أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - خالد خليل - بناء وتعزيز التقدير الذاتي لدى الطفل















المزيد.....

بناء وتعزيز التقدير الذاتي لدى الطفل


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 23:00
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


في مجتمع اليوم، يكبر العديد من الأطفال سعيا للحصول على التحقق والموافقة من الآخرين، وغالبا ما يهملون قيمتهم الذاتية وقيمتهم الداخلية. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد على الثناء الخارجي إلى عدم الاستقرار العاطفي والحاجة المستمرة إلى التحقق من صحة ما يفعلون، مما يؤثر على رفاههم العام. تنشأ المشكلة عندما يبدأ الأطفال في قياس قيمتهم الذاتية استنادا فقط إلى الآراء والثناء الذي يتلقونه من الآخرين، بدلا من الاعتراف بقيمتهم المتأصلة.

غالبا ما يكون الأطفال مشروطين بالسعي إلى التحقق من صحة سلوكهم منذ سن مبكرة. يساهم الآباء والمعلمون ومقدمو الرعاية دون علمهم في هذه القضية من خلال الإشادة باستمرار بالأطفال على إنجازاتهم وأفعالهم. في حين أن الثناء والتشجيع ضروريان لتنميتهم، فإن الطريقة التي يتم بها تقديمها يمكن أن تؤثر على كيفية إدراكهم لأنفسهم. إذا تلقى الطفل الثناء المفرط على كل شيء صغير يفعله، فقد يبدأ في السعي إلى التحقق من صحة الآخرين ليشعر بالكفاءة والجدارة. ونتيجة لذلك، يصبحون معتمدين عاطفيا على الموافقة الخارجية، مما يجعلهم يشعرون بالقلق أو عدم الكفاية إذا لم يتلقوها.

علاوة على ذلك، تلعب المقارنة الاجتماعية دورا مهما في هذه المشكلة. في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والتعرض المستمر لإنجازات الآخرين، قد يشعر الأطفال بالضغط للارتقاء إلى مستوى أقرانهم ويصبحون منشغلين بالسعي للحصول على الموافقة لتتناسب مع المعايير المجتمعية.

لمعالجة هذه المسألة، من الأهمية بمكان تحويل التركيز نحو تعزيز احترام الذات والدافع الجوهري لدى الأطفال. بدلا من الإشادة بالنتيجة النهائية فقط، يجب أن نحتفل بجهودهم وعملهم الشاق وتقدمهم بطريقة تساعدهم على فهم قيمة أفعالهم بشكل مستقل. من خلال تعليم الأطفال التعاطف الذاتي وأهمية التعلم من الأخطاء، يمكننا غرس الشعور بالمرونة وقبول الذات.

يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية أيضا تشجيع الاستقلالية من خلال السماح للأطفال باتخاذ الخيارات والقرارات، مما يمكنهم من الشعور بالقدرة والسيطرة على حياتهم. ستوفر رعاية اهتماماتهم وعواطفهم فرصا لهم للعثور على الفرح والوفاء داخل أنفسهم، بدلا من الاعتماد على التحقق الخارجي من أجل السعادة.

يعد نمذجة تقدير الذات أمرا بالغ الأهمية حيث يتعلم الأطفال غالبا من خلال مراقبة قدوتهم. من خلال إظهار حب الذات وقبولها، يمكن للوالدين ومقدمي الرعاية أن يكونوا قدوة للأطفال.

علاوة على ذلك، فإن تعزيز مهارات التواصل المفتوح والتنظيم العاطفي سيمكن الأطفال من التعبير عن مشاعرهم والتعامل مع العواطف بطرق صحية، مما يزيد من دعم احترامهم لذاتهم.

في نهاية المطاف، فإن توفير الحب والقبول غير المشروطين سيخلق أساسا آمنا للأطفال لتطوير شعور قوي بقيمة الذات بغض النظر عن التحقق الخارجي.

من خلال معالجة هذه المشكلة بشكل استباقي وتنفيذ هذه الاستراتيجيات، يمكننا مساعدة الأطفال على النمو ليصبحوا أفرادا واثقين يدركون ذاتهم وقيمتهم الجوهرية ويقدرونها، مما يجعلهم أقل اعتمادا على الآخرين للتحقق من صحتها وأكثر قدرة على إيجاد الوفاء داخل أنفسهم.

اليات تعليم الطفل ليكون مصدر قيمته

فيما يلي نهج مفصل خطوة بخطوة لتعليم الطفل تطوير شعور قوي بقيمة الذات وتقليل اعتماده على التحقق الخارجي:

التشجيع والثناء الموجه نحو العملية: عندما يحقق الطفل شيئا ما، امتدح جهوده وعمله الشاق بدلا من مجرد النتيجة النهائية. على سبيل المثال، قل، "أستطيع أن أرى مقدار الجهد الذي بذلته في هذا الرسم، أحسنت!" بهذه الطريقة، سيفهمون أن جهودهم مهمة ويتم تقييمها.

تحديد أهداف واقعية: ساعد الطفل على تحديد أهداف قابلة للتحقيق وتوجيهها على الطريق للوصول إلى هذه الأهداف. احتفل بتقدمهم على طول الطريق، مهما كان صغيرا، لتعزيز ثقتهم وإحساسهم بالإنجاز.

تعزيز الحكم الذاتي: السماح للطفل باتخاذ قرارات مناسبة للعمر وتحمل المسؤولية عن أفعاله. سيبني هذا شعورا بالكفاءة والاعتماد على الذات عندما يتعلمون أنه يمكنهم اتخاذ خيارات إيجابية والتعامل مع المواقف.

تعليم التعاطف الذاتي: عندما يواجه الطفل نكسات أو يرتكب أخطاء، شجعه على أن يكون لطيفا مع نفسه. أخبرهم أنه لا بأس بارتكاب الأخطاء وأن الجميع يتعلمون من تجاربهم.

استكشاف الاهتمامات: دعم الطفل في استكشاف اهتماماته وعواطفه. شجعهم على المشاركة في الأنشطة التي يستمتعون بها، والتي ستساعدهم على تجربة الشعور بالإنجاز والوفاء من الداخل.

نمذجة تقدير الذات: إظهار حب الذات وقبول الذات كنموذج يحتذى به. تحدث بإيجابية عن نفسك وشارك كيف تقدر جهودك وإنجازاتك.

تجنب المقارنة المستمرة: ذكر الطفل بأن كل شخص لديه نقاط قوته وضعفه الفريدة. شجعهم على التركيز على تقدمهم بدلا من مقارنة أنفسهم بالآخرين.

خلق بيئة مفتوحة: تعزيز التواصل المفتوح حيث يشعر الطفل بالراحة في التعبير عن مشاعره ومخاوفه. تحقق من صحة عواطفهم وقدم التوجيه عند الحاجة.

تعليم التنظيم العاطفي: ساعد الطفل على تطوير طرق صحية للتعامل مع العواطف والإجهاد. سيمكنهم هذا الذكاء العاطفي من التعامل مع التحديات بشكل أكثر فعالية.

الحب والقبول غير المشروطين: تأكد من أن الطفل يعرف أنه محبوب ومقبول دون قيد أو شرط، بغض النظر عن إنجازاته أو سلوكه. سيعزز هذا الأساس الآمن إحساسهم بقيمة الذات.

الاتساق والصبر: تذكر أن بناء احترام الذات يستغرق وقتا وصبرا. كن متسقا في نهجك وقدم الدعم المستمر لمساعدة الطفل على استيعاب هذه المفاهيم.

الاحتفال بالصفات الداخلية: تسليط الضوء على الصفات الداخلية للطفل والاحتفال بها، مثل اللطف والتعاطف والمرونة. التأكيد على أن هذه الصفات لا تقل أهمية، إن لم تكن أكثر، من الإنجازات الخارجية.

باتباع هذا النهج الشامل، يمكنك تمكين الطفل من أن يصبح أكثر ثقة بالنفس واستقلالية وقدرة على الاعتراف بقيمته وذاته، بدلا من الاعتماد على التحقق من صحة الآخرين.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهليلة شوق
- الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحياة البشرية- الفصلان السابع ...
- رفيف
- تروي سحراً
- الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الحياة البشرية- الفصلان الخامس ...
- رباه!
- الذكاء الاصطناعي وتاثيره عل الحياة البشرية - الفصلان الثالث ...
- مقدمة في الذكاء الاصطناعي ‏(AI) وتأثيره على الحياة البشرية.
- بلا لون
- استعارة
- مشاعر
- دور منظومة دول بريكس والتكتلات الاقليمية في إعادة هيكلة الاق ...
- سطوة الرمل
- ليل ونور
- طب التصنيف العاطفي: فهم ومعالجة الاضطرابات العاطفية والجسدية ...
- في سبع طباق
- هل الحياة الآخرة ناجزة والحياة الدنيا الراهنة -فلاش باك-?
- توجس
- خريف التجدد
- دموع النهر


المزيد.....




- بوتين يقترح تعيين بيلوأوسوف وزيرا للدفاع
- -الدخان تصاعد من الأهداف-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف ...
- هل اقتربت نهاية الخصام التاريخي بين أنقرة وأثينا؟ رئيس وزراء ...
- مصر تعتزم دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولي ...
- فرنسا.. استهجان شعبي لتظاهرات النازيين
- هل تعلق مصر اتفاقية السلام إن لم تنسحب إسرائيل من منطقة رفح؟ ...
- الكرملين يؤكد بقاء رئيس هيئة الأركان العامة غيراسيموف في منص ...
- -الدخان تصاعد من الأهداف-.. -حزب الله- بعرض مشاهد من استهداف ...
- تونس .. 7 حالات تسمم بمادة كحولية بينها 4 وفيات
- أردوغان: أساليب نتنياهو في الإبادة الجماعية تثير غيرة هتلر


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - خالد خليل - بناء وتعزيز التقدير الذاتي لدى الطفل