أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - الاكراه والاختيار في الخطاب الاسلامي















المزيد.....

الاكراه والاختيار في الخطاب الاسلامي


مهدي النجار

الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 07:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الخطاب الإسلامي ينتعش في القرن الحادي والعشرين ويحقق حضورا فعالا كلما تخلص من وضعه كعالة على اجتهاد أسلافه،وكذلك يحقق معاصرته وحداثته كلما استعان بالأدوات المعرفية والاستكشافية ،وهي في هذا المجال أدوات التحليل والتفكيك والفحص ، وهذا لا يحدث إذا لم تتوفر في آليته الحد الأدنى من العقلانية وهي تحكيم العقل والثقة بأحكامه ،والعقلانية أبدا لا تتناقض مع أي معطى من معطيات ثوابته بل العكس فامتداح العقل والدعوة إلى تحكيمه شيء أصيل في حقل الثوابت الإسلامية وليس هناك من سبيل لذلك إلا السبيل الذي يأمر به القران: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). لا ريب ينبذ السبيل القرآني كل أنواع
العنف والإكراه ،سواء العنف المادي (القتل ،التعذيب ،الحبس ..الخ)أو الإكراه المعنوي (التشهير،التكفير،تشويه السمعة …الخ) ويُشرع أبوابا مضيئة وخلاقة أمام فضاءات الحرية والاختيار ،لان نماذج الخطابات المعلنة والمخبوءة لتيارات الإسلام التأصيلي المتشدد بما تنطوي عليه من تهديدات واكراهات للبشر أفسدت الكثير من روح الإسلام وجوهره ،الروح التسامحية وجوهره الاختياري وهذا لن يحدث إذا لم تتوفر في آليته الحدود الدنيا من العقلانية، إن الخطاب الإسلامي ينتعش في القرن الحادي و العشرين ويحقق حضورا فعالا كلما تخلص من وضعه كعالة على اجتهاد أسلافه وكذلك يحقق معاصرته وحداثته كلما استعان بالأدوات المعرفية والاستكشافية وهي في هذا المجال أدوات التحليل والتفكيك والفحص وهي تحكيم العقل والثقة بأحكامه ،والعقلانية أبدا لا تتناقض مع أي



معطى من معطيات ثوابته بل بالعكس فامتداح العقل والدعوة إلى تحكيمه شيء أصيل في حقل الثوابت الإسلامية وليس هناك من سبيل لذلك إلا السبيل الذي يأمر به القران : (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وبسبب انسدادها المعرفي وتماهيها في يوتوبيا سوداء ومذمومة نشطت في استدعاء الماضي بكل جوارحها وغلبت الاحتفال التمجيدي بالتراث على أي اعتبار آخر وبدا موهت الحاضر وأغلقت المستقبل ،استدعت آيات السيف والجهاد وشحنات القتل والتكفير ،اجتثتها من منابتها التاريخية وظروفها الاجتماعية لتطرحها الآن بطقس روحاني يموه الشباب ويغريهم بالرواح إلى الجنة ؟!!
لقد حفرت خطابات التأصيل المتشدد هوة عميقة بينها وبين المعاصرة وذلك بتشديدها على تأسيس مجتمعات فقهية خاضعة لأحكام النقل والتفسير كون هذه الأحكام لا تقبل التغيير أو التعديل ويجب تطبيقها بأكمل وجه وأتمه،وبهذا ألغت في خطاباتها دور العقل ودور السلطات المدنية و ألغت التعددية الدينية والسياسية من منطلق بان الإسلام هو الحل وان قيام حكومة دينية بوسعه تحقيق جنة أرضية.
من جانب آخر فالخطاب الإكراهي للثقافة الإحيائية يعارض بشكل قاطع منظومة الثقافة الغربية الحداثية كالفلسفة والقيم الأخلاقية والحقوق المدنية ،بل والحضارة الغربية المعاصرة أحيانا (العلوم التجريبية والتقنية ونمط الحياة …)لأنه يراها جميعا كافرة وغير منسجمة مع الإسلام المحدد تقريبا في الشريعة والفقه ويفصح محمد اركون عن رأيه بهذا الصدد قائلا : (لا مكان تحت الشمس لمن لا يعرف كيف يتأقلم ويقدم شيئاً ما لإنسانية الإنسان وبالتالي فلا مستقبل للخطابات الأصولية المليئة بالاتهامات والغيظ والحقد على العالم الحديث واعتباره أصل الشر والبلاء).
إن الخطاب الإسلامي العقلاني يعتمد على إسلام الحرية أو الإسلام الليبرالي كما يسميه رضوان السيد (أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية) هو إسلام العلاقة الطبيعية مع العالم ،إسلام المسؤولية والمشاركة والتأثير والتفاعل والعيش المشترك وبناء المستقبل


المشترك،هذا الخطاب المتنور قادر على استعادة الإسلام ممن خطفوه ويخطفونه ويشوهونه باستمرار وذلك بعودته الجدلية لدعواته الأصلية وخاصة دعوة الاختيار التي تقوم على مفهوم جوهري رئيس واحد ألا وهو (لا إكراه في الدين ).
إن الفرد واختياراته وحقوقه هو حجر الزاوية في دعوة الاختيار بالضد الواضح والبين من دعوة الاقهار التي تعتمدها الإحيائيات والسلفيات المتشددة، فالخطاب العقلاني إذ يعد العقل هو مناط التكليف والمسؤولية ، والعقل يعني في نهاية المطاف حرية الاختيار وتحمل مسؤولياته:
(لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) آية البقرة/256،يعقب المفكر السعودي تركي الحمد شارحاً المعنى بان الاختيار هنا عقلاني ،وهو يستلزم الحرية ،فمن اختار الرشد فقد فاز بالنعيم ومن اختار الغي فهو إلى الجحيم ولكن كل ذلك خاضع لاختيار الفرد لا أن يكون مفروضا عليه.(مجلة قضايا إسلامية/25 خريف 2003 ) على أساس تلك الآية القرآنية تتعمق دعوة الاختيار الإنساني ويتوسع توضيحها صراحة ومباشرة في أكثر من نص غير منسوخ بوصف الاختيار حقاً من حقوق الفرد في هذه الدنيا وعلى ضوئه يقوم الحساب في الدار الآخرة ،وكما يستنتج تركي الحمد : (وإلا فانه لا معنى للحساب والثواب والعقاب حين ينتفي حق الاختيار ) يقول الله في كتابه الكريم: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) يونس/99 (غير منسوخة) موطن الإثارة في هذه الآية الكريمة بين حرص صاحب الدعوة على نشر الأيمان وغرسه في حياة الناس وبين إرساء الاختيار على صعيد الإيمان في سياق السنة الإلهية ،وان ذلك الحرص يصطدم بقضية الاختيار ،إلا إننا نلاحظ إن الانحياز الإلهي جاء إلى جانب الاختيار وتأكيده،ويدعم القران الكريم حق الاختيار الإنساني بنصوص


عديدة منها قوله: (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو أهدى سبيلا) الإسراء/84 (شاكلته يعني مذهبه الذي يشاكل حاله)كذلك يقول القران الكريم: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) أهل الكهف/29 .
بمثل هذه التاصيلات يمكن أن يؤصل الخطاب الإسلامي المعاصر لنفسه وبذا يستطيع أن يتحاور مع خطابات العالم الحديث ويتجاوز ذلك النهج الأصولي المتشدد الذي لا يؤمن بغير الشعار التبسيطي : (الإسلام هو الحل) ويزعم انه هو وحده من يمتلك الحق والحقيقة وليس فقط على العالم أن يؤمن به بل أن يتخلى عن ثقافته وينصاع إليه شاء الناس أم أبوا !!



#مهدي_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى المئوية السادسة لرحيل العلامة ابن خلدون
- للعقل وقت وللخوف وقت
- الاسلام والفكر المعاصرحوار مع المفكر محمد أركون
- التسامح وقبول الاخر
- الاسلام والمعابر الى الديمقراطية
- الثقافة الاسلامية وتصحيح الاسئلة
- الإطار المفهومي للعلمنة
- كيف نفهم الإسلام اليوم ؟ - مقابلة مع محمد اركون
- جدلية الحداثة المادية والحداثة الثقافية


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مهدي النجار - الاكراه والاختيار في الخطاب الاسلامي