أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالوهاب حميد رشيد - شومسكي يكشف جذور الإرهاب*















المزيد.....

شومسكي يكشف جذور الإرهاب*


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:35
المحور: مقابلات و حوارات
    


"المشكلة تقبع في الرغبة بعدم الاعتراف بأن إرهابك هو إرهاب" .. نورمان شومسكي..
نورمان شومسكي أكاديمي أمريكي. يمارس الكتابة والتدريس في فروع علمية متعددة: علم اللغة، الفلسفة، تاريخ الفكر، مسائل معاصرة، شؤون دولية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة.
يُعتبر شومسكي من أوائل من وجّه نقداً صريحاً لمجازفات الإمبريالية الأمريكية. وربط بين جهود حكومات الولايات والمملكة المتحدة وبين جذور الإرهاب والدور الحثيث لهذه الدول في نشر العنف، الإرهاب والإرهابيين على مستوى العالم.
ايكسالبر (ايكس): كم أهمية فهم وظيفة حكومات مثل الولايات المتحدة وبريطانيا عند تحليل مشكلة الإرهاب؟
شومسكي (شوم): هذا يعتمد فيما إذا كنا نريد قول الصدق والصراحة أو خدمة السلطة/ القوة الحكومية (...) علينا أن ننظر في كل أشكال الإرهاب. أكتب في موضوع الإرهاب منذ 25 سنة، منذ مجيء إدارة ريغان عام 1981 التي أعلنت أن المسألة المركزية في سياستها الخارجية هي الحرب على الإرهاب، وحسب تسميتها: وباء العالم المعاصر.
لكن ما أكتبه يُثير غيظاً شديداً لسبب بسيط جداً هو أني استخدم التعريف الرسمي القانوني في الولايات المتحدة لتحديد الإرهاب. إذا استخدمت التعريف، سيتبين وبسرعة جداً أن الولايات المتحدة هي القائدة والضامنة الرئيس للإرهاب العالمي. وهذا الاستنتاج غير مقبول، ويُثير الغضب الرسمي بشدة. لكن المشكلة تقبع في الرغبة بالاعتراف أن إرهابك هو إرهاب. ليس هذا صحيح فقط بالنسبة للولايات المتحدة، بل أنه صحيح تماماً على المستوى العام أيضاً.
ايكس: في عام 1979 روسيا تغزو أفغانستان. الولايات المتحدة تستخدم ضياء الحق في باكستان لتمويل إنشاء جيش مقاتلين. وهذا منحه ضوءاً أخضر لتمويل الإرهاب عبر الحدود في كشمير. حالياً هناك عدد من هذه العناصر يزرعون القنابل في مومبيا. ومن الواضح أن هذه الجماعات أصبحت خارج سيطرة الحكومة.
شوم: تمتد أصول حركات الجهاد في شكلها المعاصر إلى ما قبل أفغانستان. أنها أُنشئت أساساً في مصر عام 1970. هؤلاء هم جذور حركة الجهاد، الجذور الفكرية والفعلية للإرهاب.
ولكن بعد غزو روسيا لأفغانستان، رأت إدارة ريغان في هذا الغزو فرصتها لتحقيق أهداف حربها الباردة. وهكذا عملت في سياق علاقات متينة مع باكستان والسعودية وغيرها (...) نظّمت إدارة ريغان وجمعت أكثر العناصر الإسلامية المتطرفة أينما وجدوا في العالم ونقلوهم إلى أفغانستان لتدريبهم وتسليحهم.
في نفس الوقت أيدت الولايات المتحدة ضياء الحق حين كان يعمل على تحويل أفغانستان إلى بلد مملوء بالمتطرفين. بل وحتى استمرت هذه الإدارة (...) على إخفاء الحقيقة بإخبار الكونغرس أن باكستان لم تكن لديها أسلحة نووية، بغية استمرار مساعدات الولايات المتحدة إلى باكستان. النتيجة النهائية للبرامج الأمريكية هذه جاءت مؤذية لباكستان وأيضاً بإقامة حركة جهادية عالمية، حيث كان أسامة بن لادن من نتاجها. ثم أخذت حركة الجهاد بالانتشار (...). ربما لم يكونوا راغبين بها لكنهم أنشئوها. والآن، كما قلتَ، أنها في كشمير. ومع ذلك كشمير قصة معقدة جداً. هناك الكثير من المشكلات فيها وهي تعود إلى فترات سابقة. لكن الصراع الكبير الحالي برز منذ عام 1986 عندما اعترضت الهند على إجراء الانتخابات، وأدى هذا الفعل إلى انتفاضة وإرهاب وممارسات وحشية، بما في ذلك ممارسات وحشية قام بها الجيش الهندي.
ايكس: إن الإرث الاستعماري قد نُبذ وغاب عن وسائل الإعلام. ما الدور الذي يلعبه هذا الإرث في ظهور الإرهابيين المحليين في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، بالإضافة إلى خلق الإرهاب عموماً؟
شوم: لم ينشأ في الغرب لأنه غير ملائم أن تفكر بجرائمك. فقط أنظر إلى الصراعات الرئيسة المتسعة في العالم حالياً، في أفريقيا، الشرق الأوسط، جنوب آسيا، أغلبها بقايا الأنظمة الاستعمارية. فرضَ النظام الاستعماري وخلق حكومات مصطنعة ليست قادرة على تلبية حاجات ومتطلبات شعوبها. إنها خُلقت لمصلحة القوى الاستعمارية. وتحولت الأنظمة الاستعمارية من شكلها القديم إلى نموذجها المعاصر- الكولونيالية الحديثة- وخلقت صراعات كثيرة تحولت إلى أعمال عنف اقترنت بممارسات وحشية قائمة حالياً في العالم.
كيف يمكن لأي إنسان أن ينكر وجود علاقة للقوى الكولونيالية بهذه الأحداث؟ بالطبع لها علاقة.. خذ مثلاً انفجارات لندن 2005. حاول بلير أن يتظاهر ويزعم أن لا علاقة لها مع مشاركة بريطانيا في غزو العراق. وهذا القول سخيف تماماً. أكدت المخابرات البريطانية هذه العلاقة، بل حتى أولئك ممن ارتبطوا بهذه الانفجارات ذكروا أن مشاركة بريطانيا في الغزو وما أسفر عنه من حصيلة مرعبة في العراق أغضبتهم بقوة وأرادوا أن يفعلوا شيئاً كرد فعل.
ايكس: ما الذي يحفظ لك قدرتك على المواصلة؟
شوم: سأخبرك بقصة قصيرة. كنت في بيروت قبل شهرين لإلقاء كلمة في الجامعة الأمريكية بالعاصمة. ثم كنت ألقي كلمة في مسرح مركز المدينة، وكان الحضور كبيراً. نهضت فتاة شابة من بين الحضور وفي العشرينات من عمرها.. قالت.. "أنا كندا".. ثم سقطت مغشياً عليها. لن تعرف من هي هذه الفتاة لأننا نعيش في مجتمعات طُمرت فيها الحقيقة. أعرف من كانت. كان بيدها كتاب لي مفتوح على صفحة تضمنت رسالة لها، اقتبستُها، سبق وكتبتها الفتاة عندما كانت في السابعة من عمرها.
كتبت هذه الرسالة بعد قصف ليبيا من قبل الولايات المتحدة حيث كانت تعيش مع عائلتها. وقعت الرسالة بيد صديق صحفي حاول نشرها في الولايات المتحدة فلم يفلح لأن لا أحد كان يرغب في نشرها. عندئذ أعطى الرسالة لي ونشرتها في كتابي ذاك. تقول في رسالتها:
"عزيزي السيد ريغان، أنا في السابعة من عمري. أُريد أن أعرف لماذا قتلت أُختي الصغيرة وصديقي ودميتي. هل لأننا فلسطينيون؟.. كندا". لم أرَ مثلها أبداً. فعندما نهضت أمامي وقالت: أنا كندا.. كان المفترض أن أُجيبها، لكنها انهارت.. المسألة هنا ليست مجرد الحدث ذاته، بل ماذا يعني ذلك..
هنا الولايات المتحدة وبدون أية ذريعة تقصف بلداً آخر، تقتل وتدمر، ولا أحد يُريد أن يعرف ماذا كتبت طفلة صغيرة عمرها سبع سنوات عن هذه الجريمة الشنيعة. هذا نوع من الأحداث التي تجعلني أتفاعل، ومن المفترض أن تجعل كل إنسان يتفاعل، بل ويمكنك مضاعفة ذلك عشرة آلاف مرة!



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الاحتلال في بغداد تُزيد نار الفرقة والتقسيم في البلاد
- بوش: مصدر تهديد للسلام العالمي*
- استشهاد فلسطينيات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي *
- أين ذهبت الأسلحة الأمريكية المرسلة للعراق؟*
- إحصاءات صحية عراقية*
- البنتاغون توسع وحدة الحرب الإعلامية*
- العراق: ارتفاع الولادات.. العمليات القيصرية.. اليورانيوم الم ...
- فقدان الأمل والسيطرة في العراق*
- الخيرية البريطانية: منشآت الأمن الخاصة تُسيء للعراقيين1
- في الواقع، كان حال العراقيين أفضل في العهد السابق-*
- بانتظار المزيد من الحروب الأمريكية -القذرة- *
- بوش يعترف بالقلق الأمريكي بشأن الحرب في العراق
- خطة انقلابية مشتركة لإسقاط حكومة الاحتلال العراقية!*
- المشردون العراقيون قلقون على مستقبلهم*
- الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *
- -حررنا العمارة من البريطانيين. البصرة لاحقاً-!!*
- حكومة الاحتلال العراقية تخفي أرقام الإصابات الحقيقية*
- هل يمكن وصف بوش، بلير واولمرت ب -إرهابيين-؟*
- المؤسسات الأمريكية ل -اعمار العراق- تترك البلاد *
- لماذا لم تتدخل القوات الأمريكية لإنقاذ بلد؟ *


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبدالوهاب حميد رشيد - شومسكي يكشف جذور الإرهاب*