أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد السلام الزغيبي - مخالي اليوناني اللي غلط في الحساب














المزيد.....

مخالي اليوناني اللي غلط في الحساب


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 02:52
المحور: كتابات ساخرة
    


طيور العنبر هي الجزء الثاني من رواية الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد عن الإسكندرية. المسماة "لا أحد ينام في الإسكندرية". وهي تأريخ اجتماعي سياسي لمدينة الاسكندرية بقالب روائي. في مرحلة تاريخية مفصلية في مصر. فترة تأميم قناة السويس 1956، وما انعكس على واقع حياة مصر كلها، والإسكندرية خاصة على كل مستويات الحياة .
الرواية تتكلم بلسان حال مجموعة من الأشخاص، القاسم المشترك بينهم أنهم من الاسكندرية. وأنهم يعيشون في حي واحد فيها. وأنهم أقرب ليكونوا من قاع المجتمع: سليمان، حبشي، محمود القزعه، محمود الملاح، بن مطحون، الابله نرجس، نوال، حكمت، كروان، الديب، خير الدين، ومخالي اليوناني، الخ. هؤلاء كلهم وغيرهم، بحياتهم اليومية ومشاكلهم، بأحلامهم وآمالهم، محور هذه الرواية. امّا الحدث الاجتماعي السياسي فيكاد يكون تيار جارف ينعكس على كل منهم بطريقة مختلفة.
في الجزء الخامس من الرواية يكتب ابراهيم عبد المجيد حكاية المجنون اليوناني:
"هل يمكن ان أهمل المجنون الجديد الذي مر بالمنطقة اليوم، لقد ظهر عجوزا محطما يمشي في الشارع متلفتا حوله في رعب، يقترب من كل واحد يقابله ويسأله "ممكن واحد سيجارو وينجز خبيبي". يداه ترتعشان وعلى وجهه مازالت خمرة عز زائل. اقترب منه الأولاد وهتفوا مجنون يوناني. انتبه الخواجة "بطسو" فني الماكينة الحمراء الاصلع، أحمر الوجه الذي نادرا ما يكلمه أحد. مصمص شفتيه وطلب من احد الصبية ان يشتري له ثلاث بيضات بقرشين صاغ ليتغدى. ودخل على الماكينة ولم يخرج منها كعادته إلا الساعة الثالثة ليغلق بابها ويعود إلى البيت."أبعد محمود الملاح الأولاد عن المجنون اليوناني. أخذه من يده، واقترب به من مَنزَل القبو ليتفرج عليه الجالسون.
تأملهم الرجل في أسماله الرثة، وقال:
- معلش خبيبي، مخالي غلِط في الحساب.
كانت هذه أول مرة يرى فيها أحد يونانيا مجنونا. كنّا نسينا أنهم بشر مثلنا. كنّا نظن أنهم يونانيون!
"يعني إيه غلِط في الحساب؟" تساءل محمود، "ومَن هو مخالي؟" تساءل تاجر البهار، بينما محمود القُزعة ينظر إلى المشهد غير راض....
قال الرجل:
- أنا مخالي خبيبي. من خمستاشر سنة كان عمري ستين سنة. مراتي ماتت وأولادي سابو مصر وأنا أخب مصر. كان عندي بار صغير في العطارين وعمارة. بِعت البار والعمارة لواخد يوناني صغيّر، شاب يعني، بألف ومائتين جنيه كمان. قسّمت الفلوس كل سنة مائة وعشرين جنيها، يعني كل شهر عشرة جنيهات. قلت مخالي اللي هوّ أنا مش ممكن يعيش أكثر من عشر سنين. حطيت الفلوس في البنك وكل شهر آخد عشرة جنيهات. الفلوس خِلصت خبيبي والعَشَر سنين خِلصت كمان خبيبي، وراخ الدكان والعمارة، وفضِلت أنا فقير غلبان، مش لاقي حتى ثمن السيجارة أو الكأس.
شُفت إزاي خبيبي مخالي غلِط في الخساب؟".
ليس فقط مخالي اللي غلط في الحساب، كلنا غلطنا في الحساب، وان كان مخالي غلط ودفع الحساب وتحمل نتيجة غلطته، كيف ستكون نتيجة الغلطة عندما تكون غلطة جماعية سنظل ندفع ثمنها لسنوات وسنوات.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سحر الكرة (الاخيرة)
- سحر الكرة (7)
- سحر الكرة (6)
- في مملكة توم الايرلندي..
- سحر الكرة (5)
- سحر الكرة (4)
- سحر الكرة (3)
- سحر الكرة (2)
- سحر الكرة (1)
- انطباعات ليبية عن دبلن الايرلندية
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (6) الامم التي تكرم مبدعيها
- حياة جديدة ل -محلات الزهور وشهادة على العصر
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (5) العاصمة الثقافية
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (4) الريف الايرلندي
- الإنجليزي الذي أطلق اسمه على اشهر ساحة في اثينا
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (3) معالم العاصمة
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (2) الاصالة والحداثة
- ايرلندا..جزيرة الزمرد الخضراء(1)
- عيشة الكلاب عندنا وعندهم..
- -المعنى والظل.. في الأدب والفنون والمعرفة- لجمال حيدر الكشف ...


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد السلام الزغيبي - مخالي اليوناني اللي غلط في الحساب