أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين سالم مرجين - الدعوة إلى مراجعة الأفكار والتصورات عن المجتمع الليبي














المزيد.....

الدعوة إلى مراجعة الأفكار والتصورات عن المجتمع الليبي


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 19:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يواجه البحاث في علم الاجتماع في المنطقة العربية تحديات عديدة ومتنوعة، منها على سبيل المثال: قلة الحرية الأكاديمية، والتي تؤثر على قدرتهم على طرح الأفكار والتصورات بحرية، فضلا عن قلة التمويل والدعم للأبحاث العلمية، وقلة الدورات والورش التدريبية المتخصصة، كذلك تبرز تحديات في التعامل مع المواضيع الحساسة والمثيرة للجدل، مثل المجتمعات المحافظة، والمواضيع الدينية والسياسية، وعموما فإن المجال لا يتسع للحديث عن كل التحديات، لذلك ارتأيت من المناسب التركيز في هذه المقالة على تحدِ من نوع آخر، وهو مدى قبول النقد والتحليل العلمي من قبل بعض الأساتذة.
إن أبرز ما يُلاحظ في هذا الشأن أنه عندما يقوم أحد كبار أساتذة علم الاجتماع مثلاً : بطرح رؤية أو تصور حول قضية أو مشكلة ما، فأنه لا يجرؤ أحد على نقد وتحليل تلك الأفكار والتصورات، لأسباب قد يراها البعض بأنها ممارسات غير مقبولة، وقد يتم توجيه له النقد من باب من أنت حتى تمارس النقد، أو تحليل أفكار وتصورات العالم الفلاني.
وقد ينظر البعض باستهزاء وسخرية ودونية إلى أفكار وتصورات بعض الباحثين عندما تتطرق إلى تحليل ونقد أفكار وتصورات الجيل المؤسس لهذا العلم، بالتالي قد يجد الباحث الخوف إلى نفسه سبيلا، إذا قام بنقد وتحليل أفكار وتصورات أساتذة ذلك الجيل المؤسس، حتى يعتقد بأنه يُوشك أن تخطفه الطير، أو تهوي به الريح من مكان سحيق، وهذا يعني ببساطة بإن القداسة والحصانة شملت تلك الأفكار والتصورات، لتكون أطر جامدة وقوالب أبوية يُعد إنتاجها، وهي في حالة من الانغلاق والتوقف.
وهذه الظاهرة أجزم بأنها منتشرة في جل الجامعات العربية، وتعرف باسم "ثقافة الصمت"، وتعني عدم الجرأة على الانتقاد، أو النقد لأفكار أو تصورات تم طرحها من قبل الجيل المؤسس، وهذه الظاهرة قد تكون لها عدة أسباب، منها الخوف من التعرض للانتقاد، وكذلك الاعتقاد بأنه غير لائق، أو غير مقبول من الناحية الاجتماعية أو الأكاديمية أن يتم نقد أفكار أو تصورات ذلك الجيل.
في الحقيقة هذه مقدمة لمداخلة أعجبتني من قبل الأستاذ الدكتور مصطفى التير وهو أستاذ علم الاجتماع في ليبيا، - ويعد من الجيل المؤسس لهذا العلم في ليبيا – وذلك عندما وجه نقد إلى أفكار وتصورات عن التحديث في المجتمع الليبي، وهي جلها أفكاره وتصوراته، وذلك في المؤتمر العلمي الثاني للجمعية الليبية لعلم الاجتماع الذي عقد خلال الفترة من 6 إلى 7 مايو 2023م، حيث أوضح بأن أفكاره وتصوراته عن التحديث في المجتمع الليبي قد تغيرت، وأنه ينظر الآن إلى الأمور بشكل مختلف، بعد أن تبين له أن المجتمع الليبي لم يصل بعد إلى مرحلة التحديث من حيث الممارسات والسلوكيات، هذا الاعتراف يعكس نضج الفكر والاهتمام بالتطور الثقافي والاجتماعي، وأجزم بأن مداخلة الدكتور التير أرد تأكيد من خلالها بأن الاعتراف بالخطأ والنقد الذاتي هو جزء أساس من عملية التطور الفكري والثقافي لأي باحث، وهي تعد من الصفات المهمة للبحاث الذين يسعون لتحقيق التغيير والتحسين، ومن المفيد أن يتمكن البحاث من تقييم أفكارهم وتصوراتهم بشكل مستمر وتحديثها حسب التطورات والمستجدات الجديدة، وربما أرد الدكتور التير من تلك المداخلة تشجيع الآخرين على اتباع نهج مماثل لمراجعة وتحسين وتطوير تصوراتهم وأفكارهم، فالماء إذا لم يجْرِ أسن.
وهذا يعني بأن البحاث في علم الاجتماع يحتاجون إلى إعمال الفكر والتدبر لفهم وتحليل وتقدير مختلف القضايا والمشكلات المجتمعية، حيث يتم هضم الأفكار والتصورات وإحالتها إلى الملفات المعرفية، بغية تكريرها لإنتاج مفاهيم وتصورات، قد تكون تطويرية، أو تصحيحية أو تقويمية، أو إضافات ومساهمات جديدة يساهمون من خلالها إلى توسيع المعرفة، أو تقديم حلول جديدة، قد تكون مبتكرة للمشكلات والقضايا المجتمعية التي يتعاملون معها.
وللمزيد من الإيضاح والتبسيط يمكن القول بإن الأفكار والتصورات ليس قوالب جامدة، أو ألواح محفوظة، إنما هي قابلة للمراجعة والنقد بغية التحسين والتطوير، وهذا ما يعكسه النقد البناء والتفكير النقدي، حيث يتم تقييم وتحليل الأفكار والتصورات بشكل منطقي وعلمي، ويتم تطويرها وتحسينها بناء على النتائج والوقائع الجديدة، مما يجعل مسألة نقد الأفكار أو التصورات عامل إثراء، لا عامل للتناحر كما يراه البعض، لتصبح هناك عقلية جديدة تعتمد على التراكمات التقويمية التصحيحية، أي المحافظة على المكاسب وإثرائها، عوضا عن عقلية القطيعة، أي محو ما تم إنجازه سابقا والبدء من جديد.
ولعله من المفيد أن نشير إلى أن الأفكار والتصورات التي نتبناها اليوم قد تكون متأثرة بالعوامل الخارجية، مثل: الثقافة، والتربية، والتجارب السابقة، وقد تكون محدودة بمعرفتنا، وخبرتنا الشخصية، وبالتالي، فإنه من الممكن أن تكون هناك أفكار خاطئة، أو ناقصة، أو غير كاملة لدينا، وهذا يعني أنه يجب علينا تقبل النقد البناء والتفكير النقدي لتحسين وتطوير أفكارنا وتصوراتنا، ويمكن تحقيق هذا الهدف من خلال إجراء البحوث والدراسات العلمية، تعتمد على تبادل الآراء والأفكار مع الآخرين، والاستماع بانفتاح، واحترام لآراء الآخرين، والاعتراف بالأخطاء والنقد الذاتي، والعمل على تحسين الأفكار والتصورات وتطويرها بشكل مستمر، وعند تبني هذا النهج، يتم تحقيق التحسين والتطوير في الأفكار والتصورات، وبالتالي قد نصل إلى بناء تصورات وأفكار قد تعكس الواقع المجتمعي الذي نعيش فيها بشكل أفضل وأعمق، فمدمن القرع للأبواب سيلج في النهاية.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في مبادرة المبعوث الأمم المتحدة في ليبيا - الواق ...
- نكبة 1948م قراءة نقدية
- هل يستطيع الباحث في علم الاجتماع التجرد من معتقداته وقيمه وا ...
- هل الجامعات الليبية بحاجة إلى التصنيفات العالمية ؟
- قراءة نقدية عن : المؤتمر العلمي الثاني للجمعية الليبية لعلم ...
- قراءة وتدبر في الأبعاد الحاكمة لأداء مؤسسات التعليم العالي
- الجامعات الليبية ووهم التصنيفات العالمية
- وهم العبقرية في المجتمع العربي
- ماذا نريد من مناهج التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا ؟
- - مستقبل التعليم العالي في ليبيا
- لغة الحرب ولغة الحوار في الأزمة الليبية
- قراءاة نقدية لدراسة عن تحولات بناء السلطة التقليدية في المجت ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -جودة الحياة في ظل التحولات التنموية ...
- قراءاة نقدية لدراسة عن -أوجه التحديات التي تواجه المسنين في ...
- إضاءات في تاريخ العلاقات الليبية الأردنية
- قراءة نقدية لرواية مزرعة الحيوانات ل جورج أورويل
- دعوة لتعزيز الممارسات الإيجابية لمفهوم الرجولة لدى الفتيات و ...
- مراجعة نقدية لكتاب الحياة السياسية ، للمؤلف :آصف بيات
- قراءة نقدية ل كتاب أيام في طرابلس
- إلى أين تتجه ليبيا 3؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين سالم مرجين - الدعوة إلى مراجعة الأفكار والتصورات عن المجتمع الليبي