أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - ابتسامة الموناليزا وجنون المثقفين















المزيد.....

ابتسامة الموناليزا وجنون المثقفين


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 18:50
المحور: سيرة ذاتية
    


كنا قد انتهينا في النص السابق عند فلسفة قمت باختراعها من براعم افكاري اليانعة وهي؛
هل هناك ما يسمى "جنون الثقافة " ؟
و الذي يجعلك منعزلا عن الآخرين بروحك ,غريبا بينهم رغم قرابتك البيولوجية ,وحيدا حتى وأنت بينهم تأكل وتشرب معهم وتناكفهم وتنتقدهم .
ذلك الإنعزال الروحي , ليس كما قالها سارتر يوما "الآخرين هم الجحيم " بل لأن الجحيم هو أنت.
الجحيم لأفكارك الغريبة التي لا تأتي على مقاسهم الفكري والمنطقي بل السلوكي ايضا .( اشتريت قبل ايام (بيانو صغير ) لتعلم الموسيقى , فقوبلت بالإستهجان المريب .
فعليّا / هل يوجد ما يسمى بثقافة الجنون أو جنون الثقافة ؟
كيف يبدو شكل و سلوك مجانين الثقافة؟
لأتحدث عن نفسي قليلا
( علما إنني اثق بأني لم اصل لمستوى أن اقول عن نفسي بكل ثقة أني من ضمن المثقفين , لأن الثقافة بحر واسع و لا يمكنك الغوص به في كل الأوقات إلا إذا كنت حوتا ازرق ) .
في زيارة لتركيا قبل اعوام , كانت مجموعتي السياحية تجرب كل انواع الطعام الموجودة في المطاعم , بينما كانت محسوبتكم تقف في اطول طابور قد تراه بعينيك لزيارة اكبر متحف في اسطنبول , استغرقت زيارته ثلاث ساعات أو أكثر .
جنون الثقافة هي ان يجتمع ذوقك على سماع موسيقى ديمتري شستاكوفيتش , في حين , كل من حولك يعجبهم احمد سعد وأحمد شاكوس .
الجنون الذي يجعل الآخرين يشترون خلاط كهربائي أو ساعة براند
أو هاتف آيفون, بينما أنت تتخيلين متعة شراءك لوحة موناليزا في احلامك أو من ورشة دافينشي للأعمال المزورة .
الجنون الذي يراه الآخرين , عندما يرونك تنفق آخر دولار معك
لشراء كتاب شعر أو رواية , بينما هم يقفون في طوابير يشترون وجبات جاهزة , في فترة إنتظارهم تلك بملأ بطونهم بالطعام ,تكون أنت قد مضغت شعرا ثوريا .
الجنون الذي يجعلك تذهب في رحلة جماعية , جميع من فيها يرقص على انغام حمو بيكا في حين أنت تمسك رواية "الوعر" أو رواية "عداء الطائرة الورقية".فيصرخون عليك ايها المجنون
نعم أنت مجنون
ويطالبونك بأن ترمي هذا الشيء البغيض جانبا , لتشاركهم جنونهم الجماعي بالرقص المنفلت.
الجنون الذي يجعلك منعزلا عن الآخرين ليس كما قالها سارتر "الآخرين هم الجحيم " بل لأن الجحيم هو أنت
لأنك لا تشبه محيطك ولا تشاركهم اهتماماتهم.
الجنون الذي يلاحق فكرة انعزالك عن الناس بنظرة وجودية بحتة
وليس كرها بالناس, بل من باب ان" افضل الزهد هو الزهد من الناس"
و لأجل الناس ومن الناس
أما إذا طلبت تفسير تلك العبارة الأخيرة , فسأحيلك لـ طبيب نفسي يشرحها لك على رواق
ههههه
وهذا يحيلنا للتعمق قي حالات البشر ومشاكلهم النفسية أكثر للتفرقة بين المجانين
قتخيّل ؛ يارعاك الله
*اثنان من التوائم , خارجان من نفس البيئة, ولديهم نفس كمية المال والجاه والمنصب و يجلسان قي مكان ما ويعملان الشيء ذاته, ومع ذلك يمكن أن يكون احدهم سعيدا والاخر تعيسا
لماذا ؟
هل هي طريقة التفكير كما يقول شكسبير " ليس هنا شيء جيد أو ردىء ,إنما التفكير هو الذي يصور لك احدهما " .
التفكير هو السبب إذن
وحسب قبعات دي بونو عندما ترتدي القبعة السوداء دائما فلن ترى سوى السواد والاكتئاب وسترى كل الأمور بمنظار سلبي , لذلك يقولون لك " غيّر قبعتك يتغيّر تفكيرك "



يقول (SENECA) كل شيء يتعلق بتفكير المرء, رجل غير سعيد؛فهو كذلك بناءً على ما أقنع نفسه به(إنه غير سعيد).
ارتدي القبعة الصفراء لطرح البدائل والمتغيّرات
, ارتدي القبعة الحمراء لوصف المشاعر واستخدامها
كنت في زيارة لمنزل اخي وقد جاءت ابنتهم من سفر قريب ووجدتهم يحضنونها جميعا رغم أنها لم تغب سوى يومين ,
فابتهجت.
جميل ان تعبّر عن عاطفتك بالاحتضان , اما تبلد المشاعر فهي عيب نفسي مقرون بالضعف لدى أكثرنا ولا نجهله .
البارحة, ارسلت على سبيل الدُعابة ,مسجات ورسائل جميلة لأخواتي البنات , فـ هلّت الرسائل المستوضحة ؛ وكُّلّها تبدأ بعبارة ( شو , خير, شو في ) (شو بدك ) (ما معي بيزات ) واطرفهم ردا كان (اللهم إن كان سحرا فابطله) هههههههه
ألم اقل لكم أني مليئة بالعيوب !
وكنصيحة اقول , في آخر المطاف وفي كل امور حياتك
ارتدي القبعة الزرقاء ليتسع افق تفكيرك كما هي السماء الزرقاء ممتدة وواسعة الأفق و لتنظر للأمور من علو ورفعة وبشمولية أكبر .
غيّر قبعاتك التفكيرية كما تغيّر ملابسك .فتبدو متكاملا وانيقا وذو مظهر حضاري وعقل منفتح ,ولكن أن بقيت مصرا على لون قبعة واحدة , فلن تفهم الحياة إلا من منظور واحد .ونتمنى أن لا يكون اختيارك اللون الأسود لأنك ستحرم من حولك من اجمل شيء في الحياة
وهو الإبتسامة .
تقول اختي ( غيرانة )عندما كانت في المشفى مع والدي
: لا انسى كيف اشرقت عيناه وابتسامته العريضة من النيع للنيع عندما رآك تدخلين )
فالابتسامة ,هي المفتاح الذي يفتح لك كل الابواب المغلقة .
قي حالة نموذجنا الثالث والتي يبدو إنها سقراطية بدون أن تعرف من هو سقراط الذي وصف سر السعادة ليست للسعي للحصول على المزيد, بل بقدرتنا على الإستمتاع بالقليل.
ربما يكون فنجان القهوة الصباحي الذي تشربه صباحا مع من تُحب يجلب لك السعادة التي لا تنتظر منها أكثر من ذلك , والتي ربما تعيشها تلك السيدة التي اسميناها بالسيدة "ابتسامة السالم " لأن زوجها العجوز المدعو سالم وبعد زواجه منها افتقر, فاسكنته في بيت والدها الفارغ ورغم ذلك , لم يمنع الابتسامة أن تطوف على وجهها الطيّب الباسم , رغم خلو حياتها من المباهج ؛ فلا مال ولا ثراء ولا انجاب, ومازالت تبتسم للدنيا
فالابتسام قرار و السعادة قرار
والحزن قرار
بعد وفاة والدي , اصابتني حالة اكتئاب طويلة لأنني تركته في آخر أيامه وحيدا وسافرت , ثم قررت أن ذلك لن يجدي نفعا , فالرجل مات بعد تسعين عاما من اللهو الخفي وهو يضحك ويسخر ويقهقه .
رجل عاش سعيدا ومات سعيدا ولم يحزن إلآ قليلا
فلما احمل نفسي فوق طاقتي
الآن كلما اتذكره ابتسم
اتذكر قفشاته وضحكاته ومنظر القرد يتنتنط على اكتافه بحبور.
لقد كان يفعل كل شيء من اجلنا لكي يرانا نضحك ولا نحزن , فلما احزن لموته لمجرد أن ثلاث اشهر منها قضيتها بعيدا عنه .
نعم خذ قرارك , اترك الحزن وغيّر طريقة تفكيرك تستقيم الحياة .
افتح عينيك واغمر جسدك بضوء الشمس لا تخشى التجاعيد اجعل روحك تمتلأ بالدفء نعم , قل انا افضل من غيري
املك قدمين , امشي بهم في المروج لرؤية الاخضرار الرباني
عينان جميلتان أملكهما , فلنجعلهما تبتسمان دائما
فماذا ينقصني !
نعم ابتسم
فالابتسامة لا تكلفك شيئا , إنها مجانية , وتجعلك محبوبا وعندما تمر على الناس فلن يديروا وجوههم عنك بل سيستقبلونك بالأذرع و الاحضان.
اتذكر فيما اتذكر , دكتورا جامعيا
( من عبوسه كما يقولون بيقطع خميرة الخبز من البيت )
صادفته ,من تلك الصدف السيئة في احد الدوائر الحكومية , فتعوذت من الشيطان الرجيم ثلاثا و رباعا وخماسا .
واذا به يقول لي وخاصة بعد امتناعي عن السلام والكلام بوجوده , تصرفت و كأني لا اعرفه ,فقد كان رجلا قميئا , جلفا , قاسيا , و مقرفا بعبوسه الدائم لدرجة أنه عندما كان يبتسم عرضا وهذا قليل , كانت الابتسامة تعبر عن نفسها وكأنها شتيمة يرشقك بها .
فاذا به يقول لي: أنا درستك في الجامعة في قسم علم النفس
اليس كذلك ؟
فرددت ببرود ثلجي و بدأت التحديق بوجهه لأثبت له أني اتذكر ؛ أن كنت صادفت مثل هذه السنحة , وفي سري كنت اقول ( سبعك هو في حد بنسي شكلك المخيف )
هناك نوعان من البشر لا يمكن نسيانهم ؛ شخص احببته كثيرا وشخص كرهته كثيرا .
ثم قلت بتوكيد لا شك به: أنا لم اراك بحياتي .
ثم تذكرت الرسوم التي ضاعت مني بسبب هروبي من حصصه
وأكملت بصوت خافت : ولا حتى في اسؤأ كوابيسي
كنت اتبرأ من تلك اللحظة ليس كذبا لمجرد الكذب
بل تنكرا لتلك اللحظة التي لا أريد لها أن تعاد ؛ فذكراها السيئة لا يمكن أن تُنسى, وتكشيرة وجه القاتمة و تقطيبة جبينه المزعجة للنظر , ولوي فمه , استخفافا وسخرية كلّها جعلت منه رجلا قبيحا وبشعا و لا أريد أن يلصق بذاكرتي ولا يكون جزءا منها .
سبحان الله , ما الذي يضيره لو كان رجلا حسن العشرة طيب المسلك , خلوق و مسلي ودمث الأخلاق !
ماذا كسب هذا الرجل بتجهمه !
ماذا كان يمكن أن يخسر فيما لو كان ودودا وحسن المعشر وترك بصمة طيبة في نفوس الطلبة ولو بابتسامة ودودة لن تكلفه شيئا !
وهذا على عكس دكتور آخر كنت اشعر بسعادة مطلقة في حضور دروسه , لدرجة أنني كنت يوما مريضة جدا وعلى وشك السقوط ارضا من التعب , ولم أغادر القاعة إلاّ عندما انتهت , فالذكريات التي يخلفها البعض وراءه تعيش طويلا بداخلك وهي توقيع بصمة لصداقة روحية طويلة المدى مع لطفاء مروا بحياتنا , حتى لو انقطعت صلتنا بهم فيما بعد .
فمجرد الاعتزاز بأن احدهم كان لطيفا معك هي بمثابة عقد صداقة ابدي لن تنكره أبدا , كما انكرت معرفتي بفأر سكنر العابس الجلف و المخيف.
فافضل ما يمكنك منحه للآخرين هو ابتسامة فقط واهتمام بكلمات شكر أو امتنان , لا تكلفك درهما
ورغم امتلاكي كثير من العيوب التي لا أنكرها ولكن من فضائلي الحميدة وليس مديحا "فكل من مدح نفسه يبي رفصة "كما يقولون
ولكنها فضيلة أداوم على جعلها على شفتي في كل الاوقات وهي عندما استقل الحافلة وعند نزولي منها لا بد أن اشكر السائق و أنا امنحه الاجرة ؛ فهؤلاء قوم يقضون ساعات طوال في الطريق ويرون جميع اصناف البشر
أفلا يستحقون كلمة شكر لتحملهم غلاسة دمك وثقل وجودك في هذا الكون الذي لا تفعل له شيئا سوى تدميره
كلمة شكر خفيفة على اللسان ولكنها ثقيلة في الميزان
وذات وقع جميل على الأذن و ظريفة للّذي يسمعها
وتترك أثرا طيّبا في الوجدان.


اما القاعدة الثالثة التي ذكرها الكتاب ( كيف تكسب الاصدقاء),,,,,,,,,و
(تعبت ) بنكمل بكرة إن شاء الله .



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - السيدة -ظريف ظريف - و السيدة إشاعة وابتسامة سالم
- اسامة فوزي الملقب :ابو برنيطة - شاهد على العصر -
- صفر نفايات كتابية
- قطة كريستيانو رونالدو و الإمام الجزائري واللايك العالمي
- وادي عبقر واماكن التعاقد مع الشياطين
- اندريه ريو - و معــــزوفـــة الشيــــطان - واحسرتاه يا عجلة ...
- اعراس ملكية لاذعة
- تموت الأشجار واقفة
- 12 سنة من العبودية و أنا سبارتكوس
- السياحة في الأرض والقرصنة الثقافية
- -p in the Air - -View from the Top -(هناك في الأعلى)
- إنها بلاد شريرة تقتل الغزلان
- Triangle of Sadness مثلث الحزن
- بصلة بابلو نيرودا و الحزن الشفيف
- دجاجة سقراط و قليل من الزعفران
- كاري الأمعاء
- لا تأكل طعامك على مائدة غيرك
- غزال وبداخله زلزال
- سيقان شجرة الفاصولياء السحرية وارواح الغزلان البرية
- الباذنجان في زمن الكوليرا


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هاله ابوليل - ابتسامة الموناليزا وجنون المثقفين