أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناهض الرفاتى - انتصار القهر وخسارة الكرامة لسلعة الانسان














المزيد.....

انتصار القهر وخسارة الكرامة لسلعة الانسان


ناهض الرفاتى

الحوار المتمدن-العدد: 7696 - 2023 / 8 / 7 - 16:11
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كتب المختص بالاقتصاد السياسي: ناهض الرفاتي
يطلق أهل اللغة على القهر" الغلبة والأخذ من فوق وبدون رضى" واصطلاحا المقهور هو المغلوب على أمره الذي لا يستطيع ان يصنع مصيره ويفقد كيانه ويتم استباحته من الأخر، أي كان هذا الاخر خارجي أو داخلي.
فيما يطلق عن الانسان المهدور "ممن لا حرمه له "، واصطلاحا من زالت حرمته، وهو مصطلح أوسع من القهر حيث يضم اهدار الدم والكرامة والفكر والحصانة وبالمعنى المجتمعي اهدار المواطنة حيث يصبح الانسان المهدور لا شيء له ولا حقوق له ولا قيمة لطاقاته وبناء عليه يتم استبعاده واهماله لأنه ببساطة لا قيمة له ولا حرمه.
وبالتالي يمكن القول بوضوح أن النسخة المفضلة للاستبداد هي توفير الانسان المقهور والمهدور, وهذا الأنسان يتم صناعتة واعاده تدويله وانتاجه في المجتمعات التي تقوم على العصبيات لأنه ببساطة يسهل تحويله وتوظيفه الى أداه تحقق أغراض المستبد والطاغية والمتسلط الذى يهيمن على رقاب الناس ولا يدع لهم أي أمل في الخلاص , أما في تلك المجتمعات التي تؤمن بتحرير الانسان من الغيب تتسلط علي الأنسان بقهر واهدار أخر مرتبط بقوانين المادة التي تتعامل مع الإنسان كمادة تجرى عليه قوانين الطبيعة وبالتالي لا تمانع في تحرر الإنسان من كل شيء حتى يخضع لنظام السوق الذى تديره نظريات الرأسمالية والعلمنة والعولمة بهدف تحقيق الربح فيما يسحق الانسان ويستلب من اخلاقه ويتخلى عن روحه وفطرته التي توصله الى الله والى الأمان الحقيقي .
ونموذج المجتمعات التي تؤمن بقدرة الانسان قد انتقلت من المرحلة التي تهتم بالرفاه الإنساني الى مرحلة أوسع تتمثل في إشاعة مفهوم الامن الإنساني الذي يدعو الى التحرر من الخوف ومقاومة مصادرة الحقوق والقضاء على ثقافة الخوف هي مجتمعات تحاول معالجة الأضرار التي خلفها التخلي عن الغيب والدين ومع ذلك هي تعيش الخواء والاكتئاب لان الانسان فيها سلعة مستهلكة ومنتجة وتدار كما تدار الألة حتى مع البحث عن الأمان والأمن المعيشي.
والعجيب ان نرى بعض المجتمعات التي تعيش مرحلة تحرر وطني , يكثر فيها ويتكاثر الانسان المقهور والمهدور ويعاد انتاجه من خلال خليط من الثنائية التي تدعو الى الطاعة والولاء للحزب مقابل الرعاية والحماية والنصيب من الغنيمة , وبهذه الوصفة يمكن خدمة برامج العصبية والحزب الحاكم أو المعارض في تلك المجتمعات التي تمثل حالة تحرر , وبقاء هذه الوصفة هي عوامل مرض خطيرة تهدد أمنه وسلامته وأهدافه هذا الواقع لن يصمد بحال أمام العدو الخارجي الذى يحاصر الثورة لان عوامل انطفاء هذه الثورة وانحرافها كامنة في خلق الانسان المقهور والمهدور الذى يسهل السيطرة عليه من اجل ان يتمتع 1 % من المجتمع بحياة الملوك والسلاطين التي لا يتمكن أحد فيه من المساس من كرسي السلطة أو الاقتراب وتهديد أصحاب المغانم لكن تهمة التآمر جاهزة وأدوات الاستبداد حاضرة .
وفى هذا المجتمع يمكن أن نلاحظ أداء من يحكمون المجتمع ويتحكمون فيه لا محاسبة للأداء الرديء بل الولاء، فالفساد المالي والإداري أمر لا يتحدث حوله سوى الخونة وأصحاب النوايا السيئة، أما أولئك أصحاب الولاء فيغفر لهم ما قد سبق والولاء يجب الذنوب من قبل ومن بعد.
وفي المجتمع الذي تكون التهم جاهزة يفضل المستبد مصطلح الرعية بمعناه السلبي الذي يعنى ان المجتمع مجموعة من الأغنام التي تحتاج الى الرعاية والحماية ولا يمكن لها ان تؤمن حياتها الا من خلاله والا سوف تهلك وبالتالي هو صاحب القطيع، ومن علامات هذا المجتمع البطالة المتفشية والفقر المدقع والكرامة الضائعة، وصولا الى مرحلة الطغيان على المجتمع واستلاب كل شيء جميل واهانته بكل أنواع المهانة حتى لو قدم له طبق الطعام من فم كلب يلهث.
وصدق الله وكذب العباد:
۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (70) الاسراء



#ناهض_الرفاتى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيء المفقود في لقاء الأمناء العامين الفلسطيني
- اقتصاد التفاهة والتعليم الغبي
- الملف النووي الايرانى والحريق المستبعد
- قفص الذهب وغباء السياسة
- - للمنتصر تذهب الغنائم -
- اليوم الثانى من رحيل الرئيس عباس ؟ لعبة العروش أم استمرار ال ...
- التطبيع الاسرائيلى السعودى القادم هدفه التطبيع السياسى أم ال ...
- على العالم أن يشعر بالقلق
- واقع المساعدات التركية فى فلسطين
- ارتفاع الشيكل الاسباب والتوقعات
- تيارات الفكر الاسلامى
- تحريات كلب
- فقراء بطعم الثورة
- تخفيض فاتورة الأجور والرواتب لموظفى السلطة فى غزة الأسباب ال ...
- غزة اقتصاد تحت الحصار...عبث داخلى أم تدخل خارجى ؟
- ظل الريح
- خلف الجنود نار وعمامة مقدسة
- الإغتيال الإسرائيلى للإقتصاد الفلسطينى
- الإنتخابات البلدية الفلسطينية واسطورة الوفاق ؟
- تركيا واسرائيل : علاقات مضطربة فى السياسة وازدهار اقتصادى


المزيد.....




- التضخم يرتفع في الصين للشهر الثالث في إشارة إلى تعافي الطلب ...
- أسعار النفط تتباين في أسبوع وسط مخاوف حول الفائدة الأميركية ...
- مُلّاك -تشات جي بي تي- يخططون لمنافسة غوغل بخدمة جديدة
- بسبب انخفاض دخل الأمريكيين.. -ماكدونالدز- تقدم وجبة رخيصة في ...
- البنتاغون يوقع عقدا لإنتاج صواريخ GMLRS لأوكرانيا
- أحسن من الواتساب الرسمي.. تحديث واتساب الذهبي 2024 أحدث إصدا ...
- “ميزات جديدة” جرب تنزيل واتساب الذهبي 2024 اخر تحديث WhatsAp ...
- ميشوستين رئيسا للحكومة.. اقتصاد روسيا يتحدى عقوبات الغرب
- مسؤولة بالفيدرالي: التفكير في خفض الفائدة سابق لأوانه
- -ستوكس 600- يغلق عند مستوى قياسي ويسجل ارتفاعا أسبوعيا


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ناهض الرفاتى - انتصار القهر وخسارة الكرامة لسلعة الانسان