سحر الكرة (4)

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7472 - 2022 / 12 / 24 - 14:30
المحور: عالم الرياضة
    

بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 البطولة رقم 14 في تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم والتي أقيمت في إيطاليا في الفترة من 8 يونيو وحتى 8 يوليو، وهذه البطولة جعلت إيطاليا ثاني دولة

تقوم بتنظيم هذا الحدث العالمي مرتين على أرضها.استضافت البطولة 12 مدينة.

شارك في هذه البطولة للمرة الأولى كل من الإمارات العربية المتحدة وكوستاريكا وجمهورية إيرلندا. بينما نلحظ تواجد الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بعد غياب استمر لأربعين عاماً، بينما عاد المنتخب المصري بعد غياب دام 56 عاماً.كان المنتخب الفرنسي، صاحب المركز الثالث في مونديال 1986 والرابع في 1982، هو الغائب الأبرز عن مونديال إيطاليا.

بقي نظام البطولة على ما هو عليه في البطولة السابقة عام 1986، حيث تأهل 24 منتخب للنهائيات وتم تقسيم المنتخبات لست مجموعات.

من خلال متابعتي للبطولة، فقد بدأت بداية سيئة لعمالقة الكرة في ذلك الوقت فقد خسر الأرجنتين مباراته الأولى أمام المنتخب الكاميروني بهدف دون مقابل وقد أقيمت هذه المباراة في ملعب سان

سيرو في ميلان، وأصبحت الكاميرون محط أنظار الجميع في هذه البطولة.

أفاقت الأرجنتين مما كانت فيه واستطاعت بعد مباراة الكاميرون العودة لأجواء البطولة فهزمت البرازيل في دور ثمن النهائي وتغلبت على إيطاليا في النصف النهائي، وكانت الأرجنتين هي أول فريق استطاع إحراز هدف في مرمى المضيف ولكنها سقطت أمام ألمانيا الغربية بركلة جزاء مشكوك في صحتها سجل منها المدافع الألماني اندرياس بريمة هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 85 من وقت المباراة. اعتبر الجميع بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 من أكثر البطولات مللاً فقد انخفض معدل إحراز الأهداف بشكل ملحوظ وظهرت البطاقات الحمراء 16 مرة، ويعتبر منتخب ألمانيا الغربية من المنتخبات القليلة التي اختارت الهجوم على منافسيها في المباريات، فقد لجأت أغلب المنتخبات إلى نظام اللعب الآمن واللجوء للركلات الترجيحية بعد 120 دقيقة من اللعب.
وفي مونديال 1990 بإيطاليا فقد الهولندي فرانك ريكارد أعصابه خلال مباراة منتخب بلاده أمام ألمانيا وبصق على المهاجم الألماني فولر ما دفع الحكم لطرد الاثنين خاصة بعدما وجه الأخير سبابًا للأول بعد الواقعة.وشهد أول حالة طرد في المباراة النهائية، وذلك للأرجنتيني جوستافو ديزوتي ثم مواطنه بيدرو مونزون.

كان نهائي كأس العالم 1990 من النهائيات العاطفية المثيرة في تاريخ كأس العالم والتاريخية أيضاً، حيث التقت ألمانيا والأرجنتين في أول نهائي يتكرر بين نفس المنتخبين، وشهدت نهاية المباراة بكاء الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا بسبب الخسارة.
المنتخب الألماني كان قد خسر قبل 4 سنوات نهائي 1986 في المكسيك 2-3 أمام رفاق مارادونا، وقبلها خسر 1-3 أمام إيطاليا في إسبانيا سنة 1982، وبات في نهائي 90 أول منتخب يخوض النهائي 3 مرات على التوالي وهو إنجاز عادلته البرازيل في 2002.
تتويج فرانز بيكنباور، مدرب ألمانيا، باللقب جعله أول أوروبي يحقق إنجاز الفوز بالمونديال لاعباً ومدرباً، والوحيد في التاريخ الذي يفوز بذهبية وفضية كأس العالم لاعباً ومدرباً، بعدما حقق الوصافة في 1966 لاعباً وفي 1986 مدرباً.
شارك في هذه البطولة منتخبين عربيين وهما منتخبي مصر والإمارات العربية المتحدة ولم يحقق المنتخب الإماراتي أي تقدم في هذه البطولة وخسر جميع مبارياته، بينما استطاع المنتخب المصري ان يحقق تعادلين أمام كل من جمهورية أيرلندا وهولندا بينما خسر اللقاء الثالث أمام منتخب إنجلترا.
شارك الحكم السوري جمال الشريف مجددًا في نهائيات 1990 فى إيطاليا إلى جانب التونسي ناجي الجويني، والحكمين المساعدين الجزائري محمد حنصل والبحريني جاسم مندى.

بعد الرجوع من دار المهجر في اليونان، حضرت بطولة كاس العالم في مدينتي بنغازي، بعد غياب سنوات طويلة، وكانت الاجواء مختلفة، اذ يجتمع الاصدقاء في احد البيوت لمتابعة المباريات، ويجرى النقاش بين الاشواط، وفي نهاية المباراة حول الفريق الفائز والفريق الخاسر، ومن الفريق المرشح للبطولة، ويتخلل ذلك الوجبات الشهية والحلويات والمشروبات الساخنة والباردة.
أقيمت بطولة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال الفترة من 17 يونيو إلى 17 يوليو 1994، في 9 مدن مختلفة بالبلاد.
وفشل المنتخب الأمريكي في الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، وودع البطولة من دور الـ16 بعد الخسارة من البرازيل "البطل" 0-1.
شهدت بطولة كأس العالم 1994 نهاية سيئة للأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، بثبوت تناوله منشطات من 5 مواد ممنوعة، عقب المشاركة في مباراتين فقط من دور المجموعات.وشهدت بطولة كأس العالم في أمريكا عام 1994 واقعتين مثيرتين الأولى بحرمان مارادونا من المشاركة بعدما ثبت تعاطيه للمنشطات.
أما الواقعة الثانية فهي مقتل الكولومبي أندريس اسكوبار رميًا بالرصاص بعد تسجيله هدف بالخطأ في مرماه أمام أمريكا.
فبعد أن ودّعت كولومبيا البطولة وعادت بعثة الفريق الكروي إلى بلادها، أطلق أحد الجماهير الرصاص وأرداه قتيلًا عقب نقاش حاد بينهما محملينه سبب خسارة المنتخب وتوديع البطولة.
سقوط مارادونا في اختبار للكشف عن المنشطات صدم النجم الأرجنتيني الراحل دييغو مارادونا عشاق الأرجنتين الذين كانوا يعقدون الآمال عليه لقيادة التانغو إلى المجد العالمي مجدداً بعدما قاده للتويج بلقب مونديال 86.
وقبل انطلاق مونديال أمريكا 1994، ظهر مارادونا بصورة المنقذ بعد أن عاد من الاعتزال الدولي وقاد منتخب بلاده للتأهل بعد الفوز على أستراليا في الملحق العالمي المؤهل للمونديال.
وتألق مارادونا في أول المباريات أمام اليونان، حيث خرجت الأرجنتين من المباراة فائزة برباعية نظيفة، وفي المباراة الثانية فازت الأرجنتين 2-1 على نيجيريا قبل أن يخضع مارادونا لفحص المنشطات التي جاءت إيجابية ليعاقب النجم الراحل بحرمانه من استكمال مشواره في المونديال، وبعدها ودع منتخب التانغو منافسات البطولة من دور الـ 16.
وفي مونديال 94 أيضا؛ كانت الجماهير الكولومبية تراهن على منتخب بلادها بعد المستويات الكبيرة التي قدمها لاعبوها في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم.
لكن المنتخب الكولومبي خالف كل التوقعات وخرج من الدور الأول بخسارتين وفوز وحيد، وفي مباراته أمام أمريكا، سجل المدافع الكولومبي أندرياس إسكوبار هدفاً عكسياً في مرمى منتخب بلاده
وكان هذا الهدف، سبباً في خروج كولومبيا من المونديال، وبعد عودة المنتخب إلى كولومبيا قام مجموعة أشخاص بضرب إسكوبار وإطلاق النار عليه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ليدفع اللاعب الراحل ثمن التعصب الكروي.
ما علق في ذهني وذاكرتي وذاكرة جمهور الكرة من تلك البطولة، هو منظر روبرتو باجيو، وهو يحني رأسه إلى الأرض، بعدما أرسل الركلة الترجيحية إلى السماء في نهائي مونديال 94.
التقت الكاميرا وجه باجيو لثانية أو ثانيتين لتنتقل بعدها إلى خط الملعب، حيث كان لاعبو والجهاز الفني للمنتخب البرازيلي، يحتفلون بشكل هيستيري، بالمونديال الذي انتظروه طيلة 24 سنة، أي منذ أن قادهم بيليه للتتويج ضد إيطاليا بالذات في المكسيك 1970.احتفالية بيبيتو الشهيرة وإهداؤه الهدف لمولوده الجديد.
شهدت نسخة 1994، أول مواجهة عربية في تاريخ نهائيات كأس العالم، وذلك عندما واجه المنتخب السعودي شقيقه المغربي، في المجموعة السادسة.الجولة الثانية، جمعت الطرفين، وشهدت فوز المنتخب السعودي على نظيره المغربي، بهدفين مقابل هدف.
أرتفع عدد الحكام العرب فى العرس الكروى إلى ستة حكام في نسخة 1994 في أمريكا بينهم الشريف كثالث مشاركة له.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات