أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - رفقا بشعب السودان الطيب














المزيد.....

رفقا بشعب السودان الطيب


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سهل ان تضع يدك على الكيبورد وتكتب وتطالب بالتغيير والثورة والانقلاب على الأوضاع السائدة،دون ان تقدر عواقب التغيرات التي تحدث في المجتمعات وفي البلدان والمخاطر الناتجة عن هذا التغيير والذي يمكن أن يقود البلد للدخول في صراعات وحروب، تؤدي في النهاية للتقسيم والفوضى، وربما قد تؤدي الى تقويض الدولة، مثلما حدث في بلدان شبيهة بالوضع السوداني.
واظهرت الحرب التي اندلعت قبل شهور في السودان وجهها القبيح، وأثرت على كل مناحي الحياة وشرائح المجتمع، وشملت بطبيعة الحال الثقافة وأهلها.
سيطرت الحرب وأخبارها على المشهد السوداني، لكن رحيل مثقف أو أديب لم يكن ليجد نصيبا له وسط ضجيج المدافع وقصف الطائرات وربما يعلم الناس به بعد ايام او اسابيع من حدوثه.
في غضون هذه الحرب وحسب ما أوردته القنوات الاخبارية العربية، رحل بهدوء عدد من مثقفي السودان ، من بينهم: الشاعر عبد العزيز جمال الدين، والشاعر بشير عبد الماجد، و الشاعر الدكتور عبد الله عبد الواحد صاحب ديوان "قصائد حب للناس والوطن"،والذي اشتهر بقصيدته "نشيد الاستقلال" التي تغنى بها الراحل محمد وردي.
وتابعت قبل أيام عبر قناة العربية، الرحيل المفجع للموسيقار خالد سنهوري الذي كان يقطن بحي الملازمين القريب من مبنى الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، في منطقة يصعب التجول فيها بفعل القتال الدائر، ووفق ما تداولته مواقع محلية فإن انخفاضا في السكر وضغط الدم، وأياما بدون اكل وبدون شراب وبدون علاج تسببت في موته.. وعللت المواقع ذلك بانعدام وجود محلات بقالة مفتوحة أو صيدليات وبعدم توفر سيارة تقله لأي مستشفى لإسعافه.
توفي سنهوري ودفن أمام منزله، لتعثر نقله للمقابر العامة بسبب القتال الدائر، ولم يجد من يشيعه سوى 4 أشخاص بينهم شقيقه.
يا لها من نهاية مأساوية لموسيقار كان رمزا للفن والثقافة في السودان، وله أعمال فنية نادرة أسهمت في إثراء التراث الفني للمنطقة.
وهو رحيل مفجع احزن السودانيين ومحبيه من العرب واختصر موته بهذه الطريقة كل القضايا وكل الشعارات المرفوعة وكل الثورات المزيفة وكل النضالات التي قادت الى خراب البيوت والبلدان.
يا دعاة التغيير والانقلابات والثورات، مهلا، انظروا حولكم وانظروا ماذا حدث للبلدان المجاورة لكم من جراء تحريضكم للجماهير على الخروج والتجمهر من أجل إسقاط نظام ديكتاتوري، مع علمكم مسبقا ان نسبة النجاح في مثل هذه الحالات متدنية للغاية، وإن عملية بناء نظام انتقالي ديمقراطي مستدام تحتاج لعقول نيرة ووعي مجتمعي و قيادة منظمة لا بد من توفيرها أولا وليس مشروع (سلق بيض). ومع هذا واصلتم التحريض من داخل وخارج السودان، وكانت النتيجة اندلاع شرارة حرب عبثية قادت البلاد أو كادت أن تقودها إلى الهاوية.. فضلتم الاقتتال بدلاً من الحوار والركون إلى الحرب والدمار بدلا من السعي إلى السلام والتنمية وبناء الإنسان، وكل ذلك بسبب الصراع حول السلطة وأدخلتم البلاد في حرب إذا استمرت ستقضي على ما تبقى من بنى تحتية ومؤسسات، ومتاحف ومكتبات ووجوه ثقافية وفنية.
رفقا بشعب السودان الطيب، يا دعاة التحريض، دعاة الحروب، دعاة الثورات من خلف الكيبورد.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من المدينة
- القبيلة تحكم الفضاء الخارجي
- كيف نهرب من تأثير الانترنت؟
- الموسيقى غذاء الروح
- الثورات وجدوى الكتابة
- حراس الفضيلة والاخ الاكبر
- وين السماء يارايس؟
- التمر ما يجيبنا مراسيل...
- الإنسان مواقف..
- في ذكرى رحيل أفضل ممثل كوميدي يوناني
- المعجزة اليونانية تحققت في اليفسينا*
- العالم أصبح قرية صغيرة
- من دبلوماسية البينغ بونغ الى دبلوماسية الزلزال
- القاهرة المحروسة
- مخالي اليوناني اللي غلط في الحساب
- سحر الكرة (الاخيرة)
- سحر الكرة (7)
- سحر الكرة (6)
- في مملكة توم الايرلندي..
- سحر الكرة (5)


المزيد.....




- إسرائيل تعلن شنها غارات -واسعة النطاق- على مواقع عسكرية في إ ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف مركز استخبارات إسرائيلي رداً على ا ...
- +++ دخول الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران يومها الرابع++ ...
- إذاعة -يوم القيامة- تبث رسالة جديدة غامضة وسط الصراع الإسرائ ...
- إيران.. الدفاعات الجوية تسقط مسيرات إسرائيلية في مناطق مختلف ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية تصب الزيت على نار الحرب المدمرة بين ...
- الجيش الإسرائيلي يشن هجمات استباقية على منصات صواريخ إيرانية ...
- مستشار خامنئي يهدد بحرمان دول المنطقة من استخدام المنشآت الن ...
- إيران: هذا شرطنا للعودة إلى الدبلوماسية
- هجمات ليلية جديدة.. غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - رفقا بشعب السودان الطيب