أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأملات سريعة في طبيعة المجتمع الإيراني والعراقي.. دراسة مقارنة في الأسس والمباعث ح1















المزيد.....

تأملات سريعة في طبيعة المجتمع الإيراني والعراقي.. دراسة مقارنة في الأسس والمباعث ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7729 - 2023 / 9 / 9 - 01:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


واحدة من أهم أساليب البحث الأجتماعي والتي تكون قريبة جدا من التفاصيل وتستنج منها الرؤيا العامة، هي قضية البحث في الموضوع الأجتماعي من حلال عملية تجميع ومقارنة ومقاربة لجزئيات الواقع، الصعب في هذه الطريقة البحثية هو معيار التصنيف للجزئيات وأيضا التفريق بين الجزئية الثابتة والجزئية المؤقتة، مذلك تحتاج هذه الطريقة ومنهجها إلى الوقت والدقة والخبرة في التصنيف، من خلال زياراتي المتعددة لإيران وفي ثلاثة مناطق قد تشكل غالبية في العينة البحثية تبعا لطبيعة وديموغرافية هذه المناطق، وقد لا تكون النتائج بالدقة التي يمكن طرحها كأستنتاج عام ولكن يمكن عدها صور عامة عنه/ طهران العاصمة أكبر مدن البلاد تنوعا في العنصر الديموغرافي والثقافي وأيضا تنوع الحياة الأجتماعية فيها كونها لا تتسم بأحادية كما نجدها في مدينة قم مثلا التي كانت إحدى بؤر الدراسة، أما المنطقة الثالثة والتي تشترك مه المدينتين بعوامل عده منها طبيعة التركيبة السكانية وكونها مزار ديني مثل قم يحوي الكثير من العناصر والثقافات والسلوكيات البشرية.
في البحث الأجتماعي لا بد من توفر رؤية أولية أو تحديد مسار لما يتطلب البحث من مقومات يجري تحديدها مسبقا، في هذا البحث المتطلبات الأساسية جعلتها تدور في ثلاثة محاور مهمة تكشف لنا الميل السلوكي النفسي والأجتماعي للفرد الفرد وللفرد المجتمع، وهي:
• علاقة الفرد الإيراني مع ذاته والتقدير الموضوعي لها بأعتباره عامل أسلسي في طبيعة كل العلاقات الأجتماعية الأخرى.
• علاقة هذا الفرد مع الأخر بنمطية الأخر الموافق والأخر المخالف وهذه نقطة جدا مهمة في بناء صورة الشخصية الفردية على المستوى الخاص والعام.
• علاقة عكسية أخرى من العام للذاتي بمعنى كيف يرى المجتمع الإيراني الفرد وما هو ميله نحو تخصيص الحالة أو تعميمها بناء على ما يعرف بالمزاج الأجتماعي، يتبين هذا مثلا من خلال رؤيته لعدة أساسيات منها رؤيته لدور المرأة الأجتماعي، البناء الطبقي، حقوق الإنسان الفردية، دور النظام الأقتصادي في بناء صورة وهيكلية هذا المجتمع، وأخيرا كيف يفهم المعرفة بكل ما فيها من تنوع بما فيه الدين والتاريخ.
من المجمل العام لهذه الرؤية أستطعت تشخيص عدة مهام أساسية تتركز عليها نتائج البحث، وتفسر على الأقل لي شخصيا الفارق بين طبيعة هذا المجتمع وطبيعة المجتمع العراقي لأسباب عدة، منها العلاقة المتشنجة تاريخيا بين الشعبين، سواء نتيجة التنافس الحضاري أو السيادي بين شخصيتين تتناقضان غي جوانب كثيرة ويلتقيان في جوانب أخرى، ثانيا علاقة التداخل والتواصل والأمتزاج المستمر بين طروحات وجودية ونتائج حراك تاريخي بين مكونات المجتمعين بالعمق الروحي والعمق المادي لوجودهما المشترك.
ذكر عالم الأجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في توصيف الطبيعة العامة للمجتمع العراقي كوحدة ديموغرافية كبرى ذات بعد جمعي أكثر من كونها طبيعية عامة تطلق على ظاهر السلوك الكلي (أن المجتمع العراقي كان له طابعا علمانيا، وأنه معروف، عبر تاريخه الطويل، بانفتاحه على الأديان المتعددة والمذاهب المختلفة حتى صارت هناك أديانا ومذاهبا في العراق فقط دون دول العالم الأخرى كالأيزيدية والشبك والكاكائية وغيرها)، وبالرغم من أهذا الأمر يمثل قوة نفسية وأجتماعية تعبر عن قدرة المجتمع على التحرك بإيجابية مع ذاته العقلية والفكرية إلا أنه يشكل نقطة ضعف أساسية يمكنها تدمير المجتمع إذا ما سخرت بالنحو العاطفي والشخصي الذي لا يؤمن بالتعدد أو التسامح، ومن هنا يمكنن تأشير هذه الحالة تماما من خلال التركيز على التناقض لأضعافه وتحطيمه والسيطرة عليه (فهم إيران للمجتمع العراقي جعلها تستفيد من الإطاحة بنظام صدام أكثر بكثير من الأميركيين) هذه الحقيقة يجب أن لا تنكر وأيضا أن لا تمر بدون تحليل ودراسة.
الطابع الإيراني مختلف تماما عن هذا الميل الذي نستطيع أن نسميه علمانية الشخصية العراقية في جوهرها العميق، فالعراقي أيضا كما يشخص الدكتور الوردي علمانيته الممتزجة بتدينه المفرط على سطح واحد لا يفسر على أنه أنفصام سلوكي كما هو الشائع، بل أن العراقي مع الضغط والهيمنة القوية للمؤسسة الدينية عليه لم يستسلم لها ولن يفرط بعلمانيته متى ما سمحت الظروف أن يعبر بحرية عن نفسه، فهو متدين مع الضغوط والدوافع الهوسية التي يثيرها رجل الدين عندما يخاطب الغرائز والشعور ويندمج معها بشكل متطرف أحيانا، وعندما يتخلص أو ينفذ أثر الهوس الديني يعود عراقيا بطبيعته العلمانية قد يتجاوز الكثير من السلوكيات التي تمسك بها أو أنتجها في الحالة الأولى.
بفضل غياب الوعي السياسي والوطني للمؤسسة الدينية المهيمنة على العراق بشقيها السني والشيعي وأرتباطها المصيري مع الرأس المذهبي، فقد العراقي القدرة على التفاضل والخيار بين علمانية ظاهرة وأكيدة وبين تطرف ديني أو تمسك حقيقي بشخصية دينية كبرى كما هو الحال مثلا في إيران، التي ترى الشخصية الجمعية فيه أنها حامي حمى المذهب الشيعي وأنها المسئولة الأولى والأخيرة عن قيادة الوعي الشيعي رضاء ورغما أو بالقوة أحيانا إذا ما سنحت الظروف لها، لذا فهي تحمل هم القيادة وتستقطب كل الميول المتفاعلة والمؤيدة لتجيرها في تحقيق الحلم العظيم عندها وهو سيادة الروح الفارسية وعيا وثقافة وبعث حضاري، الدين في العقلية الإيرانية من وسائل الهيمنة التي تحرك الذات فيها، لذا فالتدين لصيق بالشخصية الإيرانية ليس من باب الإيمان به، بل لأنه كريق يستجيب لنداءات الغرور والعظمة والشعور بالتعالي على الغير.
إذا الفرق بين الشخصية العلمانية العراقية التي تنحاز مرات إلى هم التدين بشكل مفرط وبين الشخصية الإيرانية المتدينة بطبيعتها النفسية/نسجل فارق جوهري أن كل المحاولات التي حرت لعلمنة المجتمع الإيراني تبوء بالفشل لهيمنة العقل الديني ودور المؤسسة الدينية فيها، التي تتمازج أحيانا مع عناصر محركة وفاعلة في واقع المجتمع منها البازار الإيراني المتحالف من جهتين متناقضتين، فهو مع السلطة حين تمنح له حرية التحكم بالأقتصاد والمال، مع المؤسسة الإيرانية التي يرفدها بمقومات الحياة (خمس وزكاة)، طالما أنها لا تتدخل في عملها وجاهزة دوما لأن تساندها تجاه السلطة إذا ما حاولت الأخيرة الضغط عليها من أي ناحية كانت.
إذا يمكننا أن نميز بين نمطي مختلفين من التدين نشأ عنهما اتجاهيين مختلفين من طريقة فهم والتعبير عن شكل الأعتقاد ومضمونه وحتى طرق التعبير عنه، في تزاحم لتأثير على الشخصية العراقية، وهما ما يعرف بولاية الفقيه الكلية التي تمثلها مدرسة قم المذهبي كنتاج للروح النفسية والأجتماعية للشخصية الفارسية المتضخمة على ذاتها في فرض رؤيتها الخاصة، وبين الولاية الجزئية الناعمة والموجه للميل النفسي والسلوكي الناعم التي فمثلها حوزة النجف المتحفظة دوما عن الخوض في قضايا الوكن والانسان، السر في تناغم حوزة النجف مع الشخصية العراقية حتى تستطيع التأثر عليها عاطفيا ولكن تقر بفاعلية هذا النهج دون أن تنجح في تفير طابعها العام، لذا نجد جور المؤسسة الدينية الإيرانية معزز للذات الإيرانية ومتناسق ومساوق لها، بينما نجد المرجعية العراقية نفسها تتخبط في واد والشخصية العراقية في واد أخر عدا موسم الأنفعالات والمراسم الشعائرية الطائفية، لأنها أساسا لا تمثل ولا تعكس حقيقة هذه الشخصية المنفعلة ولكن العنيدة في عدم التفريط في علمانيتها.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دخل دار ابو سفيان فهو أمن ... بين تزييف التاريخ ودجل العق ...
- حكام العراق بعد ٢٠٠٣
- الحق الأثير في مكنون آية التطهير.. ج 2
- الحق الأثير في مكنون آية التطهير.. ج 1
- خرافة الزمان ... وهم المكان
- في إشكالية العقل والتعقل عند الإنسان
- وصية مفترضة من الإمام الحسين ع الى أنصاره ومحبيه.
- أنت جرحي... أو شيء يشبه شيء مني
- ربما .....وربما أنها ليست ربما
- الحب ... دين الله
- صلاة العشق
- ثمن
- من أنا ... قصة الهجر والحضور
- ربيع ..... ربيع قادم
- إعلان هزيمة
- رائحة الموت وأشياء أخرى.....
- الإسلام ومفهوم الزواج والنكاح في العلاقة الشرعية بين النساء ...
- عباسيات
- أضواء على ما يحدث في كربلاء -3
- أضواء على ما يحدث في كربلاء -2


المزيد.....




- رغد صدام حسين تستذكر -حكمة- كتبها والدها عن مواجهة عدو يحمل ...
- وفاة مفاجئة لنائب المستشار السويسري في الجبال
- -إنها مونوبولي-.. ماسك ينشر صورة تفضح آلية عمل الاحتياطي الأ ...
- كيف يمكن أن يساعد تعديل الجينات في تفادي آثار الأفات والتغير ...
- 3 وعود من ترامب أمام تجمع كبير في نيوجرسي في حال وصوله إلى ا ...
- سلطان عمان في زيارة دولة إلى الكويت
- البحرية الصينية تزداد قوة بشكل يثير الإعجاب
- صناعة الطيران تغازل الموت والدمار بسبب قانون فيدرالي
- مصادر عسكرية ترجح ظهور أولى مقاتلات F-16 في أوكرانيا خلال أس ...
- نواب ألمان يقترحون إسقاط الصواريخ الروسية فوق أوكرانيا بأنظم ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - تأملات سريعة في طبيعة المجتمع الإيراني والعراقي.. دراسة مقارنة في الأسس والمباعث ح1