أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إلياس شتواني - هل يتجه الدين إلى قراءة خوارزمية بحتة؟














المزيد.....

هل يتجه الدين إلى قراءة خوارزمية بحتة؟


إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 02:47
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ما هو الدين؟
يبدو أن هذا هو السؤال المحوري وسط كل ما يتعلق بالجانب التطوري والفكري والنفسي للبشر. بدأت فكرة الدلالة الدينية عندما حاول الإنسان البدائي أولاً فهم وإدراك العالم المحيط به. لقد فسر الإنسان العالم إلى كيانات ثنائية ومتضاربة. كان للعالم المادي تأثيره الأكبر. الشمس والقمر والحرارة والبرودة والظلام والنور وما شابه ذلك من الظواهر الطبيعية أعطت الإنسان انطباعًا بأن حياته محكومة بكيانات وظواهر أعلى وأكثر تعقيدًا منه. كان فهم الإنسان العاقل لتفوق النظام الطبيعي سطحيا و ضعيفًا للغاية. كان قد انخرط في زراعة الأرض فقط في العشرة آلاف سنة الماضية. قبل ذلك، كانت مصادر حياته الرئيسية تعتمد بشكل أساسي على الصيد.
مع تطور زراعة الأرض، بدأ الإنسان العاقل في إعادة تنظيم نفسه بطريقة أكثر جماعية. تمثل هذا، من بين جوانب أخرى، في إنشاء المدن الكبرى، واختراع الكتابة، واعتماد المسكوكات. لقد نظم نفسه من خلال قاعدة بيانات حضارية جديدة وأكثر مركزية. مع هذا التقدم الملموس، لا تزال الحاجة إلى المعنى والشعور بالإيهام والإنجاز من سمات حياته اليومية.
اعتاد الإنسان في بابل القديمة وأوروك على بناء المعابد والاتصال بالسماء والتضرع إلى النجوم. كان يعتقد أن حركة الكواكب والنجوم تحكمها أسرار باطنية تتحكم في حياته وتشكل مصيره. لقد ربط حياته المادية والاجتماعية بأكملها بقوى غير معروفة وغير مرئية. شكلت السماء مسرحية لعبت فيها جميع عناصرها دورًا أساسيًا في تحديد إدراكه الداخلي والخارجي للوجود. انتقلت هذه القوة من مركزية وحدة الوجود وتعدد الآلهة إلى عقيدة توحيدية جديدة تمامًا. زيوس ورع وعشتار،على سبيل المثال، تمت صياغتهم في إله واحد، الله. لقد نقلت هذه الرؤية البشر من كونهم جزءًا من النظام الطبيعي إلى مركز للوجود، وأعطته بذلك سمات وأهمية كبيرة.
يعكس الدين دافعًا تطوريًا يدفع الإنسان لإيجاد معنى وهدف يتجاوزان حياته المقرونة حصرا بالمادة. معنى وعقيدة يتجاوزان الفكر والأخلاق البشرية المتقلبة والمتغيرة باستمرار. ومع ذلك، استمر نفس الدافع. هذا الأخير تمت قولبته في اطار من القرابين و الأضاحي والإخلاص التام للرجل في السماء، لتخترق بذلك فكرة التوحيد طريقها لتشكيل فهم جديد للسماء ورؤية خاصة بها. ليس غرضي هنا الخوض في الجوانب السيكولوجية و الفلسفية المرتبطة بتطور العقيدة الإبراهيمية أكثر، ولكن فقط للإشارة إلى فكرة بسيطة، أن هناك بالفعل أسباب وضرورات وراء ظهور الدين المنظم. الدين المنظم هو التوحيد السياسي والخضوع الكامل لله، للسبب الأول، وللمبدأ الأول.
من المعقول حقًا اقتراح قراءة جديدة للعقيدة الابراهيمية في ضوء التطور. ليس هذا فقط، ولكن من الممكن قراءة تاريخها ليس فقط في سياق النضال الاجتماعي والاقتصادي، ولكن أيضًا من وجهة نظر التفاعلات الكيميائية الحيوية والدوافع الجسدية. هذا ما يميز القرن الحادي والعشرين حقًا، محاولته إخضاع جميع الظواهر للطرق العلمية. البشر عبارة عن مزيج من الخوارزميات التي تعمل لغرض معين ويتم دفعها بواسطة ديناميكية كهروكيميائية خاضعة حصرا لتقلبات المجال الخارجي. يتكون الدين أيضًا من خوارزميات يمكن تفسيرها من حيث الجينات والتفاعلات الكيميائية والملاءمة الظرفية. موسى مات. لكن التوراة لم تمت. لقد عكس الدين، ولا يزال، مشاعر وأفكار وتجارب معظم البشر. أعتقد أن الوقت قد حان الآن للتفكير في قراءة جديدة وتقدمية للكتب الدينية. وهو أمر سيقرر حتما مستقبل الإيمانيات والروحانيات البشرية.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن فعلا نعيش نهاية الطبيعة؟
- نظرية التطور: مقدمة قصيرة جدا
- لقد قتلنا الإله
- باروخ سبينوزا: البحث عن الله
- الأزمة السياسية بين المغرب والجزائر: التاريخ و الحاضر
- كائنات سماوية (Celestines)
- النبي محمد خارج المراجع الاسلامية
- عندما باع السلطان حفيظ المغرب للاستعمار الفرنسي ب40000 فرنكا
- عيد العمال: إجابات صغيرة على الأسئلة الكبيرة
- عقلانية الْمُعْتَزِلَةُ بين فشل الماضي و مقتضى الحاضر
- الجوانب السياسية لرمضان
- الاختلافات بين الطوائف المسيحية
- صلاة التراويح: بدعة عمر بن الخطاب
- العدالة البيئية Environmental Justice
- الفلسفة المثالية لأفلاطون
- من هرطقات البخاري: حديث إن أحدكم يُجمع خلقه
- من يحكم العالم
- المرأة و أصل العائلة
- رواية الطاعون: عبثية الإله و الوجود
- معاهدة واد راس: وصمة عار في تاريخ المغرب


المزيد.....




- تورطت بعدة حوادث مرورية ودهس قدم عامل.. شاهد مصير سائقة رفضت ...
- مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها
- مصر.. اكتشاف أطلال استراحة ملكية محصّنة تعود لعهد الملك تحتم ...
- شي جين بينغ يصل إلى صربيا في زيارة دولة تزامنا مع ذكرى قصف ا ...
- مقاتلة سوفيتية -خشبية- من زمن الحرب الوطنية العظمى تحلق في ع ...
- سلالة -كوفيد- جديدة -يصعب إيقافها- تثير المخاوف
- الناخبون في مقدونيا الشمالية يصوتون في الانتخابات البرلمانية ...
- قوات مشتركة في الفلبين تغرق سفينة خلال تدريبات عسكرية في بحر ...
- مسؤول: واشنطن تعلق إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بسبب رفح
- وسائل إعلام: الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات على ممثل أمريكي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إلياس شتواني - هل يتجه الدين إلى قراءة خوارزمية بحتة؟