|
العراق يُذبح بالقطن :
عزيز الخزرجي
الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد خافياً بأنّ العراق يُذبح بالقطن بيد أهله كما يقول المثل المشهور بين معظم الشعوب .. بسبب المؤمنين و الكفار والمنافقين والعملاء على حدٍّ سواء نتيجة تنمّر الشهوات و انتشار الجّهل في اوساط الحاكمين المتحاصصين من الداخل والحاكمون من الخارج!
في عام ١٩٨٢م التقى الامام الراحل باعضاء المجلس الاعلى العراقي و كان يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، الذي تشكّل بعد إصدارنا لبيان فريد لتأسيس مثل ذلك المجلس لانقاذ الساحة العراقية المعارضة ألمتأزمة والمتفككة على كل صعيد حتى داخل الحزب الواحد منهم!
لقد أكّد ألامام أثناء ذلك اللقاء على مسألة واحدة هي الوحدة لتحقيق النصر ، قائلاً : [لو إجتمع ألآن ١٢٤ الف نبي لما إختلف إثنان منهم، لذالك سِرَّ إنتصاركم بالوحدة، و هذا هو الدّرس المطلوب الواجب تعلّمه.
و بعد إنتهاء الحرب العراقية - الايرانية و التي ندم صدام على تأجيجها .. الى جانب فشل المعارضة العراقية في التأثير على النظام الذي ثار حتى على دول الخليج و الدول الاخرى كالثور الجريح؛ شاء الباري تعالى بدفع أمريكا و المتحالفين معه للقضاء على نظام صدام بعد ما تمّ تدمير وتعويق العراق و آلعراقيين ماديا وروحيا واخلاقياً، لينتشر الجهل و تعاظم الفساد والنفاق بينهم بحيث (شهد العراقييون الموت فرضوا بالحمى) كما يقول المثل! محاولا قوى التخريب الداخلي والخارجي كل بحسب دوره تخريب البلاد والعباد والمنطقة .. و هكذا شاء الله تدمير الظالم بالظالم [ونولي الظالمين بعظهم على بعض بما كسبوا] ليأتي دور المعارضة العراقية(قوى المجلس الاعلى) التي تشتت للمرّة العاشرة حتى الملس نفسه تحول الى حزب كالباقيين رغم محاولات الدولة الاسلامية لتوحيدهم بإطار (التحالف العراقي)، مقابل التحالفات الاخرى كمكون غير متجانس يعادي بعضه بعضا بظل نظام غريب لا هو ديمقراطي ولا وطني ولا اسلامي ولا إشتراكي و لا غير ذلك، وكأنه مجموعة حكومات بإسم حكومة واحدة الى جانب الف حكومة تحكمها الانظمة العشائرية ليحل الفساد الى ابعد غاياته كنتيجة طبيعية لنظام المحاصصة و العمل بعكس وصيّة الامام الراحل بالوحدة بدل الفرقة ؛ و تقسيم الحكومة .. لتكون رئاسة الجمهورية للاكراد ورئاسة الحكومة للشيعة و البرلمان للسنة، و المؤسسات لباقي المتحاصصين في أحزاب الخط الثاني والثالث ضمن ٥٠٠ كيان و حزب.
ظاهر الامر هو العدالة ودعم الحكومة و باطنه نشر الظلم والتفرقة و إسالة الدماء وكما شهدنا والى اليوم حتى ذهب ريح الاسلام وهو السبب الرئيسي لتركي ألمشاركة معهم!
هذا الوضع تسبب أيضا بعودة البعث وإنظمامهم للاحزاب و لمفاصل الدولة شيئا فشيئاً بمباركة علنية للمتحاصصين لبقائهم في مناصبهم وسرقة المزيد من أموال الفقراء.
و نتيجة لتلك التشكيلة الغير متجانسة تمّ إفراغ حتى الدين وبقايا الايمان من اوساط القلة القليلة من مؤمني الاحزاب بسبب ذلك و بسبب لقمة الحرام التي إنتشرت بين الجميع!!
فكيف يمكن لتشكيلة غير متجانسة تعادي بعضها بعضاً من قيادة مؤسسة او شركة صغيرة ناهيك عن قيادة دولة محكومة بالظلم والفوارق الختلفة كالعراق؟ بل الأمرّ ؛ انّ البارزاني على سبيل المثال الذي تحاصص الحكم مع الجائرين المتحاصصين؛ يحكم ثلث سكان العراق ضمن حدود الاقليم الكردي بالاضافة لذلك والجميع راضون ويدعمون ذلك الظلم لاجل مصالحهم الحزبية و العائلية .. لذلك فشل جميع ألمتآمرين مع الشيطان في بناء الدولة وتكريس الظلم والفساد!
هذا و رغم إعلان المتحاصصين عن فشلهم وعدم قدرتهم على إدارة الدولة؛ لكنهم ما زالوا مصريين على البقاء لسرقة الناس!
ليتسببوا بهدر ٣ ترليون دولار و كذلك معادات اكثر الشعب للحكومة لفقدان الكهرباء والماء والهواء والامن والنظام والخدمات والصناعة والزراعة والصحة والتعليم وغيرها.
في ظل هذا الوضع الداخلي ألمتازم و تكالب القوى الخارجية و الداخلية باتت حتى إجراء الانتخابات معقدة وصعبة ومستعصية نتيجة كثرة الاموال الحرام المسروقة التي تؤثر في نتائجها وكما كانت خلال العقدين الماضيين بعد ٢٠٠٣م.
و السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المحل :
ما الحلّ و ما الموقف المطلوب امام جماهير الشعب من جهة و من الجماهير نفسها أمام الحكومة لانفراج تلك الأزمات على الاقل بدل تأزيمها أكثر فأكثر بسبب المعارضة؟
هل الحلّ و المطلوب يكون بإخراج المزيد من المظاهرات و التصادم مع قوات الحكومة؟ هل الحلّ يكون بإثارة الفتن و تعميق الخلافات أكثر؟ هل الحلّ يكون بإدامة النهب وإستمرار الفساد والفوارق الحقوقية والطبقية؟ هل الحلّ بإستمرار الوعود الكاذبة الصريحة و الوسائل الخادعة؟ هل الحلّ بتكوين الخلايا المسلحة والمنظمات السرية لقلب الاوضاع وقطع رؤوس الفساد المشترك بين جميع المتحاصصين؟ هل الحلّ ببقاء الوضع على هذا الحال الماساوي لعقود أخرى من دون ضمانات ومصاديق .. بل مجرد وعود و تصريحات فارغة وكما شهدناها من البداية و حتى حكومة السوداني الحالية؟ كيف نقيّم المستقبل المجهول مع وجود المعتدين و الفاسدين الذين ثبت فسادهم وكذبهم لعشرات المرات داخلياً وخارجيّاً؟ و هل ستبقى المرجعيّة العليا الصمام الآمن صامتة امام هذا النزيف الجاري في اوساط الشعب خصوصا الفقراء منهم .. بينما الحلّ الأمثل بيدها و يتحقق بكلمة واحدة وبكل سهولة، خصوصاً بعد ما خسر المتحاصصون ودّ الشعب و تأييدهم الى جانب خسارتهم لودّ حكومات الخارج الساعية لتعميق جراح الشعب في الداخل؟
لعلّ هناك جواب عام واضح وسط زحام تلك المحنة و الاسئلة المتشابكة التي إشترك بإيجادها الجميع .. و الجواب هو التغيير .. حسب قوله تعالى : [لا يُغيير الله ما بقوم حتى يغييروا ما بإنفسهم]. و يتحقق التغيير من خلال الفكر .. من خلال دعم و حث الجميع لاقامة المنتديات الفكرية والثقافية وفتح المكتبات لتتمية الوعي الذي وحده يغيير الواقع، بعد معرفة الناس لحقوقهم.
في الختام نضع كل هذا الطرح المنطقي الفلسفي التأريخي في جانب .. لنرى في الجانب ألآخر وجود اصوات شاذّة للاسف لمجموعات هجينة و شاذّة تُصدّر بيانات و هتافات لا تخلو من السفسطائيّة والفوضى وهي تُهدّد و تعدّ بالعقاب و الاقتصاص بالقتل والاغتيال!؟ بينما الحلّ هو الحل وكما بيّناه بوضوح في الفلسفة الكونية .. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
الفقير لربّه والناطق بإسم فلاسفة العالم: عزيز الخزرجي.
#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحدّ الفاصل بين الفقه و العرفان :
-
الحد الفاصل بين الفقه والعرفان :
-
دور الحب في الحياة:
-
الى المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق
-
الغيبة تخريب للمجتمع
-
تنمية الخيال او العقل الباطن(البصيرة)
-
فكر الخزرجي ؛ اصالة و عمق
-
الغيبة آفة السعادة :
-
سبب إنتشار الفساد
-
سبب إنتشار الفساد ؟
-
الفرق بين كلام الانبياء و الفلاسفة
-
الرؤية الكونية للوجود
-
تعليق حول الكتابة الرخيصة:
-
متى يتحقّق العقل الكوني؟
-
نتاج عقائد المتحاصصين
-
أسرار في كتاب : [قصتنا مع الله] :
-
مَنْ المسلم الحقيقي!؟
-
الخطر القادم :
-
ألحُبّ في الفلسفة الكونيّة :
-
هل الأنسان مخيّير أم مُسَيّر؟
المزيد.....
-
في -كوب 28-.. طاولة دائرية -مؤثرة- تختصر تداعيات تغير المناخ
...
-
البرادعي: الهوة بين مكانة الدول وقدرات الشعوب بعالمنا العربي
...
-
فواز جرجس لـCNN: أخشى أن تتحول غزة إلى قنبلة موقوتة تؤدي إلى
...
-
صحفي أمريكي -يتصيد- خطأ للمرشحة الرئاسية نيكي هايلي قد يؤدي
...
-
خبير أوكراني: لا جدوى من تعبئة عسكرية بلا أسلحة غربية
-
ضابط استخبارات متقاعد: سياسة بايدن تحرّض على مواجهة نووية مع
...
-
خلال أسبوعين.. عائلة بريطانية تحرق جثمان قريبها المتوفي مرتي
...
-
فرقاطة فرنسية تتصدى لمسيرات هاجمتها في البحر الأحمر
-
الحرب على غزة في يومها الـ65.. لحظة بلحظة
-
شاهد: توابيت وأكفان رمزية للأطفال خلال مسيرة لدعم غزة في بير
...
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|