أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلياس شتواني - لا يوجد دولة عربية مستقلة














المزيد.....

لا يوجد دولة عربية مستقلة


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7668 - 2023 / 7 / 10 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يدافع المهدي المنجرة في كتابه "الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" على طرح مفاده أن أكبر تهديد أو إرهاب يمثله الغرب هو الإرهاب اللغوي و اللساني. لأنه اذا فرضت عليك مفهوما معينا، انتهى الأمر. يفرض عليك ما هو الحب، ماهو الله، ماهو التاريخ و الحاضر، و ما هي الحقيقة... انتهى الأمر. بهذه الطريقة أعطيك ادراكا و معاني، و أفرض عليك توجها فكريا معينا.
أمريكا تسيطر على العالم بقوة السلاح، لكن أيضا بقوة الاعلام و الدعاية. نحن نعيش في ظل ما يسميه الكاتب عصر الميغا إمبريالية، حيث الصراع الأساسي بين الدول و الثقافات أصبح يدور حول فرض القيم و المثل و الحقائق. أهم عنصر في هذا الصراع هو عامل الذل. الأنظمة العربية تركع و تسجد و تفرض على شعوبها الركوع مرتين: مرة لها و مرة للاستعمار الأجنبي المتحكم فيها. انه ذل مضاعف.
الأزمة الحالية ينقصها عامل الرؤية. النظام المغربي، على سبيل المثال، في صيغته الحالية نظام ملكي أسسه الاستعمار الفرنسي. يشتغل هذا النظام من خلال عدة آليات أهمها التفقيرقراطية، أي أن الفقر يصبح نظاما و وسيلة للحكم. هذا ما يفسر تفاقم هوة الفوارق الطبقية منذ زمن الاستقلال المزعوم. يتميز النظام أيضا بالجهلقراطية، حيث لا يتعلق الأمر بالأمية، بل بفقدان الذاكرة التاريخي و غياب رؤية واضحة للحاضر و المستقبل. جانب ثالث يدعى الكذبقراطية، أي حين يصبح الكذب شكلا من أشكال الحكم و يصبح الوعي مغلوطا و مزيفا. جانب أخير يسمى الشيخوخقراطية، حيث يختل ميزان الفئات العمرية و تسود الغلبة السياسية للشيوخ و تنعدم الديمقراطية في توزيع الأعمار و المهام.
هذه الأساليب في الحكم تتمثل في ما يسميه الكاتب بالفاشية العالمية الجديدة القائمة على النفوذ و المغالاة في السلطة. المغرب يعيش الاستعمار الثقافي الفرنسي، و الاستعمار الاقتصادي من قبل البنك الدولي، و الاستعمار السياسي و العسكري من قبل الولايات المتحدة. فما يسمى بالعولمة ليس الا تقليدا للقوي، و لا يشمل الجانب الاقتصادي و الليبرالي فقط. الحرب حضارية و ثقافية تتجاوز كل ما هو غير يهودي-مسيحي.
يقبل قادتنا الإذلال من هم أقوى منهم، وعندما يفعلون ذلك فإنهم يسقطونه و يسلطونه علينا نحن الشعوب. حين تقبله الشعوب العربية من قادتها، فهي بالتالي تقبل ذلا مركبا و مضاعفا. دخولنا في حقبة القوة الوحيدة يعني حربا حضارية ضارية. انها حرب ضد كل ما هو عربي-مسلم، و ضد كل ما هو غير يهودي-مسيحي.
الولايات المتحدة و الغرب لن يقبلا أبدا بنظام ديمقراطي في أي بلد من بلدان العالم الثالث، لأنها تحتاج الى بلدان تسير بطريقة اقطاعية ديكتاتورية و هو ما يفسر سهولة السيطرة على فرد أو حتى حكومة. يكمن الحل في نظر الكاتب من خلال الاتي:
- وعي حقيقي ومسؤولية كاملة لصانعي القرار تجاه مستقبل بلدانهم، والاعتقاد الراسخ بأن الإصلاحات الجزئية أو الانتخابات الوهمية ليست كافية.
- القطيعة و العصيان المدني. لا بد من ترسيخ اعتقاد بأن الوضع الراهن غير مقبول وأن الإصلاح الجزئي لا يكفي. لذلك تكمن الأولوية في التحرر الكامل من الهيمنة الثقافية والسياسية الأجنبية. لا يمكن استيراد الحلول أو فرضها بالقوة من الخارج. يمكن للعالم الخارجي أن يلعب دورا فقط في اطار من التعاون والخبرة على مستوى تخطيطي و ليس على مستوى القوة و الخضوع.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلترقص أمّة الشعر و اليأس
- تخطيب الجنس و تبعيته التاريخية للجنسانية
- الحقيقة من منظور الرصاص والصواريخ
- لقد كان مجرد شيطان
- المعرفة و السلطة: الإنسان نتاج خطابات
- المذهب النفعي: السعادة ليست فكرة مجردة
- كارل يونغ: نحن جميعا مجرمون ممكنون بحكم طبيعتنا البشرية
- هل يتجه الدين إلى قراءة خوارزمية بحتة؟
- هل نحن فعلا نعيش نهاية الطبيعة؟
- نظرية التطور: مقدمة قصيرة جدا
- لقد قتلنا الإله
- باروخ سبينوزا: البحث عن الله
- الأزمة السياسية بين المغرب والجزائر: التاريخ و الحاضر
- كائنات سماوية (Celestines)
- النبي محمد خارج المراجع الاسلامية
- عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا
- عيد العمال: إجابات صغيرة على الأسئلة الكبيرة
- عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية


المزيد.....




- مصادر لـRT: لا جديد في جعبة الموفد الفرنسي إلى لبنان
- تحالف موسكو وبكين بات كابوسًا على طوكيو
- فرقاطة أسطول البحر الأسود تطلق صواريخ -كاليبر- على أهداف عسك ...
- لحظة إنقاذ بحار مصري مفقود بعد غرق سفينة قبالة جزيرة ليسبوس ...
- موسكو تشكر مصر وقطر
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة أرتيوموفسكويه في دونيتسك
- أصغر أسير فلسطيني بخرج بـ-نصف جمجمة- (فيديو)
- الرئيس السابق للشاباك: نتنياهو كان مصدوما خلال الأسبوعين الأ ...
- سوتشي تستضيف فعاليات الدورة الثالثة لـ-مؤتمر العلماء الشباب- ...
- بيسكوف: اتهام روسيا بتسميم زوجة رئيس الاستخبارات الأوكرانية ...


المزيد.....

- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو جبريل
- كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية / عبدالجواد سيد
- العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا ... / محمد عبد الكريم يوسف
- العدد السادس من مجلة التحالف / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- السودان .. ‏ أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة / فيصل علوش
- القومية العربية من التكوين إلى الثورة / حسن خليل غريب
- سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك / ليزا سعيد أبوزيد
- : رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو ... / نجم الدليمي
- یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل / دلشاد خدر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلياس شتواني - لا يوجد دولة عربية مستقلة