نعيش فى الوقت الضائع

جدو سامى
كاتب وباحث وروائى متنور ومؤمن بالحريات الجنسيةوالدينية والابداعية والفكرية كاملة

الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 12:08
المحور: الادب والفن
    

نعيش فى وقت لم يفترض بعمرنا أن يمتد إليه
لا أتكلم هنا عن السن
نعيش فى الوقت الضائع
حين لا نجد عملا مجزيا بمؤهلنا
نعيش فى الوقت الضائع
منذ انهار الاتحاد السوفيتى
نعيش فى الوقت الضائع
منذ نكبات 2011 وما بعدها
نعيش فى الوقت الضائع
منذ أفغانستان 1993 ولليوم
نعيش فى الوقت الضائع
منذ توفى والدى الخالدان اللذان أحبانى وأكرمانى للغاية
بلا غرض ولا مقابل
نعيش فى الوقت الضائع
منذ صار الزواج بمقابل مهر ومؤخر وشبكة وقائمة أثاث
نعيش فى الوقت الضائع
منذ ارتفع سعر الملبس والمأكل والدواء
نعيش فى الوقت الضائع
منذ أصبح كبر سن حبيبتك عنك عيبا
ومنذ أصبح انفاق حبيبتك عليك عيبا
ومنذ أصبح جلب شقة الزوجية من مالك وحدك دون مالها
نعيش وقتا كان ينبغى أن نكون فيه أمواتا مرتاحين بالإترنال سليب والإترنال ريست
وليس فى هذا العالم المفتقر للأخ والحبيبة والصديق
هذا هو الوقت الضائع
نعيش الوقت الضائع
منذ انتهت السكيولارية والسفور من موطنى وجيرانه بالشرق الأوسط الكبير
وحل محلها الحجاب والنقاب والعباءة واللحية والاخوانية والسلفية وفروعها والأزهرية
نعيش الوقت الضائع
منذ انتهى الحب والعاطفة والرومانسية لدى الرجل والمرأة
وحل محلها الطمع والاستغلال والجنس المحض والمادية والرأسمالية
نعيش الوقت الضائع
منذ إيران 1979
نعيش الوقت الضائع
منذ الصومال 1991
نعيش الوقت الضائع
منذ السودان 1983
نعيش الوقت الضائع
منذ مصر 1970
نعيش الوقت الضائع
منذ انتشر التهكير والبلطجة والعنف والارهاب
ومنذ انتشر التعصب والظلامية
إنه وقتهم لا وقتنا
إنه عصرهم لا عصرنا
وما كان ينبغى لعمرنا أن يمتد إلى هذا الحد
نحن بانتظار صفارة النهاية بفارغ الصبر
نحن بانتظار رصاصة الرحمة التى لا تأتى أبدا
نعيش الوقت الضائع
منذ انتهى زمن الثقافة والفنون والآداب
وبدأ زمن الجهل والخرافات والخزعبلات وفكر الخيمة والعفاريت
زمن تحدى العلم البحت بالجهل والخرافة مجددا




قصصى باسمى جدو سامى على جوجل درايف

https://drive.google.com/drive/folders/1N0wKMRM9mRd5pSI4Dyq2zt5orcQwEH3K?usp=drive_link

#جدو_سامى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل