أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم














المزيد.....

لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علينا أن لا نعيد الآن بخيبة السؤال الارسلاني الشهير ،لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟!! (عنوان كتاب شكيب ارسلان /مصر1939)برغم ما يسلم به هذا الاستفهام عن وجود أزمة حقيقية في واقع وثقافة الاجتماع العربي الإسلامي اهتم بها مصلحو نهاية القرن التاسع عشر في مشاريعهم التصحيحية والتجديدية والنهضوية منذ رفاعة الطهطاوي ومن عاصره وتلاه…علينا الأهم من ذلك أن نعدل صيغة السؤال على نحو: كيف تقدم الآخر؟!!
منذ عصر النهضة (القرن السادس عشر)اكتشف الآخر (الغرب)أهم المبادئ المخصبة للعقل والدافعة باتجاه تبلوره ونشاته ثقافيا واجتماعيا وسياسيا ودينيا، نقصد مبدا التسامح( to lerance الفرنسية) بكونه المبدأ الأول لقانون الطبيعة،المبدأ الأول لحقوق الإنسان كافة ،فالتسامح كما دعا إليه فولتير: نتيجة ملازمة لكينونتنا البشرية،أننا جميعا من نتاج الضعف .كلنا ضعفاء وميالون للخطا،لذا دعونا يسامح بعضنا بعضا ونتسامح مع جنون بعضنا بعضا بشكل متبادل ،وذلكم هو المبدأ الأول لقانون الطبيعة،المبدأ الأول لحقوق الإنسان كافة،ومن هذه اللحظة بالذات خرج الغرب من ظلامية القرون الوسطى ،فلت من دوائر التعصب وتجاوز اسيجة الانغلاق والمحظورات....كيف تقدم؟!…في فضاءات واسعة من التسامح،بدأ العقل هو الذي يحكم الحياة والطبيعة،ونستعير هنا جملة مهمة من د.فيصل السامر يقول فيها: إن أوربا إنما وصلت إلى ما وصلت إليه من سيطرة على الطبيعة وحرية في الفكر واقامة أنظمة سياسية ديمقراطية ،تحترم حقوق الإنسان وتحترم القانون وتحقق المصالح العامة للمواطنين(العرب والحضارة الأوربية/بغداد1966 ).لقد اشتغل العقل الغربي في فضاء التسامح على ناحيتين:
الناحية الأولى:وضع تراثاته الثقافية كاملة بما فيها الدينية،تحت المساءلة والفحص والنقد التاريخي(وضعها تحت الغربلة) ناشداً استبعاد المكونات الفكرية و الفلسفية الخاطئة التي أنتجتها القرون الوسطى ،استعان بانعطافته الحاسمة هذه بكل المعرفيات البشرية دون استثناء ،هتك الحواجز بين عقله وعقول البشرية جمعاء ،تفاعل معها دون شعور يالنقص ودون خوف من فقدان الخصوصية ودون مزاعم المكابرة.
الناحية الثانية : احدث قطيعة معرفية هائلة مع تلك التصورات القديمة التي تفسر الطبيعة وأحوال الناس والمجتمع،وانتقل إلى تفسيرات تمتلك شبكة من آليات الفهم الجديدة تُسخر كل ما تحققه العلوم والمعرفة من اجل تحليلاتها وبناء تصوراتها ونظمها الاجتماعية والسياسية.
ظل الاجتماع العربي الإسلامي داخل اسيجة التعصب والانغلاق الثقافي غريبا عن مبدا التسامح ،بلغ الناس داخل هذه الاسيجة أقصى المهارات في طرد بعضهم بعضا ،اقهارهم جسديا ومعنويا ،افراداً وجماعات،مؤسسات وسلطات،بعضها يقهر بعضاً،إذا لم تكن معي فأنت ضدي،تاريخ مضطرب ودام من التعصب غاص في أوحاله الجميع.
ينبغي أن لا نبحث عن أسباب التعصب داخل الأفكار والديانات فحسب إنما ينبغي(وهذا هو الأهم)أن نفتش عنها في الواقع،من حيث هو (أي التعصب)ظاهرة بشرية استدعتها ورعتها بيئات اجتماعية معلولة،تسكنها فواجع الفقر وكوارث الانفجارات السكانية المروعة والأميات الأبجدية والتقنية،بيئات اجتماعية ُمهمشة تتخندق على أطراف المدن تستوطنها جماهير شبابية عاطلة،ضجرة،مُستلبة،بجانب عدوانيات النظم الاستبدادية التي نجحت بتكرار نفسها تكراراً مملا وقابضاً للروح البشري،وقد فشلت في توفير حياة كريمة لشعوبها،سواء على مستوى المعاش والمعرفيات أم الحريات والحقوق المدنية،لذا تبدا التيارات الدينية والأفكار بالغلو والتطرف،أو الابتعاد عن خطوط التسامح كلما تفشت تلك الكوارث والأهوال في الكيانات الاجتماعية وضعضعتها الى مزيد من الضعف والتردي والإنهاك حتى درجات القنوط وتهشيم الشخصيات الفردية وإحباطها،يبدا الناس بتفسير فواجعهم بأسباب تسليمية والتباسية،يشعرون بفرح غامر وهم يتعلقون بمنقذات ومُخلصات وهمية،إلا أنها تبدو لهم واقعية وصحيحة،يستحق من اجلها سفك الدماء وبذل الغالي والنفيس ،تتسع المخيالات الإنقاذية وتتشعب وتتشعبن(تتجذر في ثقافة الشعوب)وتحفر نفسها في التاريخ حتى تظهر بعد حقب من السنين وفي كل مره ،على أنها حقيقة الحقائق ،أنها اليقين الراسخ الذي لا ينبغي الشك فيه،لامكان من الآن فصاعدا لنقد الذات،بمعنى نقد الثقافة،نقد التراثات والفلسفات والاسطرات،الكل يسعى لقراءة تاريخه قراءة تنزيهية وتبجيلية تعصبية،ويزعم أن تاريخه تاريخ تسامح وانفتاح،تاريخ حوار وعقلانية،دائما الآخر هو المتعصب ونحن المتسامحون،في حين إن هذا ليس حقيقة،كل واحد منهم (الفرقة،الملة،النحلة،الحزب،السلطة،الفرد…الخ) يعتقد بسمو أفكاره ومعتقداته ،يخطا المخالف له بالرأي ويؤكد تفوقه على الآخر ،وبالتالي وحده الناجي لانه وحده الصح والبقية على ضلال،وإلا ماذا تعني هذه النزاعات التاريخية المستديمة في مجتمعات العرب والإسلام؟! ستخسر الكيانات(أو التيارات)السياسية/الاجتماعية/الدينية/الثقافية،اكثر مما تربح حين توسع دائرة التعصب والانغلاق ولا تستوعب مبدا التسامح في ما بينها من جهة وبينها وبين العالم من جهة ثانية،الأمر الذي لا يهيء للعقل الشروط اللازمة للتفتح والازدهار،وبالتالي يعرقل اندراج المسلمين في مسارات الحداثة.



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور والتمويه الثقافي
- رسالة في التسامح
- من اجل قراءة معرفية للتراث
- ماذا نفعل مع ثقافة العولمة
- مذهب للكراهية...مذهب للتسامح
- جدلية الثقافي والسياسي
- الجدل روح الثقافة
- الدستور من الطائفية الى العلمنة
- الفضاءات الطوباوية وهدر الدم
- بغداد بين الشريعة والحكمة
- الاسلام المتنور وثقافة العنف
- الذكرى السنوية السابعة لرحيل البياتي
- كيف يمكن ان نعيش سويا ومختلفين
- البياتي شاعر الحب واللِّماذات
- الحركات المطرودة من التاريخ
- اسئلة المثقف الاشكالي
- مسكويه فيلسوف الادباء
- الاكراه والاختيار في الخطاب الاسلامي
- الذكرى المئوية السادسة لرحيل العلامة ابن خلدون
- للعقل وقت وللخوف وقت


المزيد.....




- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم