أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر














المزيد.....

عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7585 - 2023 / 4 / 18 - 10:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الْمُعْتَزِلَةُ هي فرقةٌ اسلامية كلاميّةٌ ظهرت في أواخر العصر الأموي في مدينة البصرة وازدهرت في العصر العباسي. كان للمعتزلة دورً محوري على المستويين الفكري والسياسي. غلب على المعتزلة المنهج العقلي فاعتمدوا على العقل كمقاربة عقائدية وقدموه على النقل، ورفضوا الأحاديث، وقالوا بضرورة معرفة الله بالعقل، وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه الأصل، ولا يتقدم الفرع على الأصل، جاعلين العقل بذلك موجبٌا ومشرعا. من أشهر المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وإبراهيم النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، والزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار.
أهم الركائز التي تعتمد عليها المعتزلة هي الأصول الخمسة: التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
التوحيد
وحدانية الله أصل من أصول الدين، بل هو أول وأهم أصل قام عليه الإسلام. وهم في هذا السياق يعطون صورة لتنزيه مطلق لله، و يقرون بوحدانية بعيدة عن كل صور التجسيم والتشبيه. تثبت الْمُعْتَزِلَةُ الأسماء وسبعا من الصفات (العلم – القدرة – الإرادة – الحياة – السمع – البصر – الكلام).
العدل
تقاس أحكام الله على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أموراً وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقاً أو مسؤولا عن أفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم خيراً كان أو شراً.
المنزلة بين المنزلتين
هذا الأصل يعنى بحكم الفاسق في الدنيا. يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمناً بأي حال من الأحوال، ولا يسمى كافراً أيضا، بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مُصِراً على فسقه كان من المخلدين في عذاب النار.
الوعد والوعيد
المقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحداً منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة خالدون في النار، لكن يكون العقاب أخف من عقاب الكفار.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
هذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواءً أكانوا حكاماً أم رعية. فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند المقدرة.
هناك عقائد أخرى ميزت فكر المعتزلة. من تلك العقائد نذكر:
نفي قِدم صفاة الله
تنفي الْمُعْتَزِلَةُ صفات قديمة لله، لأنهم يروا أن إثبات الصفات القديمة لله هو إثبات لوجود قدماء مع الله، وهذا ينقض التوحيد ويؤدي إلى التجسيم والتشبيه، لذلك تنفي المعتزلة وجود صفات قديمة. أما عن علاقة الصفات بالذات، فالمعتزلة لا يرون انقساما حقيقياً للصفات عن الذات، فهي ليست شيئاً آخر سوى تعبيرا عن الذات.
الكلام الإلهي ومشكلة خلق القرآن
القرآن مخلوق وكلام الله مخلوق. أخضع الْمُعْتَزِلَةُ النصوص الدينية إلى القراءة العقلية. اعتبر المعتزلة أن القرآن يحوي نصوصا مختلفة ومتناقضة أحيانا، ففيها من الأوامر والنواهي والوعد والوعيد و التشريعات و الإخبار، كما يجمع بين الجوانب الروحانية والدنيوية في نفس الوقت. إذا كان ليس من المعقول نسبة التناقض في القول إلى الله، يصبح من اللازم إذا اللجوء إلى العقل لتفسير ما ورد في القرآن، مما ينزع عنه الأبدية و القدسية في نصوصه، لأن «كلام الله محدث ومخلوق في محل، كما هو حرف وصوت كتب أمثاله في المصاحف حكايات عنه»، كما يؤكد المعتزلة. بالاضافة الى ذلك، تنفي المعتزلة صفة الإعجاز عنه، وهو ما قوبل بوصفه مساّ بمقدسات أجمع عليها المسلمون. في هذا الجانب، كما في خلق القرآن، كان المعتزلة حريصون على منهجهم العقلاني في النظر إلى النص الديني، برفض كل ما لا يقبله العقل مهما كان مقدسا.
لقد تم تكفير الْمُعْتَزِلَةُ فيما مضى و طمس أفكارهم، لكن يبقى الأمل دائما في قراءة جديدة و تنويرية للنص الديني، قراءة بعيدة كل البعد عن الطابع العنيف، الخرافي، و المتناقض الذي لا يزال عالقا فيه الدين الاسلامي. كلنا أمل...



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية
- صلاة التراويح: بدعة عمر بن الخطاب
- العدالة البيئية Environmental Justice
- الفلسفة المثالية لأفلاطون
- من هرطقات البخاري: حديث إن أحدكم يُجمع خلقه
- من يحكم العالم
- المرأة و أصل العائلة
- رواية الطاعون: عبثية الإله و الوجود
- معاهدة واد راس: وصمة عار في تاريخ المغرب
- الفكر النسوي Feminism: مقدمة قصيرة
- بيان سايبورغ: مجتمع المدينة الفاضلة
- ما بعد الإنسانية Posthumanism: مقدمة قصيرة
- النسوية الإيكولوجية Ecofeminism: مقدمة قصيرة
- عقلي هو كنيستي
- التطور الفكري والديني للبشرية على الأرض
- حكم الرِّدة في الإسلام: بين حرية الفكر وإرهاب الدولة
- النظام الملكي في المغرب: إسلام السلطة و المال
- من أساطير القرآن: الجبال التي في السماء
- الأحاديث الصحيحة تثبت تحريف القرآن


المزيد.....




- “أطفالك هيبقوا أذكياء ومبسوطن” قناة طيور الجنة بيبي 2024 بتع ...
- رسالة شكر للعاملين على إصلاح كاتدرائية نوتردام في الأولمبياد ...
- فرح أطفالك في الصيف.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل س ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع صهيونية
- خلى اولادك يستمتعون.. تردد قناة طيور الجنة 2024 لأجمل برامج ...
- جماعات يهودية في بريطانيا تنتقد قرار الحكومة بعدم الطعن في ط ...
- جماعة التكفير والهجرة بطبعة يهودية في إسرائيل
- بعد فتوى العدل الدولية.. تحركات فلسطينية لبلورة قرار أممي ضد ...
- مؤتمر -طريق الحرير الروحي- الخامس بروسيا.. حضور دولي كبير وخ ...
- “ثبتيها لاولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 علي نايل س ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلياس شتواني - عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر