أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية















المزيد.....

المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقد من الزمن أصبح جليا بالنسبة لمختلف النظم السياسية،حجم التغيرات الجذرية التي طرأت على مستوى الجسم الإعلامي كسلطة رابعة من حيث نوعية الأداء وكيفيته، حتى شخوص ناشطيه، عندما أضحت كل تلك التغيرات عصية على المتابعة والتحليل،لما تقدمه دائما من مفاجآت نوعية استطاعت تغيير الأحداث وصناعتها في العديد من الدول،ليتخذ الإعلام منحى جديدا،يتجاوز التصنيفات العادية من قبيل : هذا خبر وذاك تقرير صحفي وتلك المادة الإعلامية ريبورتاجا، عندما أصبح بإمكان كل أفراد المجتمع أن يصبحوا صحفيين ومناضلين.

اليوم تقدم الانترنت موادا إعلامية مزلزلة من وحي الواقع وليست من المكاتب الفاخرة، كما أن الإعلام الرقمي يتميز بسرعة الأداء وخفته ومتعته لما يقدمه من فقرات نصية خفيفة و دقيقة،تؤدي المعنى بشكل تام ، ومن صور وفيديوهات ممتعة ومدهشة ، لتصبح قيمة ساعة زمن واحدة على الانترنت ـ تعادل أياما كثيرة من التصفح الملتزم للصحف الورقية التي أصبحت في نظر المواطن لا تسمن ولا تغني من جوع من حيث التزود بالمعلومة.

كما أن الإعلام الالكتروني، يحمل تقديرا نفسيا واهتماما كبيرا بالمواطن من حيث كونه إنسانا يتفاعل مع الأخبار ووجهات النظر،يقرأ ويعلق ويدافع عن نفسه ويبلغ عن الإساءات من خلال نظم التعليق الذكية والمتطورة،وهو ما لم تتحه الصحف الورقية والإعلام التقليدي بمختلف أشكاله على مر السنين.
لنبدأ من الأعلى،الإعلام الرقمي كان جبارا وعصيا حتى على وحدات النظام الدولي لكونه اثر وعدل حتى في التوازنات الدولية.ولكي لا نبتعد كثيرا ،نذكر بالتسريبات الخطيرة التي قام بها جن الويكيليكس ،جوليان آسانج ،وما سحبته من آثار على العلاقات بين الدول و النظام الدولي برمته.

ومن هنا يصبح جليا أن المدون على الانترنت،يقوم بعمل نبيل بعيدا عن الايدولوجيا الحزبية المنغلقة على شاكلة الصحافة الورقية.وليسمح لي الأصدقاء الممارسين للصحافة الورقية بالافتراض أنه يصعب أن نعثر على صحافة مستقلة ضمن الصحف الورقية لتبعية هذه المؤسسات لرأس المال الممول والذي غالبا ما يكون حزبا أو مستثمرا يسعى وراء الربح أو جهة غير معروفة قد تكون أكثر رسمية كالمخابرات مثلا.وبالتالي،في اعتقادي الشخصي على الأقل أصبح مفهوم الاستقلالية اقرب إلى الصحافي الرقمي أكثر من غيره،لأنه ينجز تدوينا ته ومواده المصورة بعيدا عن سلطة المدراء الايديلوجية أو المالية وهي تنفذ رغبة صاحب مقص الرقيب المعروف بوزارة الإعلام والاتصال بكل أريحية مستلقيا على أريكته،أو هاويا من خلال تصوير وقائع الشارع اليومية، أوصيادا الكترونيا بارعا للمفسدين والمرتشين و موثقا لحالات الخطأ والظلم التي ترتكبها السلطة عند قمع المظاهرات مثلا،وغالبا ما يكون هذا العمل بدافع نضالي نبيل.

من هنا لم تكن المملكة المغربية بمعزل عن الاستفادة من التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للنضال الرقمي على واقعنا اليومي.فلولا التدوينات النوعية للمدونين للمغاربة على الانترنت، لما ردع الفساد وتراجع إلى الوراء، بعدة أجهزة رسمية للدولة،ولما انخرطت الدولة بشكل جاد في محاربة دور الصفيح، ومعالجة المشاكل الاجتماعية ، ولا عرفنا شيئا عن طاقات المملكة المبدعة المهملة، التي تحتضر إهمالا ليسارع المسؤولون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. كما أن مشروع التنمية البشرية استفاد كثيرا من حركة الشارع والتدوين على الانترنت.

وغير بعيد،وعلى وقع مايسمونه ربيعا عربيا ،واسميه فوضى عربية ، لولا الإعلام الرقمي لما ظهرت حركة عشرين فبراير،التي كانت بدايتها مع فيديو على اليوتوب ، وهو فيديو مثل حصانة تستمد قوتها من كون المجتمع المغربي أصبح يعرف هذه الحركة، كما أن العالم بأكمله اطلع على أفكارها المتعلقة بالإصلاح السياسي والاقتصادي ،وبالتالي لم يمكن للسلطات حتى أن تغامر في قمعها وتجاهلها، وها نحن اليوم أما حوار ايجابي رسمي مع هذه الحركة أسفر عن دستور جد متقدم والبقية تأتي ، ورغم ما حدث من انفلاتات أمنية خلال مظاهرات الحركية، عندما يحتد شكل النضال، وهي فلتات تم رصدها أيضا بتقنيات النضال الرقمي العصية على المراقبة.

كل الأفكار السابقة، تصب في إطار تنبيه أصدقائي المدونين ، وكل الممارسين للإعلام الرقمي ، أنهم في موقع قوة ولا يحتاجون إلى إرسال الخاطبة إلى وزير الاتصال، وأن الانزلاق إلى مستوى سياسات الاستقطاب من طرف وزير الاتصال ، يحمل الكثير من المخاطر أكثر من الايجابيات،خاصة إذا تعلق الأمر بالتمويل والاعتراف الرسمي ، من خلال البطائق الصحفية وغيرها من الوثائق. لكوننا كمدونين نقوم بعمل يتعلق بنشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وفضح الفساد وردعه، وهو ما يتقاطع مع السياسيات الرسمية للمؤسسة الملكية، وحتى عندما يتم تنزيل هذه السياسات إلى مستوى العمل الحكومي.

وما دام لا بد من النضال ، وانتزاع مكتسبات للصحفيين الرقميين من الحكومة بشكل قانوني رسمي، فيجب أن يتجه العمل إلى النضال من أجل قوانين الحق في الوصول إلى المعلومة وحماية الأشخاص مصدر المعلومات ،والنضال ضد قمع المدونين وتعطيل المواقع والمدونات وفي الأخير أوجه خطابا مباشرا إلى زميلي الصحفي الالكتروني عادل اقلعي ، ثم إلى السيد المحترم وزير الاتصال إنكما أيها الفاضلان ، إذا زوجتما كعدليين غير مكلفين، كل من السيدة الصحافة الرقمية بوزارة الاتصال، فإنكما بذلك تشهدان زواجا فاسدا ليفرخ الزوجان،مواقع ومدونات أولاد حرام ، نظرا لكثرة الانتهازيين والفضوليين ، وتعطلان بذلك مسار حرية التعبير والديمقراطية وتشوهان الربيع المغربي.



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
- الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن
- خطاب المسيرة الخضراء و لعب أصحاب نظرية جزاء سنمار
- حقيقة عمل لجنة دستور الأغذية الدولي
- السياسة الذبابية
- حزب صديق الملك ومحدد القبيلة بمحافظات الصحراء الغربية
- أوباما والتغيير الأمريكي
- مفاوضات منهاست ومخاطر المنطقة الحدية لنزاع الصحراء الغربية
- ايران بومب فوبيا
- المغرب : أزمة حرية التعبير بين قيود السلطة وجرأة الصحفيين
- خبر عاجل : انفلونزا النظام السياسي العربي


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - المملكة المغربية ومخاطر تدجين السلطة للصحافة الالكترونية