أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - من دخل دار ابو سفيان فهو أمن ... بين تزييف التاريخ ودجل العقل الديني














المزيد.....

من دخل دار ابو سفيان فهو أمن ... بين تزييف التاريخ ودجل العقل الديني


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 11:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأخطاء التاريخية الكبرى التي ما زلنا نعاني منها كشعوب وفكر وثقافة، هي مصيبة من دخل دار ابو سفيان فهو أمن، البعض يرى في كلامي مسا بالذات النبوية أو طعنا بتدبير رحماني انساني، وهذا بعيد جدا عما اطرحه الان من باب تقليب الأمور وحق النقد التاريخي، تأمل معي ايها القارئ الكريم لو أن النبي ص عندما دخل مكة ظافرا منتصرا بوعد الله وتوفيقه، قد أمر بتجريد قادة الشرك والنفاق والكفر وكهنة معابد قريش من كل حقوقهم، واستعبدهم أسارى وسبايا حتى لو كانوا من أشراف قريش، فالشريف عند الله هو الذي يحمي شرف الإنسانية والقيم المثلى، فهل سينموا مرة أخرى هذا السرطان الطفيلي في مجتمع الانسانية؟ وهل كانت ستعود الجاهلية ويتحكم بنو أمية الطلقاء بالمؤمنين من السابقين والأولين والصادقين من أبي ذر وصعودا؟, بالتأكيد لو فعلها النبي واستأصل شأفة غطرسة وكبرياء قريش الزائف، لم نجد بيننا من يقرأ احداث التاريخ المخجلة من حروب صفين وكربلاء وواقعة الحرة ورمي مكة بالمنجنيق، أنا أرى وهذا نظر تاريخي لا علاقة له بالإيمان ولا بالدين، أن عدم اقتلاع النبتة الفاسدة من الحقل ستحول هذا الحقل بمرور الأيام إلى مجموعة من الادغال الطفيلية الضارة، التي تقتل الزرع وتحوله إلى دار البوار.
اقول ومن باب الحوار المنطقي وحكمة التدبير السياسي وفن القيادة المجتمعي، أن الخلط المفاهيمي السائد في العقلية الدينية والبناء على التسليمات يؤدي دوما إلى وضع الحجارة والعصي أمام رحلة استكشاف الحقيقة، ولكي لا تترك الباب مواربا لمن يريد أن يثبت أن ما جري ويجري كان قدرا مقدورا لا علاقة لنا به كفواعل وكاسبين ومنتجين، لأن الله رسم الخطة وما نحن الا كائنات مسلوبة الإرادة والتعقل بموجب هذه الفكرة، وبالتالي فنحن مكلفين بالطاعة العمياء لإرادة الله الذي هو من رتب الاشياء ونحن نتحمل نتائجها، هذه هي فكرة من يقول إن النبي محمد في هذه الحادثة وكل ما صار في حياته أنه اتبع الوحي اتباعا مطلقا، دون أن يتصرف بما في الدين من نصوص أخرى قد تناقض هذا النص ومنها، ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنه، هذا تفويض من الله بخيارات تبدأ بالاحسن، وكذلك قوله وجادلهم بالتي هي أحسن، واتبع السيئة الحسنه، فالله تعالى حصر التحديد بالوحي فقط عندما أراد البعض أن يأت بقرأن غير هذا أو بتبديل بعض الأحكام أو اتهام البعض له بالجنون، إذا ما ينطق عن الهوى ليس قيدا على الفعل بل وصفا لما يتكلم به، هذا ليس قدحا بمحل النبوة فقد اخطأ موسى التأويل حين لم يصبر مع العبد الصالح، وأخطأ نوح عندما تحسر على ابنه، أما قول البعض أن ما حصل هو تسخير السياسة في خدمة الدين فهذا هو الاحتمال والتبرير الأقرب للحقيقة والمنطق، فإذا هو حر بالتصرف ومقيد بنبل الهدف منه، الأمر هنا لا تستوعبه مساحة النشر، ومع ذلك هو محاولة لتحريك العقل في دائرة الإمكان والممكن دون تجاوز عقائدي أو هدف آخر.
في المصدر التاريخي الذي نقل لنا اصل الرواية والتي قيل أنها حدثت أثناء فتح مكة، وبعيدا عن متنها وسندها ومن روى ومن نقل، فإنها تتعارض اصلا مع الوقائع التي سبقت فتح مكة وتحديدا ما جرى في صلح الحديبية بين النبي ص وبين مشركي قريش، الموقف التاريجي الذي أجمع عليه الناس أن الرسول ومن معه كانوا على عزم أداء فريضة الحج بذلك العام وقد اقترب الحشد من مكة وجرت المفاوضات وانتهت باتفاق بين الطرفين، أن يعود محمد ومن معه في ذلك العام على أن تخرج قريش من مكة في العام التالي ويدخل النبي والمسلمين لأداء فريضة الحج، هنا اعترض الكثير من قادة المسلمين واعتبروا ذلك خضوعا لقريش، وهذا يؤكد أن القرار كان من النبي وتقديرا للظروف وليس وحيا يوحى، المهم في الاتفاق أنه يسمح للمسلمين بأداء فريضة الحج في عامهم القادم وليس تسليم أو فتح مكة كما هو شائع ونص الاتفاق معروف ومدون، إذا كان دخول النبي لمكة وفق الاتفاق هو تنفيذ لما تم، وليس كما تزعم الرواية من أن محمدا ص دخل فاتحا، وأعلن للناس أنه من لم يسلم أو يدخل بيته أو بيت ابو سفيان مستسلما سيناله الأذى أو القتل، إذا الموضوع لم يجرى كما صوره فلم الرسالة الذي اعتمد مصادر الرواية الأصلية دون نقد وتمحيص، لأن موضوع الفتح لم يرد في خاطر النبي أو تخطيطه، بدليل أنهم دخلوا مكة مسالمين مجردين من السلاح، الذي حدث أنه بعد صلح الحديبية الكثير من أهل مكة وزعمائها وصلوا لحقيقة أنهم لم يعد بمقدورهم مقاومة محمد وأمته الجديدة، فعقدوا اتفاقيات متعددة وبوساطات قادة المهاجرين بالعفو عمن يسلم منهم ومن لا يدخل الاسلام فليغادر مكة لتجنب القصاص ، هذا تصور حقيقي ومنطقي لما جرى ولا علاقة لابي سفيان ولا غيره بالذي صار، وان تصرف النبي من ايام صلح الحديبية وصولا لإسقاط آلهة قريش عن جدران مكة وبيت الله، هو تدبير وعمل بالأحسن من عدة خيارات بعد أن بلغ النبي ص من الحكمة والتجربة الناضجة والإستراتيجية بعيدة النظر، مسددا بأمر الله ومتيقنا من خط سيرورة الحدث وفق وقائع الأرض أنها نهاية قريش المكية ومكة القريشية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكام العراق بعد ٢٠٠٣
- الحق الأثير في مكنون آية التطهير.. ج 2
- الحق الأثير في مكنون آية التطهير.. ج 1
- خرافة الزمان ... وهم المكان
- في إشكالية العقل والتعقل عند الإنسان
- وصية مفترضة من الإمام الحسين ع الى أنصاره ومحبيه.
- أنت جرحي... أو شيء يشبه شيء مني
- ربما .....وربما أنها ليست ربما
- الحب ... دين الله
- صلاة العشق
- ثمن
- من أنا ... قصة الهجر والحضور
- ربيع ..... ربيع قادم
- إعلان هزيمة
- رائحة الموت وأشياء أخرى.....
- الإسلام ومفهوم الزواج والنكاح في العلاقة الشرعية بين النساء ...
- عباسيات
- أضواء على ما يحدث في كربلاء -3
- أضواء على ما يحدث في كربلاء -2
- أضواء على ما يحدث في كربلاء -1


المزيد.....




- بعد إطلاق -تكوين- في مصر.. هل رد شيخ الأزهر؟
- ماما جابت بيبي يا أولاد..ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي ...
- استئناف التصويت في الانتخابات الهندية والمسلمون في مرمى مودي ...
- الهجرة اليهودية لفلسطين.. شجعها نابليون وقاومها السلطان عبد ...
- “اضبط” احدث تردد لقناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على الناي ...
- في ذكرى النكبة.. المسجد الأقصى تنتظره انتهاكات إسرائيلية بال ...
- الهند: الانتخابات تدخل مرحلتها الرابعة مع تزايد حدة الخطابات ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور معرض طهران الدولي للكتاب 
- المشكلة في -مركز تكوين- أم في التنوير -سيئ السمعة-؟!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - من دخل دار ابو سفيان فهو أمن ... بين تزييف التاريخ ودجل العقل الديني