أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - حكومة الاحتلال في بغداد تُزيد نار الفرقة والتقسيم في البلاد














المزيد.....

حكومة الاحتلال في بغداد تُزيد نار الفرقة والتقسيم في البلاد


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1731 - 2006 / 11 / 11 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1- هل كان تحديد موعد الحكم على صدام لأجل بوش؟1
بعد ثلاثة أشهر من الانتظار، صدرت أحكام المحاكمة الأولى على الرئيس العراقي السابق ومعاونيه السبعة، وذلك قبل يومين فقط من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الأمريكية نصف الدورية.
سبق وأن دعا فريق محامو الدفاع إلى تأجيل إصدار الحكم، حيث توقع البعض أحكاماً بالإعدام. كما ذكر الفريق أن الرئيس العراقي السابق يعتقد أن توقيت الحكم جاء لتعزيز موقف الرئيس الأمريكي في تلك الانتخابات.
كرر محامي الدفاع خليل الدليمي تحذيره من إصدار حكم الإعدام على موكله. "لقد طلبنا تأجيل إصدار الحكم، على الأقل، شهرين لتمكيننا استكمال دفاعنا في هذه القضية، إذ أن حقوق موكلنا قد أُنتهك، وأُنكر عليه ممارسة حقوقه القانونية الكاملة في الدفاع،" حسب قول الدليمي. وأصرّ على أن "هذه المحاكمة هي صنيعة قوات الاحتلال الأمريكية، والمحكمة هي مجرد أداة ختم مطاطية للغزاة."
"إن محاكمة الرئيس بمثل هذا الأسلوب، وفي مناخ تتراكم فيه الضغوط السياسية من أجل إصدار حكم سريع.. يقود إلى هدم حيادية المحاكمة،" حسب قوله.
ينفي الرسميون في الولايات المتحدة اتهامات بأن توقيت صدور الحكم سبق ترتيبه لإهداء بوش والمرشحين الجمهوريين فرصة إيجابية من العراق بعد أن تميز شهر أكتوبر بتصاعد قتلى القوات الأمريكية إلى أكثر من مائة عسكري. ويزعمون أن الدور الأمريكي في هذه المحاكمة كانت محدودة واقتصرت على الجوانب الفنية والأمنية.
شكك الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين في مدى مصداقية وموثوقية محاكمة الرئيس العراقي السابق ومعاونيه، حيث أُتهم جميعهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية نتيجة إعدام 148 مواطناً بعد فشل محاولة اغتيال الرئيس السابق في مدينة الدجيل عام 1982. لكن حكومة الاحتلال العراقية أمرت باستمرار تطبيق إجراءات المحاكمة نفسها رغم التأخير والفوضى في قاعة المحكمة.
"خلال كل هذه الأشهر، عملت المحكمة وبشكل مقصود على تقليص حضورنا وقدراتنا للدفاع عن الرئيس... هذا يعني أن العدالة لم تُطبق،" حسب الدليمي.
وفي ظروف مواجهة بوش كماً ضخماً من الضغوط بسبب فشل سياسته في العراق، فإن صدور أحكام التجريم قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الأمريكية يمكن أن يكون تبريراً لـ/ ودفاعاً عن (جريمته) في غزو العراق وإسقاط نظامه.
ميشيل سكارف- البروفسور في القانون وأحد الرسميين الأمريكيين، درّب هيئة المحاكمة في قضية الدجيل- من حكام ومدعين عامين- يصف المحاكمة بأنها من أهم محاكمات جرائم الحرب التي أُجريت منذ محاكمات نورمبوغ بعد الحرب العالمية الثانية، وتاريخياً أكثر أهمية من تلك ضد الرجل القوي سلوبودان ميلوفيش نتيجة التعزيز السياسي المرتقب الذي تمنحه للرئيس بوش قبل الانتخابات البرلمانية الأمريكية في السابع من شهر نوفمبر الحالي!
استمرت المحاكمة رغم اغتيال عدد من محامي الدفاع.. ويحذر الخبراء أن الحكم على الرئيس العراقي السابق بالموت، في الوقت الذي يحقق مصلحة الرئيس الأمريكي بدرجة عالية، فإنه سيزيد نار الحقد والعداء بين المجموعات الاثنية العراقية، ومن ثم يُقحم البلاد في أتون حرب أهلية شاملة.
2- تعزيز بيئة التقسيم في العراق2
انطلقت مظاهرات واحتجاجات كبيرة في مدن وقرى العراق حال صدور حكم الموت على الرئيس العراقي السابق بين مؤيدة متشفية وبين معارضة مستنكرة.
عبّرت هذه التجمعات عن خطوط تقسيمية اثنية- طائفية واضحة بين المجموعتين (تعيد العراقيين بذاكرتهم إلى الحالة التقسيمية التي برزت في العراق مباشرة بعد ثورة 14 تموز 1958، رغم الفرق الكبير بين الحالتين، حيت تمثلت الأولى بالانشطار السياسي في ظل قيادة سياسية وطنية، بينما تعبر الحالة الراهنة عن الصراع الاثني- الطائفي: صناعة الاحتلال وحكومته).3
أثارت هذه المظاهرات والاحتجاجات مخاوف العديد من الخبراء والسياسيين الذين سبق وحذّروا من أن عقوبة الموت قلّما توفر الأمن والسلام في البلاد، بل وبدلاً من ذلك فإنها ستزيد نار الفرقة والطائفية والعنف في البلد الذي دمرته الحرب/ الاحتلال.
كذلك شكك العديد من الخبراء والمراقبين ولجان حقوق الإنسان بمدى مصداقية وصحة إجراءات المحاكمة. كما لاحظوا أن توقيت إصدار الحكم قبل يومين فقط من الانتخابات البرلمانية نصف الدورية في الولايات المتحدة ليس مجرد مصادفة، بل أنها خططت استراتيجياً وبإتقان لمنح الرئيس الأمريكي الدعم السياسي في ظروف تصاعد عدم رضا الرأي العام الأمريكي.
انطلقت تلك المظاهرات والاحتجاجات رغم منع التجول، وكانت المخاوف تزداد من انفجار الصِدام والعنف بين المجموعتين المؤيدة والمستنكرة في ظروف العنف والهيجان في البلاد.
بعد محاكمته في قضية الدجيل، من المنتظر أن يظهر الرئيس العراقي السابق في المحكمة مرة أخرى لسماع الحكم في قضية الأنفال المتهم فيها باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد القوميين الأكراد في أواخر الثمانينات.
ومن المعتقد أيضاً أن حكم الإعدام الصادر يُشكّل "أخباراً طيبة نادرة" لمصلحة إدارة بوش. لكنه لم يكن ولن يكون في صالح الأمن والاستقرار، ومن المتوقع أن يقود إلى مزيد من الفرقة، وربما سيغرق البلاد في صراعات اثنية/ طائفية مفتوحة.
ممممممممممممممـ
1Was timing of Saddam s` verdict rigged for Bush?, Aljazeera.com- 5 November, 2006.
2 Iraq s` division reinforced, Aljazeera.com- 6 November, 2006.
3 لمزيد من التفصيل، أنظر، د. عبدالوهاب حميد رشيد، العراق المعاصر- أنظمة الحكم والأحزاب السياسية، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق 2002.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش: مصدر تهديد للسلام العالمي*
- استشهاد فلسطينيات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي *
- أين ذهبت الأسلحة الأمريكية المرسلة للعراق؟*
- إحصاءات صحية عراقية*
- البنتاغون توسع وحدة الحرب الإعلامية*
- العراق: ارتفاع الولادات.. العمليات القيصرية.. اليورانيوم الم ...
- فقدان الأمل والسيطرة في العراق*
- الخيرية البريطانية: منشآت الأمن الخاصة تُسيء للعراقيين1
- في الواقع، كان حال العراقيين أفضل في العهد السابق-*
- بانتظار المزيد من الحروب الأمريكية -القذرة- *
- بوش يعترف بالقلق الأمريكي بشأن الحرب في العراق
- خطة انقلابية مشتركة لإسقاط حكومة الاحتلال العراقية!*
- المشردون العراقيون قلقون على مستقبلهم*
- الحصيلة البشعة للسياسات الأمريكية *
- -حررنا العمارة من البريطانيين. البصرة لاحقاً-!!*
- حكومة الاحتلال العراقية تخفي أرقام الإصابات الحقيقية*
- هل يمكن وصف بوش، بلير واولمرت ب -إرهابيين-؟*
- المؤسسات الأمريكية ل -اعمار العراق- تترك البلاد *
- لماذا لم تتدخل القوات الأمريكية لإنقاذ بلد؟ *
- العراق بانتظار الأسوأ *


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - حكومة الاحتلال في بغداد تُزيد نار الفرقة والتقسيم في البلاد