الهدف من تحديد مخرجات تعلم المستهدفة إلى الأسباب الآتية :
• أن أيّ مواد دراسية لا تكون بوصلتها المخرجات التعلم المستهدفة ستكون بوصلة عمياء، غير ذات قيمة .
• التأكد من سلامة أيّ قرارات التي تتخذ بشأن المناهج، خاصة فيما يتعلق بحذف أو إيقاف المواد الدراسية .
• تكون بمثابة البوصلة في عمليات التحسين والتطوير.
• حتى لا تكون مخرجات أي مرحلة تعليمية مجرد أطر جامدة وقوالب يُعد إنتاجها.
• حتى لا نكون معزولين عن متطلبات العالم الخارجي.
إن النظرة العميقة لمفهوم مخرجات التعلم المستهدفة لمراحل التعليم الأساسي والثانوي ومبررات وجودها ستقودنا إلى غاية هذه المقالة وهي أنه : من المفترض بعد حذف مادة التربية الوطنية سيكون لدينا متعلمين منزوعين الوطنية، وهذه الجزئية غاية في الخطورة، وهو الواقع غير مرئي حاليَا!
إن أهمية مادة التربية الوطنية كما توضحها لنا الخبيرة التربوية الأستاذة الدكتورة ألطاف رمضان إبراهيم تكمن في أنها "تمثل الجانب من التربية الذي يشعر المتعلم بموجبه صفة المواطنة، كما تساعد المتعلمين على أن يكونوا صالحين، قادرين على المشاركة الفعالة والنشطة في قضايا الوطن ومشكلاته كافة"
لا شك أن القارئ قد لاحظ بعد قراءته هذا التشخيص والتحليل بأن مساحة القلق والخوف من قرارات الإيقاف أو الحذف للمواد الدراسية مشروعة، وربما قد تسع بناء على هذا التشخيص، وهذه التساؤلات، فضلا على أن الأمر لا يزال بحاجة لمزيد من البحث والكشف، حتى لو ادعى البعض أنه يعرف بالضبط ماذا يفعل !
إذن نحن بحاجة إلى وقفة للتدبر في مناهج التعليم الأساسي والثانوي، كما إن التحليل الموضوعي لا يتهرب من معالجة القضايا سالفة الذكر، بل يقف عندها ليبين أسبابها ويكشفها، وحتى لا اتَّهم بالتَّشاؤم أود طرح عدد من المسالك الممكنة التي أعتقد من المهم اتباعها وهي :
• الحاجة إلى تحديد الإستراتيجية الوطنية التعليم الأساسي والثانوي، وهذا يعني بالضرورة الحاجة إلى إعادة تعريف التعليم بمراحل التعليم الأساسي والثانوي.
• تحديد أهداف المراحل التعليم الأساسي والثانوي العامة والتفصيلية.
• تحديد منهجية صناعة المناهج وفقا للاستراتيجية الوطنية.
• إعادة بناء المناهج، والمحتوى التعليمي، بحيث يكون مثلا : تسكين المواد الدراسية وفقاً لمخرجات التعلم المستهدفة.
• أهمية وجود قيادات تعليمية على مستوى الوزارة، وعلى مستوى مراقبي التعليم، وعلى مستوى مديري المدارس، تمتلك الكفايات على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية.
وأخيرًا فأن التحسين والتطوير في العملية التعليمية بحاجة إلى التفكير والتدبّر بعقلية الممكن؛ التي تعني أن نبدأ الآن، ومن نفس المكان، وبالمتاح الممكن ولكن بصورة متميزة.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مستقبل التعليم العالي في ليبيا
- لغة الحرب ولغة الحوار في الأزمة الليبية
- قراءاة نقدية لدراسة عن تحولات بناء السلطة التقليدية في المجت ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -جودة الحياة في ظل التحولات التنموية ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -أوجه التحديات التي تواجه المسنين في ...
- إضاءات في تاريخ العلاقات الليبية الأردنية
- قراءة نقدية لرواية مزرعة الحيوانات ل جورج أورويل
- دعوة لتعزيز الممارسات الإيجابية لمفهوم الرجولة لدى الفتيات و ...
- مراجعة نقدية لكتاب الحياة السياسية ، للمؤلف :آصف بيات
- قراءة نقدية ل كتاب أيام في طرابلس
- إلى أين تتجه ليبيا 3؟
- المشكلات والأزمات في المجتمع العربي والأفكار والمشاريع التنو ...
- الحاجة إلى نظريات اجتماعية تفسر الواقع المجتمعي العربي
- العلاقة بين طرح الأفكار واستمرار المشكلات والأزمات في المجتم ...
- مؤشر جودة التّعليم دافوس 2021م بين التّضليل والحقيقة.
- التهجير القسري في المجتمع الليبي، الإشكالات والآثار والتحديا ...
- عالم الاجتماع الدكتور المنصف وناس ....كما عرفته
- المجلّات العلميّة المحكّمة الليبية بين المتطلبات والتحدّيات ...
- دعوة ملحة لإعادة بناء رؤية وزارة التعليم
- قراءة تحليلية نقدية عن - تصنيف الجامعات الليبية الصادر عن ال ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟