أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن ايت الفقيه - هل الجنوب الشرقي المغربي أحوج للعيش المشترك و(السلام)، وبأي إستراتيجية؟















المزيد.....

هل الجنوب الشرقي المغربي أحوج للعيش المشترك و(السلام)، وبأي إستراتيجية؟


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 17:41
المحور: المجتمع المدني
    


تهدف هذه المقالة إلى الوقوف عند سياق تأسيس «مؤسسة درا تافيلالت للعيش المشترك»، التي ولدت مؤخرا بجنوب شرق المغرب، ومدى الحاجة إلى مبادرة إحداثها. وأما صدق القضايا التي ستنقطع لها المؤسسة، في الحال أو المآل، فمرتبطة بالتطبيق. ولما كان من حق من يشارك أن ينتقد، كما ورد في أدبيات تأسيس المؤسسة، فقد وجدتني مدعوا للمشارك بالحضور وبالقلم.
وإنه، بعد إعداد دام لخمسة أشهر جرى يوم الإثنين 14 من شهر غشت (آب) من العام 2023 تأسيس تنظيم جمعوي بمدينة تينغير، بجهة درعة تافيلالت يحمل اسم «مؤسسة درا تافيلالت للعيش المشترك». وكان من بين دواعي تأسيس هذا التنظيم المدني، فضلا عن كونه إفراز وباء كورونا الناتج عن كوفيد 19، درء «التعصب والإقصاء وكراهية الأجانب والازدراء والعنصرية والتمييز على اساس الجنس والتطرف العنيف»، إن هي إلا الآفات «الخطيرة السائدة والتي تؤدي إلى نزاعات سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية تمس بالسلام»، كما نص عليه ميثاق المؤسسة. ليس هناك ما يعيب فعل الإعداد لتأسيس المؤسس من حيث اعتماد مرجعيات دولية ووطنية نحو الدستور المغربي وخطب ملكية ذات الصلة، ولا شيء يشين أهداف المؤسسة نحو «تعزيز قيم العيش المشترط في سلام من خلال الاعتراف والتنشيط الدائم لجميع أشكال التنوع الاجتماعي والعرقي واللغوي والثقافي والديني ونبذ أشكال التمييز جميعها والتعصب والإقصاء وكراهية الأجانب والازدراء والعنصرية والتمييز على أساس النوع والتطرف العنيف». ولأن المؤسسة تتعهد بزيادة «ترسيخ أسس التعايش السلمي ومبادئه والوئام في مدننا كما في قرانا»، دون إغفال «العمل على تنمية الشعور بالانتماء المجتمعي بين سائر المواطنات والمواطنين، على أساس مميزاتهم الخاصة وانتماءاتهم الاجتماعية»، فقد لقيت إقبالا مقبولا.
وإنك تلفى جل المستنيرين بالجهة، وخاصة المعتدلين منهم، اعتنقوا المشروع لأنهم أحوج إلى «تشجيع الحوار بين الجماعات أو الفئات المختلفة، الاجتماعية منها والعرقية واللغوية والدينية وغيرها...إلخ»، ويبتغون تعزيز «روابط الاندماج في مجتمع شامل وعادل ومتضامن».
ولأن جهة درعة تافيلالت بالمغرب، لتخبطها في أهوال تخلف التنمية أنشأ أهلها يبحثون عن الإستراتيجيات. وقبل شهر ونصف الشهر تأسس بمدينة تينغير تنظيم يسمى «أكاديمية التفكير الإستراتيجي». وها نحن نبارك تأسيس مؤسسة جديدة تروم «وضع إستراتيجيات، وتنفيذ خطط عمل »، وهذه المرة «لتعزيز العيش المشترك من خلال أنشطة القرب في مختلف قطاعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، والتي تهدف بشكل خاص إلى تحسين الطروف المعيشية للشباب والنساء والفتيات والأشخاص في وضعية إعاقة والمهاجرين واللاجئين وكبار السن والرحل وجميع الأقليات أو الجماعات في وضع أقلية، وهم الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا الإقصاء».
لقد كان «العمل مع المؤسسات المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية وتشجيعها على إقرار مستلزمات العيش المشترك في سلام، وتفعيل سياسات عمومية جريئة للحد من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، والحد من التمايزات التعليمية، والحد من الآثار الضارة الناجمة عن التغيرات المناخية، وإحياء التراث المادي لجهة درعة تافيلالت والتراث اللامادي لجهة درعة تافيلالت»، والعمل على ترقية هذين النمطين من التراث، مرادا مرغوبا فيه. وقبل عشر سنوات ولد ما يسمى اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لترسم مخطط الحوار المؤسساتي بما هو مدخل للنهوض بثقافة حقوق الإنسان، مع ترديد شعار الالتقائية، لكن خطابها للاستهلاك وحده.
لقد تجددت الالتقائية في متن الهدف الخامس للمؤسسة المحدثة، وزعمت المؤسسة المشروع، في البدء، أن الأمر يقتصر على «الاستمرار في العمل، في مختلف أقاليم جهة درعة تافيلالت»، واستدركت، لما أدركت، أن العمل يحمل وجهه «من خلال التعاون مع المجتمعات القبلية، ومنظمات المجتمع المدني، والزعماء الدينيين، والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية». وكل ذلك يتجاوز الهدف الضيق للالتقائية «لصالح اتخاذ تدابير التضامن الدائم والفعال، وعلى وجه الخصوص أثناء الأزمات والكوارث الطبيعية». وبالفعل فالجهة لما كانت تنتمي للقارة الأفريقية، فهي الأكثر تأثرا بالآثار «الضارة الناجمة عن التغيرات المناخية».
ويبدو أن المؤسسة ستكون أحرص على «العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة» إن التزمت بقليل من «الدعم المنسق والمستهدف والشراكات التي تحقق قيمة مضافة للجهود الوطنية الهادفة لتحقيق الأولويات الإستراتيجية المتمثلة في الحكامة الديموقراطية والجهوية المتقدمة والإدماج وتقليل التفاوتات الاجتماعية الاجتماعية والاقتصادية الإقليمية والنوعية»، وضمان «جودة التعليم والصحة والسكن»، ووفرة الإنتاج الصحي والاستهلاك، «والتمكين الذاتي لفائدة النساء والشباب».
وحفظا لذاكرة المؤسسة حسُن «اغتنام مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعيش المشترك في سلام لتنظيم أنشطة ثقافية وفنية وتعليمية ورياضية وبيئية، وذلك في احترام للتقاليد والعادات والخصوصيات المحلية». وربطا للنظرية بالتطبيق وجب «ضمان أن يجري تحويل التوصيات والمبادئ التي يستند إليها قرار الأمم المتحدة 130 /72/RES/A المتعلق بالعيش المشترك في سلام إلى إجراءات ملموسة لها تأثير إيجابي ومباشر على المستوى المعيشي للسكان»، وليس للساكنة.
ذلك ما تضمنه مشروع الميثاق الذي جرت صياغته يوم 03 من شهر يونيو (حزيران) من العام 2023، واعتمد يوم 14 من شهر غشت (آب) الموالي. ولقد شكل مضمون الميثاق دعاية لا مثيل لها للانخراط في المشروع، فكان أن جمع الجمع التأسيسي تنوعا إثنيا وجغرافيا للذين جاؤوه بحثا عن «العيش المشترك في سلام».
ويشار إلى أن مشروع الميثاق أتى بعد أسبوعين من صدور مشروع القانون الأساسي. ودون اقتباس فقرات من مشروع القانون المذكور لأنه زاخر بأخطاء الصياغة اللغوية، ولم يوظف فيه أسلوب العطف توظيفا جيدا، نكتفي بالإشارة إلى أن المؤسسة جهاز ضخم لائق بجهة درعة تافيلالت التي تتخبط في أهوال تخلف التنمية.
حضرتُ أشغال تأسيس (مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك)، كدأب الذين جاؤوا بحثا عن «العيش المشترك في سلام». ولحسن الحظ نزلت إرادة تقضي أن يحذفوا من اسم المؤسسة عبارة «في سلام» بعد تمييز العنوان، أو بعد تلقي توجيها من السلطة الإقليمية، في الغالب. ذلك أن داعي «العيش في سلام» غير قائم على أساس مقنع، وتبقى العبارة مجردة من مضمونها الصحيح. أقول: حضرت أشغال تأسيس المؤسسة يوم الإثنين 14 من شهر غشت (آب) بمدينة تينغير بجنوب شرق المغرب لأني واحد من الذين رحبوا بالفكرة المشروع، لا لشيء لأن الميز حاق بي بي عدة مرات متعددة، منذ أن كنت تلميذا. ولا أزال أشتغل على قيم الميز، وأبحث عن المؤسسات التي تزعم، بالحق أو بالباطل، أنها تدرأ الميز وتخلع عني لباس الإذلال والازدراء. سافرت إلى مدينة تينغير من إقليم ميدلت، وكنت أول من دخل قاعة الندوات بفندق بوكافر بتينغير. وما أنا متفرجا ملتزما [تعمل ما عمل ليس دون إن] وما جئت لأبخس الناس أشياءهم أعمالهم. لقد حضرت من أجل الفعل.
إن مهمة تأسيس المؤسسة عسيرة غاية، وقد تجر البعض لمحاكمة الفعل بأفكار قبلية وللمصادرة على المطلوب. وكلنا أمل لمواجهة السؤال الإشكالية: هل جهتنا، جهة درعة تافيلالت بجنوب شرق المغرب أحوج إلى العيش المشترك؟ وهل نعيش عيشا لائقا، بنا، في الواقع؟
قد يقول لي قائل: نعم. ألم تحضر الندوة الفكرية حول موضوع: أي نموذج تنموي بجهة درعة تافيلالت؟ وإنها في ثلاث جلسات، وإذا حضرت واستمعت وفهمت، فإنك ستؤسس الرأي على أساس سليم. والندوة في ثلاث جلسات:
تناولت الجلسة الأولى التي انقطع لتسييرها السيد موحا ملوكي المواضع التالية:
- «جهة درعة تافيلالت: الوضع وفرص التنمية»، للدكتور لحسن أوالحاج.
- «جهة درعة تافيلالت: مركز للطاقات المتجددة»، للدكتور محمد كروم.
- «المعادن والعدالة الضريبية»، للأستاذ الحو المربوح.
- «التحول الرقمي: رافعة للتنمية الاقتصادية الجهوية»، للدكتور الطيب صديقي، عبر تقنية المناظرة المرئية.
- «الفلاحة بجهة درعة تافيلالت وإستراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030»، للأستاذ محمد أوحساين.
- «تنمية في خدمة واحات مستدامة»، للدكتور عزيز بن الطالب.
وتناولت الجلسة الثانية التي نودي على السيدة حكيمة الراي (ابنة كلميمة) لتسييرها المداخلات التالية:
- «مقاولة الاقتصاد الاجتماعي التضامني: الإطار الملائم لتنمية عادلة ومنصفة لمجالات الواحات»، الأستاذ أحمد ايت حدوت.
- «الموروث المادي واللامادي»، الأستاذ مصطفى جلوق رئيس الموروث المادي وغير المادي بوزارة الثقافة.
- «السياحة الثقافية»، للسيد زايد أوعبو.
- «الموروث النباتي لجهة درعة تافيلالت: غنى وتثمين»، للدكتور للدكتور رشيد رحال.
ودعيت السيدة عائشة عرجي للمشاركة في الحديث
وتناولت الجلسة الأخيرة، بعد تناول طعام الغذاء، ما يلي:
- «تفعيل حقيقي لسياسات دامجة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة»، للسيد إيدير أكيندي.
- «النساء والصحة والتنمية»، للدكتورة وصال لمغاري.
- «دور المهاجرين في التنمية ببلدان الاستقبال»، السيد فرانك إبانغا ماكلو.
- «دور المغاربة القاطنين بالخارج»، السيد بامو أباش.
- «إدماج الشباب والانتقال الجيلي»، للسيد سعيد أقداد.
- «دور الرياضة في التنمية»، السيدين محمد عزيزي وعبد الواحد أبو الفرج.
أعود لمواجهة السؤال الإشكالية: هل جهتنا، جهة درعة تافيلالت بجنوب شرق المغرب أحوج إلى العيش المشترك؟
قد يقول لي قائل آخر: لست أحوج إلى المداخلات القيمة للأساتذة الذين دعوا إلى تينغير لتأسيس الرأي حول وجوب العيش المشترك والسلام، والتعايش مع الأمازيغ اليهود، أو اليهود الأمازيغ، دون تمحيص القول في هذا الثنائي. ذلك أن المغرب كان سكن كالبحر أمام النظرية الاستيعابية التي دامت منذ استقلال المغرب إلى عشية تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة. وتقضي النظرية الاستيعابية القضاء على لغات الشعوب الأصيلة وإزاحتها جانبا، وطمس الحقوق الثقافية. ألم تعلم أن المغرب عاش تحت شعار الدين الواحد واللغة الواحدة؟ ولئن عرفت جهة درعة تافيلالت انتهاكا جسيما لحقوف الإنسان للتوتر الذي مس مدينة تينغير نفسها ومحيطها في شهر مارس من العام 1973، والذي انجر عنه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، فإن الفعل الحدث شهدته كلميمة وأملاكو وإملشيل، أليس كذلك؟ وبموازاة ذلك ألا تدري شيئا عن إحداث معتقلات سرية بالجهة، تازمامارت، وأكدز، وتاكونيت/ وقلعة مكونةّ؟ ورغم ذلك ساد الصمت، فلا توتر، ولا شيء يقلق العيش المشترك، تحت وقع القبضة الحديدية طيلة سنوات الرصاص. ورغم أعمال هيئة الإنصاف والمصالحة لم يجر الانتقال الأمني، ولاتزال المقاربة الأمنية سائدة، ولا يمكن التفكير في الانتقال الجيلي بالمرة، كما ورد في إحدى المداخلات، ولم يجر بعد الإعمال الشكلي لجبر الضرر الجماعي الانتقال إلى التفكير في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ألم تر أن الندوة التي مهدت لتأسيس «مؤسسة درا تافيلالت للعيش المشترك» في سلام، لم تشر إلى أهوال المنطقة طيلة سنوات الرصاص. بل أريد لها أن تغيب التاريخ والذاكرة. وتجاوزا للماضي بأهواله الماضوية فجهة درعة تافيلالت تعيش توترا ناتجا عن الميز المجالي، فمن يضمن لها التعايش مع الرباط؟ وقبل ذلك فسكان يحسبوننا مواطنين من الدرجة الثانية. فالقلق يأتي سكانها من استمرار انتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون. فما الجدوى من رفع شعار العيش المشترك «في سلام» مع سيادة الميز المجالي، والتضييق على الحريات، حرية التفكير والتعبير. ورغم ذلك، فالكل تعايش مع هذه الأهوال التي يعمقها وقع التغيرات المناخية، وتخلف الآداء المؤسساتي وتراجع المكتسبات الحقوقية. عفوا الكل سكت والتزم الصمت خوفا أو طمعا.
لسنا، نحن سكان جهة درعة تافيلالت، أكثر الناس خوفا وتوجسا وهشاشة، ولكننا نتعايش بصمت مع تخلفنا، و«في سلام». نحن إذن أمام ما ييسر الحاجة إلى العيش المشترك «في سلام»، وأهمه، توافر قدراتنا على العيش المشترك والصمت، والهدوء. يكفينا لو رفعتم عنا معاناة المقاربة الأمنية.
وفي غياب أي إشارة عن الماضي المؤلم، وعن وقع الميز المجالي، وجدنا أنفسنا تستحوذ علينا الحاجة إلى العيش المشترك. ومن الواجب العودة إلى كلمة اللجنة التحضيرية التي جرست بها في محفل تأسيس مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك (في سلام).
وكما أشار إلى ذلك سارد الكلمة، فإنه يجري الاقتصار على «الملامح العامة لهذه المبادرة»، ودواعي الإقدام عليها «في هذا الوقت بالضبط. فما هي آلياتها؟ وما هي أهدافها؟». وجوابا عن السؤالين وجب التسجيل أن «هذه المبادرة تأتي تتويجا لمراء نشيط بين المهتمين بهذه الجهة قبل سنتين اثنتين. إنهم أبناء منطقة جهة درعة تافيلالت»، التي تغطي جزءا كبيرا من جنوب شرق المغرب، «نساء ورجالا. شبابا وكهولا، أطرا وحرفيين، وخبراء ومثقفين، وجميع أصناف المجتمع. وشهدت المبادرة تعميق النقاش لمدة سنتين. وإن سياقها يعود إلى تداعيات ما بعد كوفيد. ذلك أنه أثناء مرور بلدنا بمنعطف كوفيد، بدأ الكل يسأل عن دور المواطن لتجاوز مخلفات الوباء الذي مس الاقتصاد وأثر في النفوس. وازدادت الأزمة تفاقما مع التضخم الذي خلف معاناة كثيرة. وإننا يومه نعيش تداعيات التغيرات المناخية التي خلفت وضعا صعبا للغاية يواجهه العالم بأسره، لندرة المياه واستفحال الحرائق بالغابات. ويحتم ذلك تحولا في المجتمع. ولعل أكبر تحول مخيف الهجرات بمختلف أنواعها، كالهجرات النظامية، والهجرات غير النظامية. وكلها توتر سائد غشي ما هو سياسي، وما هو أمني، وما يمس السلم الاجتماعي، والسلم الثقافي، ويكاد يهدد أحيانا سلم المعتقدات. ولقد بدأت منطقتنا تعرف تيارات متطرفة تهدد سلمنا الجماعي. وحسبنا أن التيارات المتطرفة العنيفة أضحت مشكلة عالمية، وهي أكثر انتشارا في منطقة الساحل والصحراء وشمال أفريقيا. وفي ظل هذا السياق والتداعيات تشكل موضوعا لمجموعة من المداخلات»، وقد سلف ذكرها أعلاه. «فما دورنا، بسمتنا مواطنين وشبابا، رجالا ونساء، أشخاصا في وضعية إعاقة مهاجرين أو أبناء المهاجرين في الخارج؟ فما دورنا لنعمل إلى جانب سلطاتنا، إلى جانب المنتخبين، إلى جانب المؤسسات، إلى جانب الفاعلين الاجتماعيين، إلى جانب المجتمع المدني، إلى جانب المؤسسات الإعلامية التي نجدد لها الشكر؟».
«إن دورنا تأسيس مؤسسة من الجميع إلى الجميع، ونحن أحوج إليها، تبنى على مقاربة تشاركية. لا نحب أن نأتي بإطار ينزل من فوقُ، أو نأتي به وننزله من فوق بدون مشاركتنا. لقد اهتدينا إلى تأسيس إطار يحففه الإبداع، فبدل أن نأتي بإطار جاهز بقانونه الأساسي وهياكله، ونجتمع للتصدية (التصفيقات)، وينتي الأمر، ارتأينا مشاركة الجميع، بناء المؤسسة على آراء الجميع، فماذا نفعل؟ وماذا يجب أن نقوم به؟ وما هي الأهداف؟ هنالك، استقر رأينا على تحديد مخطط عمل، ولكنه إستراتيجي، ذو أهداف محددة:
- تشريح الوضعية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الوطني وخاصة على صعيد جهة درعة تافيلالت، انتهى.
- التركيز على ما يجب القيام به، وكيف يجب القيام به (Action)، (Et pour quel objectif)
- درء ما قيل، وما يقال، وما سيقال في المستقبل، وإلا فن نضيف أي شيء.
- الحاجة إلى خبرائنا، وإن كنا خبراء كل واحد في مجاله.
- الحاجة إلى خبراء في المجال الإستراتيجي وتحديد التوجهات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية». وإن وجوها «حاضرة معنا معتكفة بمجال اشتغالها يوميا».
- «ضرورة العمل على عودة القيم، عودة القيم، عودة القيم، للمرة الثالثة. والمجتمع بدون قيم يواجه الخطر.
- الاعتزاز بقبائلنا واعتبارها دعائم في التنمية
- الاعتناء بالمجالس المنتخبة والغرف المهنية
- الاعتناء بالنقابات والجمعيات والتعاونيات والوداديات
- التعاون مع كل ما (من) يخدم العيش المشترك
- تجاوز ثقافة الإقصاء والنزول باللوم على الدولة، (وإننا نقصي أنفسنا بأنفسنا)
- لا يحق لمن لا يشارك ان ينتقد
- تحقيق انتقال الأجيال عقب الانتقال الديموقراطي وانتقالات أخرى
- وجوب دعم مؤسسات التعايش المشترك ومؤسسات السلام، بما هي لحمة
- استحضار النزاعات ذات الصلة باللغة والدين والعرق والمجال. ولا حاجة لبقاء هذه التوترات، والتي طالما تغذيها قضية الأرض السلالية التي تعيق التنمية
- ضرورة إطلاق الديناميات المنسجمة وبرادكم العيش المشترك
- العيش المشترك مؤسس على توجه إستراتيجي للدولة
- درء الأنانية الإحساس بها لتهديدها السلم الاجتماعي
- اعتبار الاقتصاد صلب التنمية مع ترجيح كفة التوازن والتقليل من الفوارق، ودرء الربط بين ما هو اقتصادي وما هو اجتماعي
لذلك ولإضفاء طابع العقلانية على فعل التأسيس جرى تجنيد كل من يبدو ذا مصداقية ما، ومنهم من شارك في صياغة النموذج التنموي. ولو عاش الدكتور لكبير أحجو أربعة أشهر لدعي لإضفاء المصداقية على هذا المحفل. ويستفاد مما سبق ذكره وترويجه في طور الإعداد، ان الأمر توجس، علما أن الذين أعدوا لفعل التأسيس يدركون أنه رغم وجود القيم العنصرية، بجهة درعة تافيلالت، فهي لم تبلغ مستوى التطاحن كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا. فمن أنشأ هذا التوجس الذي كاد يحفف فترة الإعداد للتأسيس؟
ورغم الميز بين العضو المؤسس والشخص المشارك بلون الشارة (البادج)، الأحمر للمؤسس والأخضر للمشارك، والإعلان القبلي أنه بعد الانتهاء من الندوة سينسحب المشاركون لترك الخلوة للمؤسسين، فقد أريد للتأسيس أن يقوم على مخطط قبلي. فالذين حضروا فعل التأسيس من ذوي الإشارة الحمراء هم المؤسسون وأما الغائبون بدون عذر فلا صفة لهم بين الأعضاء المؤسسين. ولإرساء الهياكل استقر رأي اللجنة التحضيرية البحث عن صيغة أخرى تبعد فعل التأسيس عن الصناديق، لأن المؤسسين لا يعرفون بعضهم البعض. هنالك كان البدء من خلف، وأعلن عن الهيئات ومنسقيها، وبعد ذلك انتقل السارد إلى سرد أعضاء المكتب إلى أن أفصح عن الرئيس، وبذلك تلقن المؤسسة للمشاركين في تأسيسها أول درس في التعايش والعيش المشترك، بالتصدية لا بالمكاء والرفض، وانسحب الحاضرون إلى طعام العشاء قرب مسبح فندق بوكافر. نتمنى حصول ما يناسب حسن الظن، وما عهدت سوءا بأي عضو مؤسس.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة ماهن تنموي تزود بالمنهج العلمي والدراية ليبذل حياته في ...
- الجنوب الشرقي المغربي يفقد ناشطا في مجال التنمية وحقوق الإنس ...
- مشاهد من محفل الذكرى الخمسين لأحداث مارس 1973 حرقة السؤال عن ...
- توثيق أماكن الذاكرة الجماعية بفجيج مراد مرغوب فيه
- من وحي القافلة الحقوقية بمناسبة مرور نصف قرن على انتهاكات عا ...
- تعنيف الأساتذة أمام تلاميذهم بفجيج مشهد دال عن سنوات الرصاص ...
- المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف يحدد مجال الاشتغال ع ...
- آفاق الآليات التشاركية للحوار والتشاور في المغرب ـ جنوب المغ ...
- مدخل إلى ثقافة الخوف وحاجة جبال الأطلس الكبير الشرقي المغربي ...
- مبادرة الاعتراف بمجهود اليسار المغربي في السبعينيات من القرن ...
- آفاق تحصين التراث الثقافي المغربي والهوية والمجالية الثقافية
- المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب مؤسسة حديثة في الشكل عتي ...
- المخزن المغربي والتحالفات القبلية بجبال الأطلس الكبير الشرقي ...
- الجنوب الشرقي المغربي: التوتر حول الموارد في غياب الوساطة وإ ...
- موعد الصدع بتدهور واحات الجنوب الشرقي المغربي ومجهودات الإنق ...
- طائر اللقلاق في التنجيم والميثولوجيا الأمازيغية بجبال الأطلس ...
- المؤثرات اليهودية في الأنساق الثقافية الأمازيغية بجنوب شرق ا ...
- مكامن الإزعاج والمضايقة في مناهل الفعل الحقوقي الصحافية جهة ...
- حماية الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة درعة تافيلالت
- الصحة بالجنوب الشرقي المغربي وسبل البحث عن تزيين الواجهة


المزيد.....




- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
- اليونيسف ترصد ارتفاع عدد الأطفال القتلى في أوكرانيا
- -أدلة- على -انتهاك- وحدات من الجيش الإسرائيلي حقوق الإنسان
- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لحسن ايت الفقيه - هل الجنوب الشرقي المغربي أحوج للعيش المشترك و(السلام)، وبأي إستراتيجية؟