أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - في ضرورة الحزب الثوري















المزيد.....

في ضرورة الحزب الثوري


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أفنى المناضل الراحل سلامة كيلة ردحا طويلا من عمره باحثا عن وفي تأسيس الحزب الثوري العربي العابر للقطرية ولكل أشكال الانقسام والتجزئة معتبرا أن هذا الحزب العربي ضرورة لا بد منها للتأسيس للتغيير في بلادنا العربية. وهو لذلك صاغ الرؤى والبرامج وجال بها على مختلف العواصم العربية وبعض العواصم والمدن في فرنسا وألمانيا وتركيا همّه التواصل وفتح نوافذ للحوار مع الشباب العربي في البلاد العربية وفي المهاجر، ولهذا الغرض تحديدا.
وفي واقع الحال، فإن الوضع العربي عموما قد انحدر بشكل لا سابق له بعد الاجتياح الصهيوني للبنان وطرد قوى الثورة الفلسطينية من بيروت ومن ثم من طرابلس ليس على يد الاحتلال الصهيوني هذه المرة بل على يد نظام حافظ الأسد وتابعيه من المنظمات الفلسطينية المنشقة عن منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، معلنا ليس فقط هزيمة الثورة الفلسطينية وتدجين فصائلها، بل أيضا نهاية عصر حركات التحرر الوطني في العالم كمقدمة لانحلال المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفييتي الذي كان بمثابة الاعلان النهائي عن ذلك.
في غمرة هذه الأجواء شديدة الإحباط هبّ الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال في انتفاضته المجيدة، إنتفاضة الحجارة، (8 كانون1/ديسمبر 1987) التي أعادت بعض الروح لقضيته ما أجبر الاحتلال وداعميه على البحث عن طريقة للتفاوض مع القيادة الفلسطينية المهيضة الجناح، على اعتبار أنها بعد كل ما جرى في لبنان وعلى يد دولة "الصمود والتصدي/سوريا الأسد" باتت أقرب الى فكرة التفاوض وتقديم مزيد من التنازلات.
وعلى وقع عاصفة الصحراء (حرب تحرير الكويت) وتدمير الجيش العراقي وقدراته القتالية جاءت الدعوة الى مؤتمر مدريد للتفاوض بشأن حل ما تبقى من "الصراع العربي الاسرائيلي" والذي لم يتمخض عن شيء ملموس فكانت مفاوضات سرية مديدة بين منظمة التحرير وسلطة الاحتلال في عاصمة النرويج أدت الى توقيع اتفاقية أوسلو سيئة الذكر التي شملت اعترافا صريحا من قبل منظمة التحرير بدولة الاحتلال بدون أن يقابله اي اعتراف من قبل دولة الاحتلال بأي من حقوق الشعب الفلسطيني
التاريخية والطبيعية (حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولة حرة مستقلة على أرضه)، والتي وافقت عليها القيادة الفلسطينية تحت شعار: "سنقيم دولتنا الوطنية على أي شبر يتحرر من أرض فلسطين".
وإذا أضفنا الى ذلك كله انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفييتي (مطلع تسعينات القرن الماضي) وانهيار روسيا اقتصاديا واجتماعيا تحت وطأة سيطرة المافيات التي استولت على كل ما خلفه الاتحاد السوفييتي من مؤسسات، وتحول الأنظمة العربية الجامح باتجاهات نيوليبرالية منفلتة ومافيويات حزبية وعائلية تأكل الاقتصادات الوطنية وتنخر المجتمعات نخرا بالفساد والزبائنية وتنسف المكتسبات الاجتماعية التي تحققت عبر عقود وتدجن المنظمات والاتحادات النقابية وتهيج الولاءات الطائفية والمذهبية والمناطقية... سنرى حينها كيف تلاشى حضور الاحزاب السياسية العربية وتلاشى بالتالي دورها في مختلف المجالات خصوصا الثقافية ما أتاح للتنظيمات الدينية أن تتوسع في قواعد اجتماعية هشة متروكة لقدرها في مواجهة تحولات البيئة الاقتصادية والسياسية والثقافية التي فرضتها أنظمة الاستبداد وأجهزتها الأمنية.
أما الاحزاب اليسارية تحديدا، فقد صدمها انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي ولم تع من الصدمة إلا بعد عقد ونيف حيث فقدت جلَّ قواعدها الشعبية التي لم تتمكن من استعادتها كونها لا تزال تعيش في "العقود الوسطى" من القرن العشرين! ولولا تضحيات وإنجازات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في وجه الاحتلال الصهيوني للعاصمة اللبنانية وما يقرب من نصف البلاد، لما بقي للحزبيين اليساريين ما يتحدثون به للناس.
من هنا جاءت فكرة سلامة كيلة بضرورة قيام حزب يساري ثوري عربي على أشلاء الأحزاب التقليدية المتداعية. حزب قادر على تقديم المشروع التغييري في البلاد العربية وعلى صياغة البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تلبي متطلبات مشروع التغيير وتعبر عن مصالح الناس العاديين الذين ينوؤون تحت ضغوط الواقع المتردي بكل ما يشهده من انهيارات على مختلف الصعد. حزب يقدم البديل اللازم للتحرر من الاحتلال والإفقار والتهميش، البديل اللازم للانطلاق في مسيرة النهوض والتقدم والبناء. وقبل أن يستكمل سلامة نقاشاته وحواراته مع النشطاء والمثقفين العرب، انطلقت الانتفاضات الشعبية العربية بدءا من تونس لتعم معظم البلاد العربية.
هذه الانتفاضات الشعبية الخالصة، السلمية وغير المنظمة والتي بدورها لم تراهن على قوى حزبية خذلتها على مر العقود، واجهت أنظمة وقوى متجذرة ومكتملة الخبرة
في كيفية التعامل مع الحراكات الشعبية سواء بالاحتواء أم بالقمع وصولا الى الدفع باتجاه حروب أهلية أو الاستعانة بقوى خارجية للتنكيل بالمنتفضين.
وعلى الرغم من متابعته الدقيقة لتطورات الانتفاضات الشعبية في اكثر من بلد في الوقت عينه، ظل سلامة كيلة مصرا على ضرورة التأسيس الحزبي لأنه كان على قناعة تامة أنه ليس على الشعوب أو على المجتمعات أن تصوغ مشاريع وبرامج سياسية بديلة وإنها مهمة النخب المنتظمة والملتزمة حزبيا، وهذا ما افتقدته الانتفاضات الشعبية التي امتدت لأزيد من عقد من الزمن وكان ذلك أحد أبرز أسباب نكبتها، فأجهضت جميعها على الرغم من كل تلك التضحيات الجسام التي قدمتها الشعوب.
ظل مشروع الحزب العربي الثوري هدفا يعمل من اجله سلامة كيلة وبعض من كانوا رفاقه حتى وافته المنية خريف سنة 2018، ورغم الحاجة الموضوعية الملحة لهذا المشروع فقد واجه جملة عقبات أبرزها:
- القمع الشديد وأحيانا الدموي الذي مارسته انظمة الاستبداد ضد الأحزاب المعارض من محاكمات صورية وسجن وتصفيات جسدية واعدامات، ومنع لأدوات التواصل مع الجماهير أو وضعها تحت رقابة شديدة،
- تراجع ثقة الناس بالأحزاب السياسية خصوصا بعد وسمها بمحاباة الأنظمة أو دعمها،
- تراجع الكفاءة المادية والمعنوية للأحزاب الموجودة أصلا وانهيار شعبيتها، طبعا باستثناء القوى والمنظمات الدينية والطائفية التي تتلقى الدعم الخارجي،
- نوسع عمل المنظمات غير الحكومية واجتذابها للناشطين بمغريات مادية ومعنوية ليس أقلها رواتب أوروبية تساوي عشرة اضعاف الرواتب المحلية وما فوق،
- ما تعرض له الناشطون الأساسيون في الانتفاضات الشعبية من تنكيل وتصفية واعتقالات مديدة أو إجبار على الخروج من المشهد أو حتى من البلاد.
وعلى الرغم من كل ما سبق، فإن مهمة التأسيس الحزبي في هذا الظرف أصبحت أكثر إلحاحا في ظل ما نشهده من انهيارات متتالية في معظم بلداننا قد تدفع في أية لحظة الى انفجارات شعبية وأهلية غير محسوبة لا بد من ملاقاتها بمشروع بديل يلبي مصالح الناس يترجمه حزب أو أحزاب وطنية ديمقراطية ثورية لا طائفية ولا عائلية ولا نخبوية، إلى برامج سياسية واقتصادية واجتماعية تجيب على متطلبات المرحلة وتؤطر الفعل الاجتماعي وتنظمه وتمرحله بالشكل المطلوب لتحقيق أهدافه الحقيقية في صياغة البديل المطلوب. وهذه مهمة نخب جديدة بعد أن فرّ ما تبقى من نخب الانتفاضات السابقة للبحث عن ملاذات آمنة.



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين تقيتين الطائفية تنتصر
- الطبل في بكين والرقص في تبنين!
- حدثان بين عامي ٢٠٢٢ و٢٠& ...
- مظاهرة برلين: ضرورة الظهير الخارجي للانتفاضة
- لبنان: المعارضة الطائفية وترسيم الترسيم
- الانتفاضة الإيرانية والنظام العالمي
- فؤاد النمري ارقد بسلام
- سرٌِيَ التٌوأم
- كيف لنا أن نتابع ما بدأه سلامة كيلة؟
- مداخلتي الرئيسية للقاء الحواري الأول لتجمع مصير
- ماذا لو أهمل بايدن كل تلك الأوراق؟
- عقد على الانتفاضات الشعبية المفتوحة
- شهران على تفجير مرفأ بيروت من يحاسب من؟
- سلامة كيلة، سنتان على غيابه
- مبادرة أم صفقة؟
- كان يعلم
- هل افتدت المدن السورية بيروت؟
- التعذيب كأداة استنطاق لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية
- المداخلة الرئيسية في تأثيث ندوة أطاك طنجة/المغرب حول تطورات ...
- كوفيد-19 الماقبل والمابعد


المزيد.....




- جزء من أرخبيل استراتيجي في القطب الشمالي معروض للبيع بـ324 م ...
- السياحة في السعودية.. أجمل أماكن الزيارة في الباحة
- -بنيران صديقة-.. الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 جنود شمال غزة ...
- -تعرض لإطلاق نار-.. صحف عالمية تسلط الضوء على محاولة اغتيال ...
- 3 قتلى إثر تحطم طائرة صغيرة في ولاية تينيسي الأمريكية (فيديو ...
- تعرف على قصر -الصخير- الذي يستضيف القادة العرب في قمة البحري ...
- -المصريون يحاولون فرض نهاية الحرب-.. الإعلام العبري يتحدث عن ...
- ما يحصل في غزة حقيقي.. ليس مشهدا في فيلم!
- فيديو يوثق نسف الجيش الإسرائيلي منزلا في غزة وهدمه بشكل كامل ...
- اتضح سبب ذعر كبير ضباط المخابرات الأوكرانية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عديد نصار - في ضرورة الحزب الثوري