أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - غطرسة الوضيع















المزيد.....

غطرسة الوضيع


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 14:21
المحور: سيرة ذاتية
    


يقال إنك تعرف الصديق من تصرفاته
فمن يشبهك يبقى معك
ومن لا يشبهك يهرب منك
ولو بعد حين
فـ عندما غادرنا الفندق, و صدمتنا افعالها الخسيسة , ذهبت كل واحدة بسيارتها إلى حيث تريد .
ذهبنا للبحر أنا وأختي و ذهبت نونو حيث تسكن
أما السيدة ملعقة فقد ركبت سيارتها الجديدة التي كانت تخفيها بـ أحد الكراجات بدون أن تجعلنا نراها , وقد ضربت احد السيارات المركونة وهي خارجة , ولكن نونو لمحتها على الطريق , واخبرتنا ان السيارة تهشمت قليلا .
فقلت : بشّر مال البخيل بحادث أو وارث".
.بينما كانت اختي تلمح بأننا مجنونات لكي نصاحب فتاة مريضة بالبخل حتى في جزئية التقاط صورة جماعية مشتركة بيننا.
والصورة الوحيدة التي تجمعنا كانت بمبادرة مني و يبدو أنها غير راضية عن التقاطها.

كانت تلتقط لها صورا وحيدة في الفندق للإيحاء بأنها مهمة ولا تزور إلاّ الفنادق الراقية , بل وتدفع 50 دولار لرؤية الفندق !
فيا لحياة الرفاهية التي تعيشها !
ولم يكن يعرف أحد ممن أرسلت لهم الصور أنه إيحاء رخيص من متطفلة بخيلة .

مما جعلني افكر فعليّا ببخلها العاطفي والنفسي وبخلها المادي .
فلا التعالي ولا احتقار العمال ولا التباهي باسم العائلة الأخير الذي ليس له اي قيمة إلاّ بعقلها المريض , بل كان في بخلها المرضي الذي نبهتنا له اختي القادمة من كوكب يفحص الدواخل والقلوب والسلوكيات بعين متمعنة .
فبدأت اسأل نونو التي تقوم بتوصيلها في التنقل وفي الذهاب والإياب وفي مشاوير العمل وفي مشاوير نهاية الأسبوع إن كانت تشاركها فاتورة البترول .
(فقد كانت الاعراف السائدة ؛ ان تدفع كل معلمة لآخرى تعيش بالقرب منها مبلغ ثمانين دولار كمشاركة في ثمن البترول في حالة توصيلها للمدرسة ) .
فأجابت نونو الكوكب الاحمر , بأنها لم تعرض عليها أي دراهم من اجل خدمات التوصيل تلك
فإتفقنا أنا و نونو على اجراء محادثة مع معلمة في ذات المدرسة لتقديم خدمات التوصيل لي على مسمع منها .
فاستغليت احد جلساتنا لكي أنبه السيدة ملعقة إلى موضوع المشاركة إن كانت لا تعلم
وهذا غير وارد اطلاقا .
كنت أفعل ذلك من أجل تصرفها الأحمق في الفندق تصرف مليء بالحقارة والتكسب والإستعلاء الفارغ و الإستهانة بالآخرين.
قمت باجراء مكالمة مع صديقة تعمل معنا بنفس المدرسة وتجاورني بالسكن وادعيت إني سأبيع سيارتي الأسبوع القادم و أخبرتها أن تبدأ بتوصيلي للمدرسة (في الذهاب والإياب) يوميا
وبـ صوت مسموع وامام نموذجنا القمىء
فقلت لها : العُرف في المدرسة أن تدفع المعلمة للأخرى مبلغ 80 دولار
اليس كذلك !
وكنت احدق بوجه السيدة ملعقة التي تضاءلت وتلاشت في مقعدها وكادت تختفي .
السيدة ملعقة تصغر وتصغر و تختفي
يا للهول
كنت اجري تلك المكالمة لكي اتأكد انها عرفت
أن هناك خدمة متبادلة ,فالتوصيل ليس مجانا؛ و لكي تفتح حقيبتها و تعطي نونو الـ 80 دولار أو على الأقل لتعرف أن نونو تقدم لها خدمة لها ثمن معروف, فلعلها تدفع عنها احد الفواتير عند التوقف بأحد شيشات البترول لملء الخزان .
و لعل تكبرها يخفت وغرورها يهمد, فلا تتعالى على احد من خلق الله.
فلا تتكبر أن الله أكبر .
شعرت أنها باتت تكرهني ولا تحب مجالستي و بدأت تتقول أمام نونو باشياء غريبة
بل وصارت تشترط أن لا تدعوني نونو لجلسات نهاية الإسبوع كما قالت لي نونو حرفيا .
كنا ننتظر نهاية الشهر لنرى أن كان هذا التمساح البليد يتحرك أو يخرج بعض من امواله المكدسة لدفع فاتورة من تلك الفواتير ,ولكن لا حياة لمن تنادى
فـ أصبحت في سهراتنا و باتقاق مع نونو ومناكفة في بخلها ,اطلب الفاتورة واحاسب على طلباتي مع تقسيم ثمن الخدمة والضريبة على ثلاثتنا بشكل واضح وصريح وعلني , بينما كانت تتصرف كأغرب فتاة رأيتها في حياتي .
صم بكم عمي لا يفقهون
وكان يعجبني منظر تنفسيها في نهاية السهرة وخاصة عند الدفع .
منظر وضيع لغرور مرضي وكبرياء مجنون واستعلاء رخيص (دونية الوضيع) .
ففي بداية الجلسة وعند حضور الجرسون لأخذ طلباتنا , كانت تنفش ريشها وكأنها المعزب الذي سيدفع الفاتورة لأنها عازميتنا على ما تحاول اظهاره للجرسون ؛فهي تتصدر المشهد والطلبات
والغريب انها كانت تطلب اغلى شيء في القائمة
فاذا طلبنا قهوة تركية فسوف تطلب اسبرسو ومعروف أن ثمن كوب ( الاسبرسو) مضاعف عن ثمن القهوة التركية مرتين .
و إذا طلبنا حلويات فأنها تبحث عن اغلى طبق وتقدمه لنفسها
: عندك "موس كيك الشوكولاته
كمان يكون معاه عصير الافوكادو
بليز بسرعة "
وكنا نعتقد وهي بهذا الاندفاع القوي في الطلبات , إنها ستفتح جزدانها الذي يجلس على كرسي مثلنا ويراقبنا
وستخرج منه بعض المال لتدفع ثمن ما طلبته على الأقل .
كانت فكرة أنها ستدفع الفاتورة اعتقاد خاطىء
ومع ذلك لم يقلل هذا من غرورها وتكبرها
فقد كانت تنظر بتعالي رخيص نحو الجرسون وترشقنا بنظرة احتقار فيما لو بادلناه لطفا أو تأدبا أو دفعنا له( تيب خارجي)
فكانت تلقي علينا بنصائح مثل عدم تدلليهم وعدم منحهم اكرامية ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ )
وبل وتنصحنا بعدم التكلم معهم باريحية , بل يجب علينا أن نعاملهم كخدم كما هم بالفعل في الحياة.
منطق غريب ولا يتناسب مع حجمها الذي يتقلص ويضمر ويتلاشى عند احضار الجرسون للفاتورة !
وكنا نضحك عليها سرا ونقول :الله يعينك على عقلك.
وفي نهاية السهرة كان ذلك اجمل ما فيه لحظة مقاسمة الفاتورة , حيث تتكور السيدة ملعقة حول نفسها مثل قطة مريضة غير مرئية ؛ بينما اكون أنا و نونو نتنازع على دفع الفاتورة التي كانت متضخمة من طلباتها التي قلنا أنها لا تطلب إلاّ اغلى الأصناف .
. (عصير الأفوكادو يا بنت الإيه!
يا للغرابة
تختفي عن الوجود
؛ تلك الفتاة المتباهية باسم عائلتها الأخير .
تلك المتباهية المغرورة و التي أكلت بنصف الفاتورة من أغلى الأنواع والأصناف تتلاشى وتضمر و يختفي غرورها , لكي لا تدفع ما بلعته على حسابنا .
نلملم انفسنا مغادرين, استقل سيارتي عائدة لبيتي وانا اشتم الوضاعة والخسة
بينما تجلس ؛هي ذليلة في كرسي سيارة نونو لتقلها لبيتها.
وبعد عشر دقائق من المسير تسترجع السيدة ملعقة التي تضاءلت , تبدأ في استرجاع حجمها الحقيقي .
وتبدأ بالإنتفاخ والكبرياء الأجوف من جديد
فتحتج وهي التي لم تدفع درهما
" خمس دراهم كثير على الجرسون" !
وهكذا دواليك .
لذا قررت أن اخذ الفاتورة وبت اقسمها على ثلاث وادفع ما علي مع محاسبة الضريبة والخدمة على مرآى منها وعلى مسمعها لإظهار انها مدينة لنونو بباقي المبلغ, لعل غرورها الفارغ يخفت خجلا ,فتتصدر الدفع وتحافظ على ماء وجه غرورها المتصدر.
فهي تعمل معنا وتستلم نفس الراتب ولدينا سكن مثلها ندفع اجرته.
فلما البخل والشح و مسك اليد !
كانت تشع من عينيها نظرات اللؤم والخبث نحوي لأنها كانت مبسوطة سابقا ؛ فهي تتسلى وتتعشى وتنتقل بالمجان وعلى حسابنا في نهاية كل اسبوع
وقد سببت لها الحرج الكبير بتقسيم الفاتورة واظهار نصيب كل واحدة, بل وامعانا في إذلالها (شايفة حالك على شو !)
كما يقولون
شحاد وحامل وردة
أو شحاد و نزهي
(من النزهة يعني الخروج في نزهات مجانية )
واللي ياكل ببلاش ما يشبعش
أبو بلاش كتر منه

وامعانا في إذلالها , كنت اخرج حقيبتي و إعطي نونو قيمة مشترياتي أمامها لكي تبادر بالدفع مثلنا
في حين تغمض حقيبتها الجالسة على كرسي مثلنا عينيها مدعيّة التظاهر بالنوم .
فهل كانت تدفع !
قمة الجشع والطمع !
تخبر نونو أنها ستحاسبها فيما بعد لأنها لا تملك فكة
هههه طبعا حدث هذا بعد عشرات من الولائم المجانية وبعد تأكدنا إنها تستغلنا و تستحقرنا ولم نكن لنفعل ذلك لو كانت لنا صديقة وفيّة و فقيرة ولا تملك المال
فهذا التصرف لا يتناسب مع اخلاقنا ولكن في حال نموذجنا القمىء الذي يجمع المال لشراء سيارة لـ يتباهى بها على امثالنا وعلى الآخرين
ولا يحرم نفسه من الطلعات والطعام مادام مجانيا ونحن ندفع ثمنه فهي تعتقد أنها مركز الكون وأنه علينا أن نشكرها لأنها قبلت صداقتنا ومرافقتنا
وفي أول صعود لها سوف تتبرأ من صداقتنا
مخلوقة مريضة وغير مسليّة وفي قمة التفاهة والدونية وينطبق عليها المثل القائل
{ لا بيسلي ولا بيحلي} .
وهكذا عزيزي القارىء ستجد أن البخيل والشحيح من اقذر الشخصيات التي قد تصادفك في حياتك . وأبشعهم
(وضاعة البخيل )
وهو أن ينافس التكبر و الغرور والإستعلاء
البخل

؛مثل صاحبتنا هذه ( فـ هي تعمل معنا وتستلم نفس الراتب ولدينا سكن مثلها ندفع اجرته ؛ فلما البخل ومسك اليد والتقتير ) وزيادة عليها رخمة وثقيلة الدم وغير مسليّة و متكبرة على خلق الله
فـ مثل هذه (سواء كان أنثى أو ذكر) لا يمكن مصاحبته ولا مجاملته ولا تتخذه رفيقا برحلة أو سفر ,
وعامله معاملة القنفذ ( لا تسكن معه ولا تجاوره
و لا تصاحبه ولا تحضنه ولا تسلم عليه )
يقولون :
"لا يوجد ابشع من غطرسة الوضيع"
وتقول ستي أم عطا :"
أكل الرجال على الرجال دين
واكل الأنذال صدقة
فكيف يا رعاك الله
تستوي رائحة الغرور و التكبر والإستعلاء
مع أخذ الصدقات والهبات والهدايا



شيء غريب ونفسيات اغرب

وأبعد الله عنكم
دونية المتعالي وغطرسة الوضيع
يقول محمود درويش :"
أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع

شيء غريب ونفسيات اغرب

وأبعد الله عنكم
دونية المتعالي وغطرسة الوضيع
يقول محمود درويش :"
أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البخلاء والسيدة ملعقة
- حوار بين رانيا العبدالله و انتصارالسيسي
- نوستالجيا رقبة انتصار السيسي والحنين الى الماضي الغابر
- ترامب والوثائق المسروقة
- ايلون ماسك بالحياة وكيف نجا من حفلة الغواصة
- إيلون ماسك و زوجته الأنثى الروبوت ( كاتانيلا )
- مدام - شوكولا مو - في متحف الشمع
- -اسامينا -ولكل من اسمه نصيب
- ابتسم , ابتسامة (Placebo) و ستكون أفضل
- الأرزاق الخفيّة و خدمة الأم
- زوجة ناصر؛ الزوجة الصالحة رزق
- ابتسامة الموناليزا وجنون المثقفين
- - السيدة -ظريف ظريف - و السيدة إشاعة وابتسامة سالم
- اسامة فوزي الملقب :ابو برنيطة - شاهد على العصر -
- صفر نفايات كتابية
- قطة كريستيانو رونالدو و الإمام الجزائري واللايك العالمي
- وادي عبقر واماكن التعاقد مع الشياطين
- اندريه ريو - و معــــزوفـــة الشيــــطان - واحسرتاه يا عجلة ...
- اعراس ملكية لاذعة
- تموت الأشجار واقفة


المزيد.....




- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...
- أنقرة: سننضم إلى دعوى جنوب إفريقيا
- مقتل عنصر بكتيبة طولكرم برصاص الشرطة الفلسطينية والناطق الرس ...
- نيبينزيا يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة
- مؤيدون لإسرائيل يهاجمون طلابا متضامنين مع غزة وسط موجة مظاهر ...
- شاهد.. القسام تقصف حشودا إسرائيلية في محاور غزة
- شاهد.. القسام تقصف قوات إسرائيلية في محيط غلاف غزة
- إسرائيل.. مراقب الدولة يدعو نتانياهو وهاليفي للتعاون في تحقي ...
- سيناتور أميركي يطالب بضمانات صارمة على السعودية في أي اتفاقي ...
- أوكرانيا.. صاروخ باليستي روسي يستهدف ميناء أوديسا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - غطرسة الوضيع