أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - الجنوب الشرقي المغربي: التوتر حول الموارد في غياب الوساطة وإنشاء الخطاب الوهم















المزيد.....

الجنوب الشرقي المغربي: التوتر حول الموارد في غياب الوساطة وإنشاء الخطاب الوهم


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 7301 - 2022 / 7 / 6 - 11:46
المحور: حقوق الانسان
    


الناظر في احتجاجات الجنوب الشرقي المغربي التي تحيا دواما وتتجدد في بحر كل ربيع خوفا من العطش، وطمعا في العدالة المجالية، وحسن تدبير الموارد الطبيعية، يلفى استفحالها لغياب الوساطة. ولئن غشي التوتر هذه السنة مجال السلامة الشخصية للمواطنين كما حصل بالطاوس بجنوب شرق إقليم الرشيدية إثر انهيار جدار هش أحدث، وكأنه يحصن بناية مستوصف هناك، وإذا بوظيفته تتغير فينقض ويهلك ثلاثة أطفال يوم 24 من شهر مايو من العام 2022، فإن الغالب على دواعي الانتفاض والاحتجاج الحاجة إلى التدبير السليم للموارد الطبيعية. وما وراء ذلك فهو وهم يرضي كبرياء عظماء الأحزاب السياسية وبعض المستنيرين من المجتمع المدني، وبعض المحسوبين بالباطل، على مجال حقوق الإنسان، فلا يحق لصاحب العقل السليم أن ينتظر في الحال إعمال الحق في العدالة المجالية، وفق منطق ثنائي سائد يحوي المغرب النافع في مقابل المغرب غير النافع. وطالما ترتدي الاحتجاجات اللباس الحقوقي، لا لأنها تروم الولوج إلى الحق في الماء والحق في الأرض بل لأن السلطة طرف فيها، ولو لاقتصار دورها على إعمال المقاربة الأمنية، كدأبها. وحينما تصادف طرفين أحدهما ذو لباس عسكري أمني يملك في يده عصا، أو يكتسب صفة الضبط القضائي وهي عصا أخرى لا مجال للوقوف عندها، والطرف الآخر، مواطن مدني أعزل فإن انتهاك حقوق الإنسان محتمل ووارد، وإن ثقافة حقوق الإنسان غائبة لدى من يغازل رجال السلطة، وينزل باللائمة على كل من لا يشكر العمال والقواد والباشاوات في آدائهم. كلنا يتفق أن الوضع أحوج إلى الوساطة، وإن كان بعض القواد [جمع قائد] لا يسمح لهم كبرياؤهم للنزول إلى الوساطة إعمالها تقضي وجود عقد وأن «شرط الوساطة هو الاتفاق الذي يلتزم فيه أطراف عقد بأن يعرضوا على الوساطة النزاعات التي تنشأ على العقد المذكور».
وإذا وقفنا بقراءة الاحتجاج المنظم يوم الأربعاء 04 من شهر مايو من العام الجاري والذي نظمه عشرات من سكان « قرى تابعة للجماعات السلالية لقبائل امحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، .... أمام مقر قيادة محاميد الغزلان، مطالبين بفتح تحقيق مستعجل ومعمق لمحاسبة المسؤولين عن مراسيم التحديدات الإدارية الصادرة بالجريدة الرسمية عدد 7077 الصادر بتاريخ 18 مارس 2022، والمتعلقة بافتتاح عملية التحديد الإداري لعدد من العقارات «، انظر الموقع الإليكتروني مدار 21 بتاريخ 04/05/2022، نجد أن السلطة مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإعمال المقاربة الأمنية، وقد تبلغ القصد حينما تنعت أحدهم بتهمة إهانة موظف عمومي أثناء قيامه بمهامه، إعمالا للمقاربة الأمنية، وتلبيسه ارتكاب السب والقذف في حق رجل السلطة. ويجب التسجيل هنا أن الخطاب الصحافي، يحق اعتماده مقتصرا على نقل الخبر، أي: الإقرا أنه برئ من أي تعليل، ويحق الاستنتاج منه أن السلطة بما هي المسؤولة عن إعمال الأمن، تبدو غريرة إلى حد ما، وكان أولى بها فتح الحوار مع المحتجين وإخطارهم أن مراسيم التحديدات الإدارية المذكورة ليست جامعة مانعة، وهي مفتوحة أمام الطعن، وتسع تذييلها بالتعرضات.
وفي الميدان جمعيات، وإن ظلت تحب أن تحسب نفسها أنها تقف في صف السكان المحتجين، ولا تجتهد يوما في استقصاء الخبر، فهي مدعوة لارتداء لباس المحايد الملتزم. وحتى إذا زاغ بعضها وظن بإمكانية الوقوف بجانب المتظاهرين طرفا مرافعا لفائدة قضايا السكان في الولوج إلى الحق في الأرض، تجد الطرف الزائغ لم تنجز تقريرا واحدا يحوي مجريات الأحداث. فكيف تخوض المعركة وأنت لم تستمع للطرفين، السلطة المحلية والقبائل التي تصف نفسها أنها من ذوي الحقوق في المجال منهل التوتر، نحو « قبيلة قصر امحاميد، وقبيلة قصر أولاد يوسف، وقبيلة قصر الطلحة بني امحمد، وقبيلة قصر الطلحة الشرفاء، وقبيلة قصر أولاد امحية، وقبيلة قصر ازناكة، والشياطمة، وأولاد ازبير، وقبيلة قصر بونو آيت علوان، وقبيلة قصر الركابي، وقبيلة قصر أولاد ادريس، وقبيلة قصر زاوية الهناء، وقبيلة آيت عيسى ابراهيم، وقبيلة المهازيل، وقبيلة انشاشدة، وقبيلة لمرابطين وقبيلة آيت انزار»؟ المرجع المذكور. وإنه بالاستماع للطرفين يحصل جني نتائج إيجابية يلزم تحليلها وإنجاز التحري فيها، وربما يسهل إعمال الوسط أو إخبار المحتجين باليقين من الخبر.
صحيح « أن أراضي الجماعات السلالية لا تزال، كما كانت، محل مزايدات سياسية واقتصادية واجتماعية من لدن من ينظرون إلى هذه الأراضي بمنطق الأموال، ويعتبرون أعضاء هاته الجماعات خزانا انتخابيا يستوجب الترافع من أجله ولو على حساب معاناة ذوي الحقوق من جماعات أخرى». لكن، وبموازاة ذلك، وجب طرح السؤال: هل السلطة لم تبلغ من الرشد ما يحفزها على تدبير المجال بما يضمن الحد الأدنى من الحقوق، وبما يضمن الاستقرار في المجال بسكون وسكوت وهدوء؟
قد يفاجئك بعضهم حينما ينبت بين المتظاهرين ليجرس بالأراجيف والأكاذيب، وما كان يليق بنا تعيين أولئك بمسمياتهم، ولكن وجب الالتفات إلى هؤلاء أن عليهم الاستحضار أنهم بشر يخدمون التاريخ. وقبل ذلك ليس للذي جثا أمام السلطة جثيا أن يزعم يومه، وبالباطل، أنه وسيط محايد. فالوساطة تقضي الحياد، وتبتغي الوقوف بثبات وبقامة مستوية لا تبدي انحناء ولا ركوعا، أمام القواد والباشوات. وإنه من المبالغة، بمكان، الاعتقاد بإقدام جهة ما و«بخطوات غير قانونية» لتطوع لها نفسها «الاستيلاء على أراضيها [أراضي القبائل] بشكل ممنهج ومفضوح» والسطو عليها بمباركة السلطة وتخطيطها «معلنة احتفاظها بحق الدفاع عن أراضيهم بكل الوسائل المشروعة»، المرجع المذكور.
ومادامت إمكانية التعرض واردة، وأن القبائل عازمة على أنها « ستقوم بـالتعرضات فيما يخوله لها القانون على أشغال عملية التحديد الإداري هاته، وستوظف المساطر الجاري بها العمل لتقويم الخلل مع تحميل المسؤولية لكل من تلاعب بهذا الملف«، كما ورد في المرجع المذكور، فإن المرافقة واجبة، والتأطير القانوني فرض.
ولئن كانت الخاتمة الجزئية للتوتر، متابعة شخصين أحدهما في حالة اعتقال والثاني في حالة سراح، ابتداء من 19/04/2022، فإن موضع امحاميد الغزلان كان ـ ولا يزال ـ يعيش على «صفيح ساخن، عقب صدور 6 مراسيم حكومية بالجريدة الرسمية عدد 7077 بتاريخ 18 مارس الماضي، تتعلق بتحديد تاریخ افتتاح عملية التحديد الإداري لعدد من العقارات»، يفصح كاتب مقال بموقع العمق المغربي يوم 14/04/2022.
إن دورة التوتر لم تنته بعد مادامت القبائل المتضررة، قد حذرت «من أن تتسبب هذه المراسيم في «إشعال حرب أهلية»، و«هجرات جماعية»». وأما المراسيم التي يتعلق أمرها، وفق المرجع المذكور، «بالعقار المسمى «واد لحصان اوریور»، و«المزوارية»، و«لكطيفة تیلحاتين»، و«زعير»، و«العراضة»، و«القرينيفة قطعة 1 و2»، فهي كلها عقارات تقع بالنفوذ الترابي لقيادة امحاميد الغزلان بدائرة زاكورة بإقليم زاكورة».
فما السبيل إلى الوساطة؟ وهل هناك من هو أهل للمهمة؟ لا أحد يبدو واقفا في الميدان رافعا شعار الوساطة لتهدئة الوضع قليلا.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد الصدع بتدهور واحات الجنوب الشرقي المغربي ومجهودات الإنق ...
- طائر اللقلاق في التنجيم والميثولوجيا الأمازيغية بجبال الأطلس ...
- المؤثرات اليهودية في الأنساق الثقافية الأمازيغية بجنوب شرق ا ...
- مكامن الإزعاج والمضايقة في مناهل الفعل الحقوقي الصحافية جهة ...
- حماية الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة درعة تافيلالت
- الصحة بالجنوب الشرقي المغربي وسبل البحث عن تزيين الواجهة
- «القصابي» بحوض ملوية، المغرب ـ فصول من الذاكرة الجماعية ـ
- ارتقاء القيم في مجال المرأة والجنس بالأوساط الأمازيغية المغل ...
- ذاكرة المجتمع التقليدي واستحواذ القيم العنصرية على بعض المؤس ...
- صدى الواحة بين الماء والذاكرة بجنوب شرق المغرب
- صورة الأهوال ومشاهد الانتهاك في الصحافة بجنوب شرق المغرب
- الأرض والماء وحقوق الإنسان بالسفوح الجنوبية الشرقية للأطلس ا ...
- فصول من ذاكرة الاعتقال والممارسة السجنية بالمغرب في سنوات ال ...
- الذاكرة والانتهاك والأضرار بجنوب شرق المغرب
- المرأة بالجنوب الشرقي المغربي والحاجة إلى تكوين القدرات وإعم ...
- سوس وماسة، وزيت أركان وأتفركال في مخطوط مغربي مبتور
- حكاية «الغولة» بين الخوف والشجاعة بالجنوب الشرقي المغربي
- حقوق الإنسان والعوائق السوسيوثقافية بجنوب شرق المغرب
- مثبطات الرصد الصحافي الحقوقي بمواضع الانتهاكات بالمغرب
- ورزازات: أي دور لخلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف والأطفال ف ...


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - الجنوب الشرقي المغربي: التوتر حول الموارد في غياب الوساطة وإنشاء الخطاب الوهم