أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-














المزيد.....

مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 16:11
المحور: الادب والفن
    


قبل تناول القصة ننوه إلى أن القاص استخدم صيغة القص الخارجي، مما يجعله (بعيداً) عن الأحداث، لكنه عندما سمى القصة "أم محمود" ربط نفسه بالأحداث، فهناك العديد من الروايات والقصص كان بطلها "محمود" وهذا يشير إلى وجود شيء من القاص/الكتاب في أعماله، من هنا يمكن أخذ التشابك بين الواقع المتخيل، إلى واقع الكاتب، وإلى واقع السارد، فالقصة تجمع الكيانين معا، كيان الكاتب وكيان السارد، وهذا يعطي القصة منحى مزدوج، الشخصي الواقعي، والغيري المتخيل.
ينطلق محمود شاهين من المخيم فهو مكان انطلاقة "أم محمود" في البحث عن أولادها الذي تفرقوا في أكثر من مكان، وما أن تصل حتى تجدهم قد رحلوا شهداء، ونجدها في كل رحلة تحمل معها صفيحتي زيت وزيتون، ودقيق، وزعتر" وهذا يأخذنا إلى فلسطين، فرغم أنها انطلقت من مخيم، إلا أنه موجود في فلسطين وليس خارجها، فالقاص بهذا أقرن فلسطينيتها وأكدها من خلال مال تحمله معها في رحلتها.
ونلاحظ فلسطينيتها من خلال اللغة التي تستخدمها، فاللهجة الفلسطينية حاضرة من بداية القصة حتى نهايتها: "أنا أجوع عنكم يمه، أنا أحفى أنا أعرى، أنا أبرد، أن أموت عنكم يمه بس الله ما يحرمني من شوفة عيونك وعيون ابنك ورفاقك" ص135و136.
إذن هناك اكثر من مؤشر على فلسطينية القصة، المكان/المخيم، اللهجة، الأحداث، والأحداث هي مركز القصة ومحورها، فالقاص يأخذنا إلى بداية النضال الفلسطيني وحتى أخر معركة خاضها في لبنان، تبدأ "أم محمود" بالحديث عن زوجها الذي استشهد في معركة القسطل عام 1948: "الله يرحمك يا أبو محمود ويجمعني معك في الجنة! والله ما بنسى اليوم إلي أجو فيه بجثتك محمولة على الكفوف بعد معركة القسطل" ص137، كان "أبو محمود" قد أوصى أن يكمل أولاده من بعده ما بدأه هو، فكان "محمود" بكره أول من استشهد من الأبناء، يتحدث أحد الشهود عما جرى ل"محمود" بقوله: " كان اليهود يجمعوا كل يوم مئات الشباب، ويوخذوهم إلى أماكن مجهولة يا خالتي، ...صاحب هذه الساق واحد من الألف والثمانمية" ص139، إذن "محمود" استشهد في فلسطين كوالده، بينما "علي" استشهد في الأردن في معركة الكرامة: "وبس عرفوا الشباب إني أم رفيقهم علي حطوني بعيونهم يا أبو محمود، وأخذوني لعند أبو عمار ، قال: علي كان الشهامة، كان النخوة والكرامة، علي كان بطل معركة الكرامة. بزنده دمر خمس دبابات، وأعطب ست مصفحات، ويومن شحت الذخيرة، عمل من جسمه لغم، وقفز من فوق رجم في برج دبابة" ص142، نلاحظ أن أحداث الاستشهاد يرويها آخرون، بينما يقتصر دور "أم محمود" على مخاطبة زوجها الشهيد "أبو محمود" وكأنه حاضر رغم غيابه، وإبداء مشاعرها تجاه أولادها الشهداء.
ثم ينقلنا القاص إلى "حسن" الذي استشهد في أحراش جرش بعد أحداث أيلول: "حسن بطل يا أم محمود، وظل يدافع عن جثمان القائد أبو علي حتى استشهد جنبه" ص144، بعدها يأخذنا إلى "شاهين" الذي قاتل في حرب 1973 ثم انتقل إلى لبنان ليستشهد في مخيم تل الزعتر: "ثلاثة آلاف شهيد كانوا ضحايا تل الزعتر يا أبو محمود... حكوا عن بطولة شاهين، وحكوا لي عن تل الزعتر ما يشيب رؤوس الأطفال يا أبو محمود" " ص146و148، أما "إسحاق" فقد استشهد عام 1982 رغم مشاركته في أكثر من حرب، 1987 وحرب 1980 لكن معركة بيروت وما تلاها من مجازر أخذت "إسحاق" معها: "صارت مجزرة يا أبو محمود، قام فيها اليهود وزلامهم بعد ما خلت المخيمات من المدافعين عنها" ص150، أما "عقبة" فقتل في حرب المخيمات: "المخيمات محاصرة يا خالة، عصفور ما فيه يدخل عليها" ص154، وعن ما جرى في مخيمات بيروت من وحشية، يقول رفيق "عقبة" "قبل ما يستشهد يا أماه، أوصانا أن.. أوصانا أن ..نأكل.. لحمه! أوصانا أن نأكل لحمه، كي لا نموت جوعا!! وكي نصمد في وجه الحصار!" ص161.
بعدها تخر أم محمود على الأرض وتسلم الروح، فالعائلة كلها استشهدت ولم يبق أحد منها، وإذا ما توقفنا عند الأحداث سنجد أن من تقتله العرب من العائلة اكثر ممن قتله الصهاينة، وهذا يشير إلى دور النظام الرسمي العربي فيما آلت إليه أحوال الفلسطيني، فالقاص من خلال "أم الشهداء" قدم للقارئ أحداث تاريخية وما وقع للفلسطيني من مآس إن كانت على يد المحتل، أم على يد الأخوة والأشقاء، وبهذا ينكشف ما هو مخفي وتظهر حقيقة ما جرى. واستشهاد أم محمود بعد أبنائها الستة يشير إلى نهاية مرحلة في الثورة الفلسطينية وبداية مرحلة جديدة توجت بأوسلو..

المجموعة من منشورات دار الفاروق للثقافة والنشر، الطبعة الأولى 2022.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقمانيات (9) في ماهية الخالق والخلق!
- الرواية الملحمة -الملك لقمان-
- لقمانيات (8)
- لقمانيات (6)
- لقمانيات (5)
- لقمانيات (4)
- لقمانيات 3
- قراءات نقدية في الرواية
- لقمانيات (2)
- انسان المستقبل ، الإنسان الكامل ، حسب رؤية الملك لقمان !
- عشرون مقولة في الخلق والخالق!
- يا إمي سامحيني!
- الزلازل من وجهة نظر مذهب وحدة الوجود الحديث !
- اعلان هام إلى جميع الصديقات والأصدقاء!
- -زبيدة تنتحر لترتقي بفكرة الحب المتسامي-
- قراءة شاملة لسعيد وزبيدة
- ملحمة اسمها -سعيد وزبيدة -
- تحرر العقل العربي!
- الدخول في العام السابع والسبعين؟
- - طفولتي حتى الآن- رواية سحرتني!


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - مسيرة آلام الفلسطيني في قصة -أم محمود أم الشهداء-