أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - الروبوتات تخاطب الإنسان من جنيف !















المزيد.....

الروبوتات تخاطب الإنسان من جنيف !


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الإنسان اقتنع بشكل كامل أنه لا يجيد التقدم إلى الأمام، ولن يستطيع صنع مستقبل مشرق و آمن على الصعد السياسية، الاقتصادية،الاجتماعية والبيئية، وأن الإنسانية لن تستطيع التعاون أو التضامن أبدا خارج أحداث مباريات كؤوس العالم لكرة القدم. بناءا على تلك القناعة حشدت نخبة العالم المبتكرة للتكنولوجيا قواها لتصنع بديلا للإنسان يحل مكانه، ثم يبيده لاحقا، تأكيدا لتلك القناعة، وانتصارا لقوانين الغباء البشري، حيث الإنسان يصرح بعدم صلاحيته للمستقبل، لذا حاكم الإنسان نفسه تكنولوجيا، فقرر إبادة نفسه بنفسه بقوة التكنولوجيا، تلك النعمة التي أفسدت ذكاءه الاجتماعي، وأفسدت حياته، وأحالتها إلى مستنقع من الحروب والدمار، والمشاكل الاقتصادية،والنفسية،والتكنولوجيا.

منذ فترة ليست بالقصيرة كنت عازفا عن الكتابة بسبب حاله اكتئاب أمر بها، أو غير راغب في فعل التدوين، لا أعرف بالضبط وكان للتكنولوجيا لمسة في ما أعانيه، لكن اليوم أثارت أعصابي تلك المخلوقات الغريبة التي تشبهني وتشبهك المسماة روبوتات، المجتمعة منذ يوم أمس بجنيف في إطار "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي من أجل الصالح العام" التي ينظمها الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) على مدار يومين "لتدارس" الكيفية التي يمكن بها للتكنولوجيات الجديدة أن تدعم أهداف التنمية المستدامة (SDG) للأمم المتحدة في مجالات مثل مكافحة أزمة المناخ وتعزيز الاستجابة الإنسانية.

نعم الروبوتات أثارت أعصابي، أصابني تبخترها، وخصوصا قولها وهي تخاطب صانعها الإنسان،" نحن نريد الصالح العام للبشرية" بنوبة عصبية شديدة، مع القليل من الغيرة لكونها تشبهنا، مع الشعور بهزة عاطفية لم استطع إخفاءها، لأنه بين الروبوتات المجتمعة نسوة مثيرات، " نحن نريد الصالح العام للبشرية". هكذا إذن تجرأت الدمى التي صنعها الإنسان أن تخاطبه وهو يحركها، وتحاوره لتطمئنه أنها لا تريد له الا الخير، والصالح العام مستقبلا.

قمة جنيف العالمية للذكاء الاصطناعي كلها مثيرة للأعصاب والمخاوف، وتأكد نهاية كل ما هو إنساني قريبا جدا، نهاية السياسة،الاقتصاد،المجتمع،الصحة،البيئة، والخطير نهاية السلام العالمي، لأنها تأكيد واضح لأمر واحد، لا يمكن للإنسان أن يوقف امتلاك الروبوتات للمزيد من القرارات واستعمارها للكون، والدليل هو انفصام شخصية منظمة الأمم المتحدة الفاشلة سياسيا ، بسبب قوة وثبات زحف الروبوتات فقبل حوالي ثلاثة أسابيع من الآن أظهرت كبريات وسائل الإعلام الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وهو يبكي تقريبا، معلنا أن العلماء والخبراء دعوا للتحرك، وأعلنوا أن الذكاء الاصطناعي تهديد وجودي للبشرية، لا يقل عن الحرب النووية، مؤكدا "يجب أن نأخذ تلك التحذيرات بجدية بالغة". لكن، بدل أن يرفع غوتيريش الملف إلى لجنة تصفية الاستعمار، وتتحرك دول العالم لتحييد الخطر، ها نحن اليوم نشاهد الأمم المتحدة تشارك بقوة في قمة جنيف و تجلب أحدث ما تم التوصل إليه في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات إلى جنيف، من خلال الوكالة المعنية بالتكنولوجيا التابعة للأمم المتحدة، في تعاون غريب مع الاتحاد الدولي للاتصالات ITU.

أنا ملتمس للعذر للسيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة ، أن يبكي دون أن يستطيع تحييد خطر الذكاء الاصطناعي، وليس غريبا أن يقوم بالعكس، وينغمس بقوة في دعم مجتمع الروبوتات الجميل، على نفس القدر الذي ألتمس فيه العذر لكل الأمناء العامين للأمم المتحدة السابقين له، ومن سيأتون بعده، لان الأمم المتحدة أصبحت منظمة للنحيب والبكاء، ولن تستطيع تقديم أي حل لمشكلات العالم، وكل ذلك بسبب التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والدليل ما تلحقه لعبة الطائرات المسيرة بالسلام والأمن العالم، في كل مكان، فقريبا سوف يستطيع زعماء القبائل، وحتى بلطجية الأحياء في المدينة، أو القرية الواحدة، الحصول على طائرات مسيرة واستخدامها في الصراعات الضيقة، وقد تصبح موضة لدى بعض الأثرياء لتقدم كهدية عيد الميلاد،عيد الحب،أو مهرا عند الزفاف.

في يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، قالت الروبوتات العاملة والمقررة في الأمم المتحدة، وسلمت البشر العامل لديها هناك بيانا لنشره يعلن أن عدد سكان العالم بلغ 8 مليارات شخص، مما يعتبر معلما بارزا في تاريخ التنمية البشرية، والمفارقة الخطيرة أن نفس الروبوتات أقنعت العاملين في الأمم المتحدة دعم جيل جديد أكثر ذكاء من عائلتها ليستعمر العالم بسلاسة، ويديره بدل تلك الثمانية مليارات.

الكون أمام مستعمر جديد، يتكون مجتمعه من ثمانية روبوتات اجتماعية بشرية بمعني كل مليار إنسان يساوي روبوتا واحدا، وأكثر من 20 روبوتاً متخصصاً ، على عدد قضايا الكون المصيرية ، مناصفة بين الرجال والنساء حتى لا ينزعج أي إنسان من الجنسين، وهذا المجتمع فوق مجتمع الدول، ويعمل بسلاسة دون جغرافية،أو انتماء سياسي يذكر، ومستعجل لاحتلال العالم، على لسان العاملة لديه السيدة الأمينة العامة الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات دورين بوغدان-مارتن، "إن من مصلحتنا الجماعية أن نتمكن من تشكيل الذكاء الاصطناعي بشكل أسرع مما يعمل هو على تشكيل مستقبلنا."، وتصريحها يضم مرضا، انفصاما، أو خدعة نفسية في غاية الخطورة تستحق الدراسة.
المستعمر الجديد من الروبوتات، مخادع أيضا، ومنافق خطير، لتسهيل عملية الاستعمار، لم يظهر من خلال قمة جنيف للذكاء الاصطناعي، سوى قدراته الايجابية بين مكافحة الحرائق وتقديم المساعدات لتوفير الرعاية الصحية والزراعة بشكل مستدام، مع إخفاء الوجه المدمر القادم للمستعمر القادم من الروبوتات، مثل شن وإدارة حروب أكثر فتكا وتدميرا، إنهاء فرص العمل،تدمير البيئة،وإلغاء إنسانية الإنسان، من خلال ممارسة التفكير وعمل الحواس.
لا أخفيكم قولا، كم أخشى من الروبوتات وأغار منها، خصوصا أنها سحبت تعقيدات كبيرة على مستقبل طفلي المراهقان، حيث أصبحت مرتبكا، حذرا، لا أعرف ما أقدمه لهم من القيم، ما هي التعديلات التي يجب على إدراجها على مسارهم الدراسي ، لكن في نفس ألان ، اعترف لتلك المخلوقات الغريبة الجميلة، بالذكاء وكونها عرفت أين تجتمع وتعلن غزوها القادم، في جنيف حيث بنك العالم،وقراره المالي، وفي نفس المكان سوف ينتهي قرار الإنسان سياسيا،اقتصاديا،اجتماعيا،بيئيا، ليحل محله قرار الروبوتات.

ختاما، اقترح على دول العالم التحلي بالشجاعة، واعترافا بقوة مجتمع الروبوتات القادم، بيع الأمم المتحدة وكل المنظمات والوكالات التابعة لها، إقليميا ودوليا،في مزاد علني تنظمه الروبوتات نفسها، دون جعلها متاحف، لأنها لا تذكر سوى بالماسي والفشل، وتطلب من تحالف شركات التكنولوجيا المصنعة للروبوتات التي "تسعى إلى الصالح العام" صناعة روبرت عملاق محايد، ندخل إليه بيانات مشاكل العالم، وحروبه، عله يقدم لنا حلولا ناجعة من عاطفة الصالح العالم التي أعلن عنها، كما أطلب من البشر التعليق والتفاعل مع هذا المقال، أما انتم الروبوتات الذكية المتربصة خلف منصات "التواصل الاجتماعي"، وروبوت ChatGPT، عذرا فالأمر لا يعنيكم ، أنا أخاطب وأحاور بني جنسي من البشر، فقط ابتعدوا عن حرية الذهاب إلى دورة المياه، فالأمر في غاية الخصوصية.

انتهى 100/100



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر وإيران متشابهتان وإعلان تحالفهما التعاقدي ضرورة استراتيج ...
- دولاند ترامب هددني، هل هددك أنت وشعبك ؟
- هل ينعش محمد ولد الغزواني العلاقات المغربية - الموريتانية ؟
- الولي الصالح سيدي عبد الرحمن التهالي يوحد قبائل الصحراء
- العلاقات المغربية – الجزائرية وإعلام التحريض والفتنة
- أوباما وروحاني متشابهان !
- العلاقات المغربية – الجزائرية...رأي خارج السياق
- حكومة الإسلاميين الثانية و مقولة الاستثناء المغربي؟
- هل حلف قبيلة الرقيبات - حزب الاستقلال ضرورة سياسية ملحة؟
- الربيع العربي يتعرى على الأرض السورية
- الخدع السياسية تغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ
- الكويت في الزمن الاخواني ومستقبل الأنظمة الملكية العربية
- ورقة بنموسى و جدار تدهور الثقة بين الصحراويين وأجهزة الدولة
- عكاز محمد السادس...حكمة ملك يؤسس لملكية شعبية ومستقرة
- وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات الم ...
- كرامات - الولي الصالح - ألأممي كريستوفر روس؟
- الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي
- تأثيرات التسلح الايراني على السياسة والأمن في الشرق الأوسط
- الأزمة السياسية الكويتية والأمن الخليجي
- المعارضة السياسية الكويتية وقرار المحكمة الدستورية حل مجلس ا ...


المزيد.....




- شاهد كيف بدت خوذة جندي روماني عمرها 2000 عام بعد ترميمها
- بكل هدوء.. كاميرا توثق لحظة انتحار رجل أعمال باكستاني (فيديو ...
- -حماس- ترد على اتهامات بلينكن بتعطيل اتفاق وقف إطلاق النار
- اشتباكات بين الطلاب المؤيدين لفلسطين والمؤيدين لإسرائيل في ج ...
- من مصر إلى غزة.. قافلة بيت الزكاة والصدقات السابعة تدخل معبر ...
- أكاديمية علوم روسية تعد برنامجا لاستصلاح القمر
- وزيرة إسرائيلية: صفقة الرهائن تلقي بأهداف الحرب في -سلة المه ...
- لابيد: لا أعذار سياسية لنتنياهو تبرر رفضه صفقة الرهائن
- أوكرانيا.. محاكمة 10 أطباء زوروا مصدّقات طبية لأشخاص للتهرب ...
- جنرال إسرائيلي: مصر ضاعفت قوتها المدرعة وتسعى لتقزيم قدرات إ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - الروبوتات تخاطب الإنسان من جنيف !