أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - الحدّ الفاصل بين الفقه و العرفان :















المزيد.....

الحدّ الفاصل بين الفقه و العرفان :


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 00:28
المحور: الادب والفن
    


الحَدّ الفاصل بين الفقه و العرفان :

الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة و السلام على رسول الله و على آله آل الله الطاهرين .. و بعد

للوصول الى الحقّ تعالى طريقان بأتجاه ذلك الهدف الواحد المنشود يُحدّد من خلالهما الانسان العاشق مسيره و تعامله مع قضايا الفكر الاسلامي و روح القرآن صورة و معنى ومصداق، أيّ نظرياً و عملياً ، و هما :

ألأول: ألاتجاه الفقهي التشريعيّ السائد ألمجرّد من الرّوح والبصيرة و عوالم القلب والرحمة والعرفان وأسرارها الكونيّة اللامتناهيّة.

ألثانيّ : ألأتجاه ألمعرفيّ ألكونيّ من خلال معرفة كُنه الأحكام والقوانين و أبعادها الغائيّة الكونيّة ألألاهيّة والأنسانيّة.

و لتبسيط ألأمر دقّق و تأمّل في الفوارق الواردة أدناه بين الأتجاهين :
أيّ بين آلإتجاه الفقهي و آلإتجاه ألعرفانيّ :

ألاتجاه الفقهيّ :
١. العقول في أصل الفطرة و التكوين تختلف بعضها عن بعض و يصعب إتّفاقها و إتحادها خصوصاً في الجانب الفكري و الاجتماعي كميدان لتحقيق الوحدة بدل الكثرة(الدليل آيه ١١٨/هود ).

٢. يعتمد على العقل بشكلٍ رئيسيّ في مسار الحياة على الأسس المنطقية و القوالب آلأصولية لاستحصال النتائج و قد عُرفوا بأهل العقل.

٣. يتعامل و يتدبّر النصوص القرآنيّة و الشرعية و كُنه الحقائق و الوجود من خلال العقل الظاهر و العلم و القرائن بعيداً عن أسرار القلب والرّوح و البعد الرابع(الزمن) الى جانب الطول والعرض و الارتفاع.

٤. ينشد الكمال من خلال تطبيق الاحكام الشرعية طبق الرسالة العملية(العبادات والمعاملات).

٥. إستنباط جميع الأحكام من المصادر الشرعية الاربعة المعروفة؛
القرآن و السنة والعقل و الاجماع.

٦. جميع العلوم بما فيها الفقه يكون اكتسابيّاً ببذل الجهد والتحصيل والبحث والتعليم والمناقشة ومداه عادة ما يكون محدوداً.

٧. يومنون بحركة العرض والظاهر أكثر من الجوهر .. بل البعض منهم لا يُؤمنون به اساساً مركزين على الشكل و المظهر و أبعاد(المسألة الفقهيّة)!

٨. الفقه هو علم الشريعة و الظواهر المحددة، التي تؤكّد على أحكام الدِّين و تطبيقاتها و كيفيتها الظاهرية كالصوم والصلاة والعبادات والمعاملات.

٩. يتعامل الفقيه مع الناس على أساس العقل و الحساب و الكتاب و الربح او الخسارة و الخمس و الزكاة و غيرها.

١٠. لا يؤمن بهدف كبير و مقدس يحقق معنى الجمال والحضارة في الوجود ضمن المدى الكوني.

١١. لا يُؤمن بالأتحاد و الحلول بل يفصل بين أهل الحقّ و يضع حاجزاً بينهم و بين الحقّ بدعوى إختلاف الماهيات بين الجانبين.

ألثاني : ألأتجاه ألعرفانيّ ؛

١. القلب هو منبع و مركز ألأسرار و وعاء ألمحبة وآلعشق و آلودّ والرحمة و هو الضامن الوحيد لإذابة الفوارق و الفواصل و الاختلاف بين الزواج و بين الناس في المسائل والمذاهب و آلأذواق الصورية والمعنوية.

٢. يتعامل بشفّافيّة و رقة عبر القلب و آفاقه بشكلٍ رئيسيّ مع الطبيعة و الإنسان و الله، و دور القلب يكون للتنبيه و القدح فقط، و يعرف أصحاب هذا الاتجاه بأهل القلوب أكثر من أية صفة أخرى.

٣. يتعامل مع احكام وحدود و آيات القرآن من خلال القلب والروح والوجدان ولا يكتفي بآيات ألآفاق الظاهرة .. بل يتعدى ذلك لآيات ألآنفس وملكوت الاشياء.

٤. ينشد آلكمال من خلال إفاضة ألروح بمحبة وعشق أهل البيت ومحبّيهم و تشويق الناس لهم عبر السلوك و آلإنعكاسات الايجابيّة للمبادئ في الواقع.


٥. إستنباط الأحكام المعقدة والمصيريّة لحياة الناس ومستقبلهم عن طريق ألإلهام والكشف والشهود والاتصال بصاحب العصر الإمام المهدي(ع) ككرامات بفضل العلاقة مع آل الرسول و وصيّه عليهم السلام.


٦. جميع العلوم بما فيها ألنبوآت تكون حضورياً بواسطة الإرتباط مع المعشوق بلا تدخّل العلوم الفقهية والأصولية وغيرها.

٧. يؤمن و يركّز على حركة الجّوهر أكثر من آلعرض، و قد لا يُؤمن البعض منهم بحركة العرض أساساً، بل يعتبرون الجسد بمثابة السّجن المُكبّل للجّوهر والقلب و قوى الروح الخمسة.

٨. العرفان هو علم العواقب و البواطن .. حيث يؤكد على الغاية والفلسفة من تشريع الحكم او الهدف ليمكنهم من تجسيده عبر السلوك في واقع آلآخرين و لا يكفي تقرير الحكم فقط.

٩. يتعامل العارف مع الجميع بقلب ابيض و منفتح وإيجابي و بالرفق والمحبة و الرحمة و آلرأفة و آلولاء لله الذي هو معنى المعاني و الذى بنوره تظهر الموجودات.

١٠. يؤمن بأن كل عارف سالك لا بد و أن يسلك طريق الحياة من خلال ثلاث أبعادٍ اساسية :
_طلب العلم والتخصص فيه.
_معرفة الجّمال.
_عمل الخير .. من دون طلب الشكر و التقدير.

١١. يُؤمن بأنّ العارف يمكنه تحقيق الاتحاد والحلول مع المعشوق.

في الختام :

إنّ ألذي نريد قوله بإختصار مفيد و بليغ من خلال فلسفتنا الكونيّة التي ختمنا بها (الفلسفة) هو :

في الجانب العبادي : لا يكفي أداء الأحكام عرضيّاً و بشكل ميكانيكيّ عبر حركات الجسم والبدن التكرارية، بل يجب مشاركة الوجدان والقلب معها.

في الجلنب الأخلاقي : لا يكفي تصنّع الحركات و الكلمات بشكلٍ روتيني و تكراري و عرفي بعيداً عن تفعيل القلب معها، لأنها ستكون بلا أثر على صعيد الحياة والعمل والانتاج.

في الجانب السّياسيّ : لا يكفي تشكيل عائلة او حزب او حكومة تحاصصية بإسم الدّيمقراطية والوطنية والاسلاميّة كالأمويّين والعباسيين والصداميين من دون العدالة في الحقوق و الحريات.

و هكذا الجوانب الأخرى؛ الإقتصاديّة؛ الاداريّة؛ ألعسكريّة؛ ألعلميّة؛ الصّناعيّة و غيرها.
و بذلك فقط نحقّق الغاية من الخلق ان شاء الله.

ألفقير إلى ربه :
خلاصة إحدى المحاضرات ألإسبوعيّة التي ألقيت في مركز الشهيد الصدر في مدينة تورنتو عام
٢٠٠٦م.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحد الفاصل بين الفقه والعرفان :
- دور الحب في الحياة:
- الى المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق
- الغيبة تخريب للمجتمع
- تنمية الخيال او العقل الباطن(البصيرة)
- فكر الخزرجي ؛ اصالة و عمق
- الغيبة آفة السعادة :
- سبب إنتشار الفساد
- سبب إنتشار الفساد ؟
- الفرق بين كلام الانبياء و الفلاسفة
- الرؤية الكونية للوجود
- تعليق حول الكتابة الرخيصة:
- متى يتحقّق العقل الكوني؟
- نتاج عقائد المتحاصصين
- أسرار في كتاب : [قصتنا مع الله] :
- مَنْ المسلم الحقيقي!؟
- الخطر القادم :
- ألحُبّ في الفلسفة الكونيّة :
- هل الأنسان مخيّير أم مُسَيّر؟
- ألعراق و العدالة


المزيد.....




- أفلام ومشاركة نشطة لصناع السينما العرب في مهرجان كان 2025
- ثقافة الخيول تجري في دمائهم.. أبطال الفروسية في كازاخستان يغ ...
- مصر.. القبض على فنان شهير لتنفيذ حكم صادر ضده بالسجن 3 سنوات ...
- فيلم -ثاندربولتس-.. هل ينقذ سلسلة مارفل من الركود؟
- بعد جدل ومنع.. مؤرخ إيطالي يدخل -الشوك والقرنفل- لجامعة لا س ...
- -أحداث دمشق 1860- تقلبات الفردوس والجحيم في قصة مذبحة وتعاف ...
- نقل مغني الراب توري لينز للمستشفى بعد تعرضه لاعتداء في السجن ...
- مهرجان كان: -التظاهرات الفنية لها دور إنساني في مناصرة القضا ...
- السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون ...
- رئيس الإذاعة المصرية الأسبق يوجه انتقادات لاذعة لياسمين عبد ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الخزرجي - الحدّ الفاصل بين الفقه و العرفان :