أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - تعنيف الأساتذة أمام تلاميذهم بفجيج مشهد دال عن سنوات الرصاص بالمغرب















المزيد.....

تعنيف الأساتذة أمام تلاميذهم بفجيج مشهد دال عن سنوات الرصاص بالمغرب


لحسن ايت الفقيه
(Ait -elfakih Lahcen)


الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 02:49
المحور: حقوق الانسان
    


كلما ذكرت الذاكرة بجنوب شرق المغرب تُذكر معها جمعية النهضة بقصر زناكة [بالكاف المعطشة]، بفجيج. فالجمعية تحب أن تنثني لشأن الذاكرة والديموقراطية وحقوق الإنسان. ومع الإقرار بتنظيم محفل الذكرى الخمسين لأحداث شهر مارس (آذار) من العام 1973، مساء يوم الجمعة 26 من شهر مايو (أيار) من العام 2023، و 27 منه حضرت حضرت جمعية النهضة، بما هي شريك في المحفل، وبما هي التي توفر الفضاء للآداء والعطاء. دام المحفل إلى وقت متأخر من مساء يوم السبت 27 من مايو (آيار)، أي اليوم الموالي.
استغرق المحفل ثلاث جلسات معرفية تخللتها أشواط من المراء، فضلا عن الجلسة الافتتاحية. وضمن برنامج المحفل فقرات لزيارة منازل ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بقصر زناكة، ولقطات في الذاكرة نحو الوقفة الصامتة بالشموع برحاب مدرسة أحمد بن عبد ربه الأندلسي. ولغزارة المادة، وكثافة البرنامج وتنوعه سيجري تجذيذ وقائع المحفل إلى فقرات تركز على مواقف وجب تسجيلها لصلتها بالذاكرة الجماعية لواحة فجيج. لماذا أريد لهذه الواحة المضايقة والتبكيت؟ ورد في ملف اللجنة التنظيمية للمحفل ورقة عنوانها «نبذة عن واحة فجيج».
إنها «إحدى أعرق واحات الهامش الشمالي للصحراء الإفريقية الكبرى». وتتميز واحة فجيج ببصماتها إن «في تاريخ شمال أفريقيا القديم» أو في العصر الوسيط، وواجهت بقوة «مجريات الفترة الاستعمارية وما بعدها». ففي البدء توفق أهل فجيج «من صد تقدم الاكتساح العثماني لمعظم تراب» بلاد المغارب. وللإشارة فقد «وصل نفوذ الأتراك إلى الواحة في أواخر القرن السادس عشر، دون المكوث فيها ودون ضمها نهائيا» لمجال الإمبراطورية العثمانية. ولما أنشأ الاستعمار يهتم بالأرض الأهالة بالسكان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأ التوسع الفرنسي يستهدف التراب المغربي، لما تبين من ضعف المخزن، مستغلا هفوات معاهدة لالة مغنية في مارس من العام 1845. هنالك واجه سكان واحة فجيج «تحرشات الجيش الاستعماري الفرنسي»، لا سيما وأن فرنسا، التي تنوي مد خط السكة الحديدية نحو غرب أفريقيا تواجه «إكراهات طبيعية تتمثل في بحر الرمال»، وما كان لها إلا احتلال جزء من تراب فجيج درءا لخطر العرق الغربي الكبير. رفض سكان الواحة «المشروع»، ورغم ذلك عبر خط السكة الحديدية هامش الواحة وبنيت «محطة القطار بجوار قصر بني ونيف، زهو أحد قصور فجيج»، خارج المجموعة القروية المكونة من سبعة قصور. ودون تفصيل القول في مضايقة المستعمر الفرنسي للواحة والتي جعلها منطقة طرد لسكانها، فشلت الواحة في «كسب قاعدة اقتصادية محلية قوية» لمحدودية الموارد المائية، وللتهميش الذي حاق بها.
وكما هو المعتاد في كل المحافل تأتي فقرة كلمات الهيئات المشاركة المنخرطة في الآداء في المقدمة، وهناك من يُموضِعها في فقرة خاصة، فقرة الافتتاح. ولتدبير هذه الفقرة، قام الأستاذ الدكتور عبد الكريم المنوزي المسند إليه رئاسة الجلسة الافتتاحية بسرد هوية الهيئات المشاركة بالكلمات، وأحب الوقوف عند ورقة الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة. أعطيت الكلمة للدكتور عمر بنعمرو، وهو أحد المؤسسين للجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة. وفوق ذلك، فهو مناضل ذو قصد سليم، وابن واحة فجيج. وأحب بث شهادة الدكتور عمر بن عمرو، إن هي إلا وثيقة تاريخية ليس إلا، يقول: «يسعدنا كثيرا أن تكون المعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب وضحايا العنف وسوء المعاملة حاضرة مع سكان مدينة فجيج المناضلة لتخليد مرور خمسين عاما على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها المدينة على خلفية أحداث يوم 03 من مارس من العام 1973 تحت شعار: حتى لا ننسى، فجيج الحقيقة والذاكرة لنعبر عن تضامننا مع الضحايا وعائلاتهم، وهي كذلك مناسبة لربط الماضي بالحاضر والمستقبل من خلال التعريف بالمعاناة التي تكبدتها العائلات والضحايا للأجيال الشابة حتى تتسلم مشعل الصمود والكرامة وتهييء شروط عدم التكرار. ولنقل للضحايا كذلك أن نضالكم وتضحياتكم أنتم وعائلاتكم لم تذهب سدى. وإنه بنضالكم وتضحياتكم استطعنا تحقيق بعض المكتسبات الحقوقية. وأتمنى من المسؤولين التقدم إلى الأمام دون التردد من أجل صيانة حقوق الإنسان وحمايتها كلها بدون تمييز، ومن أجل مغرب خال من التعذيب، ومن انتهاكات حقوق الإنسان. إن المعركة التي عرفتها المدينة سابقا خلال سنة 1973، ويومها كنا أطفالا شاهدنا بأم أعيننا اعتقال المعلمين من مدارسنا والمواطنين من منازلهم وشهدنا التعامل بقسوة شديدة تحيق بأهلنا، وجنود ينظمون غارات علينا في منازلنا، يجمعوننا في زاوية من المنزل، ويطوقوننا بحراسة مشددة، لم ينج منها الشيوخ ولا الأطفال، ويعبثون بما نملك من التجهيزات المنزلية المتواضعة. لقد كانت المعركة حامية الوطيس ضدنا. كانت المعاناة كبيرة وكبيرة جدا. نلتقي اليوم في هذه الذكرى الخمسين للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي عرفها المغرب بشكل عام وضمنها مدينة فجيج بشكل خاص والمعروفة بأحداث مارس من العام 1973. ولم تكن فجيج المدينة الوحيدة التي شهدت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان لقد عرف المغرب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، سمي ذلك بسنوات الجمر والرصاص، وكان لمدينة فجيج نصيبها الأوفر حيث وسع القمع الممنهج النساء والأطفال في بعض الحالات. ونظرا لوقع هذه الانتهاكات على السكان، وانعكاساتها على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وذات تبعات لمدة طويلة، ولا يزال وقعها عميقا مؤثرا على العائلات رغم المجهود الذي قامت به الدولة من خلال أعمال هيئة الإنصاف والمصالحة. ورغم مرور 50 سنة على تلك الأحداث لا تزال العائلات تعبر عما تعانيه لا من حيث نتيجة لجسامة الانتهاكات بل من حيث نجاعة الحلول المقترحة من لدن الدولة، وعدم اقتناعنا الكامل بالمقاربة التي اقترحتها هيئة الإنصاف والمصالحة حيث لا تزال بعض الملفات عالقة باعتبارها خارج الآجال، وكذلك غياب حل واقعي لملفات الاختطاف القسري وغياب أي إستراتيجية لعدم الإفلات من العقاب وغياب ضمانات لعدم تكرار مآسي سنوات الجمر والرصاص كما أن جبر الضرر الفردي للضحايا غير كاف لضمان العيش الكريم، وأما جبر الضرر الجماعي فلم تتحقق كل الأهداف المتوخاة منه. تجب مواصلة النضال والوقوف إلى جانب الضحايا لإحقاق العدالة والتفكير العميق والجاد من أجل حلول مقبولة لدى جميع الأطراف وإشراك المجتمع المدني في كافة القضايا والقرارات التي تهم حقوق الإنسان في وطننا. ووجب فتح نقاش واسع حول مخلفات مختلف هذه القضايا التي عبر عنها سكان المدينة، وتعبر عنها في كل مناسبة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ولزم البحث المشترك عن حلول مقبولة للقضايا المطروحة وبناء المستقبل بدون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وذاك يقتضي توفر إرادة سياسية قوية ورؤية إستراتيجية واضحة ومسؤولين حكوميين قادرين على رفع التحدي من أجل التغيير الجاد. متمنياتي لكم جميعا مقاما طيبا في هذه الواحة الصامدة والجميلة»



#لحسن_ايت_الفقيه (هاشتاغ)       Ait_-elfakih_Lahcen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف يحدد مجال الاشتغال ع ...
- آفاق الآليات التشاركية للحوار والتشاور في المغرب ـ جنوب المغ ...
- مدخل إلى ثقافة الخوف وحاجة جبال الأطلس الكبير الشرقي المغربي ...
- مبادرة الاعتراف بمجهود اليسار المغربي في السبعينيات من القرن ...
- آفاق تحصين التراث الثقافي المغربي والهوية والمجالية الثقافية
- المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب مؤسسة حديثة في الشكل عتي ...
- المخزن المغربي والتحالفات القبلية بجبال الأطلس الكبير الشرقي ...
- الجنوب الشرقي المغربي: التوتر حول الموارد في غياب الوساطة وإ ...
- موعد الصدع بتدهور واحات الجنوب الشرقي المغربي ومجهودات الإنق ...
- طائر اللقلاق في التنجيم والميثولوجيا الأمازيغية بجبال الأطلس ...
- المؤثرات اليهودية في الأنساق الثقافية الأمازيغية بجنوب شرق ا ...
- مكامن الإزعاج والمضايقة في مناهل الفعل الحقوقي الصحافية جهة ...
- حماية الأشخاص في وضعية إعاقة بجهة درعة تافيلالت
- الصحة بالجنوب الشرقي المغربي وسبل البحث عن تزيين الواجهة
- «القصابي» بحوض ملوية، المغرب ـ فصول من الذاكرة الجماعية ـ
- ارتقاء القيم في مجال المرأة والجنس بالأوساط الأمازيغية المغل ...
- ذاكرة المجتمع التقليدي واستحواذ القيم العنصرية على بعض المؤس ...
- صدى الواحة بين الماء والذاكرة بجنوب شرق المغرب
- صورة الأهوال ومشاهد الانتهاك في الصحافة بجنوب شرق المغرب
- الأرض والماء وحقوق الإنسان بالسفوح الجنوبية الشرقية للأطلس ا ...


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لحسن ايت الفقيه - تعنيف الأساتذة أمام تلاميذهم بفجيج مشهد دال عن سنوات الرصاص بالمغرب