أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - أوباما وروحاني متشابهان !














المزيد.....

أوباما وروحاني متشابهان !


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 4296 - 2013 / 12 / 5 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن اتفاقية جنيف التي وقعت يوم 24 نوفمبر الماضي في جنيف، بين الدول الكبرى 5+1 وإيران حول البرامج النووية الإيرانية، مثلت نصرا كبيرا للجهود الدبلوماسية التي بذلتها الدول الموقعة على الاتفاق، وترجيحا للحوار السياسي والأمني بدل سياسات الحصار الاقتصادي،والتهديد بمشاريع التدخل العسكري التي تكاد تصبح السمة الرئيسة لدبلوماسية النظام العالمي الحالي؛ كما أن الاتفاقية قد تكون بداية لاختفاء مصطلحات ظلت مسيطرة إلى أمد قريب على السياسات الخارجية وأجهزة الإعلام الدولية، وهي : "الشيطان الأكبر الأمريكي"،و"محور الشر الإرهابي الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وقد تؤدي الاتفاقية إلى تخفيف حدة التوتر في الشرق الأوسط؛ وقد تشكل هذه الصدفة التاريخية نهاية حقيقية لحالة العداء والجفاء والشتائم التي استدامت طيلة 34 عاما الماضية بين إيران والولايات المتحدة.

لكن في الوقت ذاته، أعتقد أن التوصل لتوقيع الاتفاقية نتيجة طبيعة لعوامل غير دبلوماسية أو تفاوضية، وهي تتعلق بتشابه السمات الشخصية للزعيمين الأمريكي باراك أوباما، والإيراني حسن روحاني، نظرا لما تميزا به كشخصيتين سياسيتان، من ميول واضحة للسلام، وعقول سياسية مرنة تتميز ببرجماتية منقطة النظير؛ وهي بلا شك محصلة نظرة جديدة للمعانة السياسية التي ميزت الإرث الياي والاقتصادي والأمني الذي ورثه الرجلان .

لقد عانى كلا الرجلين، نفس المعاناة.الرئيس باراك أوباما أتي إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن أفسد سلفه جورج بوش سمعة الولايات المتحدة الأمريكية، وأثر سلبا على مكانتها في الشرق الأوسط، بعد غزو العراق سنة 2003 والإطاحة بنظام صداع حسين. وبعد سنوات من تحطيم العراق بسبب تسويق مزاعم كاذبة ومخادعة من قبيل إحلال الديمقراطية، وتدمير بنيته التحتية، وصب الزيت على نيران خطوط التماس الطائفي والمذهبي، انسحب الجيش الأمريكي الذي وعد بالديمقراطية وحقوق الإنسان من العراق في عهد الرئيس أوباما، مهزوماً محطماً تاركاً العراق لمصير مظلم من الفوضى السياسية والأمنية، حيث القتلى بالمئات يومياً إضافة إلى التصفيات الجسدية والاقتصاد المدمر والشلل السياسي والفراغ الدستوري.

على الجانب الآخر،أتى الرئيس حسن روحاني إلى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد أن أدت سياسات أحمدي نجاد المتطرفة ولهجته اللاذعة اتجاه الغرب، إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية في حق إيران وارتفاع التضخم إلى أكثر من 30 في المائة وإلى رفع معدل البطالة وإضعاف الريال الإيراني.

بشكل مفاجئ، ومرن، عبر الرجلان عن إدراكهما أن الصراع الأمريكي – الإيراني هز الجانبين ولم يجلب أي انتصار مطمئن لأي جانب؛ فلا الولايات المتحدة الأمريكية تمكنت من إسقاط النظام الإيراني أو السيطرة عليه، ولا إيران أيضا تمكنت من إبعاد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من المنطقة. ومع بقاء إيران صامدة على الرغم من الحصار والعقوبات الصارمة للولايات المتحدة الأمريكية عليها، استمرت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في الحفاظ على قواهما ضد جميع مساعي إيران.
من جهة ثانية يؤشر توقيع اتفاقية جنيف حول البرامج النووية الإيرانية، إلى اعترافات ضمنية تفيد فشل التصورات والسياسات الأمريكية والإيرانية في الشرق الأوسط.

لقد دعمت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاطئ فوضى ثورات ما سمي بشكل متعسف ربيعا عربيا. فقد أظهرت إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما عجزا كاملا عن التأثير في الأحداث في مصر هذا البلد الحليف لها – بل إنها أثارت سخط واستياء كل الأطراف السياسية في مصر. فعندما تدخلت الجيش المصري يوم 3 يوليو وأزاح الرئيس محمد مرسي – الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين التي باتت محظورة – تحولت إدارة الرئيس اوباما إلى أضحوكة لدى المصريين – وبقية الشعوب في الشرق الأوسط – حيث أنها راحت تتخبط ولا تدري ما إذا كان ستعتبر أن ما حدث في مصر يمثل «تحولا» أو «تصحيحا» أو «انقلابا».

وفي المقابل شاركت إيران الولايات المتحدة الأمريكية فشلها في مصر بعد دعمها الفاشل لجماعة الإخوان المسلمين، الذي أربك استقرار مصر وأضر باقتصادها ، كما أن إيران ظلت إلى حدود عشية توقيع اتفاقية جنيف الداعم والحليف الرئيس لنظام بشار الأسد؛ وحرصت على طول خط زمن الأزمة السورية على مده بالمقاتلين والسلاح، لكنها لم تتمكن من تحقيق أهدافها الإستراتيجية عبر الأزمة السورية، بل ساهمت بشكل درامي في إيصال سوريا إلى وضعية غير مسبوقة من الفوضى السياسية والأمنية، وسحب ملفها النووي المزيد من التعقيدات على الملف السوري.

إن هذا التطابق التاريخي بين السمات الشخصية للرئيسين أوباما وروحاني؛وركونها معا، بشكل مفاجئ للواقعية السياسية ، يطرح العديد من الأسئلة الملحة من بينها :

- هل تؤدي اتفاقية جنيف إلى تغييرات جذرية في السياسات الإيرانية، إزاء الأزمة السورية؟

- هل يمكن اعتبار اتفاقية جنيف تشجيعا من الغرب لإيران، على استكمال خطتها في سوريا، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية لا ترغب في إفشال صفقتها السياسية مع إيران، ولو على حساب ما تزعمه من رغبتها في مساندة الثورة السورية، والتحول الديمقراطي بها، وإنهاء معاناة الشعب السوري، وتخليصه من براثن ديكتاتورية بشار الأسد ونظامه؟

- هل تترك الإدارة الأمريكية، والغرب عموما، وإيران بالتبعية سوريا إلى مصير مطابق لما حدث في العراق، من حروب طائفية ومذهبية، وفوضى سياسية وأمنية ؟.



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلاقات المغربية – الجزائرية...رأي خارج السياق
- حكومة الإسلاميين الثانية و مقولة الاستثناء المغربي؟
- هل حلف قبيلة الرقيبات - حزب الاستقلال ضرورة سياسية ملحة؟
- الربيع العربي يتعرى على الأرض السورية
- الخدع السياسية تغير الشرق الأوسط إلى الأسوأ
- الكويت في الزمن الاخواني ومستقبل الأنظمة الملكية العربية
- ورقة بنموسى و جدار تدهور الثقة بين الصحراويين وأجهزة الدولة
- عكاز محمد السادس...حكمة ملك يؤسس لملكية شعبية ومستقرة
- وزير الخارجية الدكتور سعد الدين العثماني ورؤيته للعلاقات الم ...
- كرامات - الولي الصالح - ألأممي كريستوفر روس؟
- الأزمة السورية ومستقبل تركيا السياسي
- تأثيرات التسلح الايراني على السياسة والأمن في الشرق الأوسط
- الأزمة السياسية الكويتية والأمن الخليجي
- المعارضة السياسية الكويتية وقرار المحكمة الدستورية حل مجلس ا ...
- ضرورات اغتيال الربيع العربي...وعودة المثقف العربي إلى رشده
- المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية
- إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
- الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - أوباما وروحاني متشابهان !