أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام الزغيبي - حراس الفضيلة والاخ الاكبر














المزيد.....

حراس الفضيلة والاخ الاكبر


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7640 - 2023 / 6 / 12 - 02:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ايام خرجت علينا هيئة الاوقاف ببرنامج جديد قدمته لشعب الله المحتار،الشعب البائس، المغلوب على أمره، اسمته" حراس الفضيلة" قالت انه يُعنى بتوعية أبناء المجتمع، وتحصينهم من كلّ
أشكال الإنحراف والرذيلة، ويقوم على عددٍ من الأسسِ والدوافع المهمة، أبرزها: الدور المنوط بالهيئة العامة للأوقاف، المتمثل في تعزيز القيم الفاضلة، وحماية المجتمع من كلّ ما يمسّ دينَه أو
يزعزع أمنه واستقراره.
بدعة جديدة هي عبارة عن صورة او نسخة مشوهة من جماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " التي تم التخلص منها في بلدها السعودية" موطن الوهابية"، ليتلقفها حراس
الفضيلة،ويحاولون فرضها وتطبيقها على اناس يحتاجون اكثر الى توفر الحاجيات الاساسية اللازمة لحياة البشر، والى الاسترشاد باراء رجال وطنيون مخلصون غير فاسدون ولا يثيرون الشبهات
حول افعالهم كما هو حال هؤلاء الذين يدعون الحفاظ على الفضيلة وهم الذين يرتكبون الكبائر ما ظهر منها وما بطن، ثم يتوضأون ويصلون الفرض حاضرًا رِئَاءَ النَّاس، بعدما فضحهم ديوان
المحاسبة في أكثر من قضية فساد بسبب السرقات والاختلاسات التي ارتكبوها بأموال الأوقاف والزكاة والتي تقدر بالملايين.
تكمن مشكلة "حرّاس الفضيلة" أنهم يعتقدون مبدئيا أن الناس بطباعهم الحرة منحرفون ويتوجّب إصلاحهم، لهذا يتعاملون مع كل مظاهر الحياة الطبيعية كأنّها تصرفات تخالف الدين والأخلاق.
يفترض الدين الحق أن الإنسان بطبعه خيّر وأن الشر عارض؛ لكنهم يفترضون العكس، ولهذا يندفعون بهوس غريب إلى الصراخ ضد أبسط مظاهر الحياة الطبيعية مهما كانت مهذّبة ومتناغمة مع جوهر الدّين.
حراس الفضيلة ببرنامجهم هذا يريدون ان ينشروا في الشوارع والساحات ومواقع العمل والمؤسسات التعليمية والمرافق الخدمية والانتاجية، مجموعات يتابعون ويلاحقون الناس في كل الأوقات ويستبيحون خصوصية البشر، يقتحمون عليهم منازلهم، ويفرضون عليهم قوانين جائرة ليس لها سند قانوني.
الأوقاف أصبحت بمثابة سلطة "الأخ الأكبر"، الذي يرى ويعلم ويراقب كل شيء،وهو ما حذرنا منه جورج اورويل في روايته الشهيرة 1984، بالرغم من أنها صدرت في عام 1949 هذه بتنبؤ
دقيق لما سيكون عليه العالم في ظل سلب حريته.. وفضح خصوصياته ومحاصرته بكل أنواع المراقبة والتنصت.. واليوم يأتي الأخ الأكبر في أكثر من شكل وهيئة تحاول فرض رؤيتها الخاصة
للحقيقة وللحق.. وكل همها هو المراقبة والترصد عن كثب لحياة المواطنين الشخصية.
الشعب الذي عانى ومازال يعاني من أثار موجة الربيع العربي، ودفع ثمن أحلامه في الحرية والكرامة والعدالة ودولة الحقوق والمواطنة، قتل وتهجير ونزوح وفقرا، ليس بحاجة لحماية الشرف والفضيلة، الذين يستبيحون خصوصية البشر، ويقتحمون عليه منزله، ويفرضون عليه قانون الغاب.
إن المعركة التي يخوضها "حراس الفضيلة" ضد الحقوق والحريات معركة خاسرة وسباحة ضد التيار وهي مخالفة واضحة صريحة الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان المعترف بها من الدولة الليبية
ان سيطرة مثل هذه المجموعات والهيئات على تعكس حقيقة غياب الدولة ورجال القانون والحقوق وصمت المجتمع المدني وخوفه وعجزه،امام تغول المجموعات الدينية والمليشيات
المسلة،والتدخلات الخارجية.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وين السماء يارايس؟
- التمر ما يجيبنا مراسيل...
- الإنسان مواقف..
- في ذكرى رحيل أفضل ممثل كوميدي يوناني
- المعجزة اليونانية تحققت في اليفسينا*
- العالم أصبح قرية صغيرة
- من دبلوماسية البينغ بونغ الى دبلوماسية الزلزال
- القاهرة المحروسة
- مخالي اليوناني اللي غلط في الحساب
- سحر الكرة (الاخيرة)
- سحر الكرة (7)
- سحر الكرة (6)
- في مملكة توم الايرلندي..
- سحر الكرة (5)
- سحر الكرة (4)
- سحر الكرة (3)
- سحر الكرة (2)
- سحر الكرة (1)
- انطباعات ليبية عن دبلن الايرلندية
- ايرلندا..جزيرة الزمرد (6) الامم التي تكرم مبدعيها


المزيد.....




- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...
- مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد ال ...
- بعد مظاهرة داعمة لفلسطين.. يهود ألمانيا يحذرون من أوضاع مشاب ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تستهدف ميناء حيفا بصاروخ -الأرق ...
- يهود ألمانيا يحذرون من وضع مشابه للوضع بالجامعات الأمريكية
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف ميناء حيفا الإسرائيلي بصاروخ ...
- المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها ...
- الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد السلام الزغيبي - حراس الفضيلة والاخ الاكبر