غفلة على مدار الزمن

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 11:05
المحور: الادب والفن
    

بالامس كنت ابكي على دهر ولى .. وضياع حب وهجران .. واليوم فقدت الرغبة .. ولم تعد تلك الرغبة حتى لو تغريك الفرص وتصبح هي بين يديك .. حين يبهت نور القمر في عينيك تحسبه ضوء مصباح فقد قوته وشارف على الانطفاء . فلم تعد تلك الرومانسية تشدني اليها . بحنينها الى الماضي والى الاشخاص .. فكل شيء بان ووضحت الرؤية ...وكلهم اصبحوا في نظري ابطال من ورق .. بل اشباح في ظلمة الايام .. فقدت الاهتمام بالمشاعر .. بعدما واجهتني قسوة الاحباب .. وحقيقتها التي اخفتها وجعلتني اضحوكة الزمان بين يديها وكأني اراجوز تحركه بأيديها لتلعب به وتلهو لساعات او ايام .. ثم شعرت هي بالملل من تلك اللعبة لترميها في حاوية الازبال .. و لتعود الى طبيعتها التي غلفتها بمساحيق الخداع . وجعلتني اهيم بها حبا واشتياق .. اليوم اعلن عن غفلتي وغبائي .. سنين مرت وكانت تلك الصورة الجميلة احملها بين ثنايا القلب .. وهاانا اجد صورة باهتة فقدت ملامحها والوانها الشاحبة . اعترف لك اني اكبر مغفل انجبته الحياة .. كنت ابحث عن سراب .. ابحث عن اميرة رشيقة مثقفة ومتعلمة .. لاتنطق الا بالجمال .. لغتها الورد .. وصوتها عذب كالكروان .. اي خيال احمله بل اي حلم هذا ؟!!.. هل كنت ابحث عنها في اساطير القدماء وكتب الف ليلة وليلة ام في قصص الاطفال ..؟ .. اميرة كانت بمرتبة ملكة اسقطها الشعب لتظل اميرة من خيال .. لقد اعلنت عن كسوفها الدائم وماعاد ضوءها ينير المكان اويبعث الحياة .. اي يباس مس الارض وحولها الى صحراء وكثبان من الرمال .. لاشجر فيها ولاخضرة ولاحتى هواء .. لقد فقدت رموز الحياة وماعاد تنبض مشاعر ولا حتى احساس .. كانت قسوتها كأنفجار نجم في الفضاء لم تصيبنا منه سوى حجارة ونار .. اتسائل .. هل تلك القسوة تحملينها بالفطرة ام الايام اكسبتها لك وحولتك من ملكة الى جلاد ؟!!.. حين افتكر كلماتها ونبرة صوتها يعتريني التوهان من هول الصدمة والدمار الذي خلفته بعد ذلك في النفس والاحساس .. لاشيء يبرر فعلتها مهما كان .. لو ترفعتي عن التفاصيل الصغيرة في الحياة لكنت ملكة وحكيمة زمانك .. ولكن تبحثين في مقابر الكلمات عسى ان تجدي شيئا يسد رمقك من العنفوان والغضب المدجج بالعتاب .. اين رقة القلب .. اين بحة الصوت التي اعشقها من زمان .. لماذا تحولت الى زئير لبوة جريحة .. وسياف ينحر المشاعر والحنين والهيام ..

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات