أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... بعد السكتة القلبية، الناتو يعلن عن -مشروع دفاعي جديد مبتكر-















المزيد.....

شذرات اقتصادية... بعد السكتة القلبية، الناتو يعلن عن -مشروع دفاعي جديد مبتكر-


عائشة العلوي
(Aicha El Alaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 14:40
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


أحدث الرئيس الأمريكي السابق سكتة قلبية للتحالف الأطلسي. مما دفع الدول الأوروبية ـ خاصة فرنساـ بمحاولة إبراز عظلاتها، وعلى أنها قادرة على منح الانتعاشة الضرورية لهذا التحالف الذي كان السبب لتغيير مجرى العديد من الأحداث وأعاد رسم التوازنات الجيوالسياسية لعدة مناطق من العالم. بيد أن التحالف كان ينتظر قائده ليبدأ اللقاء بعبارة تلخص لما هو قادم : "أريد أن تعرف أوروبا كلها أن الولايات المتحدة هنا"، وأن "الناتو له أهمية حاسمة بالنسبة لنا". هذا التصريح من بين ما يخفيه أن أمريكا منزعجة من التنافس الصيني، الذي أصبح يكتسح جميع المجالات خاصة الرقمنة، الفضاء، الأسلحة، الأسطول البحري، وغيرها. وبالتالي، يهدد مصالحها الاستراتيجية في العديد من بقاع العالم خاصة آسيا وإفريقيا، دون نسيان التقارب الكبير بين الصين وأوروبا. تبدو الأمور إذن واضحة للمتتبعين/ات.

من جهة أخرى، تحالف الشمال لا يعطي للانزعاج والتخوف الأمريكي (وكذا الأوروبي)، الطابع التنافسي للصراع بين دول الشمال كطرف، وبين الصين وروسيا كطرف ثاني، وذلك بغية اقتسام خيرات الشعوب، بل يمنح لهذا الصراع طابعه الايديولوجي؛ أي يمنح لهذه الحرب الباردة طابع صراع بين الديموقراطية والشمولية. ليتم رفع شعار ـ مرة أخرى ـ الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية. إنه تمويه مكشوف لكل العارفين/ات بميكانزمات النظام العالمي.

وبما أن للصراع أولويات، فإنه لا يمكن فتح جميع الجبهات في نفس الوقت؛ لذا كان لابد لقادة تحالف الشمال من ضمان حياد روسيا (العدو السابق) وتهدئة الصراع بين فرنسا وتركيا، وتوضيح أولويات أخرى بينه وبين عدة أطراف أخرى. أكيد أن الأمر هذه المرة جد معقد ليس كما حدث في الصراع السابق مع الاتحاد السوفيتي، لأنه وباختصار العلاقات الاقتصادية جد متطورة بين الاتحاد الاوروبي والصين. فمن جهة، الأول لا يريد أن يتلقى صفعة أخرى كتلك التي تلقاها من الرئيس الأمريكي السابق. ومن جهة أخرى، الصين لا تسعى إلى نقل نموذجها للعالم، فهي تطور علاقتها مع الدول بشكل ثنائي تحت شعار رابح ـ رابح؛ فحتى مع الدول الإفريقية، تجدها تمنح القروض الضخمة أو المساعدات دون شروط تغيير البنيات الاقتصادية أو السياسية للبلد؛ تغير من تكتيكاتها حسب طبيعة البلد المعني بالقرض أو المساعدة. المنطق الذي يتحكم عند الصينيين هو الربح الاقتصادي على الأقل في الأمد القصير والمتوسط.

ما يثير الانتباه في اللقاء الأخير لناتو أنه تم الإعلان عن "مشروع دفاعي جديد مبتكر"، يتضمن خاصة الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة .أي أن الصراع سيكون من جهة رقميا، أو ما اصطلح عليه "الهجوم السيبراني / Cyber-Attaques"، ومن جهة أخرى فضائيا. سلاح المعرفة والابتكار هما المتحكمان في مجرى التحالفات المستقبلية، وبالتالي في نتائج الصراع. أكيد أن المعرفة والابتكار سيغيران مجرى العديد من الأحداث في العالم وسيعيدان تغيير الأنظمة السياسية والاقتصادية، وكذا الاجتماعية. للأسف سلاح ينتجه القليل من الدول، وتبقى العديد من الدول خاصة دول القارة الافريقية خارح التطور وحتى إمكانية الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية أو فرض احترام نماذج أنظمتها الاقتصادية والسياسية. من المتوقع ـ حسب الوضع الحالي ـ ستنتهك سيادة دول الجنوب، وهذه المرة رقميا. فهل ستبقى افريقيا والدول العربية خارج التوازنات والصراعات، وأرض فقط للحروب والنزاعات الاقليمية والدولية؟ ألا يمكن أن تدخل إلى هذه الحرب الجديدة المعلنة بتحالفات تراعى فيها سيادتها ومصالحها الاستراتيجية؟ ألا يحن الأوان أن تغير من نمط اقتصاداتها الريعية خاصة أن التطور التكنولوجي يمكن أن يفاجئ العالم بالتخلي النهائي عن بعض الموارد الطاقية؟

بالطبع، ردت الصين بقوة على بيان حلف شمال الأطلسي، وهي لن تتوقف فقط عند الرد الكلامي. بل ستعمل على الانتصار واحترام مكانتها العالمية، بعدما أصبحت أول قوة اقتصادية في العالم؟... الصين تعلم جيدا أساليب أمريكا أو دول الشمال. يكفي أنها صنعت في أفلامها بطلا على شاكلة "رومبو" الذي بدوره يقوم بانقاذ العالم. كما أن بعض دول الاتحاد الأوروبي لا تريد اتباع أمريكا كليا في مخططاتها خاصة وأن مصالحها سوف تعرف انهيارا كبيرا إذا ما فتحت الجبهة ضد الصين.

لم يكن الصراع في يوم من الأيام بين الخير والشر حتى تمثل دول تحالف الشمال الخير، وأنها تدافع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، ألم تنتج ديموقراطية الشمال التي سيطرت منفردة لأزيد من ثلاثين أو أربعين الفوارق الاجتماعية الشاسعة والتفقير لدول الجنوب؟ ألم تنتج سياستها سيطرة 1% من السكان على خيرات الكرة الأرضية؟ ألم تنتج المزيد من الحروب والنزاعات الإقليمية؟ هل هي فعلا الديموقراطية المنشودة لتحقيق العدالة الاجتماعية لمواطني العالم؟ هل فعلا حققت المساواة وقضت على التمييز العنصري؟ ألا تشهد أمريكا موجات متصاعدة من العنف العنصرة، وتم الإقرار ب 19 يونيو يوم عطلة على المستوى الفدرالي إحياءً لذكرى إعتاق آخر العبيد في تكساس (1865) بعد مرور 250 سنة، ورغم ذلك يبقى الاعتراف بالقتل الممنهج ضد الشعب الهندي في طي النسيان؟ أية ديموقراطية هذه التي لا زالت تتعامل مع قضايا الشعوب العادلة بازدواجية وانتقائية؟ ألم تتحول ديموقراطية الشمال إلى آلية لخدمة المصالح اللوبيات الاقتصادية والمالية والاحتكارات العالمية، وهي الآن تتحول لخدمة اللوبيات الرقمية والتيكنولوجية، هل هذه هي الديموقراطية التي يمكن أن يطمح إليها العالم؟

لا يعني نقد ديموقراطية دول الشمال، أن نموذج الصيني هو الأمثل. لكن الهدف من هذا النقد هو توضيح أن الصراع ليس بين الديموقراطية والشمولية أو الديكتاتورية، بل هو صراع بين المصالح. وأمريكا منذ خطاب بوش قالتها بصريح العبارة: لا يجب أن يتضرر نمط العيش الأمريكي مهما كانت الأسباب. الصراع واضح والمستقبل غامض وغير محسوم. ما علينا فعله كشعوب دول الجنوب، هو الدفاع عن سيادتنا الوطنية وبناء تحالفات إقليمية وجهوية قوية وطويلة الأمد. لكن وقبل كل شيء، بناء قوة (اجتماعية واقتصادية وسياسية ودفاعية/أمنية) داخلية... أعتقد أن الدولة لوحدها غير كافية لبلوغ هذا المبتغى دون مجتمع مدني وأحزاب سياسية قوية. فهذه الأخيرة لم يكن دورها فقط انتخابي وتقلد المناصب أو الصراع مع النظام السياسي، بل كانت القوة التي تجمع الحشد الدولي لنصرة قضايا الوطن العادل. أتساءل، كم من لقاءات وتواصلات دولية قامت بها الأحزاب السياسية المغربية للدفاع عن السيادة الوطنية لما تعرفه التطورات الأخيرة والخطيرة بين المغرب واسبانيا، وذلك بعيدا عن الفقاعات الاعلامية؟ فالمجتمع المدني قادر على أن يلعب دورا مهما في التعريف والدفاع عن مصالح المغرب، فيكمنه أن يفضح استمرارية العقلية الاستعمارية لاسبانيا وتأثيرات أفكار "كانوفاس ديل كاستيو" على يمينها وبعض ممن يحسبون على اليسار الاسباني.

يبقى السؤال العالق ويهم بيتنا الداخلي، ماذا يريد المغرب؟ هل فعلا يبحث على تعميق الديموقراطية، وخلق نموذج سيادي ديموقراطي؟ إن كان كذلك، لماذا لا زال الخوف وعدم الثقة وهاجس الماضي يلاحق الحاضر والمستقبل؟



#عائشة_العلوي (هاشتاغ)       Aicha_El_Alaoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقصوصة من وحي المجتمع... لقاء خاص مع أطفال هُم لَنَا
- كوفيد19، الحرب ما بين المعلومة والمصلحة
- إما أن -نكون او لا نكون-...
- شذرات اقتصادية. التعليم، لا يمكن تطبيق سياسة النعامة...
- أقصوصة من وحي المجتمع... -اشْرِي مِن عِندِي، أنا دائما عِندِ ...
- منطق الصراع والعودة بعد كل أزمة...
- أنا أضع الكمامة....
- أقصوصة من وحي المجتمع... لهذا تم ضربي...!!
- شذرات اقتصادية ... هل يمكن خلق الأزمة الاقتصادية، مَن المستف ...
- شذرات اقتصادية.... ما بعد كوفيد19، هل تتحقق أفريقزيت (Africe ...
- شذرات اقتصادية... كوفيد19 أو العولمة الكوفيدية تعرِّي بنيات ...
- شذرات اقتصادية... كورونا، الشجرة التي تغطي الغابة...
- شذرات اقتصادية... القرارات الاقتصادية أو اقتصاد -القرار- بمن ...
- شذرات اقتصادية... التنمية والثقافة، أية علاقة؟
- شذرات اقتصادية...التعدد والتنوع المجالي والتنمية، أي تصور لل ...
- شذرات اقتصادية... المرأة والتنمية: المطالبة بالمساواة هي -جر ...
- شذرات اقتصادية... قانون المالية 2020 والطبقة الوسطى ...
- شذرات اقتصادية... حقوق الإنسان والتنمية، أية علاقة؟...
- إلى شباب لبنان... من أجل استعادة الأمل دون جراح ودماء...
- إلى ابنتي الغالية، بمناسبة عيد ميلادها...


المزيد.....




- “بقى بكام النهاردة” سعر الذهب اليوم الاربعاء 8/5/2024 في مصر ...
- takaful.naf.gov.jo.. رابط الدعم النقدي الموحد تكافل الأردن 2 ...
- كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على خارطة الطاقة العالمية؟
- مقتل رجل أعمال إسرائيلي في الإسكندرية شمال مصر.. ماذا نعرف ح ...
- هل في جعبة تركيا أوراق ضغط اقتصادية ضد إسرائيل لم تستخدمها ب ...
- اقوي سيارة اقتصادية.. مواصفات ومميزات سيارة سوزوكي سياز… سيا ...
- من هنا.. رابط الاستعلام عن الدعم النقدي الموحد في الأردن تكا ...
- رغم زيادة الإنتاج.. انخفاض أرباح بريتيش بتروليوم 40%
- المقاطعة تخفض صافي دخل -أمريكانا للمطاعم- 52%
- 1.2 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في الربع الأول


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عائشة العلوي - شذرات اقتصادية... بعد السكتة القلبية، الناتو يعلن عن -مشروع دفاعي جديد مبتكر-