أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - صراخ ونحيب وهلع ورعب يملئ الأرجاء؛ والعدل أساس المُلك ولم يعدلوا ولم يتقوا















المزيد.....

صراخ ونحيب وهلع ورعب يملئ الأرجاء؛ والعدل أساس المُلك ولم يعدلوا ولم يتقوا


محمد حسين الموسوي
كاتب وشاعر

(Mohammed Hussein Al-mosswi)


الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 23:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتهادى إلى مسامعنا اليوم حجم مريب من الصراخ والعواء والنحيب والهلع الذي يملئ أرجاء وكافة مرابط نظام ولاية الفقيه ويتعالى النعيق على يد حتى أغلب أبواقه الرسمية وبفضل التطور الحاصل في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي باتت فضائحهم على كل لسان داخل وخارج إيران؛ والأمر ليس بجديد فهكذا هو حال النظام يصرخ ويولول وينحب منذ قفزه على الثورة واعتلاء السلطة في إيران غير أن نحيبه وصراخه لم يؤخذا حقهما الإعلامي في الشهرة نظراً لتكتم ما يسمونه أنفسهم بـ (الإستكبار العالمي) على حالهم كي لا يُفتضح أمرهم في بدايتهم وتتكشف سوءاتهم ويخرج عليهم الشارع فيقتادهم كالخراف الطيعة ويصبحون ذكرى شوم عابرة وانتهت سريعاً سريعاً.. الاستكبار العالمي الذي جعل منه الملالي وسيلة يُعلقون عليها كافة مصائبهم وكوارثهم التي أوقعوها على رؤوس الشعب ويحملون عليه متى شاءوا؛ وهو نفسه الذي يكيل لهم من فترة إلى أخرى حزمة كبيرة من مليارات الدولارات تحت تصرفهم للقمع للإرهاب للقتل للتدخل في دول الجوار لصناعة قنبلة نووية وصواريخ وما يشتهون، وليس ذلك فحسب بل أعطى وأباح لهم مساحة يتنفسون فيها يسبون ويشتمون ويلعنون ويعربدون في حدود معينة لكنها كافية لخلق نوع من السياسات اللئيمة، وقد كانذلك أمرٌ جليٌ واضح مقروء بين السطور وأثبتته تجارب الأيام وكذلك اعترافاتهم واعترافات ذيولهم من نفس المدرسة هنا وهناك، ورغم فضل الاستكبار العالمي عليهم كالأم بغريزتها الحانية التي وإن قست في موضع فإنها تحيط وليدها أو ربيبها بكامل العناية وينمو هذا الربيب على النمط الذي أتاحته لهم الأم فيبقى قبيح اللسان سليط بتوجيهٍ منها بالطبع؛ رغم هذا الفضل إلا أنهم يخرجون عن النص كثيراً ويفرطون في الثرثرة القبيحة ولا تلومونهم فحجم الفشل والهلع العظيمين يدفعان ليس إلى القتل والقمع والتعذيب والتطاول بل إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير.
بلغ الأمر في الأونة الأخيرة من خلال ما أظهرته وسائل إعلام النظام الرسمية وخطابات ولي الفقيه الكثيرة التي مل منها القاصي والداني في الدائرة الأولى للنظام أن الهرج والمرج يجتاح أوصال النظام، وقد بلغت الخطيئة فيهم مبلغاً بات يرعبهم من الداخل ويرعب أنفسهم الخاطئة التي تذكرها ثورة الشعب الإيراني في لحظة تمر عليها بما فعلت من جرائم قلت أو كثرت فطفقت تكتب الأقلام بلا أدنى مراعاة أو اعتبار فيفتقونها من هنا ويصيبونها منها ويأتي خامنئي لي ليكحلها من دفاعه المفرط وتزيينه للخطايا والباطل فيعميها، ويخرج قلماً آخر ليطعن في انتفاضة الشعب ويعتبرها بالانتفاضة الآنية ويُسقِط ويُطيح بقدر النظام في نفس الوقت من حيث يفقه أو لا يفقه وأكثرهم لا يفقهون؛ لكن الحقيقة الجلية ومنذ زمن بعيد هي أنه لا توجد اعتبارات حقيقية للنظام وولي فقيهه في أوساط السلطة وأدواتها إلا في حدود معينة تحكمها المصالح والمنافع ويربطها المصير المشترك كما يقولون هم أن الجميع في (مركب واحد) والنجاة والغرق للجميع، وكذلك لم يوجد إجماع في سلطة الحكم على ولي الفقيه لولا عصى الحرس التي تسوق الجميع كالقطعان الصماء البكماء التي لا تستطيع فرض إرادتها أو التلويح بها بسلام بعد أن تمكن الحرس من جميع مفاصل السلطة من جيش وبحرية وداخلية ومخابرات وصناعة وتجارة وزراعة وغيرها وتغول الحرس فتحول إلى دولة مقتدرة موازية للدولة لها في الحصاد والسلب والنهب ولا تتحمل مسؤولية وتبعات الإخفاقات القائمة، كما وضع خامنئي المقربين.. المقربين في سلطات النظام الثلاثة من المعنيين بغرق ونجاة خامنئي ونظامهم ذلك لارتباطهم الشخصي بالعديد من الجرائم والكوارث وبات من الطبيعي أن يبطشوا وبفتكوا بالشعب نجاةً لنظامهم وأنفسهم.
يُبدي بعض ما أسموه في مرحلة ما بـ أقطاب النظام إمتعاظه مما يجري ليس من باب الحرص أو وجع الضمير وإنما من باب الذات والهروب من حالة سوء العاقبة التي ستقع لا محالة حتى وإن تأخرت، وقد نسي هؤلاء أنهم شركاء في الامتيازات وصناعة وتأسيس الواقع الأليم القائم؛ نعم هم محقون في مخاوفهم التي ترافقهم في حلهم وترحالهم فحجم الإحتقان الشعبي لابد وأن يكون انفجاره مدوياً، وكذلك هم يعلمون بأن السحل بالشوارع الذي يخشونه هؤلاء سيكون شاملا وسيطال الكبار والصغار وأن المساءلة لن يفلت منها أحداً ولو تُركت الأمور للثوار ستنتهي محاكماتهم في اليوم الأول، ويعلمون أنه لن يكون هناك منفى يرحب بهم كما حدث لسلفهم، وأكثر ما يخشونه ويرعبهم هو أن يقعوا في قبضة المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق والقوى الوطنية والثورية الإيرانية التي بطشوا بها على مدار عقود، لكن ما يمكن طمأنتهم عليه هو أن الناجين منهم من قبضة الشعب ويقعون في قبضة السلطة الانتقالية سينالون محاكمة عادلة بعيداً عن بربريتهم حتى وإن طالت تلك المحاكمة لكثرة أوزارهم وأدرانهم فمرحلة إيران المقبلة مرحلة مدنية تسودها سلطة القانون لكن عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما فعلوا ويقروا بها ويعتذروا من الشعب حتى يتم التعجيل بمحاكماتهم بشكل عادل، فجرائم الإبادة الجماعية والقتل والتعسف والعنصرية بحق مكونات الشعب الإيرانية سوف تستغرق سنين ولا يمكن البت فيها بعجالة، ولو استقام الأمر للثوار على أرض الشارع لن تسغرق محاكماتهم سوى دقائق فأولياء الدم يشكلون جزءاً كبيراً من الثوار وعلى سبيل لا يمكن التحكم في مشاعر ذوي الشهداء والمعدومين والمعذبين والمضطهدين وضحايا العنصرية ومنهم ذوي الشهيدة مهسا أميني (جينا أميني) ونيكا شاكرمي وغيرهم وغيرهم من المستضعفين.. لذا مخاوفهم في محلها وأفضل الحلول لهم أن يتخذوا من الليل ستاراً ويجدون لهم مهرباً يلجأون إليه.
نعم.. إشارة وسائل إعلام النظام إلى أن رئيس جمهورية ولي الفقيه تنتظره محاكمة الشعب هي حقيقة نطقوا بها هم أنفسهم وهرع خامنئي ليخيط ما فتقته وسائل إعلامه لكنه بكثرة مديحه وكلماته العارية أسقطها ولم يبقي لها شأناً ولا مشروعية وهو بحديثه كمن يقول نعم صحيح هي سيئة ولكن بعض الشر أهون وعليكم جميعا أن ترضوا بالحمى بدلا من الموت.
لقد ولى زمن التكتم على صراخهم وعوائهم ونحيبهم فتناقضاتهم تفضحهم ووسائل التقنية الحديثة تترصد صغائرهم وكبائرهم، والقوى الوطنية الإيرانية تجلس معهم على موائدهم وهم يعلمون، وليشكروا قوى الاستكبار العالمي التي يسبونها في كل حال وحين فهي من أبقتهم إلى هذا اليوم لكن الدهر يومان ولن ينقذهم صراخهم ولا نحيبهم وعوائهم فأجلهم قادم لا محالة وكل الحلول التي يمكنهم تقديمها لن تعيد الثوار إلى المربع الأول فمن قتلوه لن يعود ومن سلبوها وسلبوه الشرف والكرامة لن تفي كل الحلول بإطفاء مشاعرهم ولن يعود القتلى والمفقودين إلى والديهم.. فأي جرم ارتكبتموه بحق البشرية لابد وأن تكون له عاقبة، وحسن العاقبة للمتقين؛ ولم تتقوا.
د. محمد حسين الموسوي / كاتب عراقي



#محمد_حسين_الموسوي (هاشتاغ)       Mohammed_Hussein_Al-mosswi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران من المشروطة إلى مسيرة تسعٌ وخمسون عاماً من أجل الحرية
- المجزرة التي شارك بوقوعها المجتمع الدولي مجزرة الأول من سبتم ...
- العراق – الضيعة السليبة في قبضة الوالي
- جلادون & يسعون لإعادة إبادة ضحاياهم ويبتزون حلفائهم
- لا علاقة لمساعي النظام الإيراني نحو تقنين مؤسساته القمعية بم ...
- لقمع النساء أجور ومكافآت مُجزية في إيران
- إنه العجب العُجاب& الملالي يريدون محاكمة المقاومة الإيرانية
- النظام العالمي يُقر بمجازر الإبادة الجماعية التي تقع في الغر ...
- قولوا ما تشاءون فحبل الكذب قصير
- الانتفاضة الوطنية الجارية في إيران تقلب حسابات نظام ولاية ال ...
- عادت حليمة لعادتها القديمة& دورية الإرشاد في طهران تنفض عنها ...
- إيران واقعها .. حاجتها وبديلها الديمقراطي (ج2)
- إيران واقعها .. حاجتها وبديلها الديمقراطي (ج1)
- وتتوالى الفضائح & دولة من حلف الناتو تسلم وثائق حساسة لمعارض ...
- ما بين شماتة الملالي اللئام؛ ونصر الكرام
- الملالي يدفعون نحو استهداف مخيم اللاجئين السياسيين الإيرانيي ...
- ثبتت الرؤية واليوم عيد؛ وملالي طهران يهيلون تراب العار على ت ...
- يقتلون القتيل ويمشون في جنازته
- عمائم إيران ومفعول السحر المُهلِك
- دعاة الدين؛ ودعاة الحرية يقتلون النور في إيران


المزيد.....




- مختار نوح يتحدث عن سبب اختفاء التيارات الإسلامية عن الحرب في ...
- كبار الاقتصاديين في إسرائيل يحذرون من خطر اليهود المتشددين ع ...
- كان بايدن رئيسي فاستقلت لأنني كيهودية أرفض تواطؤه في إبادة غ ...
- خطوات تنزيل تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديدة على نايل وعرب ...
- بابا الفاتيكان يعتذر عن كلمة -مسيئة- في حق المثليين
- بعد كلمة -مهينة للمثليين-.. الفاتيكان يعتذر عن تعليق البابا ...
- بيت لحم.. مهد المسيح وقلب فلسطين السياحي
- بعد كلمة -مهينة للمثليين-.. الفاتيكان يعتذر عن تعليقات الباب ...
- في حدث استثنائي.. بابا الفاتيكان يعتذر للمثليين
- زوجتا ماكرون وشتاينماير تضحكان أمام النصب التذكاري لضحايا مح ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين الموسوي - صراخ ونحيب وهلع ورعب يملئ الأرجاء؛ والعدل أساس المُلك ولم يعدلوا ولم يتقوا