أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي















المزيد.....

اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


تصدير : حين أقرأ أشعار الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي..ألتزم الصمت في إنتظار اختمار عشب الكلام ..
-في القصائد وحدها نعيد بناء العالم..ألن غسنبرغ

عندما سئل أدونيس عن دور الشّعر في المجتمع المعاصر، قال: «الآن يبدو أنه لم يعد للفلاسفة والعلماء ما يقولونه، ولكنّ الشّعراء نعم»، ويرى كذلك: «أنّ الشعر حتى إن كان لا ينطوي على جانب علمي، وقد لا يكون في مقدوره تغيير العالم، إلاّ أنه ـ مع ذلك ـ يمكنه تغيير رؤية الإنسان حيالَ هذا العالم، ونوعية علاقاته مع الآخرين»، ويرى أدونيس من جانب آخر: «أن الرّوائييّن لم يعد لهم أيّ تأثير كبير في المجتمع المعاصر، حتى إن كان لهم قرّاء أكثر ممّا لدى الشّعراء، فالرّوائيّون يمرّون في عقل أيّ إنسان بطريقة أفقيّة وسطحيّة،وهم يؤثّرون في القرّاء المستهلكين،أمّا الشعراء فإنهم يؤثّرون في القرّاء المبدعين،فسرد العالم يعني نسخه،وإذا كنّا ما نقوم به هو استنساخ الحياة،فإننا لا نقوم بأيِّ شيء حقيقيّ،فالفنّ والإبداع ينبغي لهما خلق طاقة منتجة،والشّعر يتميّز برؤية خاصّة وشاعرية نحو العالم».
وأنا أقول : لا شك في أن للمتخيل الجمالي قيمته المثلى في الكشف عن خصوبة الشعرية،ذلك أن الشعرية في جوهرها الإبداعي خلق،وتوازن،وإبداع،وطاقة تخييل خلاقة،لا يمتلكها إلا الشاعر المبدع،وطريقة تشكيله النصي،وهذا يعني أن درجة وعي الشاعر،ومهارته الإبداعية هي التي تثير الحساسية الشعرية،وتحقق متغيرها التخييلي الجمالي الخلاق،الذي يتأسس على سعة الأفق،وعمق التأمل،وسحر الرؤيا الوهاجة.(الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي نموذجا)
وبتقديرنا:إن قيمة أي عمل فني جمالي مؤثر تزداد أهميته بمقدار الرؤية التخييلية المتوهجة ؛وانميازها إبداعياً حتى حققت منتوجها الإبداعي المؤثر،ودليلنا أن الشاعر المبدع يرتقي بمتخيلاته الشعرية آفاقاً من الحراك الرؤيوي الجمالي الذي يضمن عمق التأثير،وبلاغة الرؤيا، من خلال العوالم المبتكرة التي يرتادها؛والآفاق الجمالية التي يجسدها،وتأسيساً على هذا يمكن القول::"إن عوالم الشاعر الخارجية تفرض عليه أن يواكب العصر،وإذا تمايز عنه في جانب معين،فذلك لإعادة الخلق، والإبداع،وترتيب الوجود حوله؛أما دقة الشاعر في عمق الصورة المدهشة،والتي توافيه من ذاكرة الحزن،أو الفرح،أو الحب؛فلها زمنها التوليدي في التخيل والتخييل، فاقتران" الرؤيا"بالصورة الشعرية يتم بالتخييل مثلاً،لأنه معطىً هيولي يتحقق شعرياً بالصورة المجردة للروح،حيث يخرجها من الكلام الظاهر إلى الكلام الباطن،ومن الزمن الزائل إلى الزمن السائل،أي من الزوال إلى الثبات،والخلود،والإستمرار".
وهي تحمل في طياتها عوالم ممزوجة بصور المحبة والجمال والمعاناة،هذه القصيدة التي كتبها شاعرنا القدير والأديب المرهف الإحساس وحامل هموم الإنسانية والوطن الشاعر التونسي المتميز عربيا وليس محليا فحسب-د طاهر مشي.
هذه القصيدة التي أختار لها عنوانا مناسبا ”أعتاب قافيتي ” غاية في الجمال والروعة من حيث المضمون والمعنى الإنساني حيث الجرأة المميزة التي نادرا ما نراها بأسلوب دقيق وبسيط يلامس شغاف القلب والروح،وحينما تقرأها لا تود أن تنتهي أبدا،هذا حال الشعراء المهرة الذين يلامسون-كما أسلفت-بقصائدهم العذبة نرجس القلب،هذا في الوقت الذي تزدحم فيه الساحة الشعرية وطنيا وعربيا بأنصاف الشعراء ممن يكتبون-تعسفا على ذكاء القارئ-قصائدَ لو سلطنا عليها "المقاييس المدرسية"لقلنا أنها كتابات خارج الموضوع..!!
لنقرأ معا هذه القصيدة العذبة التي-رسمتها-في شكل لوحة فنية في منتهى الروعة والتجلي،أنامل الشاعر القدير د-طاهر مشي..
وسألتزم الصمت في إنتظار اختمار عشب الكلام :
أعتاب قافيتي
صمت على أعتاب..قافيتي
والبوح يلجمني بموهبتي
والليل أضناني به السهر
والحرف مشتاق..بأوردتي
والبدر والأنواء والسحب
قد خيمت والشوق..مقربتي
حيث انتشى نبضي بلا طرب
لا طيف يدنو اليوم..مملكتي
لا طير يشدو في روابينا
حلم الأنا موؤود من شفتي
كنا أنا والبدر في وله
نلهو بدرب العشق..ملهمتي
واليوم فالأشواك تلحفني
والنبض أشتات بها لغتي
أنشودة أنت..الهوى رحل
شهد على الأطلال..ملحمتي
اليوم رحال بها الذكرى
حتى يجيش الشوق..قافلتي
أحنو على الأوتار أسرجها
كي تعزف الألحان من هبتي
إني أنا المشتاق في لهف
أتلو على العشاق..موعظتي
أهذي بذي الأشواق لا أسم
في موطن العشاق..يا أمتي
طاهر مشي
لقد توسل الشاعر لغة انسيابية رقيقة تخدم غرض القصيدة ومقصدها مصبغا عليها أسلوبا مرنا وشفافا في بناء متناغم ومتناسق كأنه يستحضر مقولة كيتس عن بناء الشعر " إذا لم يجيء الشعر طبيعيا كما تنمو الاوراق على الأشجا..فخير له ألا يجيء ".
والشاعر (د-طاهر مشي) هنا كأنه يقدم مشهدًا سينمائيًا قويًا بأجوائه،بحيث تبدو الكلمات وهي تتحول إلى صور شعرية فاتنة،تغري بمتابعة القراءة والغوص فيها.وهو أمر معتاد في تجربة هذا الشاعر التونسي الألمعي،حيث يجعل من الكلمات تتراقص في خفة جمالية مذهلة وهي تلتقي ببعضها البعض كي ترسم للمتلقي عالمًا شعريًا فريدًا.
يغوص الشاعرد-طاهر مشي في ثنايا الحياة واصفًا إياها في شعر صافٍ جميل يكون بعمله هذا قد جعل من الشعر وسيلة تعبير غاية في التصوير الجمالي المبدع،وجعل من التأمل الشعري طريقة فنية غاية في الإبداعية،وفتح بعمله الشعري المتمي هذا آفاقًا جديدة في الكتابة الشعرية العربية الحداثية بامتياز،وهو ما جعل من شعره في مختلف تجلياته وتمظهراته المتنوعة،يمتد في التربة الشعرية العربية الحداثية،بانسيابية كبيرة ويحظى بالتقدير النقدي الجدير به..
على سبيل الخاتمة :
ريطة الشعر العربي ما زالت واضحة المعالم على الرغم من محاولة بعض المتشائمين طمسها،فللخارطة رموزها وتضاريسُها الإبداعية،وهناك شعراء رواد شكّلوا قمماً إبداعيَّة لهذه الخارطة لا تطالها رياح التعرية المحملة بغبار العولمة،من أمثال السياب والبياتي والفيتوري والماغوط وصلاح عبد الصبور والجواهري.. وكذا الشاعر التونسي القدير د-طاهر مشي..
دمتَ-يا شاعرنا الفذ-(د-طاهر مشي) لامعَ الحرف..وذائقا لمعانيه العميقة.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الحيرة..ووجع السؤال..قراءة تأملية-متعجلة-في قصيدة الشاع ...
- هل يحتاج القاموس الشعري للشاعر التونسي القدير جلال باباي..إل ...
- اشراقات قصيدة الومضة لدى الشاعرة التونسية القديرة فائزة بنمس ...
- تَوهُّجُ الرؤى والأحاسيس.. في قصيدة “ارتحال” للشاعر التونسي ...
- حول -الإبداع النسائي- الشاعرة التونسية المتميزة فائزة بنمسعو ...
- جدلية العشق..والإنعتاق في اللوحة الإبداعية ( بين الضّلع والض ...
- قصيدة رائعة بإمضاء الشاعر التونسي القدير جلال باباي تنتصر لل ...
- إشراقات الحب والجمال..في قصيدة الشاعر التونسي القدير طاهر مش ...
- الشاعر التونسي الكبير د. طاهر مشي..في حوار مدهش..
- التكثيف الدلالي في قصيدة صهيل الرياح..يعانق وجهَ القمر..للشا ...
- قراءة تأملية متعجلة في قصيدة (الجنة الضائعة) للشاعرة التونسي ...
- صفاء الروح..واشراقات الذات في نصوص الشاعر التونسي الكبير د-ط ...
- هاجس الموت في قصيدة -أيها الموت خذني..ولا تسَل عني- للأديبة ...
- قراءة تأملية في قصيدة الشاعرة التونسية السامقة نعيمة مناعي - ...
- تمظهرات الإنزياح اللغوي في قصيدة الشاعر التونسي د.طاهر مشي - ...
- قراءة-تأملية-في قصيدة الشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي (أنت. ...
- الأستاذة/الشاعرة والكاتبة التونسية تتألق في رحاب قرطاج الثقا ...
- مؤسسة الوجدان الثقافية التونسية..تحتفي بصدور مولودها الإبداع ...
- على ربوة الإنتظار..-ها أنا جالس على مقعد لست فيه-.. - قراءة ...
- أنثى الماء..في ثوبها المرمري.. للكاتب المتميز تونسيا وعربيا ...


المزيد.....




- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - اشراقات الكلمة..ولمعان الحرف في قصيدة-أعتاب قافيتي-للشاعر التونسي القدير-د-طاهر مشي