أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم فنجان الحمامي - طباخات الرطب ومأساتنا المناخية














المزيد.....

طباخات الرطب ومأساتنا المناخية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 09:05
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


لكل بقعة من العالم تقويمها المحلي المتداول. تقويم يجمع بين التقلبات المناخية ومسمياتها الموروثة. وربما انفردت البصرة بتقويمها المرتبط بالبحر والنهر والمرافئ وبساتين النخيل والحناء. حيث يتعامل الناس هناك مع مواسم: الأحيمر، والچلة، والأزرگ، وجويريد، وبردة العجوز، ومن هذه المواسم: موسم (طباخات الرطب)، الذي يمثل أيام الحر والعطش والأجواء الخانقة، وتكون فيه الرياح الجنوبية الشرقية مشبعة برطوبة تحبس الأنفاس، فيتحول الرَطْبُ وهو في أعذاقهِ إلى تمر ناضج، لتبدا بعد ذلك مرحلة قطفه وبيعه وتصديره، ثم يأتي فصل الخريف، فتصبح مكابس التمور على موعد مع موسم (غسالة اليواخين) الذي يحمل الزخة الأولى للأمطار، فتنهمر المياه على اليواخين (الچراديغ) لتغسلها وتنظفها من الدبس وبقايا التمر. .
ولموسم طباخات الرطب دلالات تاريخية عند السومريين والبابليين، فهو موسم الخصب في الميثولوجيا القديمة، حيث يلتقي فيه إله الخصب (تموز) مع آلهة الحب (عشتار)، ويعد من المواسم المقدسة عند أهل العراق, وقد أفرد الملك حمورابي لوائح قانونية محددة للحفاظ على النخلة في مسلته الشهيرة قبل أكثر من ستة آلاف عام. .
يبدأ موسم (طباخات الرطب) في العشرين من تموز (يوليو) وينتهي في العشرين من آب (اغسطس). وهو من أشد المواسم إزعاجا للناس، وبخاصة في السنوات التي سبقت عصر اختراع الكهرباء واجهزة التكييف. .
كانت معدلات الحرارة ترتفع في هذا الموسم إلى 45 درجة مئوية في الظل، اما الآن فقد تجاوزت معدلاتها حاجز الخمسين درجة مئوية بسبب جفاف بساتين النخيل على ضفاف شط العرب، وبسبب انكماش مساحة الاهوار شمال البصرة، وبسبب تكاثر مشاعل الغاز الطبيعي الملتهب في حقول الرميلة وأخواتها. .
تذكر المرويات الشعبية ان أحد ولاة الامبراطورية العثماني وصل ولاية البصرة في موسم طباخات الرطب، فسأل حاشيته عن أسباب الحر الخانق، قالوا له: أنها الأيام التي تنضج فيها تمور النخيل. فصرخ غاضباً: اقطعوا رؤوس النخيل. اقلعوها جذوعها من الأرض، وامنعوا زراعتها، ولن اسمح لبساتين النخيل بعد الآن برفع درجات الحرارة. .
كان ذلك الوالي الأحمق في منتهى الرعونة والغباء. ثم جاءنا من هو اغبى منه بعشرات المرات، فقد شرعت الحكومة العراقية في المدة من عام 1980 إلى عام 1988 بتنفيذ مشروعين غبيين، تلخص الأول بتجريف بساتين النخيل على امتداد الشريط الأخضر الموازي لضفاف شط العرب إبتداء من مدينة ابي الخصيب وحتى رأس البيشة، وتلخص الثاني بتجفيف أهوار جنوب العراق وحرمانها من روافدها المائية، ففقدت البصرة رئتها الطبيعية التي كانت تتنفس منها، وتعطلت فيها مصادر الرياح المنعشة، وتفجرت في ضواحيها براكين طباخات الرطب لتضرم نيرانها في أجواء البصرة، وتضيق عليها الخناق. وكان الله في عون العمال والمرضى وكبار السن. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق سيادية معروضة في البورصة
- العساكر عربية والخنادق أمريكية
- البكاء على أطلال ميناء المعقل
- اشباح راقصة فوق سكة القطار
- لم يعد نفط العرب للعرب
- صورة الفشل بالأشعة السينية
- صفقات بيع الأطفال بالجملة والمفرد
- من يحمي العرب من مطارات العرب ؟
- البحث عن جنة عدن
- موناليزا الاهوار ليست عراقية
- اهوار في الطرف الآخر من العالم
- ترليونات لقتل العراقيين
- التوريث الرئاسي في دولة بابا
- الإلهاء برقصة الفستان الأزرق
- حكاية واقعية من السبعينيات
- السنجليورتي: خطر آخر يتربص بنا
- الوقوع في مصيدة المطارات
- مطارات قريتنا
- قيادي فقد لسانه فأختار الصمت
- العدو الوهمي والطرف الثالث


المزيد.....




- السياحة في جزر سيشل: الزوار من دول الخليج يتمتعون بقيمة كبير ...
- تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي ...
- صورتان جويتان لرصيف المساعدات الإنسانية في غزة
- روسيا تطلق صاروخا فضائيا على متنه أقمار صناعية لأغراض عسكرية ...
- من رفح إلى المجهول.. قصص مأساوية لفلسطينيين -فقدوا كل شيء-
- أوشاكوف: الرئيسان الروسي والصيني ناقشا في اجتماع ثنائي الملف ...
- إيران -تدين وترحب- ببنود في بيان القمة العربية في البحرين
- أستراليا تعلن حزمة دورية جديدة من العقوبات ضد روسيا
- إنقاذ رجل دفن حيا وبقي 4 أيام في القبر
- تصويت لحجب الثقة عن رئيسة جامعة كولومبيا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - كاظم فنجان الحمامي - طباخات الرطب ومأساتنا المناخية