أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... هل يمكن الوثوق بمجموعة بريكس+؟














المزيد.....

شذرات اقتصادية... هل يمكن الوثوق بمجموعة بريكس+؟


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 13:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أظهرت قمة بريكس الخامسة عشرة، التي عقدت في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس 2023 في جوهانسبرغ، أن نظاما اقتصاديا عالميا جديدا يمكنه أن يبدأ فصلا جديدا في التاريخ البشري. الحدث الكبير لهذه القمة هو قبولها دعوة ست دول مهمة، لتصبح 11 دولة اعتبارا من 1 يناير 2024. ستكون بريكس + (BRICS+) قوة اقتصادية وتجارية مهمة مع ما يفوق من 30٪ من الناتج الإجمالي العالمي (وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي) و46.5٪ من سكان العالم، وبالتالي ستكون أقوى مجموعة إلى جانب المجموعة السبع (G7). بالإضافة إلى ذلك، سيكون "بنك التنمية الجديد ـ بريكس" بديلا لتحرير المجموعة من توصيات وتوجهات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

قمة بريكس الخامسة عشرة هي حدث عظيم للعالم، وخاصة لدول الجنوب. لماذا؟ لسبب بسيط حيث أن إنشاء وتقوية مجموعة بريكس ستكون مرحلة للحد من هيمنة الغرب، الذي أصبح عنيفا واستبداديا على نحو متزايد منذ سقوط جدار برلين. لذلك هذا يعتبر بريكس تغيير إيجابي. ومع ذلك، يجب أن تكون البلدان الفقيرة والنامية في الجنوب (وخاصة غالبية البلدان الأفريقية) مستيقظة لأنه لا يمكن الحسم بأن مجموعة بريكس، بمجرد تنظيمها وتوسيعها، لن تتطور أو تنتقل إلى نزعة اقتصادية إمبريالية وإلى أنظمة سياسية استبدادية. وينبغي ألا يغيب عن البال أن حقوق الإنسان والديمقراطية قيمتان عالميتان. العدالة مطلب لجميع مواطني العالم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي. يحتاج الجنوب إلى عهد جديد من الحرية والديمقراطية من أجل تحقيق التنمية المستدامة والمنصفة.

إن سكان بلدان الجنوب لا زالوا يعانون من استمرار الاستعمار في شكله المعاصر المتمثل في الاستعمار الجديد (neocolonialism) الذي ترعاه مؤسسات بريتون وودز والمؤسسات التابعة لها والتي يطلق عليها الشركاء الإنمائيين؛ وبالتالي فإن كتلة بريكس ستكون فرصة لدول الجنوب لتعزيز سيادتها الوطنية والدولية. وبعبارة أخرى، ستكون فرصة لتحرير الذات من هيمنة الشمال. وهذا ما أكدته البيانات الرسمية لقمة بريكس الخامسة عشرة على أهمية التجمع من أجل التنمية المستدامة والعادلة للجميع، وخاصة دول الجنوب، الذي عانى طويلا من هيمنة الشمال. ومع ذلك، كانت البلدان الخمسة يقظة للغاية في اختيار البلدان المدعوة إلى المجموعة.

تدرك الدول الأربع المؤسسة لمجموعة بريكس أن خلق عالم متعدد الأقطاب يبدأ بتهميش أو إلغاء الدولار (de-dollarization) من سلسلة القيمة العالمية. لقد أظهرت الأزمات السياسية (الحروب، حرب العصابات، الإرهاب...) والعقوبات المفروضة على بعض البلدان (سوريا، إيران، البرازيل، فنزويلا، روسيا، أوكرانيا...) أن الدول الناشئة لم تعد قادرة على الوثوق بالنظام العالمي الحالي، خاصة بعد رغبة الناتو في التوسع، وغزو العراق، وحالة الجمود السياسي المستمر وعدم اليقين الاقتصادي القوي في لبنان والأزمات العالمية الأخرى. وقد أظهرت هذه الأزمات الدائمة والاستفزازية المختلفة أن بلدان الجنوب لا تستطيع أن تقرر وحدها تنميتها الاقتصادية والسياسية دون تدخل "ناعم أو قوي" من الولايات المتحدة وحلفائها. والأسوأ من ذلك أن الأزمة الحالية للاتحاد الأوروبي تظهر أنه لا ينبغي لأحد أن يثق في الولايات المتحدة، خاصة وأن النظام الديمقراطي (والاقتصادي) في أوروبا في أزمة. إن إعادة تشكيل الجنوب وحواره مع بعض بلدان الشمال ضرورة في عالم يعاني من أزمات دائمة (سياسية، اقتصادية، مالية، صحية ...).

في مواجهة هذا النظام أحادي القطب الموحد بأيديولوجيته وتنظيمه الرسمي، هناك كتلة تتبع خطواتها الأولى نحو الهيكلة الرسمية. هل يستطيع أن يفعل ذلك؟ من الناحية الاقتصادية، يمكن أن تنافس بريكس+ الكتلة الشمالية، بيد أنه من الناحية السياسية، سيكون الأمر صعبا للغاية لأن بريكس+ هي مجموعة ذات تناقض قوي، حيث تضم بلدان تعاني من صراعات سياسية ودينية وثقافية عميقة جدا فيما بينها.

دعوة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا والأرجنتين ومصر هي خطة استراتيجية ذكية من قبل بريكس لتحرير نفسها تدريجيا من الدولار وخلق شقوق في المؤسسات القديمة مثل أوبك والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ومع ذلك، هل ستكون قادرة على توحيد الأعضاء لخدمة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية داخل كل بلد من بلدان الجنوب؟ الجواب هو لا، لأن معظم دول بريكس+ تتسم بنظام استبدادي. ولبلوغ ذلك يمكن التعاون مع بعض بلدان الشمال التي يمكن أن تخدم إعادة الهيكلة الديمقراطية والاجتماعية للمجتمعات في الجنوب. إن التعاون المنصف والعادل بين جميع البلدان ضرورة لعالم أفضل. لكن الوقت قد حان لإعادة هيكلة المؤسسات والمنظمات العالمية على أساس احترام سيادة كل بلد.

من المؤكد أن الدول الأخرى ستنضم إلى بريكس+، لذا لا يجب العمل على ألاّ تكون هذه المجموعة مجرد تجمع اقتصادي ومالي تهيمن عليه أيضا دول رائدة في التكنولوجيا والصناعة، أو الطاقة النووية والتسليح، أو الموارد الطبيعية. يجب أن تكون البلدان الفقيرة والنامية قادرة على إيجاد مساحة لتنميتها الذاتية، ولا تصبح مجرد عبيد لقادة جدد للعالم متعدد الأقطاب. هل ستكون بريكس+ فرصة لإنشاء نظام منصف وعادل متعدد الأقطاب؟ على المدى القصير، لا أعتقد ذلك، ولكن على المدى الطويل، من الممكن إذا ما تمكنت البلدان الفقيرة والنامية من إيجاد موقف تفاوضي جيد. لهذا، أعتقد أن هذه الدول يجب أن تتفاوض مع دول الشمال دون إجراء قطيعة كاملة معه حتى تكون قادرة أيضا على التفاوض مع قادة بريكس+ لأن النظام العالمي القادم سيتحدث نفس اللغة الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها: الربح وتعظيم الربح. يجب ألا نصدق أن فاتح يناير 2024 هو تاريخ الحرية وإنهاء الاستعمار في الجنوب، ولكنه تاريخ القوى الاقتصادية العالمية الكبرى الجديدة التي تريد غزو أسواق جديدة في إفريقيا. فلنكن يقظين، سواء في الشمال أو في الجنوب، فالحرية والديمقراطية يدافع عنهما الشعب.
التاريخ 4 شتنبر 2023، المقال الأصلي باللغة الانجليزية



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات اقتصادية... المغرب والجزائر، -اليد الممدودة-...
- شذرات اقتصادية... التحول السريع الى أنظمة استبدادية…
- شذرات اقتصادية ... أية تداعيات لقرار بنك المغرب
- شذرات اقتصادية… الكرة -الهجينة- …
- شذرات اقتصادية ... التعاون جنوب ـ جنوب وسيادة الدولة
- شذرات اقتصادية… بناء الدولة الاجتماعية في زمن الأزمات...
- شذرات اقتصادية… أزمة الدولة أو الدولة في أزمة…
- شذرات اقتصادية... لا أصدقاء في الاقتصاد (1)
- شذرات اقتصادية... منطق السوق يسيطر على المؤسسات
- شذرات اقتصادية... التعليم وسؤال الجودة
- حكاية من وحي المجتمع... أنا شاب، عالة على أسرتي...
- شذرات اقتصادية... -المتحور- الكوفيد الاقتصادي في المغرب
- شذرات اقتصادية... بعد السكتة القلبية، الناتو يعلن عن -مشروع ...
- أقصوصة من وحي المجتمع... لقاء خاص مع أطفال هُم لَنَا
- كوفيد19، الحرب ما بين المعلومة والمصلحة
- إما أن -نكون او لا نكون-...
- شذرات اقتصادية. التعليم، لا يمكن تطبيق سياسة النعامة...
- أقصوصة من وحي المجتمع... -اشْرِي مِن عِندِي، أنا دائما عِندِ ...
- منطق الصراع والعودة بعد كل أزمة...
- أنا أضع الكمامة....


المزيد.....




- ارتفاع أسعار النفط وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسية
- الصين تفرض عقوبات على شركات أميركية تبيع أسلحة لتايوان
- الدولار مستقر وسط ترقب لمحضر اجتماع الفيدرالي
- الصين تبقي على معدلات الفائدة الرئيسية للقروض دون تغيير
- القصة الكاملة لمصادرة أصول بنوك غربية في روسيا
- الذهب يبلغ ذروة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 11 عاما
- -ألف- للتعليم القابضة تقرر إدراج أسهمها في سوق أبوظبي
- الذهب يصعد ويسجل مستوى تاريخيا جديدا
- النفط يواصل مكاسبه في أعقاب وفاة رئيس إيران
- أسعار النفط ترتفع وسط غموض يكتنف مصير الرئيس الإيراني


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... هل يمكن الوثوق بمجموعة بريكس+؟