أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - سوس وماسة، وزيت أركان وأتفركال في مخطوط مغربي مبتور














المزيد.....

سوس وماسة، وزيت أركان وأتفركال في مخطوط مغربي مبتور


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 6873 - 2021 / 4 / 19 - 16:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


اطلعت على مخطوط مبتور تبين بعد تمحيصه أنه جزء من كتاب موسوم بعنوان «معمور الأرض»، لم يسلم منه إلا صفحات قليلة من الجزء السادس، وما قبله من الصفات وما عقبه كان من نصيب الفئران والإهمال. والنزر الذي اطلعت عليه، وأنا أتماثل في الأسبوع الأول من شهر مايو من العام من سنة 2015 يخص الأماكينية (الطوبونيميا) وبعض المهارات، أو ما نسميه في الحال الحرف التقليدية. ولقد تأخر بث هذا المقال أكثر مما ينبغي، ويراد من ذلك عقد الأمل على المستقبل، أن يخلف فرصة الحصول على نسخة كاملة للمخطوط، لا شية فيها. لكن الأمل يخيب، فوجب الاكتفاء بالقليل. ويستخلص من الجزء السليم أنه أثناء «ذكر الصقع الثالث من الجزء السادس، وهي بلاد المغرب الأقصا (الأقصى)» الإشارة إلى ماسة، ورد «حد هذا الصقع في المغرب البحر الأعظم»، ويسمى لدى الرومان الأوقيانوس، ويسمى في الحال المحيط الأطلنتي «وعليه الرابطة العظيمة الشأن المعروفة برابطة مسة [ماسة] وإنما سميت بهذا الاسم لأنها نسبت للمدينة التي استفتحها المسلمون وهذا مرفا عند فتح السوس، وكان اسمها تامست وحد هذا الصقع في المشرق الصحرا [الصحراء]، التي يتصل بها المرابطون مع الصحرا، التي تتصل بجبال زناتة في الجنوب. وفي هذا الصقع في الشمال الجبل الأعظم المسمى بجبل إدرز المتقدم ذكره وهذا الجبل من صقع السوس. وقد يسكن في هذا الجبل أمم كثيرة وقبائل غزيرة من المصامدة، مثلا رقراقة [ركراكة، بالكاف المعطشة]. ومثلا هسكورة ومثل خنفاسة، وغير هؤلاء من القبائل المصامدة. وفي بلاد السوس من المدائن مدينة سجلماسة ومدينة تافرست وهي حاضرة وادي ذرعة [بالذال المعجمة، عوض الدال المهملة، كما تنطق في الحال] وفيه أيضا مدينة تاودنت ومدينة تانوت ومدينة نول في الجنوب، وفي الشمال مدينة تافز (تافزا) ومدينة تاشكست ومدينة اتفركال من قبائل المصامدة. ومن هذا البلاد يجلب السكر إلى مدينة إفريقية وأرضها وإلى بلاد الروم، وبلاد الأندلس، ومن هذا الصقع يجلب النيل الدرعي والشب والنحاس المصبوغ السوسي إلى بلاد الأندلس وبلاد الروم. ومن هذا الصقع يخرج جلب الصحرا من العبيد والخدم والنقنقى بلغتهم وهو التبر. ومن هذه المدينة تدخل القوافل إلى بلاد جناوة ومدينة غانا وذواتها. وكذلك من مدينة سجلماسة تدخل القوافل إلى مدينة غانة والحبشة وإلى مدينة كوكو وذواتها، وإلى مدينة سجلماسة يخرج جلبها من العبيد والخدم [بكسر الخاء] والتبر واليابنوس وأنياب الفيلة والجلود الشركية، وغير ذلك من متاع الصحرا. ومن عجائب هذا الصقع أن فيه زيتا يعرفونه بزيت أرجن (جيم بثلاث نقط في المخطوط) هذا الاسم بلغة المصامدة، وهو شجر في هذا الصقع ليس بالكبار ولا بالصغار، تنبث حبا على قدر حب المشمش وعلى صفته ولونه وهو في ثماره، كأنه النجوم في ظلام الليل. غير أنها لا لحمة فيها فتوكل [فتؤكل] ،وإنما هي جلود زقاق وعلى أندية فإذا طابت سقطت في الأرض فتجمع في الأرض. ومنها ما يأكله المعز [الماعز] والأغنام فترمي بأنويتها من معابها، وقد تقشرت وتجمع تلك الأنوية فتكسر وهي صلبة فيخرج منها لوز على قدر نواة المشمش، فيطشش ذلك اللوز في الوصيف على النار ثم يطحن ويعصر منه زيت صاف رقيق فيأكلونه. ومنه يسرجون في جميع هذه البلاد ومنها يجلب إلى مدينة أغمات، ولا يوجد هذا الزيت في جميع المعمور إلا في هذا الصقع. وكذلك في هذا الصقع عسل يعرف بالمناتي تجعله النحل من نوار هذه الأشجار، ولا يوجد هذا العسل في معمور الأرض إلا في هذا البلد..). نكتفي بهذا الحد تجنبا للحشو.
يكشف هذا المخطوط عن حقيقة الوجود الزناتي بأحواز سجلماسة، وهو ما تزكيه الطوبونيميا من ذلك موضع «أتفركال» والمكون من قطعتين «أتف» أي: ادخل بالأمازيغية الزناتية و«اركال» أي: أقفل الباب. ولقد تغير الاسم وأضحى «أنفركال» وتعني «أنف» افتح. وتوجد قرية «أنفركال» بشرق دائرة إملشيل الإدارية، إقليم ميدلت، وهي المراد في المخطوط، وهي القرية المجاورة لمركز «أيت يعقوب» الذي هاجرته «أيت عياش» «وكروان» عنوة واستوطنته «أيت موسى وحدو» الحديديوية فيمكن القول إن النطاق الجغرافي لزناتة يمتد إلى جبل العياشي. ولقد سلف أن أشرت في كتابي حول «الزاوية الوكيلية» على الطوبونيميا الزناتية بحوض زيز، نحو، «أكفاي»، و«أسارو أو زلاف»، و«أقرباب»، و«تاكنسا».
ومما أثار الانتباه أيضا، في المخطوط ذكر «تاشكاشت» وهي اسم قرية بواد غريس، ذكر الأستاذ عبد الوهاب بلمنصور أن أقلية من ملوانة تقطنها لكن أهلها يصرحون أنهم من قبيلة «أيت مرغاد». وكلتا القبيلتين «ملوانة» و«أيت مرغاد» من صنهاجة وقبل توافد صنهاجة ماذا تعني «تشكاشت» بالأمازيغية؟ لا ندري في الحال ويظل السؤال عالقا إلى العقبى.



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية «الغولة» بين الخوف والشجاعة بالجنوب الشرقي المغربي
- حقوق الإنسان والعوائق السوسيوثقافية بجنوب شرق المغرب
- مثبطات الرصد الصحافي الحقوقي بمواضع الانتهاكات بالمغرب
- ورزازات: أي دور لخلايا التكفل بالنساء ضحايا العنف والأطفال ف ...
- من أجل مدخل سليم للمجالية الثقافية حوض غريس بجنوب شرق المغر ...
- الأمن المائي وحقوق الإنسان بجنوب شرق المغرب من أجل إرساء عر ...
- المرأة المغاربية والتنمية عوائق سوسيوثقافية
- المواطنة بجنوب شرق المغرب بين القيم الثقافية وحقوق الإنسان
- الانتخابات التشريعية المغربية ودور النخب العشائرية بجبال الأ ...
- التنجيم الأمازيغي وصلته بالدفن والتدوين بجنوب شرق المغرب
- «الهشاشة» في خطاب الطفولة الحقوقي وفي الآداء بجهة درعة تافيل ...
- الجبال المغربية: شتاء الحصار وموسم البكاء والاستجداء
- الذاكرة المغربية وشخصية «ليوطي» في عهد الحماية الفرنسية
- هل هي بداية مرجوة في توطيد الحكامة الأمنية في المغرب؟
- ندرة فعلية الحق في الخطاب الصحافي حول الجنوب الشرقي المغربي
- قيم التحصين والانغلاق بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية ق ...
- الذاكرة والتاريخ والقيم الأمازيغية في أحداث مقاومة الاستعمار ...
- ثوابت المقاومة بجبال الأطلس الكبير الشرقي المغربية -معركة جب ...
- عودة إلى ذاكرة سنوات الرصاص بالمغرب: ذاكرة امرأة سبب لها جما ...
- ذاكرة المجال وفائدتها في درء وقع كوارث الطبيعة بجنوب شرق الم ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - لحسن ايت الفقيه - سوس وماسة، وزيت أركان وأتفركال في مخطوط مغربي مبتور